-
معلومات شخصية
-
الاسم الكامل
-
اسم الشهرة
-
اللقب
-
اللغة
-
الجنسية
-
بلد الإقامة
-
الزوج
-
أسماء الأولاد
-
عدد الأولاد
-
سنوات النشاط
-
السيرة الذاتية
بين أزقة باريس الضيقة ووسط ظروف معيشية صعبة ولدت النجمة الفرنسية إديث بياف التي أضاءت سماء الفن في فرنسا والعالم بصوتها الفريد وألحانها المميزة ولقبت بالعصفورة الصغيرة التي غزت بأغانيها العالم وأصبحت أيقونة الغناء والفن في زمنها.
لم تكن حياة إديث ممهدة بالورود ولم تصبح وردية حتى بعد الشهرة، فقد عاشت وسط ظروف قاسية مليئة بالحرمان وبحثت في الموسيقى عن ملاذها للحب والطمأنينة إلا أنها لم تجدهم، تعرف أكثر على حياتها وطفولتها ومسيرتها الفنية في هذا المقال.
من هي إديث بياف؟
إديث جيوفانا غاسيون هي مغنية فرنسية ولدت في 19 ديسمبر عام 1915 في العاصمة الفرنسية باريس وهي أيقونة الغناء في فرنسا وواحدة من أشهر المغنيات الشعبيات في فرنسا وأهم الفنانات وأشهرهم في القرن العشرين.
كانت موسيقى بياف وصوتها فريدًا وقد اتخذت لنفسها أسلوبًا فنيًا خاصًا جعلت لها مكانة هامة بين أهم النجوم في عصرها، وقد كانت الموسيقى التي تقدمها عبارة عن سيرة ذاتية حكت فيها قصصًا عاشتها وعاصرتها بنفسها.
اتجهت بياف في الموسيقى التي تقدمها إلى الواقعية، فقدمت أغنيات تحدثت عن الحب والخسارة والحسرة، وقد قدمت العديد من العروض والحفلات الموسيقية منذ سن 14 عامًا حتى وفاتها عن عمر 47 عامًا.
تاريخ ميلاد إديث بياف
ولدت إديث بياف في 19 ديسمبر عام 1915.
أين ولدت إديث بياف؟
ولدت إديث بياف في العاصمة الفرنسية باريس في مستشفى هوبيتال تينون.
قصة حياة إديث بياف
حصلت إديث بياف على اسمها تيمنًا باسم الممرضة البريطانية إديث كافيل التي أعدمت بسبب تقديمها المساعدة للجنود الفرنسيين للهرب من الأسر خلال الحرب العالمية الثانية، وقد أعدمت إديث كافيل قبل مولد بياف بشهرين تقريبًا.
نشأت بياف في عائلة فنية، فقد كان والدها لويس ألفونس غاسيون عازفًا بهلوانيًا يقدم عروضه في الشارع، كما قدم عدة عروض في المسرح أيضًا، وقد كانت جدتها لوالدتها تدير بيتًا للدعارة في منطقة نورماندي.
أما والدتها أنيتا فقد كانت عازفة ومغنية سيرك ولدت في إيطاليا وقدمت العديد من العروض الغنائية على مسرح لاين مرسي، وجدتها لوالدتها لاعبة بهلوانية من أصول جزائرية إيطالية اسمها عائشة سعيد بن محمد.
نشأت إديث في فقر مدقع وسط أسرة غير مترابطة، فقد كانت والدتها مدمنة على الكحول، بينما والدها كان مدمنًا على المخدرات لذا لم تلقَ الرعاية والحنان في طفولتها.
عاشت إديث مع جدتها لأمها في نورماندي حيث تخلت عنها أمها وعاشت في فقر شديد لدرجة أنها لم تكن تجد ما تأكله لذا نشأت ضعيفة وهزيلة.
عندما علم والدها بحالتها هذه قرر أن يأخذها لوالدته لتربيها بينما التحق هو بالجيش الفرنسي عام 1916 للمشاركة في الحرب العالمية الأولى، وفي بيت جدتها تحسنت حياتها قليلًا.
كانت جدتها لوالدها تدير بيتًا للدعارة، لذا تربت بياف بين البغايا وكانت تحت رعايتهم، وقد أثرت هذه النشأة على فكرها، فقد ذكرت في أحد الحوارات أن ضعفها تجاه الرجال نابع من نشأتها في بيت الدعارة، حيث اعتقدت أنه عندما يدعو رجل أمرأة إليه لا تملك حق الرفض.
شابت طفولة إديث بياف ونشأتها الكثير من الأساطير، وقد ساعدت بياف على انتشار هذه الأساطير أيضًا، ومن القصص الغريبة التي رويت عنها أنها أصيبت بالعمى في طفولتها بسبب التهاب القرنية، ولكنها استعادت بصرها بعدما ذهبت في رحلة حج لتكريم القديسة تريزا من ليزيو، وقد ادعت إديث أنها استعادت بصرها بمعجزة.
بدايتها كمغنية في الشارع
بدأت المغنية إديث بياف الغناء بصحبة والدها الذي كان يقدم عروضًا بهلوانية في الشوارع، فكانت هي تغني وهو يقدم العروض، وكانت وقتها تبلغ من العمر 7 سنوات فقط.
التقت بعدها بسيمون بورتو، والتي ذكرت في مذكراتها أنها أخت إديث غير الشقيقة، وقدمت معه العديد من العروض وتمكنوا من خلال الأموال التي كسبوها من عروضهم استئجار مكان خاص بهم في باريس.
بسبب العروض التي قدمتها في الشوارع اكتشفها مالك ملهى ليلي في باريس اسمه لويس لويلي وأقنعها لتقديم عروضًا غنائية في ملهاه وهو من منحها اسم "بياف" والذي يعني بالفرنسية "العصفورة" ثم حصلت على لقب "العصفورة الصغيرة" فقد كانت قصيرة جدًا يبلغ طولها 142 سم فقط وهزيلة ونحيلة للغاية.
تعلمت بياف الوقوف على المسرح وكيف تغني دون خوف وتوتر لتقدم أول عروضها عام 1953 بعد أن قام بدعاية كبيرة لها وحضر حفلها عدد من المشاهير، وقدمت عرضها الأول بمصاحبة عازف الجيتار جان رينهارت وعازف البيانو نوربرتدلانزبيرج.
أدت تجربتها في المسرح إلى إنتاج أول تسجيلين لها في العام نفسه وتعاونت فيهما مع الملحنة والكاتبة مارغريت مونو، والتي ستتعاون معها طوال مسيرتها الفنية.
في بدايتها الفنية واجهت بياف تحدِ كبير، حيث قتل مالك المهلي الليلي الذي تغني فيه وأصبحت بياف هي المتهمة الأولى في قضية القتل وذلك لأنه قتل على يد رجال عصابات كانوا على علاقات سابقة ببياف ورغم تبرئتها إلا أنها كانت في مرمى هجوم الصحافة والإعلام السلبي.
ولكي تنجح بياف باستعادة صورتها أمام الصحافة الجمهور استعانت بريموند أسو الذي غيّر اسمها المسرحي إلى "إديق بياف" ومنع كل الأشخاص الذين يعرفون عن تاريخها القديم من رؤيتها وكلّف الكاتبة مونو بكتابة أغانيها.
لقب إديث بياف
حصلت إديث بياف على لقب "العصفور الصغير" وهو اللي الذي منحه إليها مالك الملحى الليلي الذي تبنى موهبتها لويس لويلي، فقد كانت صغيرة الحجم وضئيلة.
إديث بياف وشهرة عالمية
في عام 1940 شاركت إديث بياف في مسرحية من بطولة "جان كوكتو" وقد اكتسبت زخمًا وشعبية كبيرة في فرنسا وخارجها خلال الاحتلال الألماني لفرنسا في الحرب العالمية الثانية، حيث تعرفت على أشهر النجوم وقتها منهم المغني موريس شوفالييه وجاك بورجيه.
قدمت بياف عروضها في أشهر النوادي الليلية وبيوت الدعارة وفي الفترة ما بين 1940 حتى 1945 قدمت العديد من العروض الشهيرة في أهم الملاهي الليلي في باريس وكان يحضر حفلاتها الضباط الألمان والفرنسيون، كما أنها قدمت جولة موسيقية في برلين برعاية عدد من المسؤولين الألمان إلى جانب نجوم آخرين.
في عام 1942 تمكنت بياف من شراء شقتها الفاخرة في إحدى المناطق الفاخرة في باريس وعاشت فوق ملهى ليلي شهير قدمت فيه بعض العروض الغنائية.
كان التحدي الثاني في حياة بياف هو اتهماها بالتعاون مع قوت الاحتلال الألمانية، حيث اضطرت إلى الإدلاء بشهادتها أمام المحكمة، وسط خطط لمنع ظهورها في البث الإذاعي الفرنسي إلا أنها تجاوزت هذه المحنة بمساعدة سكرتيرتها أندريه بيجار التي أكدت أن بياف كانت لها الفضل في مساعدة عدد من السجناء الفرنسيين من الهرب من السجون الألمانية وقدمت عروضًا كثيرًا في معسكرات أسرى الحرب في ألمانيا.
بعد الانتهاء من محاكمتها عادت إلى الفن وقدمت العديد من العروض الموسيقية، وفي عام 1945 غنت أغنيتها الشهيرة La Vie en rose التي كتبتها بنفسها وانضمت بعدها إلى قاعة المشاهير جرامي بعد أن حققت الأغنية شهرة كبيرة في الولايات المتحدة.
وخلال هذه الفترة كانت بياف واحدة من أكثر الفنانات شعبية وشهرة في فرنسا، وبعد انتهاء الحرب أصبحت مشهورة عالميًا وقدمت جولات في أوروبا والولايات المتحدة وأمريكا الجنوبية.
كانت بياف معطائة وتمد يد المساعدة للفنانين، فقد كانت لها الفضل في شهرة عدد من العازفين والمغنين منهم حبيبها مونناتد وعازف الجيتار الأرجنتيني أناهوالبا يوبانيك.
واصلت بياف تقديم الكثير من العروض إلا أن حياتها الفنية بدأت بالتدهور بسبب الإدمان على الكحول والمخدرات حتى توفيت عن عمر 47 عامًا بسبب الإدمان.
أغاني إديث بياف
قدمت المغنية إديث بياف المئات من الأغنيات الناجحة في الفترة ما بين 1933 إلى 1963 وبعض هذه الأغنيات قدمت فيها قصصًا حقيقية وصفت معاناتها في الحياة والآلام التي عاشتها.
ومن أشهر الأغنيات التي قدمتها Les Mômes de la cloche، وأغنية Le Petit Monsieur triste، وأغنية La Vie en rose، وأغنية Milord، وأغنية Le Chant d'amour
رجال في حياة إديث بياف
عاشت إديث بياف حياة عاطفية مدمرة، فخلال حياتها القصيرة عاشت 13 قصة حب إلا أنها لم تجد الحب في حياتها أبدًا وظلت تبحث عنه طوال حياته. كانت أول علاقة لها في عمر 17 عامًا حيث وقعت في حب شاب اسمه لويس دوبون الذي كان يعمل عامل توصيل وأنجبت منه طفلة اسمها مارسيل.
حاولت بياف بسبب حبها لحبيبها وطفلتها أن تعيش حياة عادية فحاولت ممارسة وظائف عادية مثل تنظيف المنازل والطهي، إلا أنها سرعان ما عادت إلى الغناء ليلًا نهارًا بصحبة ابنتها الصغيرة مارسيل.
لم يحب حبيبها لويس هذا الأمر وانفصل عنها سريعًا، ولم تكن هذه المأساة الوحيدة في هذه العلاقة، حيث توفيت طفلتها الصغيرة مارسيل بعمر سنتين بسبب التهاب السحايا.
عادت بياف إلى الشارع وجددت في الغناء سلواها وبعد أن تبناها لويس لوبليه تعرفت على الكاتب ريمون آسو الذي ساعدها في رحلتها إلى الغناء الاحترافي ومنحها دروسًا في العزف والموسيقى إلا أن علاقتهما انتهت بعدما تجند للقتال في الحرب العالمية الثانية.
بدأت بياف بعدها علاقة مع الممثل بول موريس، ثم المغني إيف مونتان، الذي كان يصغرها ب6 سنوات وساعدته في مشواره الفني وعرفته على أهم المنتجين ولكنها انفصلت عنه سريعًا وقد سبب ذلك جرحًا عميقًا في قلبه وكتب أغاني كثيرة عبر فيها عن حزنه.
في الفترة من 1946 إلى 1947 بدأت بياف علاقة مع الموسيقار اليهودي جان لويس جوبير الذي تهرب من الزواج منها بحجة اختلاف الأديان وقد آلمتها هذه العلاقة كثيرًا وتأذت منها.
كانت العلاقات السابقة في حياة بياف علاقات عابرة، إلا أنها وجدت الحب الحقيقي عام 1947 حينما اجتمعت بالملاكل الفرنسي مارسيل سيردان الذي كان متزوجًا ولديه أطفال وأعلنا عن علاقتهما للعلن رغم زواجه وانتقلا للعيش معًا في باريس.
كانت علاقتهما وردية لمدة سنتين إلا أن القدر كان عازمًا على أن يحطمها، فبعد سنتين من العلاقة مات حبيبه اسيردان في حادث سقوط طائرة فوق البرتغال متجهة إلى نيويورك، حيث كان ذاهبًا لملاقاة بياف هناك.
كانت وفاته صدمة كبيرة، فقد شعرت بالحزن والندم والذنب كذلك، فقد كانت هي من ألحت عليه السفر عن طريق الطائرة بدلًا من البحر وغرقت في مأساة كبيرة زادتها سوادًا إدمانها على المورفين والكحول.
لم يمنعها موت حبيبها من البحث عن الحب
بعد وفاة حبيبها مارسيل ارتبطت المغنية إديث بياف ب7 رجال بعده كانت فيها تبحث عن الحب الذي عاشته مع حبيبها الراحل. علاقتها الأول بعد عام من وفاته بالمغني الأمريكي إدي كوسنتانتين الذي ترجم أشهر أغنياتها إلى اللغة الإنجليزية.
لم يضم عام حتى ارتبطت بالرياضي لويس جيراردان الذي كان متزوجًا أيضًا ولكنها انفصلت عنه بعد 5 أشهر إلا أنها استمرت بمراسلته حتى في يوم زواجها من المغني الفرنسي جاك بيلس.
كانت علاقتها ببيلس أطول علاقة في حياتها فاستمرت 4 سنوات أحب فيها بيلس بياف وحاول أن يساعدها ويخرجها من دائرة الاكتئاب والإدمان ولكن كل محاولاته لم تفلح حتى استسلم أخيرًا عام 1956.
بعد انتهاء علاقتها ببيلس بدأت علاقة مع الممثل فيليكس مارتن وكان أصغر منها ب4 سنوات وساعدتها في مشواره الفني ولما حقق شهرة واطمأنت على مشواره الفني انفصلت عنه لتبدأ قصة حب جديدة مع الفنان جورج موستاكي عام 1958 والذي كان فنانًا مبتدًا ويصغرها بعشرات السنوات.
تعرض الثنائي لحادث سير وبعد خروجها من المستشفى هجرها موستاكي، ولكنها لم تفقد الأمل في البحث عن الحب، فبدأت علاقة مع الرسام الأمريكي دوغلاس ديفيس الذي اعتنى بها جيدًا ولكنه هرب منها بعدما تعب من استبدادها العاطفي.
تزوجت بياف فيما بعد من موظف في صالون الشعر اسمه تيو سارابو وكانت تبلغ من العمر 46 عامًا بينما هو يبلغ من العمر 20 عامًا فقط، وقد كان مديرًا لأعمالها ثم حولته إلى مغني شاركها في الغناء في بعض حفلاتها وكان زواجها الأخير وظل معها حتى وفاتها.
مرض إديث بياف ومعاناتها مع الإدمان
عانت إديث بياف من مشكلات صحية خطيرة فقد كانت تعاني من التهاب المفاصل الحاد وبدأت في تناول كميات كبيرة من المورفين لتسكين آلامها فدخلت في دوامة الإدمان على المخدرات.
كان الإدمان سببًا في تدهور مشوارها الفني، فبسببه رفضت العديد من أدوار السينما، وقد حاولت أن تتعالج من الإدمان على المورفين عام 1955 بعد دخولها مصحة لعلاج الإدمان.
تمكنت بياف من علاج التهاب المفاصل لديها بجرعات عالية من الكورتيزون ولجأت مرة أخرى إلى الكحول وخاصة بعد وفاة حبيبها مارسيل لتصبح مدمنة على الكحول والمورفين وساءت حالتها الصحية بشكل كبير وأصبح شكلها كأنها امرأة ستينية رغم أنها لا تزال في الأربعينات من عمرها.
زادت مشكلات بياف الصحية سوءًا بعدما تعرضت لحادث سيارة خضعت بعده لعدة عمليات جراحية وبعد عودتها إلى الفن ظلت تتعاطى المورفين الذين كان يساعدها على الوقوف على المسرح بسبب التهاب المفاصل المزمن واستمرت هذه الدوامة لعدة سنوات.
وفاة إديث بياف
في 10 أكتوبر عام 1963 وفي قصر المزرعة الخاص بها في بلاسكاسير توفيت إديث بياف عن عمر 47 عامًا بسبب تمزق الأوعية الدموية بسبب فشل الكبد الناتج عن إدمان الكحول والمخدرات.
توفيت إديث جوار ممرضتها وصديقتها المقربة دانييل بونيل وقد ذَكر في كتاب عن سيرتها الذاتية أن كلماتها الأخيرة كانت "كل شيء لعين نفعله في هذه الحياة علينا أن ندفع ثمنه".
نقل جثمان بياف إلى باريس وقد انتشرت شائعات انتحارها لكن صديقتها نفت هذا الأمر. تم استقبال جثمان بياف في موكب حضره الآلاف ودفنت في مقبرة بير لاشيز في باريس ورفضت الكنيسة الكاثوليكية منحها جنازة دينية بسبب حياتها "المليئة بالخطيئة".
جاء في مراسم دفنها ما لا يقل عن 40 ألف شخص واحتشد الناس بشكل هستيري حول قبرها، وقد دفنت بجانب ابنتها مارسيل ووالدها لويس غاسيون وزوجها الثاني ثيو سارابو الذي توفي بعدها عام 1970 عن عمر 34 عامًا في حادث سيارة.