اختلاف فصل الصيف بين الأرصاد الجوية والفلكية

قالت الجمعية الفلكية بجدة إن بداية فصل الصيف تعتمد على ما إذا كنا نتحدث عن بداية الموسم في مجال الأرصاد الجوية أو الفلكية.

وأوضحت الجمعية في منشور لها عبر صفحتها الخاصة على موقع فيسبوك، أن معظم علماء الأرصاد الجوية يقسمون السنة إلى 4 فصول، بناء على الأشهر ودورة درجة الحرارة.

وأشارت إلى أنه في هذا النظام، يبدأ الصيف في 1 يونيو، وينتهي في 31 أغسطس، لذلك لا يعتبر الانقلاب الصيفي هو اليوم الأول من الصيف من منظور الأرصاد الجوية.

وأردفت فلكية جدة إنه من الناحية الفلكية، يقال إن اليوم الأول من الصيف هو عندما تصل الشمس إلى أعلى نقطة في السماء، لافتة إلى أن هذا يحدث في الانقلاب الصيفي، لذلك يعتبر هو أول أيام الصيف من الناحية الفلكية.

ولفتت إلى أن يوم الانقلاب الشمسي الصيفي هو أطول يوم في السنة، ولكن ليس أكثر أيام السنة حرارة على مستوى كوكبنا.

وبينت الجمعية الفلكية بجدة أن سبب ذلك هو أن الغلاف الجوي واليابسة والمحيطات، تمتص جزء من الطاقة القادمة من الشمس وتخزنها، وتعيد إطلاقها كحرارة بمعدلات مختلفة، مشيرة إلى أن الماء أبطأ في التسخين (أو التبريد) من الهواء أو اليابسة.

وأكملت أنه عند الانقلاب الشمسي الصيفي، يستقبل النصف الشمالي من الكرة الأرضية أكبر قدر من الطاقة (أعلى كثافة) من الشمس، وذلك بسبب زاوية ضوء الشمس وطول النهار.

ونوهت الجمعية إلى أنه مع ذلك، لا تزال الأرض والمحيطات باردة نسبياً، لذلك لم يتم الشعور بأقصى تأثير للتدفئة على درجة حرارة الهواء بعد.

وأكملت أن الأرض، وخاصة المحيطات، ستطلق الحرارة المخزنة من الانقلاب الصيفي مرة أخرى إلى الغلاف الجوي، حيث ينتج عن هذا عادة أعلى درجات حرارة التي تظهر في أواخر يوليو أو أغسطس أو بعد ذلك، اعتماداً على خط العرض وعوامل أخرى، لافتة إلى أن هذا التأثير يسمى بالتأخر الموسمي.

وأفادت فلكية جدة أنه استخدم قديماً يوم الانقلاب الصيفي لمعرفة أن الأرض كروية، باستخدام قواعد الهندسة، لافتة إلى أنه تم حساب محيط كوكبنا بطريقة بسيطة قبل أكثر من 2000 عام بدون أي مساعدة من التقنيات الحديثة.

وأضافت أنه بعد يوم الانقلاب الصيفي، ستبدأ الشمس ظاهرياً بالانتقال نحو الجنوب من جديد في السماء، حيث تبدأ ساعات النهار تتقلص تدريجياً نتيجة لتقدم الأرض في مدارها حول الشمس، وذلك حتى موعد الاعتدال الخريفي في 22 سبتمبر المقبل.