أهمية الاعتماد على النفس في العمل.. كيف تصبح موثوقًا به

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 16 يوليو 2024
أهمية الاعتماد على النفس في العمل.. كيف تصبح موثوقًا به

تعود أهمية الاعتماد على النفس في العمل إلى حاجة الكثير من الأعمال إلى أشخاص قادرون على العمل وحدهم دون الحاجة على توجيههم في كل خطوة يخطونها، وقد يعثر أصحاب العمل على هؤلاء ممن تمكنوا من اكتناز الكثير من الخبرات التي تساعدهم على الاعتماد على النفس، ولكن هناك بعض العراقيل التي تجعل من الصعب الحصول عليهم ومنها حاجة الخبرة إلى سنوات لتتكون، لكن تعلم اكتساب مهارة الاعتماد على الذات يعني توفير الكثير من الانتظار من خلال التدرب واقتحام المخاطر وتحمل المسؤولية.

أهمية الاعتماد على النفس في العمل.. كيف تصبح موثوقًا به

ما هو الاعتماد على النفس الوظيفي؟

إذا أردت الاعتماد على نفسك في عمل ما، فهذا لا يعني أن تعمل بانطواء بعيدًا عن الآخرين أو أن ترفض مساعدتهم، ولكن أن تتحمل مسؤولية أفعالك في العمل وتكون الوحيد المسؤول عن النتائج النهائية لما تقدمه من قرارات، وذلك دون الإساءة إلى من حولك أو تهميش أدوارهم.

لا يعتمد هنا الموظف على أشخاص آخرين في المتابعة لسير العمل أو تقديم المساعدات إلا لو كان الأمر ضروريًا لا مفر منه، بالإضافة إلى الاستمرار دون النظر إلى الخلف لحين إتمام المهمة كاملة.

يكون الفرد المعتمد على ذاته أكثر قدرة على التحكم بمهامه والتركيز على التفاصيل، مثل الالتزام بالميزانية المالية الموضوعة أو عدم تخطي الحاجز الزمني لما يجب أن ينجزه.

أهمية الاعتماد على النفس في العمل.. كيف تصبح موثوقًا به

كيف تحصل على مهارات الاعتماد على النفس في العمل؟

غالبًا ما يعمل الفرد وهو معتمدًا على نفسه في جزء ولو بسيط من مهامه في العمل، لكن كيف تنمي تلك المهارة التي لا تجعلك معتمدًا على الآخرين أو بحاجة إلى إشراف مديرك المستمر؟

التنظيم

إذا أردت الحصول على الاعتماد على النفس، يجب أن تبدأ بتنظيم وقتك وجهدك وتوجيههما للمكان الصحيح، بالإضافة إلى ترتيب المهام نفسها التي ستقوم بها.

تشمل عملية الترتيب المكان الذي ستعمل به مع توفير الموارد الخاصة التي تنجز من خلالها المهمة، فكل تلك الأشياء لا تجعلك تتعرض للعوائق المتتالية في العمل ومن ثم طلب المساعدة والاستنجاد بالآخرين.

يساعد التنظيم على الحصول على وقت أطول للتفكير في الطرق التي تنفذ بها مشروعك أو مهمتك، والحصول على الجودة التي تفضلها.

يعمل التنظيم على منح الآخرين صورة ذهنية جيدة عنك وهي القدرة على السيطرة على الأمور.

المبادرة

يجب أن تكون أول من يبادر إلى العمل، طالما أن المهمة تخصك وحدك فلا تنتظر إشارة البدء من الآخرين، ولذلك يجب أن تتعلم طريقة التحكم في الوقت وتوجيهه إلى صالحك من خلال إدارته والتأكد من كفايته، لأن تلك الخطوة تجعل مبادرتك مبنية على أساس.

لا تقم بالتحمس للقيام بأعمال الآخرين لأن ذلك قد يؤدي إلى عرقلة سير العمل، فكل فرد عليه التركيز في المهام الموكلة إليه أولًا، لذلك كن مبادرًا فيما يخصك فقط.

يجب أن تكون على وعي كامل بوظيفتك والمطلوب منك، وهو ما سيتحدد بناء عليه ما يمكنك المبادرة به، وذلك الذي عليك الابتعاد عنه، وهذا لا يعني ألا تساعد الآخرين في المطلق، ولكن لا تحل محلهم.

أهمية الاعتماد على النفس في العمل.. كيف تصبح موثوقًا به

العثور على الحلول بمفردك

يجب أن تتفهم كافة التفاصيل الخاصة بالمشروعات التي تعمل عليها، ومن هنا سوف تتمكن من الاعتماد على النفس في العمل، حيث سيؤدي بك إلى السيطرة على الوضع والقدرة على التوصل لحلول المشكلات التي تواجهك وحدك دون الحاجة إلى الآخرين.

للعثور على الحلول وحدك، يجب أن تجري الدراسات والأبحاث المتقنة على العمل الذي تقوم به، وتبدأ في طرح بعض الاستفسارات والأسئلة مثل ما هي الأسباب المباشرة وغير المباشرة التي تؤثر على مهمتك والتي تسببت في المشكلة، وما هي أبسط الطرق وأكثرها تعقيدًا لحل الأمر.

لا يشير الاعتماد على النفس في العمل هنا إلى ضرورة الحصول على حل في الحال، ولكن مجرد المحاولة سيشير إلى هذا الاعتماد على الذات ويؤكد قدرتك على تحمل المسؤولية.

قبول التحديات

لا يعني اعتمادك على ذاتك في العمل التحكم فيها بشكل يقيدها، ولكن كن منفتحًا على التحديات والمخاطر ولا تتردد في القيام ببعض منها، ففي النهاية أنت من تتحمل نتائج أفعالك وحدك.

إذا كنت تمتلك مهارات إدارة العمل والقدرة على التنظيم، سوف تتمكن بالفعل من خوض الكثير من المغامرات بأمان، بل والفوز بنتائجها.

يجب أن تعلم أيضًا أن خوض التحديات يؤهلك إلى تحديات أكثر صعوبة في الأيام التالية والمهمات القادمة، وذلك مثل الإقدام على تنظيم الاجتماعات التي تدار بالعمل، ثم أخذ الخطوة لإدارتها بنفسك.

استحق ثقة الآخرين

يعتبر الاعتماد على النفس في العمل من أهم الصفات التي تبنى على الثقة، حيث لن تتمكن من القيام بالأمور وحدك إذا لم تحظى بثقة من حولك في قدرتك على القيام بالأمر.

لذلك يجب أن تلتزم بكلمتك وأفعالك أمام الآخرين خاصة في مواعيد تسليم المهام ودقة جودتها، فكل ذلك ببساطة يساعد الآخرين على الاطمئنان لك وعدم التدخل في شؤون عملك سواء بالإشراف أو المشاركة.

يمكنك رفع مكانتك أمام الآخرين بالتحدث عن إنجازاتك التي تمت في وقت محدد أو عن التطلعات المستقبلية التي ترغب في القيام بها والتطورات التي تسعى غليها.

تعلم الأشياء الجديدة

لا تعتمد على مهاراتك الحالية، بل اسعى للوصول إلى مهارات جديدة متعلقة بعملك، مما يجعلك تنمو بشكل إيجابي، فالشخص الذي لا يتعلم كل يوم لا يمكن الثقة في قدرته على مواصلة الاعتماد على النفس في العمل.

لا نريد هنا الضغط عليك بضرورة الالتحاق بأماكن بعينها والتزام الحضور، ولكن يمكنك التعلم أون لاين من الكثير من المصادر، أو التدرب على إدخال عادة إيجابية جديدة إلى حياتك.

كي تتعلم الأشياء الجديدة يجب أن تتمتع بالمرونة والقدرة على تقبل التغيرات التي تحدث في العمل، بالإضافة إلى مساعدة عقلك على تقبل فكرة النمو المستمر، والتأكيد على حاجتك إلى مهارات جديدة مهما أصبحت ماهرًا في عملك.

أهمية مهارات الاعتماد على الذات في العمل

إن الاعتماد على النفس في العمل من أكثر الصفات التي يبحث عنها أصحاب الأعمال الآن في الموظفين الذين لديهم، وهي من الصفات التي تؤدي إلى تطورك المهني السريع وتأخذ بيدك نحو اكتساب المزيد من الترقيات في العمل، لذلك إليك المزيد من مزايا اكتساب تلك المهارة.

  • يعمل الاعتماد على النفس في العمل على زيادة ثقة الفرد بنفسه، فيرى أنه قادرًا على تحمل المسؤوليات الكبرى بالكامل دون الحاجة إلى مساعدة الآخرين، وكذلك يصبح الفرد قادرًا على تحمل الصعاب ومبتعدًا عن التذمر.
  • احصل على المزيد من الاستقلالية كلما تعلمت أن تعتمد على ذاتك، وهي فرصة للخروج من عباءة الآخرين إلى مجالك الواسع لتقدم كل ما تقدر عليه وتنمي مهاراتك مع القدرة على تطوير العمل نفسه والعمل دون إشراف من الآخرين.
  • يزيد الاعتماد على الذات أيضًا من قدرة الفرد على خوض المخاطر وتحمل نتيجة أفعاله، وهو أمر جيد في صقل الشخصية وجعلها أكثر قدرة على رؤية الأخطاء قبل أن تحدث والتعلم منها إن حدثت بالفعل.
  • لا يمكنك تحقيق الكثير من النجاحات إذا لم تكن من الأفراد المقبلين على الاعتماد على أنفسهم، وكذلك يحصل الفرد على قدرات جديدة يكتشف وجودها بمجرد أن يبقى وحيدًا في مواجهة أعماله.
  • تساعد على الحصول على الترقيات المستمرة في العمل لأن الأشخاص الذين يعتمدون على أنفسهم قادرين على تولي سبل القيادة.
  • ترفع من مهاراتك الشخصية وقدرتك على حل المشكلات والوقوف على القرار الصحيح المتعلق بالمهمة الممنوحة لك كما ينمي قدرتك على الصبر والتحكم في الغضب.

كيفية تطوير مهارات الاعتماد على الذات في العمل

لتحقيق النجاح في مجال العمل والتطور المهني، من المهم أن يكون لدينا مهارات الاعتماد على الذات القوية. ولتطوير مهارات الاعتماد على الذات في العمل، يمكنك الاطلاع على النصائح التالية:

النظرة الإيجابية

إذا أردت التطور في الاعتماد على النفس، يجب أن تكون قادرًا على النظر بشكل تفاؤلي للمستقبل، وذلك عن طريق وضع النجاح نصب عينيك، فلن يفيدك التفكير السلبي في الوصول إلى أي خطوة، بل على العكس سيعرقل خطواتك القادمة ويحجمها.

تدفعك الأفكار الإيجابية إلى الوصول إلى الحلول الصحيحة دائمًا وتجعل روحك أكثر استقرارًا بعيدًا عن التوتر والقلق.

الممارسة والتدريب

لن تتمكن من معرفة قدرتك على تحمل الأمور وتوجيهها وحدك، إذا لم تتقن تدريب نفسك باستمرار على الاعتماد على الذات، لذلك قبل أن تبادر بطلب المساعدة أو الاستشارة يجب أن تفكر جيدًا في المعطيات التي أمامك وتعتمد على تنظيم الخيوط لحين الوصول إلى أكثر من رؤية حول الموضوع، ومن خلال تلك الرؤى تكون محطة انطلاقك.

يجب أن تستفيد كذلك من الخبرات التي لديك والتجارب السابقة الفاشلة قبل الناجحة، ثم الاطلاع على قصص مشابهة لما تمر به من مهام.

توسيع دائرة المعارف

لا يعني الاعتماد على النفس أن تنغلق على ذاتك، بل على العكس يجب أن توسع دائرة معارفك والتي ستساعدك على إتمام مهامك دون أن تشعر، فالعلاقات النامية في العمل وخارجه من سبل الوصول إلى بناء شخصية اجتماعية يعتمد عليها، كما تفتح لك الباب لاكتساب الكثير منن الخبرات الجديدة.

يمكنك اختبار ثقتك في ذاتك من خلال تبادل الأحاديث مع المدير أو مع أصدقائك في العمل حول مجال العمل وتطوراته، ويمكنك أيضًا طلب الاستشارة من المحيطين بك إن أردت والعمل بها إن كانت مناسبة لك.

تعلم التواصل الفعال

إذا أردت تطوير مهاراتك في الاعتماد على النفس، يجب أن تمتلك العصا السحرية التالية وهي القدرة على التواصل الفعال، فالجميع يتواصلون يوميًا ولكن دون جدوى لأنه تواصلًا غير فعالًا.

يمارس هذا النوع من التواصل على جانبين، حيث يكون الأول متعلقًا بالزملاء في العمل والثاني متعلقًا بالمديرين، وسواء على هذا الجانب أو الآخر يجب أن تعتمد على الاستماع إلى كافة الأفكار بشكل نشط لتحقق التواصل.

يأتي الاستماع النشط على شكل التركيز فيما يقوله الآخرين لك، ودعمهم في كلماتهم بالتأكيد على صحتها أو الانتظار إلى الانتهاء من الحديث ثم توجيه ملاحظاتك أو انتقاداتك البناءة بأسلوب منمق وغير جارح، فهذه الطريقة تجعل من المريح التعامل معك والاعتماد عليك في العمل.

يجب أن تهتم كذلك بتعبيرات وجهك ولغة الجسد خلال تعاملك مع الأمور لتحقيق أفضل تواصل ممكن.

إن الاعتماد على النفس في العمل هو الخطوة الأساسية التي تخلصك من قيود من حولك، فتتمكن من الإبداع والسيطرة على العمل وحدك، ثم القدرة على وضع نفسك في مكانة مميزة بين فريق العمل، فمن يتمكن من إدارة نفسه خرج الفريق، يمكنه تنفيذ المهام التعاونية بالقدر الصحيح.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة