-
معلومات شخصية
-
الاسم الكامل
-
اسم الشهرة
-
السيرة الذاتية
يعد الرسام الألماني إيميل نولد أحد رواد الحركة التعبيرية في ألمانيا، فقد كانت أعماله الفنية بمثابة ثورة ضد الأنماط التقليدية في الرسم، وأثرت على العديد من الفنانين من بعده. اشتهر نولد بألوانه الزاهية وفرشاته الجريئة التي عكست روح التمرد والحنين إلى الطبيعة، وقد عكس صراعاته الداخلية من خلال لوحاته، ورغم الاضطهاد الذي تعرض له خلال النظام النازي، إلا أن إرثه الفني لا يزال حاضرًا حتى اليوم، تعرف على مسيرته وإنجازاته في هذا المقال.
من هو إيميل نولد؟
هانز إميل هانسن، والمعروف باسم إيميل نولد، هو رسام ونحات ألماني دنماركي، ولد في 7 أغسطس عام 1867 في هوتشاين في مملكة بروسيا، ويعد أبرز فناني التعبيرية في القرن العشرين، وعرف باستخدامه الجريء للألوان والتعبير العاطفي القوي في أعمال.
ولد نولد في عائلة من المزارعين، وقد درس في العديد من الأكاديميات الفنية في ألمانيا وروسيا، بما فيها أكاديمية الفنون الجميلة في كارلسروه، ثم بدأ مسيرته الفنية كنحات زخرفي، ثم تحول بعدها إلى الرسم.
انضم نولد إلى جماعة الجسر في أوائل القرن العشرين، وهي واحدة من الحركات الفنية التعبيرية في ألمانيا، وقد تأثر بالعديد من الفنانين، ومنهم الفنان رمبرانت الذي عُرف بلوحاته الجريئة والألوان البارزة، وإظهار العواطف العميقة في لوحاته.
تعرض نولد لاضطها خلال فترة الحكم النازي في ألمانيا، وتم مصادرة العديد من أعماله من المتاحف، إلا أن ذلك لم يمنعه من مواصلة الرسم بشكل سري، وحققت أعماله ولوحاته شهرة عالمية.
أثرت أعمال نولد على الحركة التعبيرية في ألمانيا والعالم، وقد تركت أعماله أثرًا كبيرًا على الأجيال اللاحقة، وأعماله الآن تعرض في المتاحف الكبرى حول العالم.
نشأته وتعليمه
ولد إيميل نولد في قرية نولدي، التي كانت جزءا من بلدية بوركال في الإمبراطورية البروسية، وهي الآن جزءًا من الدنمارك، وقد نشأ في عائلة من المزارعين البروتستانت المتدينين.
ورغم نشأته أدرك نولد أنه غير ملائم لحياة المزرعة، وأنه مختلف تمامًا عن إخوته الثلاثة، وبرزت لديه ميوله الفنية منذ سن صغير، لذا اتجه لدراسة النحن والرسم في فلنسبورغ بين عامي 1884، و1891، وعمل في مصانع الأثاث في شبابه.
خلال فترة شبابه، أمضى نولد حياته في السفر بين عدة مدن ألمانية، منها ميونخ، وبرلين، وكارلسروه التي استقر فيها عام 1889، والتحق بمدرسة الفنون التطبيقية فيها. كان مدرسًا للرسم في مدرس متحف الفنون الصناعية والتطبيقية في الفترة من عام 1892 إلى عام 1898، إلا أنه ترك هذه المهنة لاحقًا لمتابعة حلمه في أن يصبح فنانًا مستقلًا.
مسيرته الفنية
رغم أن إيميل نولد كان يحب الرسم طوال حياته، إلا أنه لم يبدأ مشواره المهني كرسام إلا في سن 31 عامًا، وقد واجه العديد من التحديات في مسيرته، منها أنه رُفض في أكاديمية ميونيخ للفنون الجميلة عام 1898، لذا أمضى 3 سنوات في أخذ دروس خاصة في الرسم.
زار نولد باريس، وهناك تعرف على الانطباعية المعاصرة، وهو الأسلوب الذي كان رائجًا في ذلك الوقت، وهناك تزوج من الدنماركية آدا فيلستروب عام 1902، وانتقلا إلى برلين، حيث التقى بالفنان كارل شميت روتلوف، وجامع التحف جوستاف شيفلر، وكلاهما ساعداه لمواصلة مسيرته الفنية، وفي ذلك الوقت أطلق على نفسه اسمه "إيميل نولد" بدلًا من إيميل هانسن.
في عام 1906، وبعد أصبح نولد عضوًا في المجموعة التعبيرية الثورية، كما كان عضوًا في حركة النفصال برلين، وخلال حياته في برلين تأثر بشدة بالعديد من الفنانين، كما تأثر بشده بالأعمال الفنية في متحف فولكركونديميوزيم، ورسم أكثر من 120 رسمًا لمعروضات من الجنوب العالمي.
بحلول عام 1912، كان نولد قد حقق بعض الشهرة، وأصبح قادرًا على إعالة نفسه من خلال أعماله الفنية، وقد حققت لوحه "الرجل والمرأة والقط" التي رسمها في ذلك العالم شهرة واسعة، وتصور اللوحة عرش الملك نجويا الذي جاء إلى ألمانيا من الكاميرون، وعاش في ظروف مثيرة للجدل.
علاقته مع النظام النازي
كانت علاقة إيميل نولد مع النظام النازي والحكومة النازية في ألمانيا علاقة معقدة ومتناقضة، فرغم أن نولد كان متعاطفًا مع بعض الأفكار القومية التي روج لها النازيون، ورغم انضمامه إلى الحزب النازي في أوائل الثلاثينيات، معتقدًا أن النظام الجديد سيعزز الفنون والثقافة الألمانية، إلا أن كل ذلك لم يكن كافيًا حتى ترضى عنه الحكومة النازية.
كان نولد مؤيدًا لحزب العمال الوطني الاشتراكي الألماني، وقد عُرف بآرائه المعادية للسامية حول الفنانين اليهود، كما رأى أن الفن التعبيري هو أسلوب ألماني مميز، ومع ذلك لم يعجب أدولف هتلر بأعماله الفنية، واعتبر الفن الذي يقدمه "فنًا منحطًا"، وأدان النظام النازي أعمل نولد بشكل واضح، في وقت كانت أعماله تحظى بتقدير كبير في ألمانيا.
وبسبب رفض النظام النازي لأعماله، تمت إزالة أكثر من ألف لوحة من المتاحف، كما أنه منع من الرسم، وأصبح واحدًا من أكثر الفنانين استهدافًا من قبل النظام النازي. ورغم منعه من الرسم وحظر نشر أعماله، استمر نولد في الرسم سرًا، ورسم مئات اللوحات المائية الصغيرة التي أطلق عليها "الصور غير المرسومة".
اضطر نولد خلال الحكم النازي إلى الانسحاب من الحياة العامة، وقضى معظم حياته في مزرعة في زاكتبرغ شمال ألمانيا، ورغم الصعوبات استمر في إنتاج الأعمال الفنية سرًا.
وقد كتب نولدي عام 1942 عن أفكاره وحياته خلال تلك الفترة، حيث قال: "هناك الأزرق الفضي والأزرق السماوي والأزرق الرعدي. كل لون يحمل في داخله روحًا تجعلني سعيدًا أو تنفرني، والتي تعمل كمحفز. بالنسبة للشخص الذي لا يمتلك أي فن، فإن الألوان هي ألوان، نغمات نغمات... وهذا كل شيء. كل عواقبها على الروح البشرية، والتي تتراوح بين الجنة والجحيم، تمر دون أن يلاحظها أحد".
حياته الفنية بعد الحرب
بعد الحرب العالمية الثانية، وسقوط النظام النازي، أعيد اعتبار الفنان إيميل نولد كواحد من أهم الفنانين التعبيريين في القرن العشرين، واستعاد مكانته من جديد في عالم الفن، حيث تم تكريمه مرة أخرى، وحصل على وسام الاستحقاق.
ورغم أنه تم الاعتراف بنجاحه كفنان ورسام تعبيري رائد، إلا أنه لا يزال يُنظر إليه كداعم للنازية، ودائمًا ما يتم مناقشة العلاقة بين سياسته وإدانة الخصوم غير اليهود باعتبارهم يهودًا.
أعماله الفنية
تميزت أعمال إيميل نولد بإحساسه الفريد من نوعه، وحبه لاستخدام الألوان، وقد رسم طوال حياته أكثر من ألف لوحة مفعمة بالحيوية والألوان، وظهر فيه ميله وحبه للطبيعة. وبجانب اللوحات تتضمن أعمال نولد العديد من المطبوعات اللوحات المائية حول مواضيع متنوعة مثل الزهور، والبحار والعاصفة، ومشاهدة للحياة الليلية في برلين، ومناظر طبيعية أخرى.
من لوحاته الشهيرة سلسلة من اللوحات غطى فيها البعثة الألمانية إلى غينيا الجديدة، ورحلاتها إلى البحار الجنوبية، وموسكو، وكوريا، واليابان والصين وسيبريا. بجانب ذلك لديه أكث رمن 197 منحوتة على الخشب، و3 طباعة حجرية.
أطلق نولد كذلك أكثر من 1300 عمل من زمن الحرب بالألوان المائية تحت اسم "لوحات غير مطلية"، وهي اللوحات التي رسمها خلال حكم هتلر.
وعلى الرغم من أن أعماله الدينية تشكل جزءًا صغيرًا من أعماله الفنية، إلا أنه تعتبر الأبرز في حياته الفنية، فقد ترك نولد انطباعات دائمًا عن القصص اليهودية والمسيحية التي قرأها في الكتاب المقدس، والتي تعرف عليها خلال نشأته في المجتمع الديني الصغير في قريته.
لم يتمكن نولد في البداية لم يتمكن من ترسيخ أسلوبه الخاص، إلا أن عام 1906 كانت نقطة تحول في مسيرته الفنية، حيث برع في تصوير مواضيع دينية تؤكد على عاطفة اللحظة، واستخدام الألوان الزاهية.
في عام 1909، وبعد تجربة الاقتراب من الموت بعد شرب مياه مسمومة، ظهرت لديه الميول أكثر لرسم أعمال فنية دينية، وفي عام 1911 ظهرت معالجات نولد الدينية بشكل أكبر، وكان صاحب رؤية جريئة، عكسها في لوحاته عن النقوش الأكثر قتامة والألوان المظلمة.
وفاة إيميل نولد
توفي إيميل نولد في مدينة سيبول في ألمانيا عام 1856، وبعد وفاته تم إنشاء مؤسسة فنية في العام الذي توفي فيه، كما تحول منزله إلى متحف مخصص حياته، وعمله في عام 1957.
وبالرغم من صعوبة الوصول إلى منزله، إلا أن منزله أكثر من 87 ألف مغامر يقطعون مسافات طويلة للعثور على منزله، الذي يحوي حاليًا أكثر من 1300 لوحة زيتية كبيرة الأبعاد.