تولى الرئيس اللبناني السابق إميل لحود رئاسة الجمهورية اللبنانية منذ عام 1998 وحتى عام 2007 على فترتين رئاسيتين، وقد غادر لبنان دون أن يسلم السلطة إلى رئيس جديد؛ بسبب عدم التوصل إلى تفاق بين الأحزاب السياسية، فيما شهدت فترة حكمه العديد من التطورات في المشهد السياسي اللبناني، وأبرزها اغتيال الحريري، تعرف أكثر على مسيرته السياسية، وحياته في هذا المقال.
من هو إميل لحود؟
إميل جميل لحود هو رئيس الجمهورية اللبنانية السابق في الفترة من عام 1998، وحتى عام 2007، ولد في 12 يناير عام 1936 في بعبدات في قضاء المتن بجبل لبنان.
تسلم لحود الجيش اللبناني لمدة 8 سنوات، وربما كانت نشأته العسكرية سببًا في صرامة مواقفه وصلابتها، وخصوصًا فيما يتعلق بالمقاومة في لبنان.
عُرف عن الرئيس إميل بأنه متواضع حريص على عمله، وقد عُرف بحبه لمباغتة الموظفين بالزيارات المفاجئة للتأكد من سير العمل بشكل جيد، فيكرم المنضبط في العمل، ويعاقب المهمل.
أمضى إميل في المشهد السياسي والعسكري حوالي 18 عامًا، منها 9 سنوات في قيادة الجيش، و9 أخرى في رئاسة الجمهورية، ولم تكن هذه الفترة بالحقبة السهلة، بل شهدت العديد من الأحداث والتحديات السياسية، والأمنية كذلك.
أنا عن رأيه في المقاومة، والتي ظل يدافع عنها طوال حياته، ورفض نزع السلاح من حزب الله، فقد آمن إميل دائمًا بأنها لا تتعلق بمذهب ديني بعينه، بل يراها فكرة وقيمة وطنية، وأنها تبلور نظرية ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة.
نشأته وعائلته
ولد الرئيس السابق إميل لحود في مدينة بعبدات، وهي إحدى مدن قضاء المتن في محافظة جبل لبنان، وهو ابن اللواجميل لحود، وهو سياسي وعسكري لبناني بارز شارك في تأسيس الجيش اللبناني، ودخل العمل السياسي بعد التقاعد العسكري حيث تولى مناصب وزارية هامة.
كان لوالده ونشأته العسكرية شديد الأثر على إميل وفكره وقراراته التالية، فقد كان لوالده العماد جميل لحود دور بارز في استقلال لبنان، حيث رفض أوامر قوات الانتداب بمهاجمة حكومة الثورة، وأعلن انضمامه للحكومة اللبنانية، وأدت هذه الخطوة إلى تراجع سلطات الانتداب وإطلاق سراح رجال الدولة ليتم الإعلان عن استقلال لبنان في عام 1943.
ترشح لحود إلى الانتخابات النيابية وفاز بدورتين متلاحقتين عن دائرة المتن الشمالي، ثم شغل بعدها منصب وزير العمل والشؤون الاجتماعية عام 1966.
كانت الصلابة والقوة والثبات على الرأي من الصفات التي ورثها إميل عن والده جميل لحود، لذا فقد خطى نفس خطوات والده، وانتسب للكلية الحربية في عام 1956، وأظهر تفوقًا ونبوغًا عسكريًا وسياسيًا أيضًا خلال سنوات رئاسته.
حصل بعدها على شهادة في الهندسة البحرية من المملكة المتحدة في عام 1960، وقد درس في كلية القيادة البحرية في الولايات المتحدة في الفترة من عام 1979 إلى عام 1980.
من هي زوجة الرئيس إميل لحود؟
تزوج إميل لحود من السيدة أندرية أمادوني، ولديه منها 3 أبناء، وهما كارين، وقد تزوجت ابنته من إلياس المر، ابن نائب رئيس الحكومة وزير الداخلية ميشال المر، إلا أنها انفصلت عنه.
ابنه الثاني إميل لحود، وهو بطل السباحة، ودرس في الجامعة الأمريكية ولديه شركة للإعلانات، كما أنه نائب في البرلمان اللبناني، وابنه الثالث رالف، وقد درس الهندسة في الجامعة الأمريكية في بيروت.
ما هي ديانة إميل لحود؟
إميل لحود مسيحي.
مسيرته العسكرية
في عام 1956 تطوع الرئيس إميل لحود في الجيش، والتحق بالمدرسة الحربية، وفي عام 1959 تمت ترقيته لرتبة ملازم بحري، وقد تمكن من التدرج في الرتب، حتى وصل إلى رتبة عميد في عام 1989.
وخلال هذه الفترة أنهى لحود العديد من الدورات العسكرية، منها توجيه الطائرات، والقيام بمهام مخابراتية في لبنان، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة. وفي عام 1959 ألحق بسلاح البحرية، وقاد أسطولا بحرياً في عام 1968.
عُين لحود رئيسًا للجيش في عام 1989 رئيسًا للجيش اللبناني، وقد شغل هذا المنصب لمدة 9 سنوات عمل فيها على إعادة تكوين الجيش اللبناني وتقويته من جديد، وقد تسلم منصبه في فترة كانت لبنان بحاجة شديدة إلى قائد وطني قادر على توحيد الصفوف، وتخليص لبنان من التشتت والتفرق الطائفي والأيديولوجي.
كانت لبنان خلال هذه الفترة قد خرجت من حرب طائفية عبثية فتت الجيش وأنهكته، لذا كان دوره الأهم خلال هذه الفترة هي إعادة بناء الجيش من جديد، فقد عمل على نهضة الجيش كمؤسسة واحدة مترابطة.
توليه رئاسة الجمهورية
في 24 نوفمبر عام 1998 انتخب إميل لحود رئيسًا لجمهورية لبنان خلفًا للرئيس إلياس الهراوي، ليغادر المؤسسة العسكرية، ويتركب زيه العسكري، ويتجه إلى العمل السياسي الذي استمر لمدة 9 سنوات، ويصبح الرئيس الحادي عشر في تاريخ لبنان.
تولى لحود رئاسة لبنان لفترتين رئاسيتين، فقد مدد فترة حكمه بضغط من سوريا، وهو ما يخالف الدستور اللبناني، وقد أدى هذا الأمر إلى أزمات عديدة، منها استقالة رفيق الحريري عن منصبه كرئيس للوزراء في ذلك الوقت.
خلال فترة حكمه دعم إميل المقاومة اللبنانية بكل قوة وصلابة، وقد رفض التدخلات الأجنبية في شؤون لبنان، إلا أنه في الوقت نفسه تم اعتقال العديد من الشخصيات الإسلامية من قبل الجيش.
عرف عن الرئيس إميل لحود دعمه للمقاومة في لبنان، ودعمه لحزب الله ورفضه نزع السلاح من حزب الله، بل دعمهم بكل ما أوتي من قوة.
شهدت فترة حكمه مواجهة الجيش سمير جعجع، قائد القوات اللبنانية المنحلة، كما واجه ميشال عون قائد الجيش الأسبق، والذي كان منفياً إلى فرنسا في ذلك الوقت.
في عام 2005 تم اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، كما شهدت فترة حكمه خروج القوات السورية من لبنان، وتم فتح تحقيق دولي في حادثة اغتيال الحريري.
تم إجراء انتخابات نيابية فاز فيه تحالف 14 آذار، وهو تحالف طالب لحود باستمرار الاستقالة، كما ظهر تحالف آخر عُرف باسم 8 آثار بزعامة ميشال عون، وهو التحالف الذي رفض استقالة لحود ما لم يتوفر البديل المناسب لحكم البلاد.
انتهت ولاية لحود الرئاسية في نوفمبر عام 2007 بعد 9 سنوات من حكم بلد متعدد الطوائف، وخلفه في الحكم قائد الجيش ميشال سليمان.