يعد حارس المرمى الألماني أوليفر كان واحد من أفضل حراس المرمى في تاريخ كرة القدم، وقد اشتهر بلقب "العملاق" بسبب طوله ومهاراته المذهلة في صد أصعب الكرات مما جعله حصن ألمانيا المنيع في العديد من البطولات الهامة، تعرف أكثر على مسيرته الكروية وأهم إنجازاته في هذا المقال.
من هو أوليفر كان؟
أوليفر رولف كان هو حارس مرمى ألماني سابق ولد في 15 يونيو عام 1969 في مدينة كارلسروه في ألمانيا الغربية، ويعد واحد من أعظم وأنجح اللاعبين الألمان في التاريخ الحديث، وأعظم حراس المرمى في تاريخ كرة القدم.
بدأ كان مسيرته الكروية في عام 1975 ولعب مع عدة أندية منها نادي بايرن ميونيخ واستمر فيه حتى نهاية مسيرته المهنية، بجانب مشواره المهم مع المنتخب الألماني الذي أكسبه العديد من الألقاب المهمة.
حصل كان على العديد من الجوائز خلال مسيرته الكروية، منها جائزة أفضل حارس مرمى أوروبي، وأفضل حارس مرمى من الاتحاد الدولي، وأفضل لاعب كرة قدم، كما حصل على الكرة الذهبية، وغيرها من الجوائز.
بعد اعتزال كرة القدم اتجه إلى التحليل الرياضي، كما أنه شغل منصب الرئيس التنفيذي لنادي بايرن ميونيخ من شهر يوليو عام 2021 حتى مايو عام 2023.
خلال مسيرته الكروية اشتهر أوليفر بخفة الحركة وردود فعله السريعة، والقدرة على السيطرة المحكمة على المنطقة التي يلعب فيها، فضلًا عن مهاراته القوية في صد أصعب الكرات.
كان لدى أوليفر قدرة كبير على التحميل وقوة عقلية ساعدته على تحمل ضغوطات الملعب. عرف أيضًا بغضبه الشديد وتصرفاته القيادية الغريبة خلال المباريات، وبسبب أسلوبه العدواني في الملعب حصل على لقب "الملك كان" و"العملاق".
حياته الشخصية وعلاقاته
ولد أوليفر كان في مدينة كارلسروه، وهو من أصول لاتفية، فقد ولد والده في مدينة ليباجا غرب لاتفيا، وقد لعب والده كرة القدم لفترة في نادي كارلسروه.
تزوج أوليفر عام 1999 من سيمون ولديه منها طفلان وهما كاتارينا ماريا ولدت عام 1998، وديفيد ولد عام 2003، وانفصل الزوجان في نفس العام الذي ولد فيه ابنه الثاني.
بعد الانفصال حظيت علاقته مع فيرينا كيرث اهتمام الصحف الألمانية والعالمية كذلك، واستمرت العلاقة من عام 2003 حتى عام 2008، لينفصل عنها ويعود إلى زوجته ولكنه ينفصل عنها مرة أخرى عام 2009.
في عام 2011 تزوج أوليفر للمرة الثانية من صديقته سيفينا في ميوينخ، ولديه منه ابن واحد ولد في عام 2011.
كم طول أوليفر كان؟
يبلغ طوله 1.88 سم.
بداية مسيرته الكروية
بدأ أوليفر كان مسيرته الكروية في سن مبكرة، حيث لعب كرة القدم وهو بعمر 6 سنوات والتحق إلى نادي كارلسروه، حيث مسقط رأسه، وهو نفس النادي الذي لعب فيه والده في الفترة من عام 1962 إلى عام 1965.
كان أوليفر ليتدرب كلاعب، ثم اتجه بعد ذلك إلى حراسة المرمى، وفي عام 1987 انضم إلى الفريق الأول في النادي، ولعب لفترة كحارس مرمى احتياطي، وفي نوفمبر من العام نفسه شارك في أول مباراة له والتي انتهت بهزيمة فريقه بأربعة أهداف.
رغم البداية غير الموفقة تمكن أوليفر أن يثبت موهبته كحارس مرمى قوي، وحصل على ثقة المدير الفني ليصبح حارسا أساسياً في الفريق، وقد ساعد النادي في التأهل إلى نصف نهائي كأس الاتحاد الأوروبي في موسم 1993- 1994.
مشواره مع بايرن ميونخ
بسبب أداء أوليفر كان المميز مع نادي كارلسروه تمكن من لفت أنظار الأندية الألمانية، وخاصة نادي بايرن ميونيخ للتوقيع مع الحارس الموهوب، وبالفعل تم التوقيع معه في بداية موسم 1994- 1995 مقابل رسوم قياسية بلغت 4.6 مليون مارك ألماني، أي 2.385 مليون يورو، وكان مبلغًا ضخمًا في ذلك الوقت.
تم اختيار أوليفر كحارس مرمى أساسي في الفريق، إلا أنه لم يكن محظوظًا في البداية، حيث أصيب بتمزق في الرباط الصليبي وابتعد عن الملاعب لمدة 6 أشهر تقريبا. بعد عودته إلى الملاعب فاز مع الفريق بنهائي كأس الاتحاد الأوروبي، وفي الموسم التالي حقق أول بطولة له مع النادي وهو كأس الدوري الألماني، كما حصل على لقب أفضل حارس مرمى ألماني للمرة الثانية في مسيرته.
في عام 1999 ساعد أوليفر فريقه في الوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، ولكن لم يحقق النادي الفوز، وقد فاز أوليفر بلقب أفضل حارس مرمى في العالم في هذا العام.
واصل أوليفر في تقديم مستوى لعب مميز مع النادي، إلا أنه موسم 2002- 2003 كان سيئًا بالنسبة له، فقد عانى من الإصابات وبعض المشكلات الشخصية التي أثرت على مستواه في الملعب، ولكن فاز النادي في هذا الموسم بالدوري الألماني.
كم كان عمر أوليفر كان عندما اعتزل؟
اعتزل أوليفر كان كرة القدم بعمر 39 عامًا، وكانت آخر مباراة له هي مباراة تكريمية ضم تشكيلة ألمانيا، وانتهت المباراة بالتعادل 1-1، أما آخر مباراة له مع بايرن كانت في شهر مايو في مباراة ودية أمام نادي موهون باغان الهندي خلال جولة بايرن الآسيوية، وقد حضر هذه المباراة 120 ألف شخص، وانتهت المباراة بفوز بايرن بثلاثية نظيفة.
بطولات أوليفر كان مع بايرن ميونيخ
امتدت مسيرة أوليفر كان الكروية 20 عامًا منها 14 عامًا مع نادي بايرن ميونخ، وخلال مشواره حصل على لقب ثاني أكبر عدد من الشباك النظيفة في تاريخ الدوري الألماني برصيد 204، فيما حل في المركز الأول مانويل نوير.
في عام 2007 لعب أوليفر مباراته رقم 535 في الدوري الألماني، ليصبح أكثر لاعب في الدوري الألماني يشارك في مباريات، وفي شهر مايو عام 2008 وصل إلى مباراته رقم 557 في الدوري الألماني الممتاز.
حقق أوليفر كان مع بايرن العديد من البطولات منها 8 ألقاب في الدوري الألماني، و6 ألقاب في بطولة كأس آسيا، و5 ألقاب في كأس رابطة الأندية الألمانية، كما حصل على لقب دوري أبطال أوروبا، وكأس السوبر الأوروبي، وكأس العالم للأندية. حصل أوليفر أيضًا على جائزة أفضل لاعب في ألمانيا 6 مرات.
ما هي الأندية التي لعب فيها أوليفر كان؟
لعب أوليفر كان مع نادي كارلسروه ونادي بايرن ميونيخ فقط.
أوليفر كان حارس ألمانيا
بدأت مسيرة أوليفر كان مع المنتخب الألماني عام 1994 في كأس العالم، حيث تم اختياره كلاعب احتياطي، وكانت أول مباراة دولية له في يونيو عام 1995 أمام سويسرا، وتعرض بعدها لإصابة حرمته من المشاركة مع المنتخب لمدة شهرين.
عاد أوليفر بعدها وشارك في بطولة كرة القدم الأوروبية، وفي بطولة كأس العالم 1998 ظل في دكة البدلاء، وبعد عامين شارك مع المنتخب في بطولة كرة القدم الأوروبية ولكن خسر المنتخب وخرج من دور المجموعات.
شارك أيضًا في كأس العالم 2002، كما شارك في بطولة كأس الأمم الأوروبية عام 2004، وبعد اختيار المدرب يورغن كلينسمان مدربًا للمنتخب تم استبعاد أوليفر من تشكيلة المنتخب واختار المدرب الحارس ينس ليمان بدلًا منه.
هل حقق أوليفر كان كأس العالم؟
لا، طوال مسيرته الكروية مع المنتخب شارك في 86 مباراة دولية، وكان قائدًا للفريق في 49 مباراة منها، ولكنه لم يفز بكأس العالم أبدًا، فيما احتل المنتخب المركز الثاني في كأس العالم 2002، والمركز الثالث في 2006.
أوليفر كان كأس العالم 2002
كان أداء أوليفر كان في كأس العالم 2002 مميزًا، فقد ساعد المنتخب في الوصول إلى النهائيات، وخلال البطولة تلقت شباكه 3 أهداف فقط. لعب أوليفر المباراة النهائية أمام البرازيل رغم إصابته بتمزق في أربطة إصبعه الأيمن، ولم يحقق المنتخب الفوز في هذه المباراة.
حصل أوليفر على جائزة ليف ياشين أفضل حارس مرمى في البطولة، كما حصل على الكرة الذهبية لأفضل أداء فردي، وهو حارس المرمى الوحيد في تاريخ كأس العالم الذي يفوز بالكرة الذهبية.
اكتسب أوليفر شعبية كبيرة في آسيا بعد مشاركته في كأس العلام 2002، التي أقيمت في كوريا واليابان، وقد أصبح نجمًا للعديد من الإعلانات التلفزيونية هناك.
مسيرته بعد الاعتزال
بعد اعتزال كرة القدم اتجه أوليفر كان إلى الظهور التلفزيوني، حيث تم اختياره ضمن لجنة تحكيم برنامج واقعي صيني يهدف للعثور على أفضل حراس المرمى في الصين عام 2009.
اتجه بعدها إلى التحليل الرياضي في قنوات SAT الألمانية، وفي عام 2021 تم اختياره في منصب الرئيس التنفيذي لبايرن ميونيخ خلفًا لكارل هاينز رومينيجه، ولكنه أقيل من هذا المنصب في مايو 2023.
اهتم أوليفر أيضًا بمسيرته كمدرب، في عام 2010 حصل على رخصة التدريب، كما درس إدارة الأعمال في جامعة شلوس سيبورخ كان، وحصل عام 2012 على درجة الماجستير في إدارة الأعمال، وكانت رسالته حول "الإدارة الاستراتيجية في كرة القدم الاحترافية في ألمانيا".
في عام 2009 عرض عليه منصب المدير التنفيذي لنادي شالكه ولكنه رفض، وقد أسس مؤسسة "سيب هيربيرجر"التي تروج لكرة القدم في النوادي والسجون، كما أنه أسس جمعية "جاسنت روكولا" التي تهدف إلى حماية الشباب من المخدرات والكحول.