أونج بينج سونج.. من أهم رجال الأعمال في جنوب شرق آسيا

يعد رجل الأعمال والملياردير الماليزي المقيم في سنغافورة أونج بينج سونج من أبرز رجال الأعمال في جنوب شرق آسيا، فقد بدأ مسيرته المهنية بالعمل في شركة للاستثمارات بداية من السبعينات، ثم أسس شركته الخاصة هوتيل بروبرتيز للعقارات، والتي أصبحت من أبرز الشركات في قطاع الضيافة.

ورغم مسيرته المهنية الواعدة، إلا أنها لم تخل من التحديات، فقد واجه قضايا فساد أكثر من مرة، آخرها في عام 2023، التي أثرت على أعماله، وأسهم شركاته بشكل كبير. في السطور التالية نسلط الضوء على مسيرته وحياته.

من هو أونج بينج سونج؟

هو رجل أعمال وملياردير ماليزي مقيم في سنغافورة، ولد عام 1944، وهو مؤسس شركة هوتيل بروبرتيز ليمتد HPL، التي تضم عدة منتجات في أوروبا وآسيا.

بدأ سونج مسيرته المهنية من خلال العمل في شركة للاستثمارات، ثم انتقل للعمل في شركة كيو إنترناشونال، وفي الثمانينات أسس شركته الخاصة في قطاع الضيافة، والتي أدرجت في بورصة سنغافورة بعد عامين فقط من تأسيس الشركة.

وبحلول الثمانينات، أصبح أونج بينج سونج واحداً من أبرز أباطرة العقارات في سنغافورة، حيث تمكنت شركته من النجاة من انهيار سوق الأسهم الذي أثر بشكل كبير على الشركات في جميع أنحاء.

ولم تقتصر أعمال سونج على قطاع العقارات والضيافة فحسب، بل دخل مجال صناعة السينما، كما استحوذ على شركات في قطاعات مختلفة، منها قطعا الحديد والصلب، وبرز كذلك في مجال الرياضة، ومن أبرز إنجازاته جلب سباقات الفورمولا 1 إلى سنغافورة.

وعلى الرغم من نجاحاته وعبقريته في ريادة الأعمال، إلا أنه واجه تحديات مختلفة، أبرزها قضية الكسب غير المشروع التي جعلته تحت أعين الصحافة في سنغافورة وماليزيا.

نشأته وتعليمه

ولد أونج بينج سونج في ماليزيا، وقد انتقل مع عائلته إلى سنغافورة وهو في الرابعة من عمره، ودرس في المدرسة الأنجلوصينية، وكانت طالبًا متفوقًا ورياضيًا، حيث كان بطلًا في مسابقات الركض والقفز الطويلة.

سافر سونج إلى المملكة المتحدة للدراسة، حيث حصل على شهادة تأمين في المطالبات البحرية، وهناك اكتسب خبرة في مجال الاكتتاب والوساطة التأمينية الدولية.

زوجة أونج بينج سونج

تزوج أونج بينج سونج من سيدة الأعمال كريستينا أونغ، وهي مالكة مجموعة كومو، ولديه منها ابنة وابنة.

بداية مسيرته المهنية

بدأ رجل الأعمال أونج بينج سونج مسيرته المهنية في المملكة المتحدة، فخلال دراسته هناك اكتسب خبرة في مجال الوساطة التأمينية والاكتتاب، ليعود إلى سنغافورة، وينضم إلى شركة موتور آند جنرال أندررايترز للاستثمارات القابضة عام 1972.

امتلك سونج مهارات جعلته يترقى ليشغل منصب رئيس مجلس إدارة شركة هاو باور، وهي الشركة القابضة لشركة موتور آند جنرال، إلا أنه ترك الشركة في عام 1975، وقرر الانضمام إلى شركة والد زوجته، بيتر فو يون سياك، وهي شركة كيو إنترناشونال التي تأسست في الستينات، وتعمل في قطاعات النفط والعقارات.

وخلال عمله في الشركة، برز أونج بينج سونج بشكل حاد، حيث امتلك ذكاءً حادًا جعله قادرًا على تحليل توقعات السوق بنجاح، وتوقع فترات ارتفاع وانخفاض أسعار النفط، وقد ساعد الشركة في جني ملايين من سوق النفط. وبفضل مساهماته المهمة، كسب سونج أموالًا جعلته قادرًا على تأسيس شركته الخاصة في بداية الثمانينات.

قطب العقارات في سنغافورة

في عام 1980، وبعد نحو 5 سنوات من العمل في شركة كيو إنترناشونال، قرر أونج بينج سونج تأسيس شركته الخاصة هوتيل بروبرتيز بي تي إي المحدودة، والتي بدأها كشركة محدودة، وقد ساعده في تأسيس الشركة والد زوجته.

نجح الشركة سريعًا، فبعد مرور عامين فقط، أصبحت الشركة شركة عامة، وأدرجت في بورصة سنغافورة، وأتاحت تلك الشركة لأونج فرصة ذهبية لدخول قطاع الضيافة، وكان أو ما اشترته الشركة فندق هيلتون سنغافورة عام 1970 مقابل 72 مليون دولار سنغافوري، وبحلول عام 1998، ارتفعت قيمة الفندق عشرة أضعاف.

استغل سونج هذا النمو، واشتهر أراضي متميزة في سنغافورة، وقد ساهمت استثماراته المحلية تلك في مساعدة الشركة خلال انهيار سوق الأسهم عام 1987، وهو الانهيار الذي وجه ضربة موجعة للشركات حول العالم، وهو ما جعله من أبرز أباطرة العقارات في البلاد.

الآن، تمتلك شركة HPL فنادق ومنتجعات ومراكز تسوق في 15 دولة في جنوب شرق آسيا أوروبا، كما تمتلك المجموعة 38 فندقًا تحت  علامات تجارية مختلفة، منها فور سيزونز، ومنتجعات كوكو، ومجموعة فنادق إنتركونتيننتال، وفنادق سيس سينسز، وماريوت، منتجعات كونكور، وهارد روك، وغيرها.

استحوذت الشركة كذلك على امتياز هارد روك كافيه في عدة دول آسيوية في التسعينات، وتمتلك هارد روك الآن فروعًا في 35 موقعًا في آسيا والمحيط الهادئ. تدير شركة HPL عقارات سكنية فاخرة في سنغافورة وخارجها. في عام 2023، سجلت الشركة إيرادات بلغت 525.5 مليون دولار سنغافوري، بزيادة 25.7% عن العام السابق.

خدعة النجاة من الإفلاس

على الرغم من أن أونج بينج سونج نجح في تجاوز الأزمة المالية عام 1988 بسهولة، إلا أنه بعد نحو 10 سنوات تحدثت الصحافة أنه يواجه هو وزوجته أزمة مالية حادة كادت تدفعهم نحو حافة الإفلاس، وذلك بعد خسائر حادة في الأرباح.

اضطر سونج وزوجته بيع العديد من أصول الشركة في الولايات المتحدة وأستراليا، كما باع أجزاء من حصصه في الفنادق التي اشتراها، وباع طائرته الخاصة. وعلى مر السنين، اتضح جليًا أن سونج في الحقيقة لم يواجه أي مشكلة مالية، بل ما فعله خلال السنوات السابقة ما هي إلا استراتيجية مالية تعرف باسم "بيع الغرب وشراء الشرق".

عمد سونج خلال تلك الفترة على بيع ممتلكات في الخارج والشراء داخل سنغافورة، وفي عام 2002، أصبح جزءًا من مجموعة تقودها الحكومة السنغافورية لوضع خطة لإعادة هيكلة البلاد بعد الركود عام 2001.

استثمارات أونج بينج سونج الأخرى

ولم تقتصر إسهامات أونج بينك سونج على قطاع العقارات والضيافة فحسب، بل دخل في استثمارات أخرى، ومنها مجال صناعة السينما في نهاية الثمانينات، حيث شارك في إنتاج فيلم وثائقي عن أسماك القرش، وفيلم آخر عن لاعبات كمال الأجسام.

استثمر سونج كذلك في قطاع الحديد والصلب، حيث استحوذ على شركة NatSteel الرائدة في إنتاج الصلب في سنغافورة بعد صراع دام 8 أشهر، وامتلكت الشركة في النهاية 50.31% من أسهم الشركة.

أما أبرز استثمارات سونج  على الإطلاق هو جلب سباقات الفورمولا 1 إلى سنغافورة، والتي تعرف باسم جائزة سنغافورة الكبرى، وأقيم أول سباق عام 2008، وحقق نجاحًا باهرًا.

في عام 2022، حصلت شركة أونج على حقوق استضافة سباق الجائزة الكبرى في سنغافورة لمدة سبع سنوات أخرى حتى عام 2028، واتضح أنه استثمار ناجح، إذ حقق السباق إيرادات تجاوزت 1.1 مليار دولار بحلول ذلك الوقت.

ثروة أونج بينج سونج

في عام 2023، قدرت فوربس ثروة أونج بينج سونج وزوجته كريستينا 1.5 مليار دولار، وهما معًا في المركز الرابع والعشرين بين أغنى رجال الأعمال في سنغافورة في منتصف عام 2022. في عام 2024، قدرت فوربس ثروته ب1.7 مليار دولار.

القبض عليه بتهمة الكسب غير المشروع

في عام 2023، قبض على الملياردير أونج بينج سونج في تهمة الكسب غير المشروع بالتعاون مع وزير النقل إس إيسوارانا، حيث تلقى وزير النقل من سونج هدايا تزيد قيمتها عن 300 ألف دولار.

أفرج عن سونج بكفالة قدرها 800 ألف دولار سنغافوري، وفي 28 فبراير 2025، أقر سونج بالذنب في التهمتين.