شاركت النجمة المغربية أمينة رشيد في أكثر من 3500 تمثيلية ومسلسل إذاعي خلال مسيرتها الفنية فضلًا عن ما يزيد عن 60 عملًا مسرحيًا وعدد من الأفلام لتصبح بجدارة رائدة التمثيل في المغرب وسيدة التلفزيون المغربي، في السطور التالية تعرف على مسيرتها الفنية وحياتها.
من هي جميلة بنعمر؟
جميلة بن عمر هو الاسم الحقيقي للفنانة المغربية أمينة رشيد، التي ولدت في 11 أبريل عام 1936 وتعد من أبرز نجمات التمثيل في المغرب العربية وأهم الممثلات في التلفزيون والإذاعة والمسرح والسينما كذلك وتنتمي إلى جيل التأسيس وهي دعامة أساسية
قدمت السيدة أمينة العديد من الأعمال الدرامية بين التلفزيون والإذاعة زادت عن 3500 تمثيلية فضلًا عن عشرات الأفلام وعددًا من المسرحيات التي وصل عددها إلى 60 مسرحية.
في معظم أدوارها اشتهرت السيدة أمينة بتقديم دور السيدة المتسلطة وقد برعت في هذا الدور في السينما بشكل خاص، وقد قضت السيدة أمينة معظم حياتها في عالم الفن واستمرت تقدم أعمالًا فنية حتى بلوغها سن الثمانين عامًا.
نشأتها وتعليمها
نشأت الفنانة جميلة في أسرة فاسية عريقة، وهي تختلف بذلك عن غالبية النجمات اللاتي شكلن الرعيل الأول من مؤسسي السينما المرح واللاتي ينحدرن أغلبهن من طبقات متواضعة.
والد السيدة أمينة كان رجل أعمال ينحدر من أسرة بنعمر الرباطية المحافظة والعريقة، أما والدتها تنحدر من أسرة فاسية وهي ابنة قاضي القضاة في الرباط.
شكلت التربية المحافظة صعوبة على الفنانة أمينة في بدايتها لدخول مجال الفن، حيث كان والدها يحرم عليها الخروج من البيت دون مرافق أو دون اللباس التقليدي الذي سائدًا وقتها وهو النقاب.
أما عن دخولها مجال الفن، فقد صرحت الفنانة أمينة أن والدها لم يعترض على دخولها الإذاعة بشرط ان يكون هناك مرافق من أحد إخوتها، لتبدأ مسيرتها الفنية التي امتدت ل6 عقود قدمت فيهم أعمالًا خالدة.
مسيرتها الفنية
أحبت الفنانة أمينة رشيد الفن منذ طفولتها وأظهرت شغفها كبيرًا بالمسرح والتمثيل منذ سنوات مبكرة، وقد لعبت العديد من الأدوار في المسرحيات المدرسية.
في أوائل الستينيات بدأت الفنانة أمينة مسيرتها الفنية من مدينة الرباط وتحديدًا في المسرح والإذاعة الوطنية وكانت وقتها ابنة الأربعة عشر عامًا، حيث دخلت مقر الإذاعة برفقة مدرستها الفنانة حبيبة المذكوري للمشارة بصوتها في تمثيلية إذاعية.
وفي الإذاعة اكتشفت أمينة موهبتها الفنية، وتبنى موهبتها رئيس الفرقة المسرحية عبد الله شقرون الذي منحها دورا لإلقائه في مسرحية إذاعية بعنوان "خليهم في قهوتهم" وكان أول عمل مسرحي لها، ثم قدمت بعد ذلك برنامج "مشاكل وحلول" لتستمر في مسيرتها الفنية بين التلفزيون والسينما والمسرح والإذاعة.
خلال مسيرتها الفنية التي استمرت 60 عامًا تقريبًا قدمت الفنانة أمينة ما يزيد عن 3500 تمثيلية ومسلسل إذاعي و60 مسرحية وعددًا من الأفلام الناجحة.
أمينة رشيد في السينما
كانت انطلاقتها السينمائية في منتصف الخمسينيات، وتحديدًا عام 1955 من خلال فيلم "طبيب بالعافية" للمخرج الفرنسي هنري جاك ومقتبس عن نص مسرحي لموليير والفيلم إنتاج فرنسي مصري مغربي مشترك وتم تصويره في حدائق الوداية ودار السلام في الرباط.
شارك في هذا العمل مجموعة من النجوم من مصر والمغرب ومنهم كمال الشناوي وأميرة أمير ومحمد التابعي وحمادي عمور والبشير لعلج وعبد الرزاق حكم والعربي الدغمي وحمادي التونسي ونجوم آخرين.
شاركت النجمة أمينة بعدها في عدد من الأعمال السينمائية البارزة أهماه "البحث في زوج امرأتي" للمخرج عبد الرحمن التازي عام 1993، وفيلم "للا حبي" لنفس المخرج، ومنها حصلت على لقبها وعرض الفيلم عام 1996.
من أفلامها الناجحة أيضًا فيلم "مصير امرأة" مع المخرج حكيم نوري، وفيلم "الملح والسكر وما بغاتش تموت" لحكيم نوري، وفيلم "ملائة الشيطان"، و"القلوب المحترقة" وأفلام أخرى ناجحة.
وفي السينما اشتهرت النجمة أمينة رشيد بتقديم أدوار السيدة المتسلطة، كما شاركت في أدوار متنوعة في السينما عرفها الجمهور المغربي من خلالها.
من هو زوج أمينة رشيد؟
تزوجت الفنانة أمينة رشيد من الكاتب والإعلامي المغربي عبد الله شقرون وهو مكتشفها وعملت معه العديد من الأعمال المسرحية، وقد ألف زوجها عنها كتابًا عام 2011 بعنوان "أمينة رشيد ممثلة في الإذاعة والمسرح والتلفزيون والسينما". وقد توفي زوجها عام 2017 عن عمر 91 عامًا ودام زواجهما لأكثر من 60 عامًا.
زوج أمينة رشيد كاتب مسرحي بارز حصل على الإجازة في الأدب العربي وله دور بارز في المجال الفني في المغرب حيث أسس المسرح الإذاعي والتلفزي بالمغرب واكتشف عدد من المواهب الفنية، ومنهم زوجته أمينة.
وتقول السيدة أمينة عن زوجها: "هو أستاذي ولولاه لم أكل لأجلس معكم الله الفضل كله يعود إليه فهو من أرشدني ولقنني الدروس". أنجبت السيدة أمينة 3 أبناء من زوجها ولديها عدة أحفاد.
متى توفيت أمينة رشيد؟
رحلت عن عالمنا الفنانة أمينة رشيد في 26 أغسطس عام 2019 بعد صراع مع المرض عن عمر ناهز 83 عامًا، وبعد وفاتها نعاها عدد من كبار الفنانين والإعلاميين في المغرب، ومنهم الممثلة بشرى أهريش، والممثل رشيد الوالي.
وقد تم تنظيم جنازة مهيبة لها شارك فيها كبار المسؤولين والفنانين والأصدقاء، وقد دفنت الراحلة إلى جانب مقبرة زوجها في مقبرة الحرمة في ضواحي مدينة الدار البيضاء.
وعن وفاتها قال الفنان مسعود بوحسين إن وفاتها خسارة كبيرة للمشهد الفني الوطني، واعتبر الراحلة من الفنانات اللاتي دخلن مجال التمثيل في وقت كان وجود النساء في هذا المجال أمرًا صعبًا.
وقد بعث الملك محمد السادي برقية تعازي لأسرة الفانة الراحلة، وأعرب عن أحر تعازيه وأصدق مشاعر مواساته لأهل الفقيدة وأصدقائها.
وقال الملك في البرقية: "إننا لنستحضر في هذا الظرف الأليم، الخصال الفاضلة التي كانت تتحلى بها الفقيدة الكبيرة، كإنسانة وكفنانة. وستظل رحمها الله، خالدة في الذاكرة المغربية، باعتبارها من الفنانين الرواد، وعلما من أعلام المسرح والسينما والتلفزيون، لما قدمته طوال مسيرتها الفنية والإبداعية الحافلة بالعطاء، من أعمال خالدة، نالت كل الإعجاب والتقدير، فضلا عما كانت معروفة به من غيرة وطنية صادقة، وولاء وإخلاص للعرش العلوي المجيد".