اجترار الأفكار.. عندما تطارد المواقف المزعجة عقولنا

  • Qallwdallbronzeبواسطة: Qallwdall تاريخ النشر: الأحد، 15 نوفمبر 2020 آخر تحديث: الأحد، 31 أكتوبر 2021
اجترار الأفكار.. عندما تطارد المواقف المزعجة عقولنا

يعرف علماء النفس الاجترار بأنه تركيز الذهن على أزمة أو فكرة ما، والغوص في آثارها الجانبية وربما أسبابها، ولكن دون الانتباه لأهمية إيجاد الحل المناسب لها، الأمر المزعج الذي يتطلب إدراك أسباب اجترار الأفكار من الأساس وكيفية علاجه، قبل أن يصيب صاحبه بأخطر الأمراض النفسية وأكثرها تعقيدا.

علامات اجترار الأفكار

هناك بعض العلامات التي تكشف معاناة الإنسان من اجترار الأفكار، حيث نجد أن الفكرة أو الموقف المسيطر على ذهن الشخص حينها، دائما ما يكون موقفا سلبيا أو فكرة شديدة السواد والكآبة، فيما يطرح المرء على نفسه الأسئلة في صيغة ماذا لو حدث ذلك؟ أو ما هو أسوأ ما قد يحدث؟

يشعر الشخص حينها بأن تلك الأفكار تطارده في أوقات كثيرة ومختلفة، بدرجة تؤثر على حالته النفسية وربما تصيبه بالاكتئاب، كما أنها تدفعه في بعض الأحيان إلى الانعزال عن الآخرين، فيما تبدو أعراض الاجترار المفرط متباينة بين الإحساس بالضيق طوال الوقت، ارتفاع نبضات القلب وربما التعرق الزائد والشعور بالألم في العضلات.

يشكو الشخص الذي يعاني من اجترار الأفكار من كثرة الأفكار في ذهنه، حيث يردد دائما عبارات تفيد بأن الأفكار تتسابق داخل عقله، وأنه أصبح غير قادر على إيقاف عمل عقله ولو للحظات بسيطة، ما يختلف عن حالة الاجترار المؤقت التي تصيب البشر بصورة طبيعية، حين يكونون على وشك التعرض لموقف يدعو للتوتر، كأن ينتابهم القلق قبل اختبارات دراسية أو عند تذكر حديث مهم أو مؤثر مع شخص مقرب.

مخاطر اجترار الأفكار

يساهم اجترار الأفكار للأسف في صعوبة الإحساس بالاستمتاع، حيث يمكن لتلك الأزمة أن تتعارض مع نشاطات الحياة اليومية، لتقلل من تركيز صاحبها، وتؤثر على علاقاته الإنسانية مع من حوله، لتمنعه من اختبار مشاعر السعادة الحقيقية.

من الوارد أن يتسبب اجترار الأفكار المزعج في المعاناة من مرض الاكتئاب كما سبق وأن ذكرنا، فبينما توجد بعض حالات الاجترار التي تشهد قيام الإنسان بالتفكير في أزمة ما قبل إيجاد الحل المناسب واللجوء إليه فورا حتى يشعر بالرضا، فإن هناك حالات أخرى لا تشهد إلا التفكير في مواقف بلا حل أو أزمات لا يمكن السيطرة عليها، لتسبب للشخص حينها المزيد من التوتر والقلق.

يبدو اجترار الأفكار شائعا بين المصابين بالقلق والاكتئاب، وكذلك بين من يعانون من اضطراب الوسواس القهري أو اضطراب ما بعد الصدمة، حيث يتطلب حينها زيارة الأطباء المتخصصين لإيجاد العلاج المناسب للحالة، إلا أن هناك بعض الطرق التي يمكن الاعتماد عليها لتخفيف أزمة الاجترار قدر الإمكان.

علاج وسواس اجترار الأفكار

هناك أكثر من حيلة يمكن الاعتماد عليها لمواجهة اجترار الأفكار المزعج، حيث تتمثل الحيلة الأولى في تشتيت الذهن عن تلك الأفكار بصورة فورية، ذلك عن طريق الاتصال بصديق أو قريب، أو من خلال القيام ببعض الأعمال المنزلية، أو حتى عبر قراءة كتاب أو مشاهدة فيلم مسلٍ.

يعتبر التخطيط لإيجاد حل للاجترار من وسائل علاجه، حيث يتطلب ذلك كتابة حل مثالي للأزمة التي تسيطر على العقل، مع مراعاة الواقعية من حيث انتقاء حل يمكن تنفيذه بالفعل، قبل البدء في تنفيذ هذا الحل بخطوات بسيطة ودون تعجل.

بينما تأتي المعاناة من اجترار الأفكار كنتيجة لخضوع الشخص لأفكار الكمال، أو لرغبته دائما في تحقيق كل الأهداف بنجاح غير طبيعي، فإن السيطرة على هذا الاجترار النفسي تصبح أكثر سهولة عند التأكد من ضرورة وضع أهداف واقعية في الحياة، حتى لا تسهل إصابة الإنسان بالإحباط مع عدم الوصول إليها.

يرتبط اجترار الأفكار كذلك بعدم الرضا وقلة الثقة في النفس، لذا ينصح لمواجهة تلك الأزمة بالقيام بكل ما يحسن من الحالة النفسية ويدعم الثقة في النفس، سواء عبر ممارسة الرياضة وزيارة الأصدقاء أو من خلال تعلم كيفية تقبل النفس كما هي، مع التركيز على الحاضر وعدم الانشغال بما يخبئه المستقبل.

في الختام، يعتبر الاجترار النفسي من المشكلات التي قد تتفاقم إلى حد إصابة الإنسان بأخطر الأمراض النفسية، فيما يمكن للسيطرة عليها أن تنهي الأزمة من البداية، ومن دون أي أعراض أو آثار جانبية مضرة، ما يتطلب البدء في تنفيذ خطوات مواجهتها مع الاستعانة بالأطباء النفسيين إن تطلب الأمر.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة