اكتشاف بلورات كوارتز في كوكب خارج نظامنا الشمسي

ذكرت الجمعية الفلكية بجدة أن تلسكوب جيمس ويب الفضائي، قد رصد بلورات نانوية من الكوارتز في الطبقات العليا من الغلاف الجوي للكوكب WASP-17 b، معتبرة أن هذا اكتشاف كوني مدهش.

وقالت الجمعية في منشور لها عبر صفحتها الخاصة على موقع فيسبوك، إن الكوكب WASP-17 b يبعد مسافة تقدر بحوالي 1324 سنة ضوئية من الأرض، واصفة إياه بأنه مشتري ساخن منتفخ.

وأشارت إلى أن هذا الرصد يعتبر أول دليل مباشر على وجود الكوارتز، وتحديداً ثاني أكسيد السيليكون، في غيوم كوكب خارج نظامنا الشمسي، مما قد يغير من فهمنا لتكوين الغلاف الجوي وسحب الكواكب النجمية.

ولفتت فلكية جدة إلى أنه بينما الدراسات السابقة لأجواء الكواكب النجمية قد كشفت عن وجود سحب تحتوي على سيليكات غنية بالمغنيسيوم، مثل الزيتون والبيروكسين (معادن شبيهة بتلك الموجودة في وشاح الأرض)، فإن WASP-17 b يعد استثناء.

وأوضحت أن بيانات تلسكوب جيمس ويب قد كشفت عن غياب سيليكات المغنيسيوم، وسجلت بدلاً من ذلك أدلة قاطعة على وجود بلورات نانوية من الكوارتز فقط، وهو نوع من السيليكا لم يرصد سابقاً في الغلاف الجوي لأي كوكب نجمي.

وبينت الجمعية أن هذه البلورات تتميز بصغر حجمها الشديد، حيث لا يتعدى قطرها 10 نانومترات (أي واحد على مليون من السنتيمتر)، مما يجعلها خفيفة للغاية، ويسهل نقلها عبر رياح عاتية تهب بسرعة آلاف الأميال في الساعة ضمن الغلاف الجوي العلوي للكوكب.

وتابعت أن الكوكب WASP-17 b ليس اعتيادياً، حيث تصل درجة حرارة سطحه إلى نحو 1500 درجة مئوية، بينما يتمتع غلافه الجوي بضغط منخفض، مما يخلق بيئة مثالية لتكثف بلورات الكوارتز مباشرة من الحالة الغازية إلى الحالة الصلبة.

ونوهت فلكية جدة إلى أنه على الرغم من ضخامته، إلا أن هذا الكوكب يتميز بكثافة منخفضة بشكل ملحوظ، ولهذا يوصف بالمنتفخ.

وأضافت أن هذا الكوكي يدور حول نجمه في مدار ضيق للغاية، خلال 3.7 يوماً أرضياً فقط، كما أنه يُاحظ أنه يدور في الاتجاه المعاكس لدوران نجمه، مردفة إن هذه سمة نادرة وغامضة تشير إلى ماض ديناميكي وفوضوي لهذا الكوكب.