ارتفاع أسهم مايكروسوفت وميتا.. بعد قرار خفض سعر الفائدة

شهدت الأسواق المالية الأمريكية اليوم الخميس انتعاشاً كبيراً، في أعقاب إعلان مجلس الاحتياطي الفيدرالي بخفض سعر الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية.

ارتفاع الأسهم الأمريكية

هذه الخطوة، التي وصفها المحللون بأنها بداية لدورة تيسير نقدي، أثارت موجة من التفاؤل بين المستثمرين، مما أدى إلى ارتفاع حاد في العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الرئيسية.

وقد برز مؤشر ناسداك، الذي يضم العديد من شركات التكنولوجيا الكبرى، كأبرز المستفيدين من هذا القرار، حيث ارتفعت العقود الآجلة له بنسبة تقارب 2%.

 وفي الوقت نفسه، سجلت العقود الآجلة لمؤشر داو جونز الصناعي ارتفاعاً بمقدار 398 نقطة، أو ما يعادل 0.96%، بينما ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر S&P 500 بنسبة 1.34%.

ارتفاع أسهم شركات التكنولوجيا

وكانت أسهم شركات التكنولوجيا والنمو في طليعة المستفيدين من هذا الارتفاع، فقد سجلت أسهم عمالقة القطاع مثل مايكروسوفت وميتا (فيسبوك سابقاً) وألفابيت (الشركة الأم لجوجل) ارتفاعات تجاوزت 1.5% في تداولات ما قبل افتتاح السوق.

كما شهدت أسهم شركات أشباه الموصلات ارتفاعات ملحوظة، حيث ارتفع سهم إنفيديا بنسبة 2.8%، وAMD بنسبة 3%، وبرودكوم بنسبة 3.4%.

وقد أشار الخبراء الاقتصاديون إلى أن خفض أسعار الفائدة يمكن أن يؤدي إلى تحسين الظروف التشغيلية للشركات، خاصة تلك التي تعتمد بشكل كبير على الاقتراض، انخفاض تكاليف الاقتراض يمكن أن يؤدي إلى زيادة الاستثمارات وتحسين هوامش الربح.

ووفقاً لبيانات من أداة FedWatch التابعة لمجموعة CME، فإن المتداولين يرون الآن احتمالية بنسبة 64.2% لقيام البنك المركزي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه المقبل في نوفمبر.

كما تشير توقعات السوق إلى إمكانية خفض أسعار الفائدة بمقدار 72 نقطة أساس بحلول نهاية العام، وفقاً لبيانات LSEG.

وفي سياق تاريخي، أشارت دراسة أجرتها Evercore ISI، استناداً إلى بيانات تعود إلى عام 1970، إلى أن مؤشر S&P 500 قد سجل متوسط ارتفاع بنسبة 14% خلال الأشهر الستة التالية لأول خفض في دورة تخفيض أسعار الفائدة، هذه الإحصائية تعزز التفاؤل بين المستثمرين حول الآفاق المستقبلية للسوق.

تأثير خفض الفائدة على قطاع البنوك

وقد انعكس تأثير قرار خفض الفائدة أيضاً على قطاع البنوك، حيث قامت البنوك الكبرى مثل JPMorgan Chase وBank of America وWells Fargo برفع أسعار الإقراض الأساسية الخاصة بها، وقد أدى ذلك إلى ارتفاع أسهم هذه البنوك بنسب تتراوح بين 1.1% و1.6% في تداولات ما قبل الافتتاح.

يأتي هذا التطور الإيجابي في وقت حساس، حيث يعرف شهر سبتمبر تاريخياً بأنه شهر صعب للأسهم الأمريكية، فوفقاً للبيانات التاريخية، سجل مؤشر S&P 500 متوسط خسارة بنسبة 1.2% خلال شهر سبتمبر منذ عام 1928.

 ومع ذلك، فإن المؤشرات الرئيسية حالياً تقترب من مستويات قياسية جديدة، مما يشير إلى ثقة قوية من قبل المستثمرين في الآفاق الاقتصادية المستقبلية.

ويترقب المستثمرون والمحللون بيانات اقتصادية هامة ستصدر قريباً، بما في ذلك تقرير طلبات إعانة البطالة الأسبوعية ومبيعات المنازل القائمة لشهر أغسطس، هذه البيانات من شأنها أن توفر مزيداً من المؤشرات حول صحة الاقتصاد الأمريكي، وقد تؤثر على اتجاهات السوق في الأيام المقبلة.