إريك شميدت.. العقل المدبر وراء نجاح شركة جوجل

يعد رجل الأعمال إريك شميدت من أبرز قادة الأعمال في مجال التكنولوجيا، فقد لعب دورًا حيويًا في تطوير شركة جوجل، وجعلها من أعظم الشركات التقنية في العالم، وقاد جوجل خلال مراحل نموها النهائية، وإلى جانب عمله في جوجل، عُرف بمساهماته في الأبحاث التكنولوجية والأعمال الخيرية، في السطور التالية تعرف على مسيرته وإنجازاته.

من هو إريك شميدت؟

إريك إيمرسون شميدت، هو رجل أعمال ومهندس كمبيوتر والرئيس التنفيذي السابق بشركة جوجل وشركة ألفابت، ولد في 27 أبريل عام 1955 في فيرجينيا في الولايات المتحدة الأمريكية.

درس شميدت الهندسة الكهربائية، ثم أكمل دراسته العليا في علوم الكمبيوتر، وبدأ مسيرته المهنية بالعمل في عدة شركات تقنية، منها زيروكس وبيل لابز، وساهم في تطوير العديد من الابتكارات البرمجية فيها.

كانت المحطة الأبرز في مسيرته انضمامه إلى شركة جوجل، وشغله منصب الرئيس التنفيذي فيها من عام 2001 إلى عام 2011، وقاد الشركة في فترة محورية في تاريخها، حيث توسعت الشركة بشكل كبير تحت قيادته، وأطلقت منتجات بارزة منها جيميل وجوجل ماب وجوجل كروم وغيرها.

قادم إريك شميدت جوجل لتصبح من أكبر شركات التكنولوجيا في العالم، وبعد مغادرته الشركة، تولى منصب الرئيس التنفيذي لشركة ألفابت، الشركة الأم لجوجل، حتى عام 2015.

بعد مغادرته الشركة، ركز شميدت على دعم الابتكار والتكنولوجيا من خلال المبادرات الخيرية والتعليمية. أسس مع زوجته "مؤسسة شميدت"، التي تدعم الأبحاث العلمية وحلول التغير المناخي والتعليم. كما شارك في إطلاق "مبادرة شميدت للعلوم"، التي تهدف إلى تعزيز التعاون بين العلماء والباحثين حول العالم.

نشأته وتعليمه

ولد إريك شميدت في ولاية فرجينيا، والده هو ويسلون إيمرسون شميدت الذي كان أستاذ الاقتصاد الدولي في جامعة فرجينيا للتكنولوجيا وجامعة جونز هوبكنز، وقد عمل والدة في وزارة الخزانة الأمريكية، أما والدته إليانور، فقد كانت حاصلة على درجة الماجستير في علم النفس.

درس شميدت في مدرسة بوركتاون الثانوية، وكان طالبًا رياضيًا، إذ حصل على 8 جوائز في رياضة الجري لمسافات طويلة. التحق بجامعة برينستون، وتخصص في البداية في الهندسة المعمارية، ثم التحق بقسم الهندسة الكهربائية.

حصل شميدت على درجة البكالوريوس في العلوم في الهندسة عام 1976، ثم حصل عل درجة الاجستير في علوم الكمبيوتر من جامعة كاليفورنيا، وحصل على درجة الدكتوراه في هندسة الكمبيوتر عام 1982.

زوجته وأبنائه

تزوج إريك شميدت عام 1980 من زميلته في الجامعة ويندي سوزان بويل، وهي سيدة أعمال وخبيرة في مجال العمل الخيري، والتي شاركت زوجه في تأسيس مؤسسة خيرية. لدى شميدت ابنة اسمها صوفي، وابنة أخرى اسمها أليسون توفيت عام 2017.

بداية مسيرته المهنية

بدأ إريك شميدت مسيرته المهنية بالعمل في عدة شركات تكنولوجيا، ومنها شركة بيل لابز،  وشركة Zilog، وقد ابتكر في تلك الفترة عدة برمجيات. في عام 1983، انضم إلى شركة صن مايكروسستمز وشغل منصب مدير البرمجيات، ثم ترقى وأصبح مدير هندسة البرمجيات. تدرج شميدت في المناصب، حتى وصل إلى رئيس شركة صن إنتربرايزز.

في عام 1997، انضم إلى شركة نوفيل، حيث شغل منصب الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة الشركة، وأشرف خلال عمله في الشركة على إصدار عدة منتجات، إلا أنه غادر الشركة بعدما تم الاستحواذ عليها من قبل شركة  Cambridge Technology Partners.

مسيرته في جوجل

كان انضمام رجل الأعمال إريك شميدت إلى شركة جوجل عام 2001 واحدة من أهم المحطات في مسيرته، فقد شغل منصب الرئيس التنفيذي للشركة، وتقاسم مهامه مع المؤسسين لاري بيج وسيرجي برين.

استطاع شميدت، بفضل خليفته التكنولوجية والإدارية، أن يوجه شركة جوجل خلال مراحلها الأكثر أهمية، وساهم في تحويلها إلى عملاق تكنولوجي عالمي، فتحت قيادته، أطلقت جوجل مجموعة من المنتجات غيرت من معالم التكنولوجيا العالمية.

ومن بينها خدمة البريد الإلكتروني جيميل، وأداء الخرائط الشهيرة جوجل ماب، ومتصفح الإنترنت جوجل كروم، والذي أصبح المتصفح الأول عالميًا، كما أطلق نظام التشغيل أندرويد الذي أصبح أساس الهواتف الذكية.

ساهم شميدت كذلك في تطوير جوجل آدووردز، وهو نظام الإعلانات الرقمية الذي أصبح المصدر الرئيسي لإيرادات الشركة، وأصبحت شركة جوجل بحلول فترة قيادته شركة التكنولوجيا الرائدة في مجال الإعلان الرقمي.

شغل شميدت منصبه في جوجل حتى عام 2011، وبعدها انتقل إلى شركة ألفابت، الشركة الأم لجوجل، وأصبح رئيسا تنفيذيا فيها حتى عام 2017.

شركاته ومشاريعه الأخرى

شغل إريك شميدت عدة مناصب أخرى خلال مسيرته، ففي عام 2016، شل منصب رئيس المجلس الاستشاري لوزارة الدفاع، كما أنه شارك في منصب رئيس لجنة الأمن القومي للذكاء الاصطناعي من عام 2019 إلى 2021 مع روبرت أو وورك.

في عام 2010، أسس شميدت شركة Innovation Endeavors، وهي شركة رأس مال استثماري أسسها مع در بيرمان، وقد استثمرت الشركة في صناديق العديد من الشركات الكبرى، منها أوبر، وجوجوبوت، وفورلابس وغيرها.

وبجانب استثماراته وشركاته، برز اسم إريك شميدت كأبرز رجال الأعمال المهتمين بالأعمال الخيرية، فقد أسس مؤسسة عائلة سمشدت الخيرية عام 2006، والتي عملت على معالجة قضايا الاستدامة.

أسس مع زوجته مركز شميدت لعلوم البيانات، كما أسس مؤسس العلوم والتكنولوجيا البحرية، ومعهد شميدت للمحيطات، وقد تبرعت مؤسسته الخيرية بملايين الدولارات لمؤسسات ومعاهد وجامعات أمريكية. أنشأ شميدت كذلك برنامج شميدت للعلوم.

راتب إريك شميدت وثروته

عندما انضم إريك شميدت إلى شركة جوجل حصل على راتب قدره 250 ألف دولار، بالإضافة إلى مكافأة سنوية، كما حصل على أسهم في الشركة. في عام 2004، وافق على العمل في الشركة مقابل "دولار أمريكي واحد" حتى عام 2010، وقد حصل على تعويضات سنوية زادت عن 500 ألف دولار، ولم يتلق أي أسهم بين عامي 2009 و2010.

عندما تنحى إريك من منصبه في جوجل، حصل على جائزة أسهم من جوجل بقيمة 100 مليون دولار.

في عام 2011، صنفت مجلة فوربس إريك شميدت في المرتبة رقم 136 لمليارديرات العالم بثروة تقدر بنحو 7 مليارات دولار.  في عام 2024، أفادت بلومبرج بأن صافي ثروته وصلت إلى 37.8 ميار دولار أمريكي.