ارتفاع أسعار النفط عالميًا بعد فرض رسوم جمركية أمريكية

شهدت الأسواق العالمية ارتفاعًا في أسعار النفط، اليوم الاثنين، وذلك بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية واسعة النطاق على الواردات القادمة من كندا والمكسيك والصين. 

وقد أثار هذا القرار مخاوف من حدوث اضطرابات في إمدادات النفط الخام من أكبر موردين للولايات المتحدة.

تراجع طفيف في المكاسب بسبب توقعات انخفاض الطلب

على الرغم من الارتفاع الحاد في الأسعار، إلا أن التوقعات بتراجع الطلب على الوقود نتيجة هذه الرسوم الجمركية قللت من حدة المكاسب.

وبلغت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط (WTI) 73.89 دولارًا للبرميل، مرتفعة بنسبة 1.88% عند الساعة 06:56 بتوقيت غرينتش، بعدما لامست أعلى مستوى لها منذ يناير الماضي عند 75.18 دولارًا للبرميل. 

أما خام برنت، فقد ارتفع بمقدار 73 سنتًا ليصل إلى 76.40 دولارًا للبرميل.

الرسوم تختلف بين كندا والمكسيك

وفقًا للبيت الأبيض، ستكون الرسوم على منتجات الطاقة الكندية بنسبة 10% فقط، بينما ستخضع الواردات المكسيكية لرسوم كاملة تبلغ 25%.

وقال محلل بنك باركليز Amarpreet Singh إن "التوجه الناعم نسبيًا تجاه الواردات الكندية يعود إلى الحذر"، مشيرًا إلى أن فرض رسوم على المنتجات الكندية قد يكون مضادًا لأهداف الرئيس ترامب في خفض تكاليف الطاقة.

تأثير الرسوم على السوق المحلي الأمريكي

تعد كل من كندا والمكسيك المصدرتين الرئيسيتين للنفط الخام المستورد إلى الولايات المتحدة، حيث يمثلان حوالي ربع النفط الذي تستخدمه مصافي التكرير الأمريكية لإنتاج الوقود مثل البنزين وزيت التدفئة، حسبما ذكرت إدارة الطاقة الأمريكية. 

وأكدت المصادر الصناعية أن الرسوم ستزيد من تكاليف الدرجات الثقيلة من النفط الخام التي تحتاجها المصافي لتحقيق الإنتاج الأمثل، مما قد يؤدي إلى تقليص ربحيتها ودفعها لخفض الإنتاج.

ارتفاع أسعار البنزين الأمريكية

ارتفعت العقود الآجلة للبنزين الأمريكي بنسبة 2.66% لتصل إلى 2.1136 دولارًا للغالون بعد أن بلغت أعلى مستوى لها منذ يناير الماضي عند 2.162 دولارًا. 

وقال المحلل Saul Kavonic من MST Marquee إن الرسوم تعتبر إيجابية على أسعار النفط على المدى القصير؛ بسبب مخاطر تعطيل الإمدادات، خاصة بالنسبة للدرجات الثقيلة من النفط.

أوبك+ تتمسك بخططها رغم الضغوط

على الرغم من الضغوط المتزايدة التي يمارسها الرئيس ترامب لرفع مستويات الإنتاج وتخفيف تخفيضاته الحالية، أكد ممثلو دول منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها أن المنظمة لن تغير خططها الحالية لزيادة الإنتاج تدريجيًا عندما تجتمع اليوم الاثنين. 

وأشارت المصادر إلى أن "أوبك+" لا تزال متمسكة بنهجها الحالي، مع التركيز على تحقيق استقرار الأسواق دون الانجرار للضغوط السياسية.

وتأتي هذه التطورات في ظل حالة من عدم اليقين في الأسواق العالمية، حيث تتأثر أسعار النفط بشكل مباشر وغير مباشر بالسياسات التجارية الجديدة التي تتبناها الولايات المتحدة، مما يزيد من التوترات بين الاقتصادات الكبرى، ويؤثر على استقرار الأسواق النفطية.