التفكك الأسري ما هو وما أبرز أضراره على الأبناء

تفكك الأسرة ظاهرة تمت دراستها بشكل خاص منذ الثمانينيات؛ يتم تحليل التفكك الأسري عادة من جانب الآثار النفسية السلبية التي يمكن أن تحدث  للأطفال. تابع قراءة السطور التالية للتعرّف أكثر على التفكك الأسري وآثاره السيئة على الأطفال.

ما هو التفكك الأسري؟

تفكك الأسرة ظاهرة تمت دراستها بشكل خاص منذ الثمانينيات؛ يتم تحليل التفكك الأسري عادة من جانب الآثار النفسية السلبية التي يمكن أن تحدث للأطفال. ومع ذلك، فهي أيضًا ظاهرة توفر الكثير من المعلومات حول القيم التي تنظم مجتمعاتنا وحول التغييرات التي حدثت فيه.

الأسرة هي الوحدة الاجتماعية الوسيطة بين الفرد والمجتمع، وهي إحدى الحلقات الرئيسية في منظمتنا الثقافية. لقد تم فهم وظيفتها تقليديًا من حيث تلبية الاحتياجات الاقتصادية والتعليمية والأبوية والثقافية؛ من خلالها يتم إنشاء القيم والمعتقدات والمعرفة وتحديد المعايير والأدوار. يحدث هذا من خلال ديناميكية علائقية تفاعلية ومنهجية بين أفراد الأسرة، أي بين الأشخاص الذين يتشاركون في شكل من أشكال القرابة.

ليس كل تعديل في تنظيم الأسرة يعني انفصالها. لكي يحدث التفكك الأسري، يجب تعديل ديناميكيات القرابة أو العلاقات التي تربط أفرادها معًا نوعًا ما. في كثير من الأحيان، يعتبر السبب الرئيسي في حدوث التفكك هو غياب أحد الوالدين أو مقدمي الرعاية؛ مما يعني، أن نموذج الأسرة التقليدي قد تم الإخلال به.

التفكك الأسري وأثره على الأطفال

من آثار التفكك الأسري على الأطفال ما يلي:

• مشاكل صحية: ترتبط الكثير من المشكلات الصحية التي تؤثر على الأطفال بسبب التفكك الأسري بالصحة العقلية، أي الجانب النفسي، لكن إذا كان طفلك لا يزال في طور النمو، فقد يؤدي الطلاق إلى معاناة طفلك من مشاكل صحية أكثر وضوحًا وأسهل في العلاج والتشخيص. الصداع المتكرر هي واحدة من هذه المشاكل. تعتبر مشاكل الطفولة العاطفية سببًا رئيسيًا لحدوث الصداع. قد يرتبط الربو أيضًا بطلاق الوالدين،ة فقد يؤدي الضغط النفسي الناتج عن الموقف إلى ظهور الربو ومعاناته، وإذا كان طفلك يعاني بالفعل من الربو، فقد يؤدي ذلك إلى تفاقم الحالة.
• المُعاناة من الخجل الزائد: يُعدّ الخجل ونقص المهارات الاجتماعية سمة مشتركة يكتسبها الأطفال بسبب التفكك الأسري. يكون هذا الأمر أكثر شيوعًا لدى الأطفال الذين يقعون في وسط طلاق فوضوي. بعد الطلاق، سواء أعجبك ذلك أم لا، تتأثر مستويات الراحة لدى طفلك. تريد أن يشعر طفلك بالراحة في منزله / منزلها، ولكن بالطبع، هناك شيء جذري قد تغير، فقد تم فقد أحد الوالدين من الصورة ولم يعد موجودًا دائمًا في حياة طفلك. قد يتسبب هذا التغيير الجذري في حياة طفلك في انسحابه إلى قوقعته. قد يكون ذلك بسبب الشعور بالذنب والعار، يجد طفلك طريقة لإلقاء اللوم على نفسه / نفسها في الطلاق، قد يؤدي ذلك إلى تطوير شخصية خجولة لدى طفلك.
• عدم الثقة بالنفس: يسير الخجل وانعدام الثقة بالنفس جنبًا إلى جنب عندما يتعلق الأمر بوصف المشاعر التي قد يمر بها طفلك نتيجة الطلاق. قد يكون أمرًا محزنًا للغاية بالنسبة لك، بصفتك الوالد، أن تشهد تغيرًا في شخصية طفلك نتيجة الطلاق. إن ملاحظة طفلك وهو ينسحب إلى قوقعته الخاصة ليس شيئًا تريد أن يختبره طفلك؛ تريد أن يتمتع طفلك بالثقة الكاملة، ولكن بعد الطلاق، قد تتأثر هذه الثقة. مرة أخرى، قد يحدث هذا لأن طفلك يلوم نفسه على انفصال الوالدين. كان كل شيء يسير على ما يرام، بدت الحياة وكأنها سعيدة وتحت السيطرة، لكن الطلاق أشعل نهاية ذلك بالنسبة لطفلك، فلم يعودوا يشعرون بأنهم راضون عن الحياة، ولم يعودوت يرون أن الأمور تسير بسلاسة.
• ظهور مخاوف وقلق غير منطقيين: القلق من كل شيء صغير أو اضطراب القلق الاجتماعي هو حالة حقيقية جدًا ويمكن أن تكون حالة صحية عقلية خطيرة جدًا يمكن أن يكون لها تأثير مدمر على حياة الشخص. غالبًا ما يُشير هذا الاضطراب إلى وجود خوف غير عقلاني من الأشياء أو المواقف اليومية، وهي مواقف لا يشعر بها الأشخاص الذين لا يعانون من هذا الاضطراب بالقلق على الإطلاق. القلق الاجتماعي يصيب الشخص الذي يُعاني منه أحيانًا بالشلل.
• الاكتئاب: الاكتئاب الكامل هو اضطراب خطير في الصحة العقلية ويمكن أن يؤدي إلى مجموعة كاملة من الأشياء الأخرى. يمكن أن يكون الاكتئاب مُنهِكًا في أفضل الأوقات، بالنسبة للكبار، ولكن بالنسبة للأطفال، يمكن أن يصبح غير محتمل. يمكن أن يؤثر الاكتئاب الذي يؤثر عليك سلبًا أيضًا على تربية طفلك والطريقة التي تتبعها لتربية طفلك.

معالجة آثار التفكك الأسري على الأطفال

لمعالجة آثار التفكك الأسري على الأطفال يُمكنك الاستعانة بالنصائح التالية:

• كن منظماً: من المهم التخطيط لكيفية إدارتك للحياة بصفتك والدًا وحيدًا. كن منظمًا حتى تتمكن من المضي قدمًا. خصص وقتًا لفرز الأنشطة ومتطلبات العمل والميزانية والموارد المتاحة والأصدقاء الذين يمكنهم تقديم الدعم وغيرها من الأشياء التي ستعينك على تحقيق مهمتك. سيساعدك هذا على أن تكون أكثر تحكمًا في وضعك والتركيز على ما هو مهم.
• ركز على الأسرة: حافظ على خطوط الاتصال مفتوحة، ضع حدودًا وخصص وقتًا لتكونوا معًا كعائلة.
• رمي الرغبة في الكمال من النافذة: لا يتعلق الأمر بتحقيق كل شيء بأفضل شكل ممكن. يتعلق الأمر أكثر ببذل قصارى جهدك في ظل الظروف الصعبة.
• طلب المساعدة: إن طلب المساعدة ليس علامة ضعف. هناك موارد متاحة، ولكن عليك إجراء الاتصال. غالبًا ما يكون الجيران والأصدقاء وزملاء العمل مستعدين وراغبين في مساعدتك لكن لا يرغبون في التدخل حتى لا يخترقوا خصوصيتك، ويحتاجون منك فقط فتح الباب.
• ابق الأطفال خارج الخلافات: يقول مثل أفريقي قديم: "عندما يتقاتل فيلان، فإن العشب هو الذي يعاني". الآباء الذين يتشاجرون ويرفضون التعاون يدوسون على أغلى ما يملكون: أطفالهم، يعتقد الخبراء أن الأبوة والأمومة المشتركة الفعالة يجب أن تلتزم بما يلي:

1. اعمل بجد لاحترام الوالد الآخر وأسرته.
2. إذا كان ذلك ممكنًا، قم بجدولة اجتماع "عمل" شهري لمناقشة مسائل الأبوة والأمومة المشتركة. ضع قائمة بالأشياء التي يجب تجاوزها. كلمة تحذير: لا تناقش حياتك الشخصية أو تلك الخاصة بشريكك السابق. إذا ابتعدت المحادثة عن الأطفال، فقم بإعادة توجيهها نحو أطفالك وأنشطتهم، وجداولهم، وما إلى ذلك.
3. لا تطلب أبدًا من أطفالك أن يكونوا جواسيس أو يقصون حكايات ثرثرة في المنزل الآخر. هذا النوع من الأشياء يخلق المزيد من الضغط على طفلك. إذا سمعت عن شيء ما حدث أثناء وجودهما مع والدهما الآخر، فاستمع وحاول أن تظل محايدًا.
4. عندما يشعر الأطفال بالارتباك أو الغضب تجاه أحد الطرفين، فليس من المفيد الاستفادة من جرحهم أو توبيخ الوالد الآخر.
5. وجود كل ما يحتاج إليه الأطفال في كل منزل سوف يعفيهم من الاضطرار إلى إحضار الأساسيات ذهابًا وإيابًا.
6. حاول إطلاق العداء تجاه الوالد الآخر حتى لا يتمكن الأطفال من استغلال مشاعرك القاسية. تمنعك المرارة والأذى والغضب من أن تكون الشخص والأب الذي يحتاجه أطفالك.
7. ابذل قصارى جهدك للوفاء بوعودك وأن تكون موثوقًا؛ الوعود الكاذبة أو عدم الموثوقية يمكن أن يؤذي أطفالك بعمق.