الأسهم الأمريكية تفقد تريليوني دولار بعد رسوم ترامب الجمركية

حالة من التوتر وعدم الاستقرار تشهده الأسواق المالية في الولايات المتحدة الأمريكية، فقد تكبدت الشركات المدرجة على مؤشر ستاندرد آند بورز 500 خسائر فادحة تجاوزت 2.5 تريليون دولار من قيمتها السوقية، وسط حالة من تزايد القلق من دخول الاقتصاد العالمي لحالة ركود، وزيادة حدة الحرب التجارية بعد إعلان واشنطن عن رسوم جمركية جديدة أثارت حالة من الذعر بين المستثمرين.

وكانت الشركات التي تعتمد بشكل كبير على التصنيع الخارجي الأكثر تضررًا من هذا التراجع، فقد سجلت أسهم عملاق التكنولوجيا آبل انخفاضًا حادًا بلغ 9.3%، فيما تراجعت أسهم شركتي الملابس الرياضية نايكي ولولو ليمون أثليتيكا بأكثر من 9%، حيث تعتمدان على التصنيع في فيتنام.

وتعكس هذه الخسائر مدى هشاشة  تلك الشركات أمام التوترات التجارية المتصاعدة، والتي باتت تؤثر بعمق على القطاعات المختلفة.

ومن ناحية أخرى، لم تسلم إلا عدد قليل جدًا من الأسهم الأمريكية من التداعيات السلبية لهذا القرار، فقد شهد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 أكبر انخفاض له منذ يونيو 2020 في وقت تراجعت فيه أكثر من 80% من الشركات المدرجة ضمن المؤشر، فيما خسرت ثلثا هذه الشركات ما لا يقل عن 2% من قيمتها السوقية.

تزايد مخاوف المستثمرين

وفقًا استراتيجي المحافظ الاستثمارية في "ناتيكسيس إنفستمنت مانجرز سوليوشنز" جاريت ميلسون، فإن كل الجهات تواجه في خطر محتم الآن، وقال: "ما نشهده اليوم هو موجة شاملة من خفض المخاطر، حيث يفضل المستثمرون الخروج مؤقتا من السوق، بدلًا من مواجهة المجهول".

ووفقًا للخبراء، فإن تأثير هذه الإجراءات الأمريكية تجاوز ما سبق أن فرضه الرئيس دونالد ترامب في ولايته الأولى، حيث إن نطاق هذه الرسوم وشدتها يُنذران باضطراب أوسع في سلاسل التوريد العالمية، وتفاقم التباطؤ الاقتصادي، وارتفاع التضخم. في ظل هذه الفوضى، بات المستثمرون في حالة ارتباك حيال التداعيات المحتملة لهذه السياسة الجمركية على أرباح الشركات.

اقرأ أيضًا:  ترامب يعلن عن حزمة من الرسوم الجمركية تحت اسم يوم التحرير

آبل أحد أبرز المتضررين

وتعد شركة آبل من أبرز المتضررين من هذهالرسوم، حيث تواجه عملاق الأجهزة الإلكترونية تحديًا كبيرًا بسبب ارتفاع تكلفة التصنيع نتيجة الرسوم الجديدة على الواردات الصينية.

ووفقًا لمحللي سيتي جروب، فإن آبل قد تشهد انخفاضًا في هامش أرباحها الإجمالية بنسبة تصل إلى 9%، إذا قرر تحمل هذه التكاليف بدلًا من تمريرها للمستهلكين.

ووفقًا لمايكل فيرولي، كبير الاقتصاديين في جي بي مورجان، فإن هذه الرسوم تعادل أكبر زيادة ضريبية منذ عام 1968، وقد تؤدي إلى ارتفاع الأسعار بنسبة 1.5% في العام الحالي، وهو ما سيؤثر بشكل خطير على النمو الاقتصادي.

السوق الأمريكية الأكثر تضررًا

وعلى مستوى الأسواق العالمية، تعد السوق الأمريكية هي الأكثر تضررًا من هذه الرسوم الجمركية الجديدة، فقد هبط مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 4.8%، في حين كان التأثير أقل في الأسواق الأخرى.

ففي آسيا، تراجع مؤشر الأسهم الآسيوية بنسبة أقل من 1%، بينما شهد مؤشر ستوكس أوروبا 600 انخفاضًا بنسبة 2.6%. في المقابل، ارتفع اليورو بنسبة 1.6% مقابل الدولار، ما يعكس حالة عدم اليقين بشأن الاقتصاد الأمريكي.