الخوف من الفشل وريادة الأعمال.. اقتل عدو نجاحك الأول

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 10 يوليو 2024
الخوف من الفشل وريادة الأعمال.. اقتل عدو نجاحك الأول

يلوح شبح الخوف من الفشل فوق كل مشروع جديد أو فكرة تظهر في رأس رواد الأعمال، ولأنه شبح لعين يمكنه بسهولة أن يعكر صفو المياه الجارية، لكن كيف يمكنك أن توقف فعلته وتتصدى له، وما هي الأسباب التي تشكل هذا الخوف بداخلك؟ وهل هناك مخاوف أخرى غيره تعرقل مسيرتك في ريادة الأعمال؟ كل تلك الأسئلة يجب أن تعثر على إجابتها قبل أن تتخذ قرارك بالاستسلام وتأجيل تنفيذ فكرتك.

الخوف من الفشل وريادة الأعمال.. اقتل عدو نجاحك الأول

ما هو الخوف من الفشل

تخيل أن يكون العائق أمامك الذي يمنعك من النجاح هو عائق وهمي لا يتواجد سوى بداخلك، هكذا هو الخوف من الفشل، فهو إحساس لا يتواجد سوى بداخلك ويمكنك السيطرة عليه وإلا أفسد أعمالك وأدى إلى تراجع مستواك في عالم ريادة الأعمال.

من الأشكال التي يظهر عليها الخوف المستمر من الفشل، عدم القدرة على المخاطرة وتجنب الأفكار المبتكرة والتسويف وكذلك عدم الثقة بالنفس، لذلك إذا كنت تعاني من أي من الأعراض السابقة، يجب أن تسرع للعثور على حل لمشكلتك وتجنب الشعور بالفشل.

وإلى جانب أشكاله المتعددة يؤثر الفشل بشكل سلبي على أداءك ويجعلك غير قادر على الإنتاج، لذلك يجب أن تتعلم ردود الأفعال العاطفية الإيجابية التي تُنقذك من خوفك المستمر، حيث يثير لديك الإحساس بالخوف من الفشل الكثير من المشاعر السلبية ومنها القلق والتوتر والشعور بالذنب.

ينتج الإحساس بالخوف من الإخفاق عن بعض العوامل الشخصية والاجتماعية ومنها توقع الكثير من الشخص أو ما يفوق قدراته، والتعرض للفشل المتكرر بشكل لا يجعله يريد إعادة التجربة، أو عدم امتلاك المهارات الكافية للتقدم في العمل.

الخوف من الفشل وريادة الأعمال.. اقتل عدو نجاحك الأول

أهمية الخوف من الفشل لرواد الأعمال

قبل أن نخبرك بطريقة التخلص من الخوف المرضي من الفشل، يجب أن تعلم أن بعض أنواع الخوف تكون مطلوبة في عالم ريادة الأعمال وذلك لعملها على ضبط ميزان التهور لديك، وتحذيرك في الأوقات التي تحتاج إلى النصيحة فيها، لأن الخوف يجعلك ترى السلبيات والإيجابيات بصورة واضحة وتقيم الوضع بشكل كلي قبل الإقدام على تنفيذ أي خطوة.

كيف تتخطى الخوف من الفشل في ريادة الأعمال

من المسموح للجميع الفشل فهو علامة على النضج والتجربة والقدرة على المحاولة، لكن ما لا ليس مسموحًا به هو الاستسلام للفشل أو الخوف منه، لذلك يجب أن تعلم كرائد أعمال أن عليك الفشل لتحقق النجاح والسقوط لانطلاقة أقوى.

ينبع الشعور بالخوف من الإخفاقات لدى رواد المال من الخوف من الفشل المادي الذي يخلف الكثير من الآثار، لذلك يجب أن تتعلم كيفية التعامل مع الأمور المالية بشكل جيد قبل خوض أي تجربة.

بالإضافة إلى ذلك قد لا يتحمل الجميع صعوبة الفشل على النفس ويجدون صعوبة في تقبله ويتحول الأمر إلى الخوف من التجربة، لذلك يجب أن تتعرف على أفضل الأشياء التي تساعدك على التخلص من الخوف من الفشل.

التحكم النفسي في المشاعر

يجب على رائد الأعمال امتلاك ما يكفي من الذكاء العاطفي، لأن ذلك الوعي هو ما سيجعله يتحكم في خوفه من خلال الإقرار بمشاعره سواء كانت إيجابية أو سلبية والقدرة على التعامل معها دون أن تؤثر بشكل سلبي على سلوكه.

كيف اتخلص من الخوف من عدم النجاح؟دائمًا ما تكون المشاعر السلبية غير منطبقة على الواقع، فالواقع يشير إلى بعض الإنجازات، لكن مشاعرك ترى احتمالات السقوط فقط، لذلك يجب ان تسيطر على تلك المشاعر وتهذبها بشكل يجعلك ترى الأمور على حقيقتها دون أي إضافات.

يجب أن تعلم أن الكثير من القرارات غير الصائبة تكون نابعة عن المشاعر، لكن أثرها يبقى عالقًا في ذهنك كتضييع فرصة ذهبية أو ربح ممكن.

الخوف من الفشل وريادة الأعمال.. اقتل عدو نجاحك الأول

تخطي العواقب باستخدام الخوف

هل تريد التخلص من الخوف من الفشل؟ هناك الكثير من الأمثلة في عالم ريادة الأعمال والتي تشير إلى قدرتك على تحويل الخوف من أداة سلبية إلى أداة إيجابية وتوظيفه في مكانه المناسب، حيث يمكنه مساعدتك على رصد العيوب والمشكلات قبل وقوعها والعمل على حلها، أو التمتع بالحذر الشديد في التعامل مع الآخرين.

يمكن أن يتحول خوفك إلى المحفز الأساسي لك للنجاح والتفوق، وأن تكون سابقًا لمنافسيك بخطوات لتأمين نفسك من الفشل، مع العمل الجاد المثمر، فالحل هنا مواجهة الخوف واستغلاله بدلًا من الهرب منه.

البحث عن المساعدة

يتعلق الخوف من الفشل بعدم الثقة في قراراتك، لذلك لا تتردد في طلب المساعدة من أصحاب الخبرات في العمل حتى تضمن الوصول إلى القرارات التي لا تندم عليها، وسيساعدك ذلك على الإحساس بالثقة وعدم الخوف.

يمكن أن يكون الأشخاص الذين اخترتهم للاستشارة من العاملين في نفس مجالك أو من العلاقات التي أسستها مع المستثمرين الآخرين ورواد الأعمال، حيث يساعد التفكير الجماعي على توسيع مداركك والوقوف على الأسباب الأساسية لخوفك ومعالجتها.

الخوف من الفشل وريادة الأعمال.. اقتل عدو نجاحك الأول

مخاوف رواد الأعمال

هل تتوقف مخاوف رجال الأعمال عند القلق من الفشل فقط؟ الإجابة لا، فهناك الكثير من المخاوف الأخرى وبعضها متعلق بالخوف والآخر غير ذلك، لكن الأكيد هو تخلي الكثير من رواد الأعمال عن أحلامهم بسبب الخوف في فترة ما من عمرهم، وإليك أهم هذه المخاوف.

الخوف من المخاطرة

يفضل الجميع القرارات المدروسة السليمة التي تسير على خطوات ولها توقعات إيجابية كثيرة، لكن القليل فقط هم من يفضلون المخاطرة، لذلك تعتبر من أكبر مخاوف رواد الأعمال الآن، فهم لا يريدون الاندفاع والوقوع في الفشل بناء على هذا الاندفاع غير المخطط له.

تعتبر المخاطرة من سمات ريادة الأعمال، ولكن القليل فقط هو من يدرك قيمتها ويستخدمها بالشكل الصحيح.

الخوف من فقدان الدعم المالي

قد يكون رائد الأعمال في بداية حياته ولا يمتلك الوقت للعمل على مشروعه لامتلاكه وظيفة تقيده، ويخشى أن يتركها ويفقد العائد المالي الثابت منها، لكن يمكنك القيام بالمغامرة على الجانبين، فمن ناحية تعمل على الالتزام بوظيفتك وعلى الجانب الآخر تقيم مشروعك وتستمر في تنميته، وبهذا تكون قد تغلبت على ذلك العائق وحققت حلمك.

يمكن للوظيفة أن تحقق لك الأمان المالي ولكن مشروعاتك الحقيقية تحقق لك أكثر من هذا بكثير.

الخوف من الفشل وريادة الأعمال.. اقتل عدو نجاحك الأول

الخوف من قلة الخبرة

يخشى رواد الأعمال المبتدئين الفشل بسبب عدم وجود الخبرة الكافية لإدارة مشروعاتهم، لكن في الحقيقة لا يوجد شخص يولد وهو يعرف كل شيء، لذلك اعمل على متابعة المجال الذي ستعمل من خلاله للتعرف على الجوانب الإيجابية والسلبية به.

لا تستسلم من البداية واعلم أن الجميع يبدأ وهو بدون خبرة وأن السقطات وحدها هي ما تساعده على التقدم في العمل والحصول على أفضل الفرص.

الخوف من آراء الآخرين

ماذا سيقول الآخرون عني إذا فشلت؟ هذه من المخاوف الكبرى التي يصاب بها الفرد عندما يبدأ في عمل مشروعه، وذلك لأنه يخشى حكم الآخرين عليه بالفشل وكيف يمكن أن يترك الوظائف الثابتة ويلجأ إلى التمسك بحلم قد ينجح أو يفشل، لكن هنا تظهر فكرة عدم الخوف من الفشل والمتابعة بالرغم من العوائق الظاهرة والعواقب غير المضمونة.

الخوف من تمويل المشروع

لا يمتلك بعض رواد الأعمال المال الكافي لدعم مشروعاتهم، وهو ما يجعلهم يفكرون في التراجع عن الفكرة بالكامل، لكن يجب أن تسأل نفسك أولًا كم عدد الأشخاص الذين يريدون تغيير واقعهم ويمنعهم المال، وكم عدد من استطاعوا تنفيذ ذلك بالفعل، حيث يمكنك القيام بالأمر مثلهم فلا تتردد لأن الأمور الآن لم تعد كالماضي، ففي الماضي كنت ستحتاج إلى الدعم المالي الكبير، أما الآن فالانتشار السريع عبر مواقع التواصل الاجتماعي يوفر عليك كل هذا.

الخوف من عدم تحقيق الأرباح المتوقعة

إن التفكير الصحيح في بداية طريق ريادة الأعمال يجب أن يبتعد كل البعد عن الربح السريع، وذلك لأن العمل الجاد سيثمر بالتأكيد، لكنك لا يمكن أن تجبر شجرتك على طرح الثمار في غير أوانها، لذا تمتع بالصبر وانتظر أن تحصل على ما تريده وهو ما سيحدث إذا كنت صادقًا في العمل ولا تنشغل عنه بالتفكير في مخاوفك المتعددة.

كيف يؤثر الخوف من الفشل على ريادة الأعمال؟

يعتبر المحرك الأساسي للخوف في نفوسنا هو كون هناك الكثير من المجهول عنا، لكن ليس كل ما هو مجهول يخيف لأن بعد المجهول قد يحمل لنا أقدارًا لا نتخيل مدى سعادتنا بها، فالخوف لن يمنع القدر، لكن الشلل الذي يصيب حياتك بسببه قد يؤدي إلى ذلك.

يعتبر الخوف من الفشل من الظواهر التي لا يمكن تجاهلها ويجب العمل على التخلص منها، ولكن لماذا؟ هناك العديد من السلبيات التي تتسبب بها تلك الظاهرة وتؤثر على رواد الأعمال وتمنعهم من تحقيق أحلامهم،

إعاقة التقدم

يقف الخوف من الفشل كحائل حقيقي بين رواد الأعمال والفرص التي تقابلهم، حيث لا يتمكنوا من تتبع حدسهم والحصول على تلك الفرصة بسبب الخوف من كونها غير مجدية، وهو ما يمنعهم من التقدم وارتفاع مستواهم في السوق أو تطوير ما يقدمونه.

تجاهل الأفكار المبتكرة

يقف رواد الأعمال أمام الأفكار المبتكرة حائرين لأنها تعد مغامرة حقيقية بسبب كونهم أول من يقومون بها، ولذلك يبدأون في التفكير والتخطيط الجيد، لكن يأتي الخوف من الفشل فيقيدهم ويمنعهم من اتخاذ تلك الخطوة أو استكمال ما بدأوه.

الالتزام بالروتين والحلول التقليدية

إذا كنت تخشى من الوقوع في الفشل، سوف تجد نفسك من الأفراد الذين يتبعون الروتين والسير على الالتزامات التقليدية وهو أمر يجعلك تتأخر دائمًا عن الآخرين، فلا تحصل على الفرصة المناسبة بسرعة أو تتقدم.

هذا الثبات قد يراه البعض أكثر أمانًا، لكن على العكس لا يمكنك إثبات ذلك على المدى الطويل، لأنه بينما تثبت أنت يتقدم غيرك، وحتى إن كنت رقم 1 في السوق سيأتي غيرك ويسبقك حتى تصبح في ذيل القائمة.

رفض النقد البناء

يرفض بعض رواد الأعمال النقد البناء الموجه لهم والذي يريد العمل على مصلحتهم، ولكن الخوف الداخلي يجعلهم يصنعون آذانًا مصفحة في مواجهة تلك النصائح وعدم الإصغاء إليها مهما كان الثمن، وهي خسارة كبيرة يجب أن يفكر فيها كل رائد أعمال ويتجنب وقوعه بها، لأن آراء الآخرين قد تكون مهمة وفعالة في الكثير من الأحيان.

عدم الثقة بالنفس

يتسبب كذلك الخوف من الوقوع في الفشل في عدم الثقة بالنفس، فيظن رائد الأعمال أن فكرته قد تكون جيدة لكن قدراته ومهاراته القليلة هي السبب في عدم إتمام الأمر على أكمل وجه، لذلك يجب أن تعمل على تقوية حسك الذاتي وثقتك بنفسك للتغلب على تلك المخاوف.

يمنعك الخوف من استخدام كافة مهاراتك والاستمتاع بقدراتك لأنك تخشى استخدامها وبالتالي تتراجع تلك القدرات التي تحتاج إلى العناية والتطوير، والذي لا يحدث إلا بالاطلاع الجيد على نقاط الضعف التي تظهر بدورها عند السقوط فقط.

الافتقار إلى حدس النجاح

يفقد رائد الأعمال بدوره القدرة على توقع النجاح، ويبدأ بترك كل الأعمال التي قد يكون هناك نسبة ولو بسيطة بها تؤدي إلى الفشل، وينسى تمامًا أنه هناك الكثير من العوامل التي تؤثر على النجاح مهما كانت التوقعات مثل العوامل الخارجية من تغيرات بالأسواق، وأن عليه الثقة في حدسه والعمل بجهد وترك النتائج لوقتها الصحيح.

في الختام تعرفنا على كافة الطرق التي تؤهلك إلى التخلص من الخوف من الفشل، وكيف يمكنك الاستفادة منه في بعض الأحيان وكذلك المخاطر الأخرى التي تهدد رواد الأعمال وعليهم العمل على الوصول إليها والتخلص منها، نظرًا لارتباط البعض منها بالخوف من الإخفاق.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة