أنس خطاب هو سياسي سوري يشغل حاليًا منصب وزير الداخلية في الحكومة السورية الجديدة، ويعتبر من الشخصيات البارزة في المشهد الأمني السوري، حيث تولى سابقًا رئاسة جهاز الاستخبارات العامة، في السطور التالية نسلط الضوء على مسيرته وقصة حياته.
من هو أنس خطاب؟
أنس حسن خطاب، والملقب بأبي أحمد حدود، هو سياسي سوري، يشغل حاليًا منصب وزير الداخلية في الحكومة السورية الجديدة، وكان مسؤول الأمن العام في إدلب وهيئة تحرير الشام، ولد في عام 1987 في مدينة جيرود بمحافظة ريف دمشق.
شهدت مسيرة أنس العديد من المحطات البارزة، خلال دراسته في الجامعة، اتجه إلى العراق للقتال ضد الاحتلال الأمريكي، وبعد عودته إلى سوريا عام 2012، انضم إلى جبهات سورية معارضة مختلفة، منها جبهة النصر.
مع تشكيل هيئة تحرير الشام، تولى خطاب منصب نائب القائد العام أحمد الشرع، ورئاسة جهاز الأمن العام في الهيئة، وقد لعب دورًا محوريًا في تفكيك الفصائل المنافسة وتعزيز سيطرة الهيئة على إدلب.
بعد سقوط نظام بشار الأسد، عُين أنس خطاب رئيسًا لجهاز الاستخبارات العامة في الحكومة الانتقالية المؤقتة، حيث عمل على إعادة هيكلة الجهاز وتعزيز التعاون مع الجهات الدولية لضمان استقرار البلاد.
وفي مارس 2025، تم تعيينه وزيرًا للداخلية في الحكومة السورية الانتقالية برئاسة الرئيس أحمد الشرع. يُعرف خطاب بحله للعمل خلف الكواليس، ولم تنشر له صور علنية حتى تعيينه في المناصب الحكومية.
دراسته
درس أنس خطاب الهندسة المعمارية في جامعة دمشق، ولكنه غادر الجامعة متجهًا إلى العراق للقتال ضد الاحتلال الأمريكي، ولم يكمل تعليمه.
محطات حياتية بارزة
شهدت مسيرة أنس خطاب تحولات حاسمة، ففي عام 2008، قرر ترك الجامعة والاتجاه إلى العراق من أجل الجهاد ضد الاحتلال الأمريكي. وقد جاءت مغادرته سوريا في وقت كانت فيه الاستخبارات السورية تكثف ملاحقاتها للخلايا الجهادية في القلمون الشرقي، حيث كان خطاب على صلة وثيقة ببعض عناصر هذه الخلايا، وهو ما جعله يبحث عن ملاذ جديد في ساحة القتال في العراق.
وفي العراق، اختار خطاب لنفسه الاسم الحركي "أبو أحمد حدود"، وانضم إلى عدة تنظيمات إسلامية، منها تنظيم التوحيد والجهاد، والذي كان يشرف عليه القيادي أبو مصعب الزرقاوي، أحد أبرز قادة التيار الجهادي المسلح.
اكتسب خطاب العديد من الخبرات العسكرية والأمنية والميدانية خلال تلك الفترة، وساعدته تلك الخبرات في صعوده داخل التنظيمات الجهادية في سوريا.
في عام 2012، ومع اشتداد الأزمة في سوريا، قرر خطاب العودة إلى بلاده، وشارك في جبهات القتال ضد النظام، وشارك في تأسيس جبهة النصرة، وسرعان ما أصبحت أحد أبرز الفصائل الجهادية في البلاد.
في عام 2013، وبفضل دوره البارز في التنظيم، تم تعيينه عضوًا في مجلس الشورى فيه، ثم تم تعيينه الأمير الإداري العام للجبهة، قبل أن يصبح مسؤولًا عن الأمن الشخصي لقائدها العام بعدما تم تغيير اسم التنظيم إلى جبهة فتح الشام.
وقد برز اسم خطاب بشكل أكبر بعدما تم إدراجه على قوائم الإرهاب الأمريكية عام 2012، وفي عام 2014، أدرجت الأمم المتحدة على قوائمها للإرهاب، وهو ما زاد من تعقيد وضعه داخل وخارج سوريا.
دوره في هيئة تحرير الشام
بعد تأسيس هيئة تحرير الشام على يد أبو محمد الجولاني، أو أحمد الشرع، تم اختيار أنس خطاب ليكون نائب الشرع الأول، وعضوًا في مجلس الشورى.
وقد برزت خبرات خطاب الاستخباراتية والعسكرية، لذا أسند إليه لاحقًا منصب مسؤول الجهاز الأمني وملف مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية، ولعب الخطاب دورًا مركزيًا في إدارة العمليات الاستخباراتية والأمنية داخل الهيئة.
ولم تقتصر مسؤولياته ونفوذه على الدور الأمني فحسب، بل أسس جهاز استخبارات خاص بهيئة تحرير الشام، وجهاز الأمن العام التابع لها في إدلب، وهو جهاز توسعت سلطاته بشكل لافت، وشمل فيما بعض جميع المناطق الخاضعة للهيئة.
كان للجهاز الاستخبارات الذي أسسه أن خطاب للهيئة دور مهم في تعزيز الأمن الداخلي في المناطق التي تسيطر عليها الهيئة، وبناء شبكات استخباراتية متطورة، وتنفيذ عمليات أمنية دقيقة ومحكمة.
في عام 2019، بدأ خطاب قيادة العميات الأمنية التي هدفها تفكيك الجماعات الجهادية المنافسة، والقضاء على خلايا تنظيم الدولة الإسلامية داخل إدلب، واعتمد في ذلك على تقارير واختراقات استخباراتية، فضلًا عن عمليات استباقية دقيقة.
وقد نجح جهاز الأمن العام، تحت قيادة أنس خطاب، في تنفيذ عشرات العمليات النوعية التي أدت إلى تصفية واعتقال شخصيات وقيادات بارزة داخل التنظيمات الجهادية، مما عزز من سيطرة هيئة تحرير الشام على المشهد الأمني في شمال غرب سوريا.
بسبب دوره الأمني البارز، أصبح خطاب شخصية محورية في المشهد العسكري والاستخباراتي السوري.
تعيينه رئيسًا للاستخبارات العامة
بعد سقوط نظام بشار الأسد، وسيطرت هيئة تحرير الشام على البلاد، وتولي أحمد الشرع الحكم، تم تعيين أنس خطاب رئيسًا لجهاز الاستخبارات العامة في البلاد في حكومة تصريف الأعمال السورية يوم 26 ديسمبر عام 2024.
![أنس خطاب.. من العمل الاستخباراتي إلى قيادة وزارة الداخلية]()
تعيينه وزيرًا للداخلية
في 30 مارس 2025، تم تعيين أنس خطاب في منصب وزير الداخلية في الحكومة السورية الجديدة تحت قيادة الرئيس أحمد الشرع. يتولى خطاب منصبًا حساسًا في الدولة، ويواجه العديد من التحديات والعقبات الصعبة، وأهمها إعادة تأهيل المؤسسة الأمنية في البلاد، والتي خضغت لسنوات لفكر نظام البعث.
يواجه خطاب كذلك تحديات تقديم الخدمات الأمنية العاجلة للمؤسسات المدنية التي لا تزال تعاني من تبعات فساد النظام السابق، كما تواجه الوازرة تحدي أصعب، ألا وهو ملاحقة فلول النظام السابق في عدد من المدن السورية، وذلك بعدما رفضوا الاندماج في الدولة الجديدة.
بعد توليه المنصب، قال أنس في خطاب تكليف بالوزارة: "سنسعى لبناء مؤسسات أمنية نقية تحفظ كرامة السوريين، وذلك بعد سنوات من ارتباط وزارة الداخلية بالبطش والظلم والضغيان في عهد انلظام البائد.
وأضاف: "ستسعى وزارة الداخلية على تطوير عمل الشؤون المدنية، وتفعيل أنظمة الأتمتة والتحول الرقمي. نحن نشهد ميلاد مرحلة جديدة، وستسعى هذه الحكومة إلى فتح آفاق جديدة في التعليم والصحة، ولن نسمح للفساد بالتسلل إلى مؤسساتنا".