• معلومات شخصية

    • الاسم الكامل

      إدريس محمد بن جماع بن ناصر بن الأمين بن مسمار

    • اسم الشهرة

      إدريس جماع

    • الفئة

      شاعر

    • اللغة

      العربية

    • التعليم

      جامعي

    • الجنسية

      السودان

    • بلد الإقامة

      السودان

السيرة الذاتية

نسجت الكثير من الأساطير حول حياة الشاعر السوداني إدريس جماع، فرغم قلة إنتاجه الشعرية إلا أن شعره اتصف بالغنائية المفرطة واستخدام اللغة الجميلة، وقد وصف بأنه الشاعر المجنون، في السطور التالية تعرف على مسيرته وحياته.

من هو الشاعر إدريس جماع؟

إدريس محمد بن جماع بن ناصر بن الأمين بن مسمار هو شاعر سوداني ولد في 1 يناير عام 1922 في حي حلفايا الملوك أحد أحياء ولاية الخرطوم ومن أقدم المناطق في الولاية، وينحدر أصله من قبيلة العبلادب وهي إحدى القبائل التي تنتسب إلى محمد بن الحسن العسكري المعروف بأنه الإمام الثاني عشر لدى الشيعة.

يعد الشاعر إدريس واحد من أشهر شعراء الفصحى في السودان، وقد صدر له ديوان واحد بعنوان "لحظات باقية" كما صدرت بعض الدراسات والمقالات التي ناقشت أشعاره وقصائده، وقد تغنى ببعض قصائده مطربون سودانيون، كما أدرجت بعض أشعاره في مناهج التربية والتعليم في السودان.

دراسة إدريس جماع

التحق جماع بالكتاب وحفظ القرآن الكريم على يد الشيخ محمد نور إبراهيم، ثم درس في المدرسة الأولى بعدها تابع دراسته في مدرسة أم درمان الوسطى عام 1934، ولكنه لم يكمل الدراسة فيها بسبب مشكلات مادية.

في عام 1936 انضم إلى كلية المعلمين ببخت الرضا، وبعد التخرج عمل مدرسًا في مدرسة تنقسي الجزيرة عام 1941، وبعدها نقل إلى الخرطوم الأولية، ثم حلفايا الملوك عام 1944.

في عام 1947 قرر جماع الاستقالة من وزارة المعارف في السودان وهاجر إلى مصر، وهناك التحق بمعهد المعلمين في الزيتون، ثم التحق بدار العلوم وحصل على شهادة الليسانس في اللغة العربية وآدابها والدراسات الإسلامية عام 1951.

بعد التخرج عُين الجماع مدرسًا في معهد التربية في شندي عام 1952، وبعدها نقل للعمل في بخت الرضا عام 1955، ثم عاد إلى الخرطوم الثاني ثم الخرطوم بحري الوسطى عام 1956.

أسلوب قصائد إدريس محمد جماع

تميز الشاعر إدريس جماع بغنائيته المفرطة ولغته الجميلة في الشعر، وقد اقترب شعره من مدرسة التجاني يوسف بشير الشعرية، وهو شاعر سوداني عرف بلقب شاعر الجمال والوجدان، كما أنه من رواد شعر الرومانسية الصوفية المتجددة.

أصدر إدريس ديوانًا واحدً اسمه "لحظات باقية" عام 1969، وقد جمّع أصدقائه جميع أشعاره في هذه الديوان، وذلك خلال وعكته الصحية الشديدة في آخر حياته، وقد اعتمد في هذا الديوان على الشعر الكلاسيكي، ولكنه في الوقت نفسه ابتعد عن قصيدة التفعيلة الواحدة وقصيدة النثر.

تميزت الأوزان في قصائد وأشعار جماع بالخفة، وابتعد عن البحر البسيط والبحر الطويل واستخدم بحور مجزوئة وغيرها من الأوزان الخفيفة السهلة، وتميزت موسيقى أشعاره بالهدوء، كما امتاز شعره بالحزن.

اعتمد جماع في شعره على الواقعية، كما تتسم قصائده بالعمق والتأمل، وهي أمور اكتسبها بسبب تجاربه القاسية وحياته التعيسة، وقد أخلص إلى الشعر العمودي وكان يرفض الإبهام والغموض في قصائده.

ناقش إدريس جماع قضايا الأمة العربية والإسلامية في أشعاره، وقد أجاد وصف قضايا هذه الأمة، وقد درس عبد القادر الشيخ إدريس شعره وحصل على درجة الدكتوراه من جامعة الخرطوم.

وصف جماع في شعره وقصائده كل المشاعر الإنسانية من حزن وألم وفرح، كما وصف الحرية والوطنية والكرامة، وقد وصل بين السودان وأمته العربية والإسلامية في شعره، وتناول في شعره دول عربية منها مصر وفلسطين والجزائر، وتميز شعره برقة المشاعر وصدق العاطفة وجمال الخيال.

يُعد جماع من رواد التجديد الشعري في العالم العربي، كما أنه من شعراء مدرسة الديوان، ويقترب شعره من شعر عبد الرحمن شكري والعقاد وإبراهيم المازني.

أقوال الشاعر إدريس جماع

ومن أكثر الأبيات الشعرية انتشارًا وشيوعًا للشاعر السوداني محمد إدريس جماع:

إنَّ حَظّي كدَقيقٍ فَوقَ شَوكٍ نَثروه

ثُمَّ قالوا لحُفاةٍ يَوم ريحٍ اجمعوه

صَعُبَ الأمرُ عَليهم ثُمَّ قالوا اتركُوه

إنَّ مَن أشقاهُ ربِّي كيفَ أنتم تُسعِدوه!

تغنى إدريس جماع بوطنه السودان، ويقول في شعره:

وطنٌ روحُهُ مِن معانٍ وضِياء، طُهرهُ كالسَّنَى أرسلَتهُ السَّماء

يدفعُ النَّاسَ نَحو العُلا والمَضاء، في طَريقِ الخُلودِ طَريقِ البِناء

رُوحُهُ اعتُصِرَت مِن شَذى، مِن سَناء، مِن بطولاتِ أمسٍ جَرَى في الدِّماء

صُحفٌ بالرُّجولَةِ فَاضتْ مَلاء، وأمانِي غَدٍ حَافلٍ بالنَّماء

وقد حمل هموم الأمة الإسلامية في شعره، فمن أشعاره عن نضال الجزائريين:

يهتَزُّ وقُعكَ في المشَاعِر، يا صَوتَ أحرارِ الجَزائرْ

لَحنٌ إذا مسَّ الشُّعور فكُلُّ مَن في الأرضِ شَاعِرْ

صوتٌ تجمَّعَ في انبعاثِ دويِّهِ صوتُ الضَّمائرْ

هُم والقوى وبصفِّكم كلُّ الجموعِ فمَن يُكاثِر

وفي شعر الغزل قال جماع:

شاء الهوى أم شئت أنت

فمضيت في صمت مضيت

أم هز غصنك طائر

غيري فطرت إليه طرت

وتركتني شبحاً أمد

إليك حبي أين رحت

وغدوت كالمحموم لا أهذي

بغير هواك أنت

أجر .. أفر .. أتوه .. أهرب

الشاعر السوداني المجنون في المطار

اشتهر الشاعر إدريس الجماع بأبياته الغريبة مفرطة التشاؤم، ولهذا كان يُنسب إليه أي بيت يتسم بالغرابة، وقد فقد عقله في آخر حياته ودخل مستشفى الأمراض العقلية، ورغم مرضه العقلي إلا أنه نظم أجمل الأشعار في آخر حياته.

في المطار رأى إدريس الجماع امرأة جميلة برفقة زوجها، ولشدة جمالها أطال الجماع النظر إليها، وحاول الزوج أن يمنعه فأنشد أبياته الشهيرة:

أعَلى ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﺗﻐﺎﺭُ ﻣِﻨّﺎ

ﻣﺎﺫﺍ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺇﺫْ ﻧﻈﺮﻧﺎ

ﻫﻲَ ﻧﻈﺮﺓٌ ﺗُﻨﺴِﻲ ﺍﻟﻮَﻗﺎﺭَ

ﻭﺗُﺴﻌِﺪ ﺍﻟﺮّﻭﺡَ ﺍﻟﻤُﻌنَّى

ﺩﻧﻴﺎﻱ ﺃﻧتِ ﻭﻓﺮﺣﺘﻲ

ﻭﻣُنَى ﺍﻟﻔﺆﺍﺩِ ﺇﺫﺍ ﺗَﻤنَّى

ﺃﻧتِ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀُ ﺑَﺪَﺕ ﻟﻨﺎ

ﻭاﺳﺘﻌﺼﻤﺖ ﺑﺎﻟﺒُﻌﺪِ ﻋنَّا

وعندما سمع هذه الأبيات عباس محمود العقاد، وقالوا له إنها أبيات لشاعر سوداني يمكث في مستشفى الأمراض العقلية قال العقاد: "هذا مكانه لأن كلامه لا يستطيعه ذوو الفكر.

وعندما سافر الجماع إلى لندن للعلاج وأعجب بعيون ممرضته وكان يطيل النظر في عينيها، وعندما أخبرت الممرضة مدير المستشفى عن هذا الأمر أمرها أن تلبس نظارة سوداء، وهو ما فعلته، فنظم الجماع شعرًا فيها وقال:

وﺍﻟﺴﻴﻒ ﻓﻲ الغمدِ ﻻ ﺗُﺨشَى مضاربُه

ﻭﺳﻴﻒُ ﻋﻴﻨﻴﻚِ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﻦ ﺑﺘّﺎﺭُ

وقد توفي جماع عام 1980 في مستشفى الأمراض العقلية بعد صراع مع مرض العضال.

جميع أخبار