الساحر محمود عبد العزيز..خلاف مع الزعيم أدى لحصوله على دور رأفت الهجان

محمود عبد العزيز فنان لا خلاف على موهبته، وتميزه في جميع أنواع الأدوار التي قام بأدائها سواء على شاشة السينما أو التليفزيون. ولعل أشهر أدواره التي حفرت له مكانة لا ينازعه فيها أحد بقلوب مشاهديه هو دوره في مسلسل رأفت الهجان. الذي نال من خلاله شعبية جارفة في جميع أنحاء العالم العربي. فهل تعرف أن هذا الدور كان مرشحا ﻷن يؤديه فنان آخر؟

نعم..هذا هو السر الذي كشفه الإعلامي عمرو الليثي. والذي كان يعرفه منذ طفولته حيث كان الفنان الراحل محمود عبد العزيز صديقا لوالده ممدوح الليثي.

رأفت الهجان بين محمود عبد العزيز وعادل إمام:

عمل الليثي مساعداً للمخرج الكبير يحيى العلمي في مسلسل (رأفت الهجان).  وقد كشف أن دور رأفت الهجان كان مرشحاً في البداية ﻷن يؤديه الفنان عادل إمام. وخاصةً بعد النجاح الكبير الذي حققه الزعيم في مسلسل (دموع في عيون وقحة) والذي تناول موضوعاً مشابهاً. وقد قام عادل إمام بالفعل بأداء جلسات بروفات مع فريق عمل المسلسل لكي يستعد للدور.

لكن أثناء أداء البروفات حدث خلاف ما بين عادل إمام وفريق العمل. فقد تحفَّظ النجم عادل إمام على فكرة افتتاح المسلسل بوفاة رأفت الهجان.  واعتبر هذا حرقاً لفكرة المسلسل. وحاول أن ينقل رأيه لمؤلف المسلسل صالح مرسي. الذي رفض هذا الرأي وتمسك برأيه. خاصةً أن رفعت الجمال/ رأفت الهجان الحقيقي كان قد توفى قبل فترة بسيطة من بدء العمل في المسلسل.

أدى هذا إلى اعتذار عادل إمام عن أداء الدور، ليقع الاختيار بعدها على الفنان (محمود عبد العزيز) والذي كان متحمساً جدا ﻷداء دور رأفت الهجان حتى أنه لم يهتم بوضع أية شروط، ولا اهتم بالأجر. وكان أجره زهيداً جدا. 

فكان اهتمامه بأن يؤدي هذه الشخصية هو الأولوية التي جعلته يتغاضى عن أية أمور مادية.

محمود عبد العزيز في مواقع التصوير:

وأضاف عمرو الليثي، وهو نجل الفنان ممدوح الليثي :"كان الأستاذ محمود عبد العزيز صادقا في مشاعره إلى أقصى حد وشديد التأثر، تظهر دموعه بصدق وحرارة خلال تصوير مشاهد المسلسل وقلبه قلب طفل صغير.. وعُرف عن محمود عبد العزيز تعاونه مع زملائه من الفنانين للوصول بالعمل إلى أفضل صورة. فكان يعطي ملاحظات جانبية لزملائه من الفنانين. وإذا وجد أن أحدهم أداءه ضعيف كان يتظاهر بالخطأ ويقول(ستوب نعيد من تاني) ثم يذهب للفنان الذي يشاركه في المشهد وينصحه هامسا كي لا يلحظ أحد ويتسبب في إحراج زميله". 

خلافات متكررة:

لقد أدى هذا الموقف لنشوب خلاف حاد بين عادل إمام والساحر محمود عبد العزيز استمر لقرابة ستة أعوام، حتى تصالحا في حفل زفاف ابنة الفنانة زهرة العلا والفنان حسن الصيفي.

ولم يكن هذا هو الخلاف الأخير بينهما . فبعد سنوات عاد الخلاف مرة أخرى. فقد كان من المقرر أن يقوم محمود عبد العزيز بدور الفنان عمر الشريف في فيلم (حسن ومرقص). لكنهما اختلفا، لتمسك عادل إمام بيوسف معاطي ككاتب للعمل، وتمسك محمود عبد العزيز بوحيد حامد وهو ما أدى لخلافهما مرة أخرى.

الصدفة صنعت بدايته:

بدأ محمود عبد العزيز حياته طالبا في كلية الزراعة جامعة الأسكندرية، وكان طالباً متفوقاً، حتى أنه عُيِّن معيداً بعد التخرج، وحصل على درجة الماجستير، في موضوع غريب وهو زيادة المنتج من عسل النحل.

أثناء الدراسة كان مشاركاً بفريق المسرح بالكلية، حيث رآه المخرج نور الدمرداش الذي طلب منه المشاركة معه في أحد أعماله. لكنه رفض أن يترك الأسكندرية أو عمله في الجامعة.

إلى أن التقى مرة أخرى بالمخرج نور الدمرداش بالصدفة أثناء زيارته للقاهرة. وقال له: "مش هسيبك"، وأخذه معه لتصوير مشهده الأول في مسلسل الدوامة. وكان أول أجر له من التمثيل أربعة جنيهات، حيث اضطر للتغيب عن عمله في الجامعة لإكمال المسلسل وهو ما أدى إلى فصله منها فيما بعد.