محامية شهيرة وكاتبة وناشطة في مجال حقوق الإنسان اكتسبت شهرتها لدى الجمهور عندما تزوجت من نجم هوليوود جورج كلوني، ولكن في الحقيقة فإن مكانتها تأتي من عملها الخاص ودورها البارز في القضايا التي تولتها وليس فقط زوجها النجم السينمائي، إنها المحامية الدولية أمل علم الدين.
ولدت علم الدين في لبنان وهاجرت مع عائلتها إلى لندن ودرست القانون وتخصصت في القانون الدولي وتولت الدفاع عن عدد من المشاهير حول العالم منهم جوليان أسانج مؤسس موقع ويكيليكس، ويوليا تيموشينكو رئيسة الوزراء الأوكرانية السابقة، كما حصلت على عدد من الجوائز الدولية المرموقة لدورها في القضايا الإنسانية. مسيرتها وأبرز المعلومات عن حياتها في السطور التالية..
ولدت أمل رمزي علم الدين يوم 3 فبراير من عام 1978 في العاصمة اللبنانية بيروت، وهاجرت عائلتها إلى إنجلترا في الثمانينيات من القرن الماضي بسبب الحرب الأهلية اللبنانية لتعيش العائلة في غررردس كراس، باكينجهامشير.
والدها هو رمزي علم الدين الحاصل على ماجستير إدارة الأعمال من الجامعة الأمريكية في بيروت وصاحب وكالة كوميت للسياحة، والذي عاد إلى لبنان في عام 1991، ووالدتها هي بارعة مكناس ويرجع أصلها إلى طرابلس بشمال لبنان، وعملت كصحفية في جريدة الحياة وتعد أحد مؤسسي شركة العلاقات العامة "خبراء الاتصالات الدولية" للعلاقات العامة.
التحقت علم الدين بمدرسة شالونر الثانوية في منطقة ليتل تشلفنت "باكينجهامشير"، واستكملت دراستها في كلية سانت هيو بجامعة أكسفورد حيث حصلت على منحة، وحصلت أيضا على جائزة "شريغلي" التي تمنح للمتفوقين في مجال الدراسات القانونية.
وتخرجت علم الدين في عام 2000 من كلية سانت هيو وحصلت على البكالوريوس في علم القانون، وفي العام التالي التحقت بكلية الحقوق في جامعة نيويورك لدراسة ماجستير القانون، وعملت كاتبة قضائية في إطار برنامج الكتابة القضائية في محكمة العدل الدولية.
وحصلت علم الدين على جائزة "كاتز جي جاك" التذكارية لتفوقها في قانون الإعلام، وعملت خلال دراستها في جامعة نيويورك، كاتبة قضائية في محكمة الاستئناف في الولايات المتحدة.
في عام 2004 استكملت علم الدين عملها في الكتابة القضائية ومعاونة القضاة في محكمة العدل الدولية، حيث عاونت القاضي فلادن س.فيريشيتين من روسيا ونبيل العربي من مصر وفرانكلين بيرمان من المملكة المتحدة، كما عملت في مكتب المدعي العام في المحكمة الخاصة بلبنان والمحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة.
وبعد 6 سنوات عادت علم الدين إلى لندن وعملت محامية دفاع في "دوتي ستريت تشامبرز - نقابة محامين إنجلترا وويلز"، وفي عام 2013 تم تعيينها في عدد من لجان منظمة الأمم المتحدة، كما كانت مستشارة في الشأن السوري لموفد الأمم المتحدة والجامعة العربية في سوريا والأمين العام السابع للأمم المتحدة كوفي أنان.
وعملت أيضا كمستشارة قانونية لمقرر الأمم المتحدة لتعزيز وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية في سياق مكافحة الإرهاب بن إيمرسون في التحقيق حول استخدام الطائرات المسلحة بدون طيار في عمليات مكافحة الإرهاب عام 2013.
تولت علم الدين عددا من أشهر القضايا على الساحة الدولية منها تمثيل الحكومة الكمبودية في قضية تتعلق بملكية أراض مع تايلاند بمحكمة العدل الدولية في لاهاي، وقضية رئيس المخابرات الليبي الأسبق عبد الله السنوسي، ورئيسة الوزراء الأوكرانية يوليا تيموشينكو.
كما شاركت المحامية اللبنانية الشهيرة عام 2014 في إعادة تجميع مجموعة تماثيل إلجين الرخامية اليونانية قديمة لصالح الحكومة اليونانية، حيث كانت التماثيل جزءاً من مجموعة المتحف البريطاني منذ عام 1816.
وفي العام التالي عملت في القضية التي أعيد فتحها عن طريق الحكومة الإيرلندية ضد السياسات التي استخدمها رئيس الوزراء البريطاني إدوارد هيث "1970–1974" في عملية ديمتريوس التي شملت أساليب استجواب غير قانونية المعروفة باسم الخمس تقنيات، حيث مثلت سكان جزر تشاغوس الذين تم ترحيلهم عن جزيرتهم دييغو غارسيا عام 1971 عن طريق الحكومة البريطانية لإنشاء قاعدة عسكرية أمريكية.
كما تحدثت علم الدين في سبتمبر 2016 أمام مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة لاتخاذ إجراء قانوني ضد زعماء تنظيم "داعش"، حيث تحدثت عن الإبادة الجماعية والاغتصاب والاتجار في البشر.
وبجانب العمل في المحاماة قامت علم الدين بالعمل كعضوة زائرة بهيئة تدريس معهد حقوق الإنسان بكلية الحقوق في جامعة كولومبيا خلال عامي 2015 و2016، وأستاذًا مساعدًا في دورة عن حقوق الإنسان، كما ألقت محاضرات عن القانون الجنائي الدولي في مدرسة الحقوق بمدرسة الدراسات الشرقية والأفريقية في لندن، وجامعة ذا نيو سكول بنيويورك، وأكاديمية لاهاي للقانون الدولي، وجامعة ولاية كارولينا الشمالية.
ووفي العام الماضي اختارتها مجلة "تايم" الأمريكية الشهيرة من بين 12 امرأة حصلن على لقب "امرأة العام" لعام 2022، وقالت المجلة إنه تم تكريم علم الدين بسبب عملها مع ضحايا تنظيم "داعش" الإيزيديين في العراق.
وقالت المجلة عن المحامية اللبنانية إنها قوية ولا تتراجع عن قضاياها وتدافع عن النساء اللواتي وقعن ضحايا الفظائع الجماعية وتسعى دائماً إلى تحقيق العدالة، فيما قالت علم الدين إنها تعمل كمحامية لحقوق الإنسان، ويرجع جزء من ذلك إلى توأمها البالغ 4 أعوام، ألكساندر وإيلا من زوجها جورج كلوني، حيث قالت: "أريد منحهما إجابة جيدة عندما يسألانني عما كنت أفعله".
كانت علم الدين تعيش حياة هادئة بعيدا عن وسائل الإعلام المهتمة بالمشاهير حتى التقت في عام 2013 بنجم هوليوود جورج كلوني، وأعلنا خطبتهما في شهر أبريل من عام 2014 لتصبح خطيبة أشهر عازب في هوليوود.
وفي أغسطس من عام 2014 حصلت أمل وكلوني على تراخيص الزواج في الحي الملكي كينسينغتون وتشيلسي في لندن، وتزوجا رسميا في سبتمبر من نفس العام، وفي يونيو من عام 2017 أنجبت علم الدين توأمين هما طفل يدعى ألكساندر وطفلة تدعى إيلا.
وطالب كلوني وسائل الإعلام بعدم نشر صور توأمه لتجنب تعرضهم للخطر، وقال: "زوجتي تعمل محامية في الدفاع عن حقوق الإنسان ما قد يجعلها عرضة لأشخاص خطرين كما قد يجعل طفليهما هدفا لهؤلاء".
وأضاف: "عمل زوجتي يجعلها تواجه منظمات إرهابية ونحن نتخذ كل الاحتياطات الممكنة لنحافظ على أمن عائلتنا، ولكن لا يمكن حماية طفلينا إذا ما نشرت أي وسيلة إعلامية صورتهم على الصفحة الأولى".
وولدت أمل كلوني لعائلة مسلمة درزية وتجيد 3 لغات هي العربية والإنجليزية والفرنسية، وتشير التقديرات إلى أن ثروتها الشخصية تتجاوز 10 ملايين دولار وفقا لتقديرات صحفية في عام 2016.
وفي عام 2019 أصدرت مجلة Sunday Times قائمة الأغنياء "Rich List" وذكرت أن جورج كلوني وزوجته أمل علم الدين يمتلكان ثروة مشتركة تصل 350 مليون دولار.