يعد العالم المصري إبراهيم سمك من أبرز رواد الطاقة المتجددة في العالم، فقد ترك بصمة مؤثرة في مجال الطاقة السمية، وخاصة في ألمانيا وأوروبا، وساهم في تعزيز استخدام الطاقة المستدامة حول العالم، وأصبح اسمه مرتبطًا بالمشاريع الكبرى في هذا المجال، في السطور التالية تعرف على مسيرته وإنجازاته.
من هو إبراهيم سمك؟
هو مهندس وعالم مصري، ولد في عام 1948 في الأقصر في مصر، ويعد أحد رواد قطاع الطاقة الشمسية والنظيفة في الاتحاد الأوروبي والعالم
درس إبراهيم الهندسة الكهربائية في مصر، وانتقل إلى ألمانيا، حيث بدأ رحلته في تطوير تقنيات الطاقة الشمسية، وكان من أوائل المتخصصين الذين أدركوا أهمية الطاقة المتجددة، وعمل على استخدامها على نطاق واسع.
قام إبراهيم سمك مشاريع كبرى في أوروبا وألمانيا جعلت من الطاقة الشمسية مصدرًا رئيسيًا للكهرباء. ولم تقتصر إنجازات سمك على الجانب التقني فحسب، بل شملت الجانب اإداري كلك، فدق تولى رئاسة العديد من المؤسسات التي تعمل في مجال الطاقة المستدامة.
خلال مسيرته، حصل سمك على العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لجهوده في تعزيز الطاقة الشمسية، وظل اسمه يُذكر باعتباره أحد أبرز العقول التي ساهمت في إحداث تغيير حقيقي في قطاع الطاقة المتجددة.
دراسته
درس العالم المصري إبراهيم سمك في كلية الهندسة جامعة أسيوط، وتخرج في عام 1962. خلال السبعينات، هاجر إلى ألمانيا، وهناك بدأ مسيرته المهنية في مجال الطاقة المتجددة، وقاد العديد من المشروعات البارزة في البلاد لأكثر من 30 عامًا.
![إبراهيم سمك.. رائد الطاقة الشمسية من مصر إلى العالمية]()
الهجرة إلى ألمانيا وقيادة مشروعات رائدة
هاجر المهندس إبراهيم سمك إلى ألمانيا عام 1976، وكان هدفه بالهجرة أن يحقق أهدافه باستغلال الطاقة الشمسية لإنتاج الطاقة، حيث رأى أن ألمانيا هي الوجهة الأفضل لدعم أفكاره واختراعاته، وخاصة أنها دولة تعاني من ضعف مورد الطاقة، كما أنها تّحرم العديد من مواد توليد الطاقة.
بعد هجرته إلى ألمانيا، بدأ سمك أبحاثه، وفي حلول عامين، قدم اختراعًا رائدة في مجال الكهرباْء، حيث نجح في اختراع مصباح كهربائي يمكنه العمل لمدة 5 أيام بدون إعادة شحن، وهي أقصى مدة لا تشرق فيها الشمس في ألمانيا.
لاقى اختراعه ترحيبًا واسعًا في الأوساط العلمية في ألمانيا، وبالفعل تم استخدام هذه المصابيح لإضاءة شواره حوالي 150 بلدية ألمانيا، والتي تعتمد على نظام الحركة في الشارع، بحيث تنطفئ المصابيح في حالة عدم وجود حركة في مجالي 300 متر.
كانت المصابيح التي اخترعها سمك مزودة بخاصية تخفيف الإضاءة إذا اقترب منها جسم متحرك على مسافة 40 متراً. حصل اختراع على شهادة من معهد البحوث الألماني، وتم اعتماده في جميع أنحاء البلاد.
تم توكيل إبراهيم سمك فيما بعد مهمة وضع خلية طاقة شمسية لمحطة برلين، وهي أكبر محطة قطار في العالم، وشارك في أبحاثه مع المهندس المصري مهندس عازر الذي أشرف على بناء المحطة وتأسيسها.
تأسيس شركة خاصة به
أنشأ العالم إبراهيم سمك شركة خاصة به تعمل في مجال الطاقة الشمسية، وكانت من أوائل الشركات في ألمانيا في هذا المجال، وقد نجحت شركته في تقديم إسهامات مميزة في ألمانيا. قدمت شركة أعمال الإنارة في مبنى البرلمان الألماني "الرايشتاج"، باستخدام الطاقة الشمسية.
قامت شركة كذلك بتغذية مبنى المستشارية الألمانية بالطاقة الشمسية، وقد نجحت شركته في الحصول على هذا المشروع بعد منافسة شرسة بين أكثر من 30 شركة أوروبية تعمل في مجال الطاقة الشمسية.
قامت شركته بتغطية المبنى بالوحدات الزجاجية المزروع بها خلايا شمسية، والتي أصبحت جزءًا من تصميم المبنى. أدخلت شركته كذلك الطاقة الشمسية إلى مبنى شركة مرسيدس بنز على مساحة تزيد على 5 آلاف متر. غذّت شركته العديد من الجامعات الألمانية بالطاقة الشمسية، منها جامعة مينشجلادبغ.
![إبراهيم سمك.. رائد الطاقة الشمسية من مصر إلى العالمية]()
مناصب شغلها
شغل المهندس إبراهيم سمك العديد من المناصب المهمة في مجال الطاقة الشمسية خلال مسيرته المهنية. شغل سمك منصب رئيس الاتحاد الأوروبي لصناعة الخلايا الكهروضوئية EPIA من عام 2000 إلى عام 2003، ولعب دورًا محوريًا في تعزيز استخدام الطاقة الشمسية على مستوى القارة الأوروبية.
كان لسمك بصمة واضحة في تطوير استراتيجيات الطاقة المتجددة من خلال تأسيس وإدارة عدة شركات متخصصة، ومنها شركة Engco GmbH & Co التي عملت على تطوير حلول مبتكرة في قطاع الطاقة النظيفة، بالإضافة إلى تأسيسه وإدارته لشركة Engcotec GmbH التي ساهمت في تعزيز استخدام الخلايا الكهروضوئية في التطبيقات الصناعية.
امتدت مناصب سممك كذلك إلى الاستشارات والتدريب، فقد شارك في تأسيس وإدارة شركة CCS Consulting & Coaching Synergy GmbH التي تقدم خدمات متخصصة في الاستشارات والتدريب بمجال الطاقة المتجددة.
أسس سمك كذلك منظمة خيرية اسمها African Hope e.V التي تهدف إلى دعم المجتمعات الفقيرة في أفريقيا عبر حلول تنموية مستدامة.
في عام 2007، تولى سمك منصب نائب رئيس الجمعية الأوروبية للتدريب ECA ممثلًا للبلدان العربية والأفريقية، وساهم في تطوير برامج تدريبية تستهدف تحسين الكفاءات المهنية.
كان إبراهيم سمك عضوًا في مجلس إدارة المجلس الأوروبي للطاقة المتجددة EREC، عضوًا في مجلس GAP PV، وهو البرنامج العالمي للموافقة على الخلايا الكهروضوئية.
جوائز وتكريمات
حصل العالم والمهندس المصري إبراهيم سمك على العديد من الجوائز والتكريمات خلا لمسيرته المهنية، ومناه وسام رئيس الحكومة الألمانية (صليب الاستحقاق). حصل كذلك على شهادة تقدير من نقابة المهندسين.
حصل سمك على لقب "فرعون مصري على أرض أوروبية" من قبل عدة مجلات ألمانية، كما حصل على أعلى وسام ألماني. تم اختيار سمك ضمن أفضل 100 مهاجر أفريقي، وضمن أفضل 50 شخصية ألمانية.
حصل كذلك على جائزة المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي للحكمة، أو فيما تعرف بجائزة البابا شنودة الثالث للحكمة وذلك في عام 2014.