الإمارات تتربع على عرش الوجهات العالمية للمديرين التنفيذيين

في تحول لافت للنظر، أعاد وباء كورونا تشكيل المشهد العالمي للعمل والإقامة، مطلقاً العنان لظاهرة جديدة يمكن وصفها بـ "الترحال الرقمي".

الإمارات تتصدر وجه المدراء التنفيذيين

وقد وجد المديرون التنفيذيون وكبار المهنيين أنفسهم في طليعة هذه الحركة، متخذين من العالم بأسره مكتباً لهم، وفي خضم هذا التحول، برزت دولة الإمارات العربية المتحدة كأفضل الوجهات المفضلة لهؤلاء "الرحالة الرقميين الجدد".

وفقاً لدراسة شاملة أجرتها شركة "سافيلز" المرموقة في مجال الوساطة العقارية، تصدرت مدينتا دبي وأبوظبي قائمة تضم 25 سوقاً سكنية فاخرة عالمياً، محققتين المركزين الأول والثاني على التوالي.

مزايا دبي وأبو ظبي

تتمتع دبي وأبوظبي بمجموعة من المزايا التي تجعلهما الخيار الأمثل للعاملين بنظام العمل الهجين، خاصة من كبار التنفيذيين في قطاعي التمويل والاستشارات، وتشمل هذه المزايا:

بنية تحتية متطورة: توفر المدينتان شبكات اتصالات فائقة السرعة وخدمات لوجستية متقدمة تسهل العمل عن بُعد بكفاءة عالية.

شبكات نقل جوي عالمية: يعد مطارا دبي وأبوظبي من أهم المحاور الجوية في العالم، مما يسهل التنقل السريع للأعمال الدولية.

جودة حياة استثنائية: تقدم المدينتان مستوى معيشي راقٍ يشمل مرافق ترفيهية متنوعة، ومطاعم عالمية، ومراكز تسوق فاخرة.

بيئة أعمال محفزة: تتميز الإمارات بسياسات ضريبية جاذبة وإجراءات سهلة لتأسيس الأعمال.

أمان واستقرار: تعد الإمارات من أكثر الدول أماناً في العالم، مما يوفر بيئة مستقرة للعيش والعمل.

وتعلق كلسي سيلرز، الزميلة المتعاونة في "سافيلز"، على هذا التوجه قائلة:" نشهد تحولاً جذرياً في تفضيلات المهنيين رفيعي المستوى، إنهم يبحثون عن مزيج مثالي يجمع بين سحر الحياة الساحلية ورفاهية المدن الكبرى. وقد نجحت الإمارات في تقديم هذا المزيج بصورة استثنائية."

ارتفاع أسعار الإيجارات

ومع ذلك، فإن هذا التحول العالمي نحو العمل عن بعد ليس بلا تحديات، فقد أدى الإقبال المتزايد على المدن الجاذبة للعمل الرقمي إلى ارتفاع حاد في أسعار الإيجارات.

على سبيل المثال، شهدت لشبونة، التي كانت تتصدر القائمة في عام 2022، ارتفاعاً في الإيجارات بنسبة 31% سنوياً، مما أدى إلى تراجعها إلى المرتبة الخامسة في تصنيف هذا العام.

وفي خضم هذه التحولات، ظهرت وجهات جديدة على الساحة، فقد برزت مدينة مالقة الإسبانية، التي احتلت المركز الثالث في التصنيف، كوجهة مفضلة بعد قرار شركة "غوغل" بافتتاح مركز لها هناك، كما دخلت مدينة باليرمو الإيطالية القائمة لأول مرة، مستفيدة من أسعار إيجاراتها المعقولة مقارنة بالمدن الإيطالية الأخرى.

وعلى الرغم من توجه بعض الشركات الأوروبية نحو إعادة موظفيها إلى المكاتب، إلا أن ثلث الشركات ما زالت تسجل معدلات استخدام للمكاتب أقل من 40%، لتعلق سيلرز بقولها: "حتى مع زيادة الضغط للعودة إلى المكاتب، سيظل أصحاب الأعمال قادرين على إدارة شركاتهم من أي مكان في العالم".