التعامل مع موجات الحر الصعبة.. إليك هذه النصائح

تتزايد درجات الحرارة على الصعيد العالمي بسبب تغير المناخ. لوحظ أن ارتفاع درجات الحرارة تتزايد في تواترها ومدتها. بين عامي 2000 و 2016، زاد عدد الأشخاص المعرضين لموجات الحر بنحو 125 مليون شخص. تابع قراءة السطور التالية للتعرّف على بعض النصائح للتعامل مع موجات الحر الشديدة.

تأثير الحر الشديد على صحتك

يمكن أن تستمر موجات الحر لأسابيع، وتحدث بشكل متتال، وقد تؤدي إلى وفيات زائدة. في عام 2003، توفي 70 ألف شخص في أوروبا نتيجة شدة الحرارة في الفترة ما بين يونيو إلى أغسطس.

التعرّض للحرارة الشديدة له تأثيرات فسيولوجية واسعة النطاق على جميع البشر، بما في ذلك أمراض الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية والسكري وأمراض الكلى. رُبما قد تؤدي هذه التأثيرات إلى الوفاة المبكرة والعجز.

لا يزال الوعي غير كافٍ بالمخاطر الصحية التي تسببها موجات الحر والتعرض المطول لدرجات الحرارة المرتفعة. صحيح أن ارتفاع درجات الحرارة المحيطة العالمية يؤثر على جميع السكان. إلا أن بعض السكان أكثر عرضة للإجهاد الفسيولوجي، والأمراض المتفاقمة، وخطر الوفاة المتزايد من التعرض للحرارة الزائدة، أو أنهم أكثر عرضة من الناحية الفسيولوجية أو الاجتماعية والاقتصادية. ويشمل هؤلاء كبار السن والرضع والأطفال والنساء الحوامل والعاملين في الهواء الطلق واليدويين والرياضيين والأشخاص الذين بلا مأوى.

يمكن أن تؤدي أحداث الحرارة الشديدة إلى مجموعة متنوعة من أعراض الإجهاد الحراري، مثل ضربة الشمس. ضربة الشمس هي اضطراب خطير متعلق بالحرارة، يجعل الجسم غير قادر على التحكم في درجة حرارته. هذه الحالة يمكن أن تسبب الموت أو إعاقة دائمة إذا لم يتم إعطاء علاج طارئ.

نصائح للتعامل مع موجات الحر الصعبة

مما يُمكنك فعله للتعامل مع موجات الحر القاسية ما يلي:

• تعرّف على تأثير ارتفاع درجات الحرارة على الجسم: تُساهم العوامل البيئية مثل الطقس وحرارة الجسم الداخلية الناتجة عن عمليات التمثيل الغذائي في كيفية تسخين الجسم. عندما يصبح الجسم ساخنًا، يمكن أن تزيد درجة حرارة جسمك من معدل ضربات القلب وتدفق الدم إلى الجلد لأن الأوعية الدموية تتمدد لزيادة التعرق. بالتدريج وبمرور الوقت، يفقد الجسم الرطوبة والسخونة، مما يسرع من حدوث عملية الجفاف. عندما يكون الجسم غير قادر على تنظيم درجة حرارته بسبب الحرارة الشديدة، يمكن أن يسبب ذلك المرض، بما في ذلك الإجهاد الحراري، وضربة الشمس.
• التخطيط المُسبق: قبل أن تخرج في هذا الجو الحر سيكون عليك التخطيط بشكل مُسبق، وسؤال نفسك بعض الأسئلة، مثل: ماذا ستكون درجة الحرارة؟ ما هي المدة التي سأكون فيها بالخارج في الحر؟ هل سيكون هناك ظل من الشمس؟ للإجابة عن هذه الأسئلة يمكنك الاستعانة بتطبيقات أو صفحات الويب التي تدعم الطقس لمعرفة درجة الحرارة. إذا كنت تخطط للبقاء بالخارج لفترة من الوقت، فتأكد من وجود مكان يوفر الظل، مثل الأشجار، والأفضل من ذلك، إذا كان هناك مبنى به مكيف هواء، فخطط لأوقات محددة للدخول إلى الداخل قليلًا. الظل لا يلزم أن يكون من هيكل مادي. يُمكنك فقط ارتداء قبعة أو حمل مظلة.
• ارتداء الألوان الفاتحة بدلاً من الألوان الداكنة يمكن أن يبقيك أكثر برودة أيضًا، لأن الألوان الداكنة سترفع من رجة حرارتك أكثر. صحيح أنه في الشتاء يكون من الجيد ارتداء الألوان الداكنة، لأنها تساعد الشمس على الوصول إليك وتجعلك تشعر بالدفء. في الصيف، الأمر عكس ذلك. يجب ارتداء الألوان الفاتحة لتعكس الشمس وتبقيك أكثر برودة.
• ابق رطبًا: يُساعد الترطيب الجسم في الحفاظ على درجة حرارة طبيعية وعندما تتعرق أكثر من الحر، فإن شرب الماء يُعوض كميات السوائل التي تفقدها أثناء تبريد جسمك من الداخل إلى الخارج. أثناء التعرض للحر، يجب تجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين، والتي تسبب الجفاف.
• تمرن بحذر: إذا كنت تمارس نشاطًا مثل المشي لمسافات طويلة أو ممارسة رياضة في الجو الحار، سيكون عليك أن تحرص أكثر على شرب الماء قبل ممارسة الرياضة، وكذلك أثناء وبعد التمرين. عندما يكون النشاط أقل من ساعة، يكون الماء هو الشراب المثالي. بعد ساعة واحدة، سيكون من الهام شرب السوائل التي تحتوي على كل من الكربوهيدرات والصوديوم لتعويض الجلوكوز المفقود والشوارد. يجب الحرص على الابتعاد عن الشمس بين الساعة 10 صباحًا و 4 مساءً. إذا كان لا بد من التواجد في الخارج خلال تلك الأوقات، فاتخذ الاحتياطات اللازمة لمنع التعرض لأشعة الشمس عن طريق إعادة وضع واقي الشمس وارتداء قبعة ونظارات شمسية وملابس مناسبة.
• تعرّف على علامات الإنهاك الحراري: التعرّف على الأعراض التي قد تشير إلى مرض خطير مرتبط بالحرارة يمكن أن يساعدك في طلب الرعاية عند الحاجة. يحدث الإنهاك الحراري عندما يفقد الجسم الكثير من الماء والملح، وهو ما يحدث عادةً من خلال التعرق المفرط. تحدث ضربة الشمس عندما لا يستطيع الجسم التحكم في درجة حرارته ولا يستطيع أن يبرد نفسه من خلال التعرق. من أعراض ضربة شمس: ارتفاع درجة حرارة الجسم، بشرة ساخنة أو حمراء أو جافة أو رطبة، نبض سريع وقوي، صداع الرأس، دوخة، غثيان، ارتباك، فقدان الوعي. أما أعراض الإنهاك الحراري فتشمل التعرق الشديد، جلد بارد أو شاحب أو رطب، نبض سريع وضعيف، الغثيان أو التقيؤ، تشنجات العضلات، التعب أو الشعور بالضعف، صداع الرأس، الإغماء.
• لا تترك الأطفال أو الحيوانات الأليفة بمفردهم في المركبات الساخنة، ولو لثانية واحدة. أبقِ حيواناتك الأليفة في الداخل وتأكد من وصولها إلى مكان بارد ووفرة من الماء.
• في المنزل اضبط مكيفات الهواء على درجة حرارة منخفضة واستخدم الستائر لإبعاد أشعة الشمس المباشرة. في حالة عدم توفر مكيف الهواء، ابق في الداخل في الطابق السفلي في منطقة جيدة التهوية بها مراوح. أبقِ المظلات والستائر مغلقة. إذا لم يكن لديك مكيفات هواء، ضع صينية أو طبق ثلج أمام مروحة وسيساعد ذلك على تبريد غرفتك بسرعة.
• لا تشرب الصودا السكرية أو القهوة أو مشروبات الطاقة أو غيرها من المشروبات التي تحتوي على الكافيين لأنها تسبب لك الجفاف، هذا هو آخر شيء تحتاجه أثناء موجة الحر.
• تناول وجبات صغيرة وتناول المزيد من الطعام. تناول الأطعمة التي تحتوي على العناصر الغذائية وليس الكربوهيدرات الفارغة، وكذلك الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الماء مثل الفواكه والخضروات.
• تحقق من العائلة والأصدقاء الأكبر سنًا أو الأكثر عرضة للإصابة، خاصة إذا كانوا يجلسون بدون مكيف الهواء. إذا كنت أنت أو أي شخص تعرفه يعاني من مشكلات متعلقة بالحرارة مثل تسارع ضربات القلب، والدوخة، والإغماء، والصداع، وتشنجات العضلات، والقيء، والإسهال، فيجب الاتصال بالطبيب.