الإعلامي المصري إبراهيم حجازي من أشهر الإعلاميين في مجال الرياضة، وأشهر الكتاب الصحفيين، عاش حياة طويلة مليئة بالبطولات الوطنية التي تُعد مصدر فخر بالنسبة، وتمكن من كسب مكانة كبيرة بين عشاق الرياضة، في السطور التالية تعرف على مسيرته المهنية وحياته.
هو إعلامي وكاتب صحفي وناقد رياضي ولد في سنة 1954 بمدينة القاهرة، اشتهر بكتاباته المتنوعة في مجالات شتى، ولكنه حصل على شهرة واسعة في الوسط الرياضي الإعلامي.
درس حجازي في المعهد العالي للتربية الرياضية بالهرم، وتخرج فيها عام 1967، وبعدها التحق بالعمل الصحفي من خلال مؤسسة الأهرام ككاتب وصحفي، وذلك بعد 9 سنوات من التخرج.
ومن خلال عمله ككاتب صحفي استطاع أن يبرز ويبدع في هذا المجال ويثبت نفسه بجدارة، فتمكن من الحصول على جائز مصطفى وعلي أمين للصحافة المكتوبة.
لم يكتفِ حجازي بعمله كصحفي فقط، ولكنه اهتم جدًا بمجال الرياضة، لذا أسسا مجلة الأهرام الرياضي عام 1990، وظل يشغل منصب رئيس التحرير لهذا المجال لمدة 19 عامًا.
كذلك لم يكتفِ بالعمل الصحفي فشق طريقه في الإعلام من خلال تقديم برامج تلفزيونية، وأبرزها برنامج "في دائرة الضوء" التي كان مُقدمًا لها لفترة طويلة.
بسبب نجاحه في الاهتمام بمجال الرياضة كان أول من شجع على تنظيم البطولات الرياضية في المناطق الأثرية والسياحية تحت إشراف مؤسسة "الأهرام".
كان ن الممكن أن يُكمل إبراهيم حجازي دراسته كمعيد في الجامعة، ولكن منعه من ذلك التحاقه بالجيش لمدة 8 سنوات، وذلك في الفترة ما بين 1968 حتى 1975، حيث عمل بسلاح القوات الخاصة بالمظلات.
وتحدث حجازي كثيرًا عن مذكراته في الجيش وحكايات من واقع مشاركته في حرب أكتوبر وذلك خلال تقديمه برنامج "في دائرة الضوء"، أيضًا حجازي هو عضو هام في مجلس الشيوخ المصري الذي يرأسه المستشار عبد الوهاب عبد الرزاق.
تمكن إبراهيم حجازي من أن يحصل على لقب "إعلامي بدرجة محارب" بسبب مشاركته لحرب أكتوبر المجيدة 1973 في سلاح مظلات الجيش المصري.
ويُعد هذا الإنجاز أحد أهم الإنجازات التي يفخر بها والتي تحدث عنها كثيرًا خلال برنامجه، حيث قال في إحدى حلقات برنامجه "أنا اللي معيشني لغاية دلوقتي إني حاسس إن الحرب دي كانت إمبارح"، فإحساس الفخر بكونه محاربًا في حرب أكتوبر هو ما يعطيه القوة لاستكمال الحياة.
كما قال في إحدى حلقات برامجه إن نصر أكتوبر لا يقتصر على أغنية أو فيلم نجسدها ونتذكرها كل عام، وإنما أكتوبر له علاقة بالوعي، فاحتفالنا به لا بد أن يذكرنا بهذه الحرب المجيدة.
وأضاف: "أقسم بالله ما فطرناش ولا يوم في رمضان حتى اللي كانوا متجوزين ساعتها محدش كان بيفكر في بيته ولا في عياله، أنا بفكر في بلدي، الأرض كانت هي القضية، يا إحنا يا هم يا هنشيلهم من الأرض دي يا يدفنونا في الأرض دي".
أما من التصريحات المهمة التي لها علاقة بمشاركته في حرب أكتوبر أن الموت هي الحقيقة الوحيدة التي اتفق عليها البشرة جميعًا في العرب، حتى لو اختلفت أدياننا.
"كنا في الجيش عارفين أننا هنموت، فكنا بنقول هموت عادي سكتي، ولا أعدي الضفة التانية وأخد معايا ناس يموتوا، والموت اللي كان بيخوف الناس كنا حطينه ورا ظهرنا."
ناهيك عن تحدث الدور البطولي للمصريين غير المشاركين في الحرب لمساندة الجيش المصري، فكان كل موظفي الدولة يتبرعون بأجر يوم كل شهر للمجهود الحربي وذلك بشكل اختياري منهم بالكامل.
ظل إبراهيم حجازي يخدم في الجيش لمدة 8 سنوات، وذلك منذ تاريخ 9 يناير عام 1986 حتى تاريخ 31 أغسطس عام 1975، ووصف بأنها كانت سنوات صعبة جدًا، ولكن ما ألهمه الصبر هو الدور البطولي الذي كان يقوم به بجانب بقية الجنود.
عُرف عن إبراهيم حجازي وصراحته في الحق، حيث لا يخاف أن يقول رأيه الصريح دون تجريح، ولعل أهم الانتقادات التي وجهها هو انتقاد للوسط الكروي.
حيث قال إن الوسط الكروي يعيش حالة من الاحتقان، ويرى أنه أصبح "مسخا" على حد تعبيره وذلك بسبب المشكلات بين نائب الاتحاد ورئيس الزمالك مرتضى منصور. حيث أضاف في مداخلة لبرنامج "رأي عام" مع الإعلامي عمرو عبد الحميد على قناة TEN إن اتخاد الكرة مسؤول عن تنظيم بطولة الدوري، وليست الأندية هي المسؤولة عن ذلك، فكان على الاتحاد أن يعرض جدول المبارايات بحيادية ويلزم جميع الأندية بقراراته.
ورأى أنه لا بد على الاتحاد أن يكون حازمًا أكثر في إدارة أنديته، ولا يحق لأي أحد الاعتراض فيما يخص بجداول المباريات. كما تعجب من تنظيم الاتحاد لاجتماع مع رؤساء الأندية في حين أنهم لم يتوصلوا لأي اتفاق حول جدول المباريات.
كما انتقد دور الإعلام في الحد من معالجة التعصب الكروي، وذكر أن الأعلام الآن أصبح له دور كبير في الفتنة بين مشجعي الأندية وزيادة الاحتقان بين الجماهير، وخاصة جماهير نادي الأهلي والزمالك.
في يوم الاثنين 3 يناير عام 2022 استيقظ العالم على خبر وفاة الإعلامي الكبير إبراهيم حجازي متأثرًا بإصابته بفيروس كورونا نُقل على إثرها للعناية المركزة.
وبعد وفاته أعلن المستشار عبد الوهاب عبد الرزاق رئيس مجلس الشيوخ خلو مقعد المرحوم النائب من مجلس الشيوخ، وقد عيُن لهذه العضوية من رئيس الجمهورية لقرار رقم 590 لسنة 2020.
"رسالة لشبابنا: "اسعَ وفكر ولازم تبقى فاهم إن فيه ترتيب لربنا، وده ليه وضع تاني خالص، لكن اسعً." كانت هذه الرسالة التي وجهها حجازي للشباب، فكان يحثهم دائمًا على العمل الدؤوب والسعي لتحقيق الأهداف.
أعوام طويلة عاشها إبراهيم حجازي من مجند في الجيش لأهم الإعلاميين في مصر، حمل على عاتقيه تطوير الصحافة والإعلام والعمل على الرقي بهما.
