تعد المغنية والممثلة البريطانية الأسترالية أوليفيا نيوتن جون واحدة من أنجح وأفضل فناني الموسيقى مبيعًا في النصف الثاني من القرن العشرين حتى يومنا هذا، وقد حققت شهرة عالمية بلعبها دور البطولة في الفيلم الموسيقي Grease أمام جون ترافولتا، تعرف على مسيرتها الفنية في السطور التالية.
حياة أوليفيا نيوتن جون ونشأتها
هي مغنية وممثلة وناشطة بريطانية أسترالية ولدت في 26 سبتمبر عام 1948 في كامبريدج إنجلترا، لوالدها نيوتن جون، ووالدتها إيرين هيلين، وجدها لوالدتها هو الفيزيائي اليهودي الحائز على جائزة نوبل ماكس بورن.
هرب جدها لامها مع زوجته وأطفاله إلى بريطانيا من ألمانيا قبل الحرب العالمية الثانية هربًا من النظام النازي، أما جدة والدها لأمه من أصل يهودي، وجدها الأكبر لأمها هو رجل القانون الألماني فيكتور إهرنبرغ.
عندما كانت أوليفيا في السادسة من عمرها هاجرت عائلتها إلى ملبورن بأستراليا، حيث عمل والدها مدرسًا للغة الألمانية في جامعة ملبورن، والتحق أوليفيا بمدرسة كرايست تشيريش، ثم المدرسة الثانوية الجامعية في باركفيل.
حياتها العاطفية
في عام 1968 بدأت أوليفيا نيوتن جون علاقة مع عازف الجيتار وكاتب الأغاني بروس ويلش، وهو من كتب لها أغنية Please Mr. Please، ولكنها انفصلت عنه عام 1972، وحاول حبيبها الانتحار بعد الانفصال.
في عام 1973 التقت نيوتن برجل الأعمال البريطاني لي كرامر أثناء قضاء عطلتها في فرنسا، وأصبح كرامر فيما بعد صديقها ومديرها، وظلا على علاقة حتى عام 1979، وبعد الانفصال عاد إلى إنجلترا وتزوج، وتوفي عام 2017.
تزوجت أوليفيا لأول مرة من الممثل الأمريكي مات لاتانزي عام 1984، وانفصلا عام 1995 وذكرت مجلة بيبول أن السبب الرئيسي للانفصال كان الاختلاف بين اهتماماتهم الروحية والدينية. أنجبت أوليفيا من زوجها ابنتها كلوي روز عام 1986.
في عام 1996 قابلت أوليفيا المصور الأمريكي باتريك ماكديرموت بعد عام من طلاقها، وأصبحت على علاقة حب معه لمدة 9 سنوات، وفي عام 2005 اختفى باتريك بعد رحلة صيد قبالة ساحل كاليفورنيا.
لم يتم الاشتباه بأوليفيا مطلقًا في اختفاء حبيبها، وفي عام 2008 ووفقًا لتحقيق خفر السواحل الأمريكي فإن باتريك كان حزينًا ويائسًا بعد انفصاله عن أوليفيا،.
وفي أبريل عام 2010 ادعى محقق أن باتريك زيف وافته من أجل دفع تعويضات للتأمين على الحياة وهو على قيد الحياة في المكسيك، ولكن لم يقدم المحامي دليلًا على كلامه.
تزوجت أوليفيا للمرة الثانية من مؤسس ورئيس شركة أمازون هيرب جون إيسترلينج في بيرو عام 2008، تلاه حفل آخر في جزيرة جوبيتر في فلوريدا.
مرضها ووفاتها
في مايو عام 2017 أعلن عن تشخيصها بسرطان الثدي للمرة الثالثة بعد إصابتها به للمرة الثانية عام 2013، وقد انتشر في أسفل ظهرها، حيث تم تشخيص الألم في البداية بشكل خاطئ على أنه عرق النسا.
مع تكرار الإصابة عام 2017 انتشر السرطان إلى عظامها وتطور إلى المرحلة الرابعة، وعانت أوليفيا من آلام شديدة في العظام، وكانت تستخدم زيت الحشيش لتخفيف آلامها، وكانت من أكبر المدافعين عن استخدام الحشيش الطبي، وابنتها كلوي تمتلك مزرعة للحشيش في ولاية أوريغون.
توفيت أوليفيا نيوتن جون في 8 أغسطس عام 2022 بسبب السرطان في منزلها في كاليفورنيا عن عمر يناهز 73 عامًا.
مشوارها الفني
بدأت أوليفيا نيوتن جون مشوارها الفني عندما كانت تبلغ من العمر 14 عامًا، حيث شكلت فرقة مع ثلاثة من زملائها في الفصل، وكانوا يؤدون عروضهم في مقهى يملكه أحد أقاربها.
فيما بعد أصبحت فرقتها تقدم عروضًا بشكل منتظم في البرامج التلفزيونية، وفي عام 1965 التحقت بإحدى مسابقات الغناء في التلفزيون وفازت بالمركز الأول وكانت الجائزة رحلة إلى بريطانيا.
أصدرت أوليفيا أغنيتها المنفردة الأولى في بريطانيا عام 1966، وأثناء وجودها هناك، وقبلها كانت قد شاركت في الفيلم الأسترالي Funny Things Happen Down Under عام 1965.
ظلت أوليفيا تقدم أعمالًا منفردة في بريطانيا حتى عام 1975، وفي عام 1970 شاركت في الفيلم الموسيقي البريطاني Toomorrow، وسجلت ألبومًا مخصصًا للفيلم يحمل الاسم نفسه، ولكن لم ينجح الفيلم ولا الألبوم.
بداية من عام 1971 أصدرت أول ألبوم منفرد لها بعنوان If Not For You، وأصبحت أغاني الألبوم من أفضل 10 أغان في المملكة المتحدة وأستراليا، وتم اختيارها كأفضل مطربة بريطانية لمدة عامين على التوالي من قبل مجلة Record Mirror.
في العام التالي أصدرت ألبومها الثاني Olivia، ومن أشهر أغاني هذا الألبوم أغنية Let Me Be There التي وصلت إلى المركز الأول لأفضل مغنية ريفية، وحصلت على جائزة أكاديمية الموسيقى الأمريكية لأفضل مطربة صاعدة.
في عام 1974 أصدر ألبومها If You Love Me, Let Me Know في كندا والولايات المتحدة، وحقق الألبوم نجاحًا كبيرًا، وحصلت على جائزة غرامي أفضل أداء صوتي لأنثى، وبعدها صدر الألبوم في بريطانيا وأستراليا وحقق نجاحًا ساحقًا أيضًا.
في عام 1976 أصدرت ألبومها Don't Stop Believin'، وبعد هذا الألبوم غادرت أوليفيا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وتصدرت ألبوماتها القوائم الموسيقية هناك، حيث أصدرت ألبوم Have You Never Been Mellow الذي حقق هو الآخر نجاحًا جيدًا.
أصدرت فيما بعد ألبوم Clearly Love. الذي تصدر قائمة بيلبورد هوت 100، وبيلبورد 200، وظلت أغنياتها في القائمة لأكثر من 3 أسابيع.
بطولتها في فيلم Grease
ارتفعت شهرة أوليفيا نيوتن جون العالمية بعد أن لعبت دور البطولة في الفيلم الموسيقي Grease المقتبس من رواية مسرحية تحمل الاسم نفسه، وعرض الفيلم عام 1978.
لعبت أوليفيا دور الفتاة الأسترالية ساندي أولسون التي تقضي إجازتها على الشاطئ في أمريكا وتقابل الفتى المحلي داني زوكو، التي لعب دوره جون ترافولتا ويقعان في الحب.
حقق الفيلم نجاحًا كبيرًا في شباك التذاكر، وظلت ألبومه الموسيقي لمدة 12 أسبوعًا في المركز الأولى، وأصبحت أوليفيا المرأة الثانية بعد المغنية ليندا رونشتات التي تبقى أغنيتيها المفنردتين في قائمة بيلبورد الخمسة الأوائل في الوقت نفسه.
ترشحت أوليفيا لجائزة غولدن غلوب أفضل ممثل في مسرحية موسيقية، وحصلت على جائزة اختيار الجمهور لأفضل ممثلة، كما قدمت أغنيتها في حفل توزيع الأوسكار عام 1979.
استمرت شعبية أوليفيا بسبب هذا الفيلم لسنوات، وصنف الفيلم كثاني أعلى فيلم ربحًا بعد تيتانك، وأعيد إصداره مؤخرًا في أبريل عام 2018 في أمريكا، وتعد الموسيقى التصويرية للفيلم هي الأكثر مبيعًا على الإطلاق.
واصلت أوليفيا بعد الفيلم في تقديم ألبومات ناجحة، منها Totally Hot عام 1978، وقدمت دويتو مع عدة مغنين منهم المغني آندي جيب في أغنية I Can't Help It، وأغنية Suddenly المغني كليف ريتشارد.
شاركت بعد ذلك في الفيلم الخيالي الموسيقي Xanadu عام 1980، وقدمت عدة أغاني مخصصة للفيلم، وتحول الفيلم فيما بعد إلى مسرحية تم تقديم أكثر من 500 عرض له وترجشع لأربع جوائز توني.
في عام 1981 أصدر أوليفيا أنجح ألبوم لها Physical الذي عزز صورتها في موسيقى الروك، وظل الألبوم لمدة 10 أسابيع في قائمة بيلبورد هوت 100. في عام 1982 أصدرت ألبوم Olivia's Greatest Hits وهو ألبوم مجمع فيه أفضل 40 أغنية فردية لها.
في عام 1983 لعبت دور البطولة في فيلم Two of a Kind مع جون ترافولتا وحقق الفيلم نجاحًا تجاريًا جيدًا، كما ترشحت أغنية الفيلم لجائزة غرامي.
في عام 1985 أصدرت ألبومها الثاني عشر Soul Kiss، وبعدها انقطعت عن الغناء لمدة 3 سنوات بعد ولادة ابنتها، لتعود في عام 1988 مع ألبوم The Rumour، وبعدها أصدرت ألبومها Warm and Tender الذي يتحدث عن الأمومة والأطفال.
إصابتها بالسرطان وأثره على فنها
في عام 1992 تم تشخيص أوليفيا نيوتن جون بمرض سرطان الثدي، مما أجبرها على إلغاء كل عملها بما في ذلك جولة عالمية كان من المقرر أن تقدمها، وبسبب مرضها أصبحت مهتمة بالكثير من القضايا الإنسانية.
فقد ألغت حفلها في اليابان احتجاجًا على صيد أسماك الدولفين هناك، كما أدت حفلات موسيقية لمنظمة اليونيسف، وأصبحت المتحدة الرسمي لاسم سندوق كوليت شودا البيئي التي توفيت بسبب ورز ويلمز.
أثر إصابتها أيضًا على نوعية الموسيقى التي سجلتها، ففي عام 1994 أصدرت ألبوم Gaia: One Woman's Journey التي كتبت كل أغانيه وحقق الألبوم نجاحًا كبيرًا، ثم ظهرت في الفيلم الموسيقي A Christmas Romance.
في عام 2005 أصدرت ألبوم Stronger Than Before، وفي العام التالي أصدرت ألبوم Grace and Gratitude.
في عام 2008 جمعت الأموال لبناء مركز للسرطان في ملبورن أستراليا، كما ظهرت في الدراما الوثائقية لسرطان الثدي 1 a Minute الذي صدر عام 2010، وضم الفيلم مشاهير وأشخاص آخرين نجوا من سرطان الثدي.
بداية من عام 2012 بدأت أوليفيا بتقديم جولات وحفلات موسيقية واستمرت في ذلك حتى عام 2022، كما ظهرت في العديد من البرامج التلفزيونية، وغنت في أكبر المسارح في العالم.
أصدرت أوليفيا آخر أغنياتها عام 2021 في شهر يناير وهي أغنية فردية بعنوان Window in the Wall أدتها مع ابنتها الوحيدة كلوي.