أمير تاج السر.. الحكواتي ساحر الكلمات وعالم الأساطير

يعد الروائي السوداني أمير تاج السر واحد من أبرز الروائيين السودانيين المعاصرين، حيث يتميز أسلوبه السردي بالقدرة على مزج الواقع بالخيال والحاضر بالماضي، ويخلق عالمًا أدبيًا غنيًا بالتفاصيل والرموز، ويصور لنا بكلماته لوحات حياة من الحياة السودانية، ويغوص في أعماق النفس البشرية، وفي السطور التالية نلقي الضوء على أهم أعماله.

من هو أمير تاج السر؟

هو طبيب وروائي وشاعر سوداني، ولد في عام 1960 في شمال السودان، ويعد من أبرز الكتاب السودانيين في الأدب العربي المعاصر، وبدأ مسيرته الأدبية بكتابة الشعر، ثم انتقل لاحقًا إلى عالم الرواية.

بدأ تاج السر مسيرته الأدبية منذ الثمانينات، وكتب خلال مسيرته العديد من الأعمال الأدبية التي لاقت اهتمامًا واسعًا في العالم العربي، وقد تميزت أعماله بقدرتها على المزج بين الواقع والخيال، وكان من أفضل المعبرين عن المجتمع السوداني وقضايا بطريقة فريدة.

حصل أمير تاج السر خلال حياته على العديد من الجوائز الأدبية المرموقة، ومنها جائزة كتارا للرواية العربية، كما رشحت بعض روايات لجوائز أخرى منها جوائز البوكر العربية. بالإضافة إلى عمله ككتاب، فهو أيضًا طبيب، وقد تطرق في مؤلفاته إلى مواضيع طبية وصحية بناء على تجربته المهنية.

نشأته وتعليمه

ولد الروائي السوداني أمير تاج السر في شمال السودان عام 1960، وقد درس فيها حتى المرحلة الثانوية، ثم سافر إلى مصر، والتحق بكلية الطب في جامعة طنطا، وتخرج فيها عام 1984.

بدأت رحلته مع القراءة والكتابة في سن مبكرة، فقد بدأت رحلته مع القراءة بعدما نسي أحد زوار المنزل كتابًا للمنفلوطي، فقضى وقته في قراءة الكتاب، لتبدأ بعدها قصة حب للقراءة والتأليف.

نشأ تاج السر بين عدة مدن سودانية بحكم عمل والده، فنشأ في بورتسودان، والخرطوم والأبيض، وكانت تنقلاته بين القرى والمدن شديدة التأثير عليه، كما كانت العديد من شخصيات رواياته المستقبلية مستلهمة من شخصيات ووقائع عاشها في طفولته. الكاتب أمير تاج السر تربطه صلة قرابة بالأديب السوداني المشهور الطيب صالح.

بداية قصته مع الكتابة

بدأت قصة تاج السر مع الكتابة منذ تعلمه القراءة والكتابة، وكان في البداية يكتب الشعر مثل القصائد العامية والأغنيات، وقد كان عددًا من المغنيين المعروفين محليًا يرددون بعضًا من أشعاره.

استمرت هواية كتابة الشعر مع أمير تاج السر حتى الجامعة في مصر، وهناك التقى بعدد من الكتاب والشعراء والمثقفين المصريين، وبدأ في كتابة الشعر الحديث، كما بدأ بالعمل في الصحافة، فنشر مقالات في الصحف والمجلات المصرية والعربي.

ومن ضمن الصحف والمجلات التي كتب فيها تاج السر صحف "إبداع"، و"المجلة"، و"القاهرة"، و"الشرق الأوسط"، وغيرها.

ومن الشخصيات الأدبية التي جمعته بهم صداقة في تلك الفترة الشاعر محمد سليمان، والشاعر عبد المنعم رمضان، والقاص سعيد الكفراوي وغيرهم، وطوال تلك الفترة كانت يكتب الشعر.

كانت نقطة تحوله من الشعر إلى الرواية بفضل الروائي عبد الحكيم قاسم، الذي كان معجبًا بأشعار تاج السر كثيرًا، ونصحه في الاتجاه إلى الرواية؛ لأن أشعاره مليئة بالحكايات، وبالفعل أخذ تاجر السر بهذه النصحية، وبدأ في كتابة الروايات في آخر سنة دراسية له عام 1987.

من أين تخرج أمير تاج السر؟

درس الكاتب أمير تاج السر في كلية الطب في جامعة طنطا، وتخرج فيها عام 1987. بعد التخرج عاد إلى السودان، وعمل في مهنة الطب لسنوات، وقد تنقل بين عدة مدن من أجل العمل، وانقطع عن الكتابة لفترة، ثم سافر إلى قطر عام 1993 وهناك واصل الكتابة بجانب ممارسة مهنة الطب كطبيب باطني في العاصمة القطرية الدوحة.

زوجته وحياته الشخصية

الكاتب أمير تاج السر متزوج من سيدة اسمها سوسن إبراهيم، وقد ذكر أن زوجته تدعمه بشكل كبير في عملية الكتابة، كما أنها تقدر انشغاله بالعمل، وخاصة أنه يجمع بين مهنة الكتابة والطب.

كتب أمير تاج السر

أصدر الكاتب أمير تاج السر أول رواية له وهي رواية "كرمكول"، ورغم أنها أول تجربة روائية له، ولكنها كانت رواية ناضجة، وواصل بعدها خطوات جادة في الكتابة، حتى توصل لطريقته في الكتابة المعروفة حاليًا.

ورغم أن الرواية كانت قصيرة، ولكنها أحدثت أصداءً جيدة في القاهرة، وهو ما شجعه لمواصلة الكتابة. في عام 1996، وبعد انقطاع لسنوات من الكتابة، أصدر روايته الثانية "سماء بلون الياقوت"، والرواية مستوحاة من بيئة شمال السودان التي عاش فيها.

تلا بعد ذلك كتابة العديد من الروايات الناجحة، ومنها "نار الزغاريد"، و"مرايا ساحلية"، وهي رواية أحدثت نقلة نوعية ف يمسيرته ككاتب، وتجربته الروائية، وفيها تحدث عن سيرة منطقة بورتسودان التي نشأ فيها.

كتب تاج السر "سيرة الوجع"، وكانت عبارة عن مقالات نشرت في جريدة الوطن القطرية، وهي عبارة عن مذكرات متنوعة من البلدات التي عمل فيها. كتب كذلك "صيد الحضرمية"، و"عيون المهاجر".

من أشهر روايات أمير تاج السر، والتي حققت له شعبية عربية رواية "مهر الصياح" وهي رواية ذات طابع تاريخية، وترجمت إلى عدة لغات، ثم تلتها عدة روايات ناجحة، منها "زحف النمل"، و"صائد اليرقات"، و"إيبولا 76"، و"أرض السودان".

من رواية أمير تاج السر الأخرى "طقس"، و"منتجع الساحرات"، و"زهور تأكلها النار "، و"سيرة الجرح"، و"اشتهاء"، و"رعشات الجنوب"، و"تعاطف"، و"تحت ظل الكتابة"، و"شمشون وتفاحة"، و"غضب وكنداكات"، و"حارس السور"، و"حراس الحزن"، و"فوتوغرافي: غليان الصور".

رواية أمير تاج السر قلم زينب

تعد رواية "قلم زينب" للكاتب السوداني أمير تاج السر من الروايات التي لاقت اهتمامًا عربيًا كبيرًا، وهي رواية أشبه بالسيرة الذاتية لتاج السر خلال فترة عمله كطبيب في السودان.

أسلوبه في الكتابة

اعتبر العديد من النقاد أن أسلوب كتابة أمير تاج السر يندرج ضمن الواقعية السحرية، ولكنه لا يحب هذا التصنيف، ويفضل أن يسمي أسلوبه في الكتابة تحت بند "الواقعية الغرائبية"، وذلك لأنه دائمًا يستخدم شخصيات واقعية في رواياته، ويقدم فكرة شاملة عن الثقافات المتعددة في السودان، كما أنه تحدث عن تاريخ السودان وحاضره، وكل ذلك في عالم لغوي مليء بالخيال والصور.

جوائز وتكريمات

حصل الكاتب أمير تاج السر على عدة جوائز خلال مسيرته الأدبية، ومنها جائزة الشيخ زايد للكتاب في دورته العاشرة عن رواية "طقس"، كما حصلت روايته "366" على جائزة كتارا للرواية العربية لعام 2015.

وصلت روايته "زهور تأكلها النار" إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية في عام 2018.