يعد الروائي والقاص اللبناني إلياس خوري واحد من أهم الروائيين في العصر الحديث وقد اشتهر بتأريخ المعاناة الفلسطينية في بعض كتاباته ومؤلفاته وأضفى عليها طابعًا سرديًا متكاملًا في السطور التالية تعرف على مسيرته الأدبية وحياته.
من هو إلياس خوري؟
هو كاتب وروائي وقاص وكاتب مسرحي ومفكر شعبي لبنان يولد في 12 يوليو عام 1948 في العاصمة اللبنانية بيروت لعائلة أرثوذكسية متوسطة. نشأ خوري في منطقة الأشرفية ذات الغالبية المسيحية في العاصمة بيروت.
بدأ خوري الكتابة في سن مبكرة، وقد عشق منذ نعومة أظافره القراءة وخاصة كتابات جرجي زيدان الذي تعرف منها على الإسلام واللغة العربية، لكنه انصرف عن كتابات جرجي فيما بعد واعتبرها ساذجة وبدأ في قراءة أعمال أخرى.
نشر خوري العديد من المؤلفات ما بين الروايات والمسرحيات والمقالات الأدبية والدراسات النقدية، وقد عمل محررًا صحفيًا في عدة مجلات منها مجلة المواقف، كما يكتب عمودًا أسبوعيًا في صفحات القدس العربي.
درس الخوري في العديد من الجامعات في العديد من الدول العربية والأوروبية وفي الولايات المتحدة الأمريكية، كما كان أستاذًا زائرًا للأدب العربي الحديث والأدب المقارن في جامعة نيويورك عام 2006.
زوجة إلياس خوري
لا يشارك الروائي اللبناني إلياس خوري عن حياته الشخصية في وسائل الإعلام، ولكنه متزوج ولديه أطفال. أما عن ديانته فهو مسيحي الديانة ولد لعائلة كاثوليكية.
طفولته ونشأته
نشأ إلياس خوري في أسرة متوسطة في منطقة الأشرفية ذات الغالبية المسيحية، وقد عشق القراءة منذ صغره وعكف منذ سن الثامنة على قراءة كتابات جرجي زيدان الذي تعلم منه عن الدين الإسلامية وخلفيته العربية.
في وقت لاحق توقف خوري عن قراءة مؤلفات زيدان والتي وصفها بأنها جاهلة وساذجة وبدأ في قراءة أنواع أخرى من الكتب، وقد اهتم بشخص خاص بقراءة الأدب العربي الكلاسيكي والروايات الروسية خاصة لبوشكين وتشيخوف، والنصوص الأدبية الأخرى.
في عام 1967 سافر خوري إلى الأردن وزار مخيمًا للاجئين الفلسطينيين هناك، وقد اكتسب اهتمامه بالقضية الفلسطينية منذ ذلك الوقت وركزت العديد من مؤلفاته على القضية الفلسطيني.
خلال تواجد في الأردن التحق بحركة فتح، ولكنه اضطر إلى مغادرة الأردن بعد مقتل وطرد آلاف الفلسطينيين بعد محاولة الانقلاب على الملك حسين في أحداث أيلول الأسود.
دراسته
في عام 1966 حصل إلياس خوري على شهادة الثانوية العامة من ثانوية الرأي الصالح في العاصمة اللبنانية بيروت. في عام 1971 تخرج خوري في الجامعة اللبنانية تخصص التاريخ.
سافر خوري بعدها إلى باريس وحصل على درجة الدكتوراه في التاريخ الاجتماعي من جامعة باريس، وقد عمل كمحاضر في العديد من الجامعات حول العالم في أوروبا وأمريكا والدول العربية.
مسيرته الصحفية
في عام 1972 بدأ الروائي إلياس خوري مسيرته المهنية في مجال الصحافة، فقد أصبح محرراً في مجلة مواقف اللبنانية التي صدرت من بيروت. في عام 1975 ترأس خوري تحرير مجلة شؤون فلسطينية مع الشاعر الفلسطيني محمود درويش حتى عام 1979.
بين أعوام 1980 و1985 عمل خوري محررًا لسلسة ذكريات الشعب التي صدرت عن مؤسسة البحوث العربية في بيروت، كما عمل أيضًا مدير تحرير مجلة الكرمل عام 1981 ولمدة عام واحد فقط.
في عام 1983 شغل منصب مدير تحرير القسم الثقافي في صحيفة السفير واستمر في شغل هذا المنصب حتى عام 1990، كما عمل مديرًا فنيًا لمسرح بيروت من عام 1992 حتى عام 1998، وكان مديرًا في مهرجان سبتمبر للفنون المعاصرة.
مسيرته الأدبية
في عام 1975 نشر الروائي اللبناني إلياس خوري روايته الأولى التي حملت عنوان "لقاء الدائرة"، وفي عام 1977 كتب سيناريو فيلم "الجبل الصغير" وهو الفيلم الذي تناول أحداث الحرب الأهلية اللبنانية.
عُرف خوري بغزارة إنتاجه الأدبي، فقد كتب العديد من الروايات التي تتميز بصفحاتها الكثيرة، فكانت رواياته تتراوح صفحاتها من 110 إلى 220 صفحة. تناول خوري في رواياته العديد من الموضوعات السياسية والأسئلة الوجودية.
خلال رواياته استخدم اللغة العربية العامة بجانب اللغة الفصحى الحديثة، حيث استخدم اللهجات في السرد الرئيسي في الروايات، وهو أمر معتاد في الأدب المعاصر، كما استخدم اللهجات في الحوارات بين الشخصيات الرئيسية في الرواية.
وقد ترجمت العديد من رواياته ومؤلفاته إلى لغات مختلفة مثل الفرنسية والإنجليزية والألمانية والعبرية والإيطالية والبرتغالية والإسبانية وغيرها.
روايات إلياس خوري ومؤلفاته
ومن روايات إلياس خوري رواية "المراية المكسورة"، و"وكأنها نائمة"، و"مجمع الأسرار"، و"يالو"، و"مملكة الغرباء"، و"أبواب المدينة"، و"رائحة الصابون"، و"الوجوه البيضاء"، و"أولاد الغيتو"، و"الجبل الصغير".
ومن أشهر رواياته رواية "باب الشمس" التي صدرت عام 1998 وتتحدث عن التهجير والمخيمات، حيث تتناول حياة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان منذ النزوح عام 1948، وتم اختيارها ضمن أفضل مائة رواية عربية.
تحولت هذه الرواية إلى عمل سينمائي من إخراج المخرج المصري يسري نصر الله، وقد شارك في التمثيل عروة نيربية، وهيام عباس، وحلا عمران، ونادرة عمران، وباسل خياط وعماد البيتم.
وقد تم مناقشة العديد من روايات وكتب إلياس خوري في دراسات نقدية عدة. كتب خوري مقدمة العديد من الكتب أيضًا، منها "اليد ترى والقلب يرسم" للمؤلف تمام الأكحل، و"مائة سوناتة حب: جسدان مقهوران بعسل واحد" للمؤلف بابلو نيرودا، و"كملتا وكلمات تعابير شعبية من لبنان" للكاتبة نجلا جريصاتي.
اقتباسات إلياس خوري
"الحب يا ابني له ألف باب ولكن الحب من طرف واحد ليس باباً، إنه وهم" من رواية "باب الشمس".
"حين يموت من نحبه يموت شيئاً فينا، هذه هي الحياة، سلسلة طويلة من الموت. يموت الآخرون فتموت أشياء في دواخلنا، يموت من نحبهم فتموت أعضاء من أجسادنا. الإنسان لا ينتظر موته بل يعيشه يعيش موت الآخرين داخله وحين يصل إلى موته يكون قد بتر الكثير من أجزائه ولم يبق منه إلا القليل". من رواية "باب الشمس".
"قالت انكسر صوتي هنيك بالبلونة، منشان هيك ما بقدر حبك مزبوط، فلم يفهم معنى هذا الكلام. تخيّل آنية فخّارية تسقط على الأرض وتنكسر. لكنه لم يفهم أنه حين صوت المرأة ينكسر، فهذا يعني أن قلبها أصيب ببحّة عميقة لا دواء لها. والقلب المبحوح لا يستطيع أن يحب". من رواية "يالو".
