أميرة القلوب، السيدة التي جذبت قلوب العالم إليها، أحبها كل الناس ولكن لم يحبها زوجها، وعلى عكس وجهها الجميل فلم يكن حظها جميلًا، إنها الأميرة ديانا أميرة ويلز التي خطفت قلوب من نظر إليها لأول مرة، وكانت نهايتها مأساوية، تعرف على حياتها في السطور التالية.
حياة الأميرة ديانا ونشأتها
ديانا فرانسيس سبنسر هي الزوجة الأولى لتشارلز وأم الأميرين وليام وهاري، ولدت في 1 يوليو عام 1961 في بارك هاوس ساندرينجهام نورفولك، وهي الرابعة من بين خمسة أبناء، وكانت عائلة سبنسر متحالفة مع العائلة المالكة البريطانية لعدة أجيال.
عند ولادتها لم يتم اختيار أي اسم لها لمدة أسبوع حتى استقروا على اسم ديانا فرانسيس. تم تعميدها في كنيسة القديسة مريم في ساندرينجهام، ولها 3 أشقاء، وهم سارة، وجين، وتشارلز وتوفي شقيقها الرضيع جون بعد ولادته بفترة قصيرة.
نشأت ديانا في بارك هاوس، حيث استأجرت الأسرة منزلًا من الملكة إليزابيث الثانية، ولعبت ديانا مع نجلي الملكة الأمير أندرو، والأمير إدوارد منذ صغرها.
عندما كانت ديانا تبلغ من العمر 7 سنوات انفصل والداها، وبدأت والدتها في علاقة مع بيتر شاند كيد، وتزوجته في عام 1969، وعاشت ديانا مع والدتها.
بعد فترة وجيزة تزوج والدها من رين كونتيسة دارتموث، وكانت علاقة ديانا بزوجة أبيها سيئة بشكل خاصة، حيث وصفتها رين بأنها متنمرة. أصبحت ديانا تعرف باسم الليدي ديانا بعد أن ورث والدها لقب إيرل سبنسر في عام 1975.
تعليمها وعملها
درست الأميرة ديانا في المنزل في بادئ الأمر على يد مربيتها جيرترود ألين، ثم بدأت تعليمها الرسمي في مدرسة سيلفيلد الخاصة في كينجز لين، وبعدها انتقلت إلى مدرسة ريد سورث هول، وهي مدرسة داخلية للبنات، وكانت وقتها تبلغ من العمر 9 سنوات.
انضمت ديانا إلى شقيقاتها في مدرسة ويست هيث للبنات، ولم يكن أداؤها جيدًا أكاديميًا، لذا غادرت هذه المدرسة عندما كانت في السادسة عشرة من عمرها.
كانت ديانا، وفقًا لشقيقها تشارلز، خجولة جدًا، كما أظهرت موهبة في الموسيقى حيث تعلمت عزف البيانو ببراعة، كما برعت في رياضات السباحة والغطس، ودرست رقص الباليه، ورقص التاب.
في عام 1978 عملت ديانا لمدة 3 أشهر كمربية أطفال، وذلك بعد التحاقها بمعهد ألبن فيديمانيت في سويسرا لمدة فصل دراسي واحد، ولكنها تركت المعهد في عيد الفصح عام 1978.
عادت ديانا إلى لندن وعاشت في شقة والدتها مع اثنين من أصدقائها في المدرسة، وأخذت دورة طبخ متقدمة، كما عملت في عدة وظائف منخفضة الأجر، منها مدربة رقص، ومساعدة في مرحلة ما قبل المدرسة.
قامت أيضًا ببعض أعمال التنظيف لأختها سارة والعديد من أصدقائها، كما عملت كمضيفة في الحفلات، وأمضت وقتًا في العمل كمربية أطفال لعائلة روبرتسون، وهي عائلة أمريكية تعيش في لندن.
عملت ديانا أيضًا كمعلمة مساعدة في الحضانة في مدرسة يون إنجلاند، وفي عام 1979 اشترت لها والدتها شقة كهدية في عيد ميلادها الثامن عشر، وعاشت فيها مع 3 من رفاقها حتى عام 1981.
زواجها من الأمير تشارلز
التقت الليدي ديانا بالأمير تشارلز أمير ويلز لأول مرة عندما كانت في السادسة عشرة من عمرها في نوفمبر عام 1977، وكان وقتها يبلغ من العمر 29 عامًا، وكان يواعد أختها الكبرى سارة.
في عام 1980 عندما كانا معًا في إحدى الحفلات أبدى تشارلز اهتمامًا جادًا بها كعروس محتملة، وتقدمت العلاقة بينهما عندما دعاها على متن اليخت الملكي لقضاء عطلة نهاية الأسبوع، ثم دعاها إلى قلعة بالمورال لمقابلة عائلته.
استقبلت الملكة إليزابيث والملكة الأم، والأمير فيليب الليدي ديانا استقبالًا حسنًا، بعدها دعاها تشارلز إلى لندن وتقدم لطلب زواجها في فبراير عام 1981، وظلت خطبتهما سرية لمدة أسبوعين ونصف.
أصبحت خطبتهما رسميًا في 24 فبراير، وبعد الخطوبة تركت عملها كمساعدة في الحضانة، وعاشت لفترة في قصر كلارنس هاوس، ثم انتقلت للعيش في قصر باكنغهام قبل حفل الزفاف، وكانت حياتها في القصر وحيدة بشكل لا يصدق.
كانت الليدي ديانا أول عروس ملكية تحصل على وظيفة مدفوعة الأجر قبل خطوبتهما، وظهرت علنًا مع الأمير تشارلز في حفلة خيرية في مارس عام 1981.
تزوجت ديانا من الأمير تشارلز في 29 يوليو عام 1981 وكان عمرها 20 عامًا، وأقيم حفل الزفاف في كاتدرائية القديس بولس، وكان حفل زفافها حفل زفاف خيالي وأسطوري، وشاهده 750 مليون شخص على التلفزيون، بينما اصطف 600 ألف متفرج في الشوارع لمشاهدة الحفل.
ارتدت ديانا فستانًا بقيمة 9 آلاف جنية إسترليني، وهو ما يعادل 36 ألف جنيه إسترليني الآن، وطول الفستان كان 7.62 مترًا.
بعد أن أصبحت أميرة ويلز حصلت ديانا تلقائيًا على المرتبة الثالثة في ترتيب الأسبقية البريطانية بعد الملكة والملكة الأم، وأعارتها الملكة إليزابيث تاج عقدة الملكة ماري، كما منحتها وسام العائلة المالكة إليزابيث الثانية.
أطفالها
أعلنت الأميرة ديانا عن حملها في 5 نوفمبر عام 1982، وبعد 12 أسبوعًا من الحمل حاولت إسقاط الجنين عن طريق السقوط من السلم، ولكن لم يصب الجنين، واعترفت لاحقًا بأن سبب فعلتها تلك شعورها أنها غير ملائمة.
أنجبت ديانا ابنها الأول الأمير ويليام، في 21 يونيو عام 1982 وعانت من اكتئاب ما بعد الولادة. كانت ديانا عنيدة جدًا فيما يتعلق بأطفالها، فقد أخذت ويليام في أولى جولاتها الرئيسية في أستراليا ونيوزيلندا وسط انتقادات إعلامية.
ولد هاري ابنها الثاني في 15 سبتمبر عام 1984 وكان تشارلز قريبًا منها في هذا الوقت. أخفت نوع جنينها ولم تشاركه لأي شخص بما في ذلك تشارلز لأنه كان يأمل في الحصول على فتاة.
مع أطفالها كانت ديانا عنيدة جدًا فيما يتعلق بأطفالها، حيث اختارت أسماءهم وطردت مربية العائلة وشاركت في اختيار مربية أخرى، كما اختارت مدارسهم، وملابسهم وخططت لنزهاتهم بنفسها.
انفصالها عن زوجها الأمير تشارلز
بعد مرور 5 سنوات على زواجها أصبح عدم التوافق بينها وبين زوجها واضحًا جدًا، وفي عام 1986 بدأت علاقة مع الرائد جيمس جيويت مدرب ركوب الخيل السابق للعائلة، وفي العام نفسه عاد تشارلز إلى صديقته السابقة كاميلا التي ستصبح زوجته في النهاية.
بحلول عام 1987 بدأت الصحافة تهتم أكثر بعلاقة الزوجين المدمرة، وتم الكشف عن اضطرابات الزواج والخيانة تلك في كتاب للكاتب أندرو مورتون نُشر عام 1992، وكشف الكتاب عن تعاسة ديانا ومحاولتها الانتحار.
في عام 1991 أجرى الإعلامي جيمس كلثرست مقابلة سرية مع ديانا تحدثت فيها عن مشاكلها الزوجية والصعوبات التي عانت منها، وحاولت الملكة أن تصلح بينهما، كما نصح الأمير فيليب الزوجين بالتعقل.
خلال عامي 1992 و1993 ظهرت شرائط مكالمات هاتفية مسربة بين تشارلز وكاميلا، التي أوضحت العلاقة الغرامية بينهما خارج إطار الزواج.
على الرغم من أنها ألقت باللوم على كاميلا باركر بولز في مشاكلها الزوجية، بدأت ديانا تعتقد أن زوجها كان متورطًا أيضًا في شؤون أخرى. في أكتوبر 1993، كتبت ديانا إلى كبير الخدم بول بوريل تخبره أنها تعتقد أن زوجها يحب مساعدته الشخصية التي كانت المربية السابقة لأبنائه.
بعد نصيحة من الملكة ودعم من رئيس الوزراء وكبار مستشاري الملكة الخاصة وافقت الأميرة ديانا والأمير تشارلز على الطلاق الذي تم الانتهاء منه في 28 أغسطس عام 1996، وتلقت ديانا تسوية بمبلغ 17 مليون جنيه إسترليني.
حياتها بعد الطلاق
بعد الطلاق احتفظت الأميرة ديانا بالشقة المزدوجة في الجانب الشمالي من قصر كنسينغتون، كما ظلت المجوهرات التي حصلت عليها أثناء الزواج ضمن ملكيتها، وسمح لها باستخدام النقل الجوي للعائلة المالكة والحكومة.
واعدت ديانا جراح القلب البريطاني الباكستاني حسن خان، وفي مايو عام 1996 زارت مدينة لاهور بدعوة من الرئيس الباكستاني عمران خان الذي كان أحد أقارب حسنات وزارت العائلة سرًا.
استمرت علاقتها بحسنات لمدة عامين، ووفقًا لشهادة خان فإن ديانا هي التي أنهت علاقتهما في صيف عام 1997، كما يُقال أن والدتها لم تكن موافقة على علاقة ابنتها برجل مسلم.
في غضون شهر من انفصالها عن خان بدأت ديانا علاقة مع دودي الفايد نجل رجل الأعمال المصري محمد الفايد، وانضمت إليه في رحلة في جنوب فرنسا، حيث اشترى دودي يختًا بطول 60 مترًا لترفيه ديانا وأبنائها.
وفاتها
في 31 أغسطس عام 1997 توفيت ديانا في حادث سيارة في باريس في أثناء فرار السائق من المصورين، وأسفر الحادث عن وفاتها ووفاق دودي الفايد والسائق هنري بول.
أقيمت جنازتها في 6 سبتمبر، وشاهد جنازتها أكثر من 32 مليون شخص عبر التلفاز، والتي كانت واحدة من أعلى أرقام المشاهدة في المملكة المتحدة على الإطلاق.
ترك الناس الزهور والشموع والبطاقات خارج قصر كينسينغتون لعدة أشهر، وتم إحضار نعشها من باريس من قبل الأمير تشارلز وشقيقتي ديانا، وسار أبناؤها في موكب الجنازة خلف نعشها.
لم تخلُ وفاتها من نظريات المؤامرة، فقد خلص التحقيق الفرنسي إلى أن الحادث نتج عن السرعة والقيادة المتهورة وتأثيرات الأدوية، بينما صرح محمد الفايد والد دودي علانية أن الحادث كان مخططًا، وكانت جريمة قتل.
بعد وفاتها تركت الأميرة ديانا تركة بقيمة 21 مليون جنيه إسترليني التي أصبحت 17 مليون جنيه إسترليني بعد الضرائب العقارية، وورث ابناها غالبية التركة، وتركت العديد من المجوهرات التي عرضت في المتاحف الأمريكية.