إريك كلابتون.. أسطورة الروك البريطاني

يعد المغني وعازف الجيتار الإنجليزي إريك كلابتون واحد من أهم وأنجح عازفي الجيتار وأكثرهم تأثيرًا في موسيقى الروك حول العالم، فقد احتل مراتب متقدمة في قوائم عالمية لموسيقيي الروك كمنها قائمة رولينج ستون وقائمة جيبسون، وخلال مسيرته الفنية قدم العديد من الألبومات والأغاني المنفردة الناجحة وحصل على العديد من الجوائز المهمة ومنها 18 جائزة جرامي، تعرف أكثر على مسيرته الفنية وحياته.

من هو إريك كلابتون؟

إريك باتريك كلابتون هو عازف جيتار ومغني وكاتب أغاني إنجليزي ولد في 30 مارس عام 1945 في قرية ريبلي في مدينة ساري الإنجليزية وهو واحد من أهم وأنجح نجوم الروك في بريطانيا وحول العالم.

يعتبر إريك أكثر عازفي الجتيار نجاحًا وتأثيرًا في موسيقى الروك حول العالم، وقد صنفته مجلة رولينج ستون في المرتبة الثانية ضمن أعظم 100 عازف جيتار في التاريخ، بينما صنفته مجلة جيبسون في المرتبة الرابعة في قائمة أفضل 50 عازف في كل العصور.

صنفته مجلة تايم ضمن أفضل 10 عازفين على الجيتار الكهربائي عام 2009، وصنفته مجلة روليمج ستون للمرة الثانية كأفضل عازف جيتار في قائمتها لعام 2023.

بدأ إريك مسيرته الفنية منذ عام 1962 مع عدد من الفرق المحلية في بريطانيا وقد عددًا من الألبومات الناجحة مع هذه الفرق، وقد شكل خلال مسيرته عددًا من الفرق الموسيقية منها روك بلوز.

بجانب مسيرته الفنية مع الفرق قدم العديد من الألبومات والأغاني المنفردة الناجحة، وقد حققت أغنياته تلك نجاحًا كبيرًا. حصل إريك على 18 جائزة جرامي خلال مسيرته الفنية فضلًا عن تكريمات وجوائز أخرى منها وسام الإمبراطورية البريطانية الأكثر تميزًا بسبب إسهاماته في مجال الموسيقى.

خلال مسيرته الفنية باع إريك أكثر من 280 مليون ألبوم في جميع أنحاء العالم وهو ما جعله من الموسقيين الأكثر مبيعًا على الإطلاق.

نشأته وتعليمه

ولد إريك كلابتون في قرية إنجليزية اسمها ريبلي في مدينة ساري وقد عاش طفولة مضطربة نوعًا ما، فلم ينشأ في حضن والديه الحقيقين، إنما هاجر والده إلى كندا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية قبل ولادته ولم يحصل حتى على اسمه، وقد نشأ إريك معتقدًا أن جدته وزوجها- جاك كلاب- هما والديه، بينما اعتقد أن والدته هي أخته الكبرى، حيث أنجبته عندما كانت تبلغ من العمر 16 عامًا.

بعد سنوات تزوجت والدته باتريشيا من جندي كندي آخر وانتقلت للعيش معه في كندا بينما تركت ابنها إريك في رعاية والديها في مدينة ساري.

بدأ شغف إريك بالموسيقى منذ سن ال15 عامًا، حيث تلقى غيتارًا هدية من والدته في ألمانيا في عيد ميلاده الثالث عشر وقرر أن يتعلم العزف عليه بشكل جدي بعد عامين، وقد تأثر في طفولته بموسيقى البلوز وتعلم عزف هذه الموسيقى حتى أصبح محترفًا.

درس إريك في مدرسة هوليفيلد الثانوية وتخرج فيها عام 1961 وبعداه التحق بكلية كينغستون للفنون ولكنه درس فيها لمدة عام واحد بسبب اهتمامه بالموسيقى، حيث كانت مهارته على العزف احترافية رغم صغر سنه لذا بدأ التجول في الشوراع من أجل العزف وانضم إلى أول فريقة موسيقية له وهو بعمر 17 عامًا.

علاقاته العاطفية

عُرف عن إريك كلابتون تعدد علاقاته مع النساء وارتبطت علاقاته معهن بالإدمان والمخدرات. كانت أول علاقة له مع سيدة بريطانية أرستقراطية اسمها أليس أورمسبي جور وبدأت علاقتهما منذ أواخر الستينيات حتى عام 1974 وكانا مدمنين على الهيروين. كان كلابتون أيضًا على علاقة مع مغنية الفانك الأمريكية بيتي ديفيس لفترة وجيزة.

من العلاقات المضطربة التي دخل فيها إريك هو علاقته بزوجة صديقه جورج هاريسون، عارضة الأزياء الإنجليزية باتي بويد، والتي قررت الانفصال عن زوجها عام 1977 للزواج من إريك في عام 1979، ولكن زواجهما كان فاشلًا حيث شابه الخيانات والعنف المنزلي.

وقد اعترف كلابتون في أحد الحوارات الصحفية أنه كان مدمنًا على الكحول خلال زواجه من باتي وكان يسيء معاملتها ويضربها، كما أنه خانها أكثر من مرة مع سيدات مختلفات منهن إيفون كيلي التي أنجب منها ابنة اسمها روث كيلي كلابتون.

لم يرزق إريك من زوجته باتي بأي أبناء، وقد صرحا أنهما حاولا إنجاب الأطفال بطرق مختلفة ولكن الزوجة عانت من الإجهاض وقد انفصلا في النهاية عام 1989 بعدما سأمت باتي من الخيانة، حيث اكتشفت أنه رزق بابن اسمه كونور من عارضة الأزياء الإيطالية لوري ديل سانتو، وقد توفي ابنه كونور عن عمر 4 سنوات بعد أن سقط من نافذة غرفة نوم من الطابق 53 في مبنى سكني في مانهاتن.

في عام 1998، وعندما كان كلابتون يبلغ من العمر 53  عامًا، التقى بمساعدته ميليا ماكنزي، والتي كانت تبلغ من العمر 22 عامًا وبدأت علاقتهما فورًا ثم تزوجا عام 1999 ورزق منها ب3 بنات وهن جولي روز وإيلا ماي وصوفي بيل.

إريك كلابتون والإدمان

رغم النجاحات التي حققها إريك كلابتون في السبعينات إلا أنه نجاحه تناقض بشكل واضح مع أزماته الشخصية، فقد عانى لسنوات من إدمان المخدرات والكحول وأثر هذا الأمر على مسيرته المهنية وعلاقاته بأصدقائه أيضًا منهم صديقه هاريسون الذي خانه مع زوجته.

عانى إريك من إدمان الهيريون لسنوات، وقد قال إنه أنفق ما يصل إلى 16 ألف دولار أسبوعيا على المخدرات وأثر ذلك على عروضه حيث انسحب من الحفلات وأهمل الموسيقى لفترة طويلة.

واجه إريك صعوبة شديدة في التوقف عن إدمان الهروين وتمكن في النهاية من تحقيق ذلك ولكنه استبدل إدمانه بالمخدرات بإدمانه على الكحول، وقد دخل مراكز تأهيل عديدة من أجل أن يتعالج من هذا الإدمان.

كانت نقطة التحول فيه حياته بعد ولادة ابنه كونور بعام، حيث ظل رصينًا لمدة 3 سنوات وعند وفاة ابنه في سن الرابعة قرر أن يعالج حزنه بالموسيقى وجعلها وسيلة لإبعاده عن المخدرات والكحول مرة أخرى.

في عام 1976 تم  تصوير فيلم وثائقي يعرض حياة إريك وتضمن الفيلم معاناته من تعاطي الكحول والمخدرات لسنوات، وقد صرح إريك عام 2018 أنه يشعر بالاشمئزاز من نفسه بسبب حياته السابقة. ويقول إريك عن هذه الفترة من حياته: "لقد خربت كل شيء شاركت فيه".

بسبب معاناته مع الإدمان لسنوات قرر كلابتون أن يساعد المدمنين على المخدرات، فقد تم تعيينه رئيسًا في مركز لإعادة التأهيل في التسعينيات كما أنه أنشأ مركزًا لإعادة التأهيل اسمه  Crossroads ونظم العديد من المهرجانات من أجل جمع الأموال لدعم هذا المركز.

باع كلابتون أيضًا مجموعة من جيتاراته الخاصة في مزاد علني بأكثر من 5 ملايين دولار وتبرع بهذا المبلغ للمركز من أجل مواصلة تقديم الدعم للمدمنين ومساعدتهم على الإدمان، كما أنه باع أكثر من 150 قطعة في مزاد علني في عام 2011 لصالح المركز.

ثروة إريك كلابتون

تم تصنيف كلابتون في المرتبة 17 ضمن أغنى سكان مدينة ساري الإنجليزية في عام 2009 وقدرت ثروته في ذلك الوقت 120 مليون جنيه إسترليني بجانب مجموعة من الأصول والممتلكات ويخت بقيمة 9 ملايين جنيه إسترليني.

حقق إريك روته من الحفلات الموسيقية وأرباح ألبوماته والإعلانات التجارية فضلًا عن استثماراته  المختلفة. يمتلك كلابتون هواية جمع السيارات ويعتبر من أهم عاشق سيارات فيراري التي امتلك مجموعة كبيرة منها وقد قامت فيراري بتكريمه بسيارة خاصة به حملت اسمه.

دعمه لفلسطين

كان الفنان إريك كلابتون من ضمن النجوم العالميين الذين أعلنوا عن دعمهم للشعب الفلسطيني صراحة دون خوف، فقد أحيا حفلة موسيقية في شهر مايو 2024 في مدينة ليفربول الإنجليزية ضمن جولة موسيقية طويلة بدأها منذ شهر نوفمبر بهدف دعم غزة والشعب الفلسطيني بعد أحداث 7 أكتوبر ضمن عمليات "طوفان الأقصى".

وفي الحفلة عرض كلابتون مشاهد وصور الدمار والنزوج والخراب الحاصل في مدينة غزة وقدم أغنية To save a child المستوحاة من معاناة الشعب الفلسطيني.

وبعد أحداث نوفمبر اعتلى كلابتون المسرح ولوّن جيتاره بألوان علم فلسطيني وأحيا العديد من الحفلات من أجل دعم فلسطين كما قدم أغنيات مختلفة منها voice of a child، وأغنية prayer for a child والتي تحاكي معاناة الأطفال في فلسطين.

مسيرته الفنية

بدأ إريك كلابتون مسيرته الفنية في الستينيات من خلال عزف الجيتار مع عدة فرق موسيقية وسرعان ما حقق نجاحًا كبيرًا وأصبح أسلوبه في موسيقى البلوز مميزًا، وأصبح من أهم عازفي الجتيار وأكثرهم شهرة في بريطانيا في الستينات.

أول نجاح حققه كلابتون كان  عام 1965 مع فرقة "ياردبيردز" في أغنية "من أجل حبك" التي حققت نجاحًا كبيرًا، وفي نهاية الستينيات أسس فرقة موسيقية بعنوان Cream التي حققن نجاحات كبيرة وأدت الفرقة حفلات داخل وخارج بريطانيا ووصلت شهرتها إلى الولايات المتحدة.

بعد هذه الفرقة انضم إلى فرقة أخرى اسمها Blind Faith ولكنه لم يستمر مع الفرقة لفترة طويلة، وبعدها بدأ رحلته الفنية بشكل منفرد بداية من السبعينيات وقدم ألبومات متنوعة لموسيقى الروك والبلوز وحصد العديد من الجوائز.

خلال مسيرته الفنية فاز كلابتون ب18 جائزة جرامي وهو أكثر فنان في فئة موسيقى الروك يحصل على هذه الجائزة، كما تم ضمه ضمن قاعة مشاهير الروك آند رول 3 مرات، وباع خلال مسيرته الفنية أكثر من 100 مليون ألبوم ليصبح أحد أكثر المغنيين بيعًا على الإطلاق.

خلال مسيرته الفردية قدم كلابتون العديد من الألبومات الناجحة بداية من السبعينات ومن هذه الألبومات  Eric Clapton، و461 Ocean Boulevard، و There's One in Every Crowd، و No Reason to Cry، وSlowhand، وSessions for Robert J وألبومات أخرى.

قدم كلابتون الموسيقى الخاصة به في عشرات الأفلام والبرامج التلفزيونية، ومن هذه الأفلام فيلم Back to the Future، وفيلم Lethal Weapon 2، وفيلم Men in Black 3 وأفلام أخرى.

أغاني إريك كلابتون

طوال مسيرته الفنية قدم إريك كلابتون العديد من الأغنيات الناجحة ومن أشهر هذه الأغنيات أغنية Layla وهي أغنية رومانسية قدمها مع فرقة Derek and the Dominos ضمن ألبوم Layla and Other Assorted Love Songs عام 1970.

من أغنياته أيضًا Tears in Heaven وهي أغنية مؤثرة كتبها بعد وفاة ابنه الصغير كونور وقد حصل بفضل هذه الأغنية على جائزتي أفضل أداء صوتي للرجال. حققت أغنيته Wonderful Tonight نجاحًا كبيرًا وقد أصبحت واحدة من أشهر أغاني الحب وأنجها بسبب جمالها وبساطتها.

من أغنياته المميزة أيضًا أغنية "كوكايين" والتي قدمها في ألبوم Slowhand، وأغنية Cross Road Blues وأغانٍ أخرى ناجحة.

جوائز وتكريمات

حصل إريك على جائزة المفتاح الموسيقي الفضي من الأميرة مايكل كينت بسبب مساهماته المهمة في الموسيقى البريطانية، كما حصل على جائزة بافتا أفضل موسيقى تلفزيونية عن فيلم Edge of Darkness.

حصل كذلك على 18 جائزة جرامي منها جائزة جرامي لإنجاز العمر عام 2006، وخلال مسيرته الفنية ووسام الإمبراطورية البريطانية عام 1995، وحصل على وسام القائد للفنون والآداب من فرنسا عام 2017.

جيتار إريك كلابتون

امتلك إريك كلابتون مجموعة واسعة من القيثارات خلال مسيرته الفنية من أنواع وطرازات مختلفة منها جيتار Telecaster، و Fender Jazzmaster ، و Gretsch 6120 وأنواع أخرى.

من أشهر القيثارات التي امتلكها جيتار درابزين ستراتوكاستر "لوسيل"، وكان هو المفضل لدى كلابتون بكثرة والعديد، وقد سماه "Lucille" على اسم صديقته السابقة، وتميز بجسمه الأسود ولونه وحراسه الذهبية، استخدم كلابتون هذا البيانو للعديد من أغانيه الشهيرة، بما في ذلك "ليلى" و "كوكايين".

من قيثاراته المفضلة أيضًا جيبسون ليه بول ستاندرد، وهو من أندر وأغلى جيتار Les Paul في العالم، كما أنه يمتلك العديد من النماذج "59 Burst"، لكن أشهرها هو موديل 1959 الأصلي، ويتميز بجسمه الخشبي الصلب ولونه الكهرماني. استخدم كلابتون هذا الجيتار في العديد من أغانيه الشهيرة، بما في ذلك "Sunshine of Your Love" ، و "White Room".

أيضًا اشتهر بجتار جيتار مارتن 00028 كلابتون، ويتميز بجسمه الخشبي الطبيعي الصلب ولونها، وقد استخدمه كلابتون في العديد من أغانيه الصوتية، بما في ذلك "Tears in Heaven"  و  "Unplugged".