يعد الممثل والمغني الأمريكي إلفيس بريسلي أحد أهم الرموز الثقافية في القرن العشرين، حيث أدت أغانيه وأداؤه الاستفزازي مع مزيج قوي من تأثيرات الألوان إلى نجاح كبير، وبيعت أكثر من 500 مليون تسجيل له في جميع أنحاء العالم، ويُعرف بأنه أفضل فنانين موسيقي منفرد مبيعًا على الإطلاق، في السطور التالية تعرف على مسيرته الفنية وحياته.
إلفيس آرون بريسلي هو ممثل ومغني أمريكي ولد في 8 يناير عام 1935 في توبيلو ميسيسبي، ولديه شقيق توأم متاطبق اسمه جيسي غارون بريسلي ولد قبله بـ35 دقيقة ميتًا، وكان على علاقة جيدة مع والديه وخاصة والدته.
كان والده ألمانيًا من أصول إنجليزية واسكتلندية، أما والدته كانت اسكتلندية أيرلندية مع بعض أصول نورمان الفرنسية.
نشأ إلفيس في أسرة فقيرة، فوالده فيرنون كان يتنقل من وظيفة لأخرى وكانت الأسرة تعتمد على مساعدة الجيران والمساعدات الغذاءية الحكومية، وفقدوا منزلهم عام 1938 بعد أن أدين والده بتهمة تعديل شيك مكتوب من قبل مالك الأرض، وسُجن لثمانية أشهر.
التحق بريسلي في سبتمبر عام 1941 في الصف الأول بالمدرسة المتوسطة، وفي المدرسة شارك في مسابقة غنائية وأثار إعجاب معلمه، وحصل على المركز الخامس وحصل على غتيار.
في العام التالي تلقى بريسلي دروس الغتيار الأساسية على يد اثنين من أعمامه، ولكنه كان خجولًا جدًا من الغناء أمام العامة.
في عام 1946 التحق بريسلي بمدرسة جديدة، وفي العام التالي بدأ في إحضار جيتاره إلى المدرسة كل يوم وكان يغني ويغزف أثناء وقت الغداء، وكانت الأسرة في هذا الوقت تعيش في حي تقطنه أغلبية من السود.
وفي عام 1948 انتقلت العائلة إلى ممفيس بولاية تينيسي وعاشت لمدة عام، والتحق بريسلي بمدرسة إل سي هيموز الثانوي، وكان خجولًا بطبعه كما كان يتعرض للتنمر من حين لآخر من قبل زملائه في الفصل.
ما كانت المهنه الاصليه لالفيس بريسلي؟
في عام 1950 بدأ بريسلي لعب الجيتار بانتظام تحت وصاية جاره لي دينسون بجانب ثلاثة أولاد آخرين ومنهم الأخوان دورسي وجوني بورنيت، وشكلوا معًا فرقة موسيقية.
وفي شهر سبتمبر من العام نفسه بدأ بريسلي العمل كمرشد في مسرح ولاية لوف كما عمل في وظائف متعددة، وخلال سنته الأولى في المدرسة الثانوية بدأ بالظهور بشكل أكبر في الفصل والسبب الأكبر هو مظهره، حيث قام بتنمية سوالفه وتصفيف شعره بالفازلين.
وفي المدرسة كان يشارك في عدة عروض مسرحية على الرغم من أنه لم يتلقَ أي تدريب موسيقي رسمي، ولا يستطيع قراءة الموسيقي، وإنما عزف على الجيتار ودرس العزف عن طريق الاستماع.
زوجة إلفيس بريسلي
تزوج إلفيس بريسلي من بريسيلا بريسلي عام 1967 ورزق منها بابنته الوحيدة ليزا ماري عام 1968، وانفصلا عام 1973، ورغم انفصالهما ظلا في علاقة ودية حتى وفاته عام 1977.
التقى إلفيس بزوجته عندما كانت مراهقة في ألمانيا وكان هو يخدم في الجيش عام 1959، وكانت علاقة
إلفيس بريسلي وزوجته قوية، حيث دعمته في مسيرته الفنية وشاركت في بعض أفلامه ثم أسست لاحقًا شركة لإدارة تراثه الفني.
برزت بريسيلا أيضًا ككممثلة ناجحة، منها سلسلة Naked Gun وفي مسلسل Dallas، كما أنه عرفت بحبها للأعمال الخيرية.
وفاة ابنة إلفيس بريسلي
في شهر يناير عام 2023 توفيت ابنة إلفيس بريسلين ليزا ماري بريسلي، عن عمر 54 عامًا، حيث عثر عليها فاقدة للوعي في منزلها بكاليفورنيا ونقلت إلى المستشفى وتوفيت لاحقًا.
وكانت السلطات الأمريكية أعلنت أن وفاة ابنة إلفيس بريسلي جاءت بسبب مضاعفات جراحة علاج البدانة التي أجرتها قبل عدة سنوات، حيث عانت من من اسنداد الأمعاء الدقيقة.
بعد وفاتها تصدر اسمها مرة أخرى حينما أعلن عن وصيتها، حيث منعت والدتها من أن ترث أي من أمواله وعينت ابنيها رايلي وبنجامن كيو كورثة لممتلكاتها بعد وفاتها، رغم أنها عينت والدتها من الأمناء على ممتلكاتها عام 2010 ولكنها سحبت هذا الامتياز عام 2016.
ثروة إلفيس بريسلي
توفي بريسلي في عام 1977 عن عمر يناهز 42 عامًا، وقدرت ثروته عند وفاته 5 ملايين دولار فقط رغم أنه من أنجح النجوم وتوقع الكثيرون بأن ثروته تقدر بالمليارات.
ولكن السبب الذي جعل ثروته أقل بكثير مما كان يكسبه في الحقيقة هو أسلوب حياته الفخم من شرب المخدرات إلى القصور والعقارات، حيث كان يحب الإنفاق كثيرًا على منزل ألفيس بريسلي وراء الملابس والأثاث الباهظ لمنازله.
كما كان يشتري الهدايا الباظمة الثمن. أيضًا في سنواته الأخيرة أنفق الكثير من الأموال على المخدرات وتدهورته صحته وعانى من الكثير من الأمراض حتى توفي.
في أغسطس عام 1953 سجل إلفيس بريسلي أول أغانيه مع شركة صن للتسجيلات وأهداها لوالدته، وعلى الرغم من وجود عدة مكاتب لتسجيل أغاني للهواة ولكنه اختار هذا المكتب الشهير والغالي على أمل اكتشافه.
وفي عام 1954 سجل للمرة الثانية مع نفس الشركة، وبعد فترة وجيزة فشل في تجربة أداء لرباعية صوتية محلية، واتجه بعد ذلك للعمل كسائق شاحنة، وفي يونيو من نفس العام حصل على عرض لتسجيل أغنية المغني الأمريكي من أصل أفريقي جيمي سويني Without You.
كان المنتج فيليبس يبحث عن شخص أبيض يمكنه أن يقلد صوت الموسيقيين السود، ولهذا اختار بريسلي، وعلى الرغم من فشل بريسلي في البداية أن يرضي تطلعات فيليبس ولكن في النهاية تمكن من لفت الانتباه بعد غنائه أغنية That's All Right.
بعد تسجيل هذه الأغنية بدأ المستمعون بالاتصال لمعرفة المغني، واعتقدوا في البداية أنه مغني أسود، وبعد هذا النجاح بدأ بريسلي يعزف بانتظام مع فرقته، وقدم المزيد من التسجيلات.
وفي نوفمبر عام 1954 بدأ بريسلي يقدم أعنياته على الإذاعة، وبدأت فرقته تقدم إعلانات تجارية فريدة لعدة شركاتن وقدم أول ظهور تلفزيونية له في محطة KSLA-TV.
وقع بريسلي في هذه الفترة عقدًا مع إدارة نيل وقدم عدة تسجيلات ناجحة، وفي أوائل نوفمبر عام 1955 تم التصويت له كأفضل فنان واعد لهاذ العام، وتلقى عروضًا لثلاث علامات رئيسية تصل إلى 25 ألف دولار، وكان وقتها يبلغ من العمر 20 عامًا فقط.
وفي يناير عام 1956 قدم بريسلي أول ظهور تلفزيوني وطني له، وقدم أغنيته الفردية Heartbreak وتم استضافته بعد ذلك في عدة برامج تلفزيونية وأذاعية، ثم قدم أغنيته المنفردة التالية Love Me Tender التي حققت نجاحًا كبيرًا.
أصبحت بعد ذلك العروض الحية التي يقدمها بريسلي محمومة بشكل متزايد، حيث كانت دائمًا هناك أعمال شغب في كل حفلة له، وفي عام 1956 قدم ألبومه الثاني "إلفيس" وتضمن الألبوم عدة أغنيات منها أغنية Old Shep التي غناها في عرض المواهب عام 1945.
في عام 1957 قدم بريسلي 3 أغنيات منفردة وكان بالفعل نجمًا عالميًا، وتمكن في هذه الفترة من شراء قصر من 18 غرفة في غريسلاند بقيمة 102 ألف دولار أمريكي وعاش فيه مع والديه.
قدم إلفيس فيلمه الأول Love Me Tender عام 1956، ثم أصدر فيلمه الثاني Loving You بعدها بعام وأصدر ألبومه الثالث في العام نفسه وأجرى جولات غنائية قصيرة.
كان ألبومه الثالث Elvis' Christmas Album ناجحًا حيث حقق مبيعات تجاوزت 20 مليونًا حول العالم، وبعد هذا النجاح قدم 3 أغنيات فردية من أشهر أغاني إلفيس بريسلي.
في 24 مارس 1958، تم تجنيد إلفيس بريسلي في الجيش الأمريكي كجندي في فورت تشافي، بالقرب من فورت سميث، أركنساس.
وكان وصوله حدثًا إعلاميًا كبيرًا، حيث نزل مئات الأشخاص على بريسلي عندما خرج من الحافلة، ثم رافقه المصورون، وأعلن أنه يتطلع إلى مهمته العسكرية، قائلاً إنه لا يريد أن يعامل بشكل مختلف عن أي شخص آخر.
بدأ بريسلي التدريب الأساسي في فورت هود، تكساس، خلال إجازة لمدة أسبوعين في أوائل يونيو، سجل خمس أغنيات في ناشفيل.
في أوائل أغسطس، تم تشخيص إصابة والدته بالتهاب الكبد، وسرعان ما ساءت حالتها، مُنح إجازة طارئة لزيارتها ووصل ممفيس في 12 أغسطس، وبعد يومين توفيت بسبب قصور في القلب عن عمر يناهز 46 عامًا.
بعد عودته من الجيش قدم بريسلي عروضًا غنائية مختلفة وعاد إلى التلفزيون كضيف في عدة برامج ثم قدم ألبومه السابع G.I. Blues عام 1960 وحقق الألبوم أرقامًا قياسية، وبعدها بعام أجرى عدة عروض وشهدت مبيعاته العالمية نجاحًا كبيرًا.
وفي الستينيات قدم إلفيس 27 فيلمًا معظمها كانت تركز على الكوميديا الموسيقية ذات الصيغة العادية والمتواضعة، ومن بين أفلامه في الستينات كان 15 منها مصحوبًا بألبومات صوتية.
في عام 1969 أصدر ألبوم From Elvis in Memphis وحقق الألبوم نجاحًا كبيرًا وقدم بريسلي بعدها عدة عروض غنائية من جميع أنحاء العالم.
وفي عام 1970 أصدر ألبوم That's the Way It Is وشرع بعدها في تقديم جولة موسيقية لمدة أسبوع، وبعدها قابل الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون.
في أكتوبر عام 1973 بدأت تتدهور صحة إلفيس بريسلي، حيث تناول جرعة زائدة من الباربيوترات وقضى ثلاثة أيام في غيبوبة في جناحه في الفندق وفي نهاية العام دخل المستشفى وعانى من شبه غيبوبة وآثار إدمان البيثيدين.
وعلى الرغم من تدهور حالته الصحية قدم عدة عروض غنائية ففي عام 1974 قام بجدول جولات مكثف آخر، وتدهورن حالته بشكل حاد في سبتمبر من العام نفسه وظهر تعبه جليًا في جولاته حيث كان بالكاد تفهم كلمات أغانيه.
في نوفمبر عام 1976 تدهورت حالته الصحية أكثر، حيث عانى من زيادة الوزن بشكل كبير، وكان عقله متبدلًا بسبب الأدوية التي يتناولها يوميًا وبالكاد قادرًا على سحب نفسه.
سجل بريسلي في هذه الفترة آخر أغنية منفرد له Way Down وكان من الصعب التعرف على صوته، وبسبب تعاطي المخدرات عانى من الجلوكوما، وارتفاع ضغط الدم وتلف الكبد وتضخم القولون.
وفي مساء يوم الثلاثاء 16 أغسطس عام 1977 اكتشفه صديقه واقعًا على أرضة الحمام وأعلن وفاته في المستشفى عم عمر 42 عامًا، وقد شكلت وفاة إلفيس بريسلي صدمة لكل محبيه حول العالم.
أقيمت جنازة إلفيس بريسلي في غريسلاند يوم الخميس 18 أغسطس واقتحمت سيارة نقله بعض المحبين مما أسفر عن مقتل شابتين وإصابة ثالثة بجروح خطير، ودفن في مقبرة فورست خيل بجانب والدته.