السعودية تدشن برنامج توطين تقنيات استمطار السحب

  • تاريخ النشر: السبت، 12 أكتوبر 2024
السعودية تدشن برنامج توطين تقنيات استمطار السحب

في خطوة تاريخية تعكس التزام المملكة العربية السعودية بتحقيق الأمن المائي والاستدامة البيئية، أعلن المهندس عبد الرحمن الفضلي، وزير البيئة والمياه والزراعة ورئيس مجلس إدارة المركز الوطني للأرصاد، عن إطلاق مرحلة جديدة من البرنامج الوطني لاستمطار السحب.

تعزيز قدرات السعودية في مجال الأرصاد الجوية

وكشفت تقارير صحفية لصحف محلية أن هذه المرحلة تركز على توطين المعرفة وتوظيف أحدث التقنيات في مجال استمطار السحب.

وفي مؤتمر صحفي عقد بمقر الوزارة، أكد الفضلي أن هذه الخطوة تأتي متماشية مع رؤية المملكة 2030، وتهدف إلى تعزيز القدرات الوطنية في مجال الأرصاد الجوية وإدارة الموارد المائية.

وقال: "إن برنامج توطين المعرفة لتقنيات استمطار السحب يمثل نقلة نوعية في جهودنا لبناء القدرات الداخلية وتعزيزها، مما سيؤدي إلى استدامة الأعمال ورفع مستوى تغطية وكفاءة عمليات الاستمطار".

وأضاف الوزير أن البرنامج سيسهم في خفض التكاليف المصاحبة لتشغيل الطائرات، وتحسين مخرجات البرنامج الوطني لاستمطار السحب.

وأشار إلى أن هذه الجهود تدعم بشكل مباشر مبادرة السعودية الخضراء وقمة الشرق الأوسط الأخضر، مؤكداً التزام المملكة بتحقيق مستقبل بيئي مستدام.

تحسين الظروف المناخية وزيادة فرص هطول الأمطار

من جانبه، قدم الدكتور أيمن غلام، الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للأرصاد والمشرف العام على البرنامج الوطني لاستمطار السحب، شرحاً مفصلاً عن أهمية البرنامج.

وقال: "هذا البرنامج ليس مجرد مبادرة تقنية، بل هو خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز الأمن المائي وضمان استدامة مواردنا الطبيعية".

 وأضاف أن البرنامج يسعى للاستفادة من التقنيات العالمية المتطورة لتحسين الظروف المناخية وزيادة فرص هطول الأمطار، مما يساهم في مواجهة التحديات البيئية المرتبطة بالتغيرات المناخية.

وكشف غلام عن بعض الإنجازات البارزة للبرنامج منذ انطلاقه، بما في ذلك إجراء أول رحلة استمطار في أبريل 2022، كما أشار إلى التقدم الملحوظ في مجال الدراسات البحثية التي مكّنت من الاستفادة المثلى من عناصر الطقس في المملكة

وفي عرض تفصيلي، قدم أيمن البار، المدير التنفيذي للبرنامج الوطني لاستمطار السحب، إحصائيات مثيرة للإعجاب عن أداء البرنامج.

فقد أتم البرنامج 6 مراحل من عملياته التشغيلية، مع تنفيذ 444 رحلة جوية وأكثر من 1400 ساعة طيران، واستخدمت هذه العمليات 4 طائرات متخصصة بذرت 8753 شعلة استمطار، مما أدى إلى إنتاج 5 مليارات مليمتر مكعب من الهطول المطري.

وأضاف البار أن طائرة البحث العلمي التابعة للبرنامج سجلت أكثر من 160 ساعة طيران، مما يعكس الجهود المكثفة في مجال البحث والتطوير، كما أشار إلى الخطط المستقبلية لتوسيع نطاق العمليات وتحسين فعاليتها.

الجدير بالذكر أن البرنامج الوطني لاستمطار السحب انطلق كإحدى المخرجات الرئيسية لقمة الشرق الأوسط الأخضر، التي أعلن عنها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز.

ويهدف البرنامج إلى المساهمة في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 من خلال زيادة مستويات هطول الأمطار، وإيجاد مصادر جديدة للمياه، وزيادة وتكثيف الغطاء النباتي.

وقد بدأت العمليات التشغيلية للبرنامج من مناطق الرياض وحائل والقصيم كمرحلة أولى، مع خطط للتوسع في مناطق أخرى من المملكة. ويعمل البرنامج على مواجهة التحديات المتعلقة بالتغيرات المناخية والتصحر والجفاف، مما يعزز جهود المملكة في تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة.

وفي ختام المؤتمر الصحفي، أكد المسؤولون على أهمية التعاون الدولي في مجال الأرصاد الجوية وإدارة الموارد المائية، مشيرين إلى أن تجربة المملكة في استمطار السحب يمكن أن تكون نموذجاً يحتذى به في المنطقة والعالم.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة