الحوار مع النفس.. كيف يغير حياتك بالكامل؟

  • تاريخ النشر: الخميس، 13 يونيو 2024
الحوار مع النفس.. كيف يغير حياتك بالكامل؟

الحوار مع النفس من أصدق الحوارات التي يمكن أن يقوم بها الفرد، ولكن هذا الصدق لا ينفعك في الكثير من الحالات إذا كان ينطوي على العديد من المشاعر السلبية، لذلك يجب أن تهتم بقيمة ما تقدمه لذاتك خلال تحدثك إليها، وكيف يمكن أن تتخلص من السلبية وتجعل نظرتك لنفسك المحرك الأفضل لدفع حياتك إلى الأمام.

الحوار مع النفس.. كيف يغير حياتك بالكامل؟

ما هو الحوار النفسي؟

يحتاج كل فرد منا إلى حديث مطول مع النفس، وذلك لسلامته النفسية وللوقوف على ما يجب ان يتطور في شخصيته أو التعرف على التغيرات التي أصابته من حين لآخر.

لذلك يعتبر الحوار مع النفس هو ذلك الحديث الداخلي الذي يجريه الفرد مع نفسه، حيث يقوم بتخيل حوار بين "أنا حاضرة" و "أنا أخرى"ويتم داخل العقل كليًا أو من خلال حديث مسموع.

الحوار مع النفس.. كيف يغير حياتك بالكامل؟

أنواع الحوار مع النفس

يعتبر الحوار مع الذات منقسمًا إلى شقين أحدهما إيجابي والآخر سلبي، ولكل نوع منها خصائصه التي تميزه وتأثيره.

الحوار الإيجابي

يعتمد الحوار الإيجابي مع النفس على ذكر الصفات الإيجابية وتحفيز الشخص للتقدم نحو أهدافه مما يزيد من ثقته في نفسه ويساعده على تحدي أي عقبات تقع في طريقه، بالإضافة إلى القدرة على الإنجاز في أسرع وقت ممكن.

الحوار السلبي

لا يكون الحوار السلبي هو الأفضل بالنسبة للتحدث مع نفسك، فيجب على الفرد عدم التحدث عن نفسه أو معها بصورة سلبية حتى لا يتسبب ذلك في إصابته بالقلق والاكتئاب.

لا يستطيع الإنسان الذي يتحدث إلى نفسه بشكل سلبي التقدم في حياته أو الشعور بقيمته.

الحوار مع النفس.. كيف يغير حياتك بالكامل؟

تأثير الحوار السلبي مع النفس

يمكن للحوار السلبي مع النفس أن يدمرها بالكامل ويتركها بدون شغف أو غير قادرة على تخطي المحن ومن سمات هذا الحوار:

  • يتميز بالانتقاد المفرط للشخص من خلال إغراق ذاتك بالتعليقات السلبية على كل ما يخصك سواء من طريقة لبس أو حديث أو عمل، فكل شيء تصلك رسالة حول مدى كونه سيئًا.
  • من سماته أيضًا التكرار فبدلًا من اللوم أو العتاب، يتحول الأمر إلى سلسة لا تنتهي من تدمير الذات وبث الأفكار المزعجة التي من الممكن أن تتحول في نهاية الأمر إلى هواجس تطاردك بتطفل شديد.
  • يؤدي هذا النوع من التفكير إلى العمل على اجترار الذكريات السيئة، فلا يكفيه ما يصبه من أفكار سلبية عن الحاضر والمستقبل، بل يعمل عقلك حينها على اجترار المآسي التي وقعت في الماضي والتي تؤثر عليك بشكل كبير، مما يتركك غارقًا في دوامات الماضي.
  • يعمل كمهاجم للذات من الداخل فيفقدها الثقة الكاملة بالنفس ويتركها لا تستطيع التقدم إلى الأمام على الرغم من امتلاكها المهارات اللازمة لذلك.
  • يمكن للتفكير السلبي أن يغير من شخصيتك بالكامل ويؤثر على النمو العقلي أيضًا، كما يكون من أهم العوائق التي تمنعك من النجاح أو توقع أي شيء جيد للمستقبل.

كيف تغير الحوار الذاتي مع النفس؟

يصاب الكثيرين بالحديث السلبي مع النفس ويفقدوا السيطرة على الأمر، مما يحول حياتهم إلى عذاب لا يحتمل، لكن الفرصة لا زالت سانحة لإنقاذ نفسك من هذا المستنقع ويمكنك القيام بذلك من خلال ما يلي:

الإدراك الواعي

يجب أن تُفعل خاصية الإدراك الواعي لما يحدث حولك والتي تعتمد على قوة ملاحظتك للأفكار السلبية المتسللة إلى عقلك ومراقبتها دون الحكم عليها.

التدريب

بعد أن تتخطى المراقبة يجب أن تستخدم إحدى التقنيات المهمة للغاية وهي التدريب لنفسك على التحدث بصورة إيجابية واستبدال الأفكار السلبية الموجودة بأخرى إيجابية.

التحدث مع النفس بنبرة أكثر ثقة

لن تفيد الأفكار الإيجابية في شيء طالما لا ترى لنفسك قيمة أو لا تدرك قيمتها الحقيقية لهذا يجب أن تتحدث بثقة في النفس وتعزز استخدامك للغة التفاخر.

التركيز على الحاضر

ركز على ما يحدث في حاضرك ولا تنجر وراء أفكار الماضي السيئة أو تتجه إلى التفكير في المستقبل، وذكر نفسك أن الأيام التي تعيشها الآن لن تعود مرة ثانية، لذلك تحدث مع نفسك بإطلاق اسمك عليها وقم بإلغاء الضمير أنا، لأنه يسهل عليك التحدث بسلبية وكأنك شخص غريب عنك.

أظهرت الدراسات أن استخدام اسم المرء بدلًا من كلمة "أنا" خلال الحوار الداخلي، يمكنه خلق مسافة نفسية مفيدة مما يمنحه القدرة على تجاهل المشاعر السلبية

ما هي فوائد الحوار مع النفس

يحتاج العديد منا إلى جلسات حرة مع النفس والتي تمتلك العديد من الفوائد التي لن تتوقعها، لذلك إليك فائدة الحوار مع النفس بشكل عام وكيف يمكنك الاستفادة من هذا الأمر في تحقيق أهدافك، وكيف يؤثر على شخصيتك؟

  • يساعدك حديثك المستمر مع ذاتك على تنظيم أفكارك داخلك والتخلص من الضجة التي تحدث وتتركك دون أن تقدر على تحديد أولوياتك أو حتى الخروج منها.
  • تساهم كذلك تلك الجلسات العميقة في مساعدتك على حل مشكلاتك ورؤيتها من زوايا مختلفة تهون من حدتها.
  • تُذكرك بكل ما قمت به من إنجازات والقدرات التي تمتلكها ولا تستخدمها لأنك لا تعرف عن وجودها أو تخجل منها أو تتجاهلها.
  • إذا كنت بصدد إنهاء مهمة ما فستتمكن من القيام بالأمر على أكمل وجه بعد الحوار مع نفسك لأنه يزيد من تحفيزك لإنجاز الأمر.
  • يمكنك التعبير عن مشاعرك السلبية والتحكم بإحساسك مع التعبير عما تمر به بشكل صحيح وإيجابي.

فوائد الحوار الإيجابي مع النفس

مع وجود الكثير من الفوائد التي تخص الحوار مع الذات، لا زال الحديث الإيجابي يمتلك خصائص أقوى تأثيرًا على النفس البشرية وتنقلها نقلة غير متوقعة، حيث ينصح خبراء علم النفس بالحوار الإيجابي مع النفس لما له من تأثيرات إيجابية على الصحة النفسية والجسدية.

  • يزيد الحديث الإيجابي مع النفس من الشعور بالرضا عن النفس والحياة، كما يمنحك فرصة أكبر لرؤية الأشياء الإيجابية في حياتك مما يقلل من الشعور بالانزعاج أو القلق أو حتى الأمراض النفسية الخطيرة مثل الاكتئاب.
  • يساعد أيضًا على التخلص من التوتر نهائيًا والتحكم في المشاعر الناتجة عن الأفكار فيختفي الاندفاع والغضب مما يساعدك على التحكم في مسار حياتك وتحقيق أهدافك.
  • على الرغم من وجود الأفكار في العقل البشري، إلا إنها تؤثر على الحالة الجسدية للفرد بشكل كبير، فعندما يفكر بشكل إيجابي يمكنه الحصول على مناعة أقوى ووظائف قلبية أفضل بالإضافة إلى الحفاظ على ضغط الدم في معدلاته الطبيعية وتقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.
  • هل تعلم أن التفكير الإيجابي يمكنه أن يزيد طول العمر وفقًا للعددي من الدراسات لأنه يخلصك من الضغوطات التي من الممكن أن تقضي على حياتك.
  • تحسين الأداء في مختلف المجالات التي يمكن أن تعمل بها من خلال تحفيز النفس البشرية على العمل والفوز، مما يتيح لك فرصًا للتعلم وتكوين الخبرات سواء على مستوى الدراسة أو الرياضة أو العمل.

طرق تطبيق الحوار الإيجابي مع الذات

هناك العديد من المواصفات التي يجب ان يمتاز بها الحوار مع النفس ليطلق عليه حوارًا إيجابيًا، ومن أهم هذه الصفات ما يلي:

اللغة الإيجابية

تعلم اللغة الإيجابية وتحدث بها سواء عن نفسك أمام الغرباء أو مع ذاتك وتذكر دائمًا أن تُبرز صفاتك الحسنة أمام عقلك وابتعد كل البعد عن استخدام العبارات السلبية.

الامتنان

يجب تخصيص بعض الوقت كل يوم للتعبير عن الامتنان للأشياء الإيجابية في الحياة، فذكر الأشياء الإيجابية عن نفسك يساعدك على عدم التطلع إلى السلبيات في حياتك ويبقيك على وعي بما تملك بالفعل.

تجنب المقارنة مع الآخرين

أرفع شعار لا للمقارنة، فمقارنة نفسك مع الآخرين من الأشياء التي لن تفضل رؤية تأثيرها السلبي على حياتك، لذلك تجنبها على الفور.

الابتعاد عن الأشخاص السلبيين

يجب محاولة قضاء وقت أقل مع الأشخاص السلبيين، والتركيز على التواجد في محيط الأفراد الذين يتسمون بالإيجابية في العمل والتفكير.

ممارسة الرياضة بانتظام

تتميز الرياضة بإفراز هرمونات تقلل من حدة المزاج وتزيد من الشعور بالسعادة، لذلك هي الحل المثالي لرفع طاقتك الإيجابية ومساعدتك على التحدث مع نفسك بإيجابية.

اتباع نظام غذائي صحي

أثبتت العديد من الدراسات قدرة تناول الطعام على شكل نظام غذائي صحي على تحسين الحالة النفسية للفرد، مما يسمح له بالتعرف على شخصيته بإيجابية من جديد كما يعمل على تحسين وظائف المخ وطاقة عمل الجسم.

يعتبر الحوار الإيجابي مع النفس أداة مثالية لتحسين الصحة النفسية والجسدية لذلك لا تتخلى عن ممارسته مهما كلفك الأمر.

متى تستشير طبيبك النفسي؟

يجب استشارة أحد المختصين في الصحة النفسية في الحالات التالية:

  • إذا كان الشخص يعاني من مشاعر سلبية شديدة أو غير قادر على التحكم بمشاعره.
  • الوقوع في فخ القلق والاكتئاب بسبب الحوار السلبي الدائر بشكل مستمر في عقلك.
  • عندما يتحول الأمر إلى صورة مزعجة تشتتك عن أعمالك الأساسية ويعيق قدرتك على التفكير.
  • تكرر الأفكار السلبية التي تطاردك وتحولها إلى هواجس مزعجة.

ما هي شروط الحوار مع النفس؟

من الممكن أن يعرض البعض نفسه إلى الخطر عند الغرق في الحديث مع النفس والإفراط في ذلك، لهذا يجب أن تتعرف على شروط التحدث إلى النفس لدفعها إلى طريق الإيجابية.

الوعي

يجب أن تكون من الأشخاص الذين يعون بالصحة النفسية ويعرفون جيدًا أن الأفكار السلبية من الممكن أن تتسبب لهم بالكثير من المشكلات، فالوعي سيزيد من قدرتك على التحكم في تلك المشاعر وتنقيتها.

يمكنك استخدام تقنيات مثل التأمل أو الكتابة اليومية لزيادة الوعي الذاتي وملاحظة الأفكار التي يتزود بها عقلك.

القدرة على التشجيع

تأكد من قدرتك على تشجيع ذاتك على الخروج من دائرة التفكير السلبي والتوجه إلى التفكير الإيجابي، وذلك من خلال ممارسة التمارين التي تؤهلك للتحدث مع ذاتك دون أن تسيء إليها، واستخدم العبارات التي تفضل أن يشجعك بها الآخرين كما يجب أن تتحدث عن قدرتك وقوتك واستحقاقك للسعادة.

الواقعية

كن واقعيًا في توقعاتك وأهدافك، ولا تُحاول أن تكون مثاليًا لأن المثالية من أبرز أبواب دخول الطاقة السلبية، وذلك لأنها وهم يحلم الكثيرين بتحقيقه، ثم سيكون عليك تقبل عيوبك ونقاط ضعفك.

ركز على ما تحرزه منتقدم ولا تلتفت إلى السقطات التي تعرضت لها، ومع الوقت ستعتاد أن تبني نجاحاتك من حيث فشلت.

اللطف

كن لطيفًا مع ذاتك كما لو كنت تتحدث إلى شخص تحبه ولا تود أن تجرحه بأي شكل من الأشكال، وتجنب ان تنتقد نفسك بصورة كبيرة أو لاذعة بل اعمل على مسامحتها على الأخطاء التي ارتكبتها وتعلم منها ما يفيدك في المستقبل.

الاستمرارية

مارس الحوار الإيجابي مع النفس بانتظام، حتى يصبح عادة، ولا تستسلم إذا واجهت صعوبات في البداية حتى يصبح الأمر روتينًا معتادًا لديك، وتذكر أن ما ستحصل عليه من تغيير يستحق ما تقوم به.

التخيل

تخيل أنك تتحدث مع ذاتك ولكنها الشخص الأكثر لطفًا في العالم ويمكنك أن تستدعي أحلامك وتتخيل أنك قمت بتحقيقها بالفعل.

الجأ على الأشياء التي تشعرك بالراحة مثل الاستماع إلى البودكاست المفضل لديك والحصول على قسط كبير من الراحة والاهتمام بنفسك على كافة المستويات، وهو ما يجعل صولاتك تتحسن أمام ذاتك.

بعد أن تعرفت على سبل الحوار مع النفس يجب أن تسعى إلى تغيير حياتك إلى الأفضل من خلال تعلم الحوار الإيجابي وطرق تطبيقه، وكيف تفوز في معركتك مع السلبية لتستعيد نفسك من جديد.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة