يعد الكاتب الأردني الفلسطيني إبراهيم نصر الله من أبرز الأسماء في عالم الأدب في الوطن العربي، فقد سخر قلمه من أجل القضية الفلسطينية، ونشر عشرات الروايات التي تناول فيها تاريخ فلسطين الحديث، وترجمت أعماله إلى عدة لغات، وحاز جوائز عدة، في السطور التالية تعرف على مسيرته وأعماله.
من هو إبراهيم نصر الله؟
هو كاتب وروائي وشاعر وأديب أردني من أصول فلسطينية، ولد في 2 ديسمبر عام 1954 في عمّان بالأردن لأبوين فلسطينيين هجرا من أرضهما بعد النكبة. يعد نصر الله من أبرز الكتاب العرب المعاصرين، الذي تناول في أعماله موضوعات تتعلق بالقضية الفلسطينية والهوية.
بدأ نصر الله حياته الأدبية كشاعر، وكتب عدة دواوين شعرية، ثم اتجه إلى الرواية، وكتب في مجالات أدبية أخرى مثل المقالات النقدية.
من أهم مساهماته الأدبية مشروعه الروائي الضخم "الملهاة الفلسطينية" وهي سلسلة مكونة من 12 رواية حاول فيها توثيق التجربة الفلسطينية على مدى العصور، وتناول جوانب تاريخية واجتماعية ونفسية.
تناول نصر الله في أعماله موضوعات مختلفة، على رأسها الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، كما تناول موضوعات ذات أبعاد إنسانية، منها اللجوء والمنفى والحرب، واستخدم أسلوبًا سرديًا غنياً بالمشاعر والتفاصيل.
إلى جانب الرواية، كتب عدة مجموعات شعرية، وكتب نقدية، كما حصل على العديد من الجوائز الأدبية، منها الجائزة العالمية للرواية العربية عام 2018 عن روايته "حرب الكلب الثانية".
حياة الكاتب إبراهيم نصر الله
ولد الكاتب إبراهيم نصر الله في عمّان بالأردن لأبوين فلسطينيين تعود أصولهما إلى قرية البريج في فلسطين غربي القدس، وقد هجرت عائلته بعد النكبة عام 1984.
ولد نصر الله، ونشأ في الأردن، ودرس في مدارس وكالة الغوث في مخيم الوحدات، ثم حصل على دبلوم تربية وعلم نفس من مركز تدريب عمان لإعداد المعلمين في عمان، وحاليًا يشرف على رسائل الماجستير والدكتوراه في جامعات عربية وأجنبية.
ما هي ديانة إبراهيم نصر الله؟
الكاتب إبراهيم نصر الله مسيحي الديانة.
شعر إبراهيم نصر الله
بدأ الكاتب إبراهيم نصر الله مسيرته الأدبية في كتابة الشعر، وقد شهدت تجربته الشعرية العديد من التحولات. في دواوينه الثلاثة الأولى تميزت بوحدة واحدة من حيث طول القصيدة، وفي ديوانه الثالث "أناشيد الصباح" ركز على تناول قضايا إنسانية أكثر، منها "رحيل"، و"قصائد الحب"، و"الدرج"، و"النوافذ"، وغيرها.
من قصائده التي نالت شهرة واسعة قصيدة "نعمات يسترد لونه" التي لاقت العديد من ردود الفعل، ومنعت بعد 14 عامًا من صدورها.
في النصف الثاني من الثمانينات، اهتم نصر الله بكتابة القصيدة الملحية، ومن أهم قصائده الملحمية "الحوار الأخير قبل مقتل العصفور بدقائق"، و"الفتى النهر والجنرال"، و"راية القلب ضد الموت"، وقصيدة "فضيحة الثعلب"، وغيرها.
من دواوينه الشهيرة "عواصف القلب"، وتبعه بعد ذلك عدة دواوين، منها "شرفات الخريف"، وكتاب الموت والموتى". في عام 1999 نشر ديوانًا بعنوان "باسم الأم والابن"، والذي تعرض بسببه لانتقادات عدة بسبب بعض الأبيات التي اعتبرها البعض إهانة للذات الإلهية.
من دواوينه الأخرى "لو أنني كنت مايسترو"، و"على خيط نور هنا بين ليلين". في عام 2022 نشر أعماله الكاملة ضمن 3 مجلدات. ومن شعر إبراهيم نصر الله قصيدته "باسم الأم والابن"، والتي يقول فيها:
وكيف أقولُ أُحبُّـكَ في آخرِ الليلِ
حين تعودُ إليَّ
على كتفيكَ نهارٌ ثقيلٌ
وشمسٌ مطاردةٌ بالسَّوادْ؟
وكيف أقولُ أُحبّكَ؟
لا الوقتُ وقتي
لأعبرَ صمتي
ولا نحن عُـدْنا لأرضِ البلادْ!
وكيف أقولُ أحبّكَ؟
أولادُنا نائمونَ نَعمْ
وما خلْفَ شُبَّاكنا من عِـبادْ
كتب إبراهيم نصر الله
خلال مسيرته الأدبية، كتب إبراهيم نصر الله حوالي 15 ديوانًا شعريًا، و22 رواية، ومنها مشروعه الروائي الضخم "الملهاة الفلسطينية" الذي يغطي أكثر من 250 عامًا من تاريخ فلسطين.
من كتبه أيضًا "الأمواج البرية"، و"مجرد 2 فقط"، و"طيور الحذر"، و"طفل الممحاة"، و"زيتون الشوارع"، و"أعراس آمنة"، و"تحت شمس الضحى"، و"زمن الخيول البيضاء"، و"قناديل ملك الجليل"، و"أرواح كليمنجارو"، و"ثلاثية الأجراس"، و"طفولتي حتى الآن"، و"شمس اليوم الثامن".
نشرت له عدة كتب للأطفال، منها كتاب شعري بعنوان "صباح الخير يا أطفال"، و"أشياء طيبة نسميها الوطن". كتب كذلك كتب نقدية منها "موسوعة الأدب الفلسطيني"، و"أفضل التحولات في الرواية العربية"، وصدر الكتاب على 3 أجزاء.
من مؤلفاته في النقد "الفن والفنان"، و"هزائم المنتصرين"، و"السيرة الطائرة"، و"صور الوجود، و"ليل المحو نهار الذاكرة"، وغيرها.
إبراهيم نصر الله الملهاة الفلسطينية
الملهاة الفلسطينية للكاتب الأردني الفلسطيني إبراهيم نصر الله هي رواية ملحمية تاريخية، وقد ضم هذا المشروع 12 رواية كل رواية مستقلة تمامًا عن الروايات الأخرى، وقد ترجمت بعض روايات هذه الملحة إلى عدة لغات منها الإنجليزية والإيطالية والتركية.
وصل بعض رواياته إلى القائمة الطويلة والنهائية للجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر"، وقد غطت الرواية القضية الفلسطينية على مدار 250 سنة من تاريخ فلسطين الحديث.
أول رواية في الملحة صدرت عام 1992، وهي "مجرد رقم 2"، وترجمت إلى عدة لغات. في عام 1996 صدرت الرواية الثانية "طيور الحذر"، وفي عام 2000 الرواية الثالثة "طفل الممحاة".
صدرت بعد ذلك روايات "زيتون الشوارع"، و"أعراس آمنة"، و"تحت شمس الضحى"، و"زمن الخيول البيضاء"، وقد وصلت إلى القائمة النهائية للجائزة العالمية للرواية العربية عام 2009، وترجمت إلى الإنجليزية.
في عام 2011 صدرت له رواية "قناديل ملك الجليل"، ووصلت أيضًا إلى القائمة الطويلة للرواية العربية. خلال كتابة هذه الرواية، جمع نصر الله عشرات الشهادات الحية، فضلًا عن البحوث والدراسات في مختلف المجالات.
خلال كتابة الملهاة الفلسطينية، نشر نصر الله مشروع روائي موازياً له بعنوان "الشرفات"، وهو مشروع اهتم فيه بالحالة العربية.
ومن اقتباسات إبراهيم نصر الله من رواية "شرفة الهاوية": "اكتشفت أننا نحن الذين نبالغ في سرعتنا ونحن نركض خلف السعادة، نكتشف أننا تجاوزناها أحياناً، وخلفناها وراءنا، دون أن ننتبه، ولذا فإن مواصلة ركضنا هو في الحقيقة شكل من أشكال العمى".
من اقتباساته في كتاب "زمن الخيول البيضاء": "لم نكن نعرف الخوف أبدًا. تسألني لماذا!؟ لأننا على يقين من أن الروح التي وهبنا إياها الله، هو وحده الذي يستطيع ان يأخذها، وفي الوقت الذي حدده الله، لا الوقت الذي حدده الإنجليز أو أي مخلوق على وجه الأرض".
ومن أقوال إبراهيم نصر الله في كتاب "زيتون الشوارع": "ولم تكن فلسطين قد تحوّلت إلى قطعة لحم يلوكها كل من له أسنان، كما يحدث اليوم. كانت جزءا أصيلا من شرف الناس. تعرفين يا سلوى! لقد أعطيت الإنسانية مدّة كافية لتثبت أن لها ضميرا في المسألة الفلسطينية، لكنها للأسف أثبتت، حتى اليوم، أنها بلا ضمير".