ارتبط صوت النجمة أمل حويجة بذاكرة جيل كامل، فصوتها المميز في الرسوم المتحركة التي شاركت فيها جعلها أيقونة للدبلجة في سوريا، وقدمت العديد من الشخصيات الكرتونية التي لا تُنسى، وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من طفولة الكثيرين، تعرف على مسيرتها الفنية وحياتها.
من هي أمل حويجة؟
هي ممثلة ومدبلجة سورية، ولدت في 3 مايو عام 1970 في مدينة السلمية في محافظة حماة في سوريا، وقد اشتهرت بشكل خاص بأدائها أدوار الدبلجة في مسلسلات الرسوم المتحركة.
بدأت أمل مسيرتها الفنية في الثمانينات، وتميزت بصوتها القوي والمؤثر، وهو ما جعلها تؤدي أدوار البطولة في العديد من المسلسلات الكرتونية التي أحبها الأطفال في الوطن العربي.
اشتهرت أمل بشكل خاص بتقديم صوت "ماجد" في النسخة العربية من الكارتون الياباني الشهير "كابتن ماجد" الذي يحكي قصة لاعب كرة قدم طموح. اشتهرت أيضًا بتقديم دور "ليدي أوسكار" في مسلسل "ريمي"، وهي من المسلسلات التي تركت أثرًا كبيرًا على جيل من المشاهدين. قدمت أمل أيضًا صوت "ماوكلي"، وصوت "جورجي".
إلى جانب الدبلجة، عملت أمل حويجة في المسرح والتلفزيون، وقدمت عددًا من الأعمال التلفزيونية والمسرحية، إلا أن شهرتها الأكبر في الوطن العربي كانت بفضل الأعمال المدبلجة.
كان صوت أمل جزء من ذكريات الطفولة لعدة أجيال، وهو ما جعلها أيقونة الدبلجة في الوطن العربية، وتحظى بشعبية كبيرة في الوطن العربي.
مسيرتها الفنية
أحبت أمل حويجة المسرح والتمثيل منذ صغرها، لذا سافرت إلى دمشق، والتحقت بمعهد الفنون المسرحية في دمشق، وتخرجت فيه، لتشارك بعد التخرج في العديد من الأعمال المسرحية التي وصل عددها إلى أكثر من 25 عرضاً مسرحياً.
خلال هذه الفترة عملت أمل مع عدد من المخرجين السوريين، ومنهم نادر قاسم، وفواز الساجر، ومانويل جيجي، ومنصور السلطي، وقد شاركت بشكل خاص في مسرحيات مخصصة للأطفال، لذا كان غالبية جمهورها من الأطفال، ومن المسرحيات التي شاركت فيها "سندريلا"، و"سنووايت"، "بدور والأقزام السبعة".
كما شاركت في مسرحيات أخرى للكبار، منها "روميو وجانيت"، و"الخادمات"، و"سكان الكهف"ن و"ماريانا بينيدا"، وغيرها. شاركت كذلك في مسلسلات تلفزيونية، منها مسلسل "دائرة النار" عام 1988 مع المخرج هيثم حقي.
من أعمالها الأخرى في التلفزيون مسلسل "لحن الحياة" من تأليف أيمن بكيراتي، عام 1991، كما شاركت في "طرابيش" مع المخرج طلحة حمدي، ومسلسل "الدخيلة" مع المخرج أسعد عيد، ومسلسل "أشياء تشبه الفرح". شاركت أيضًا في مسلسل "خفايا الليل"، و"أساطير في قادم الزمان".
عملها في مجلة ماجد الإماراتية
في عام 2009، انتقلت أمل حويجة إلى الإمارات، وهناك شكلت فرقة مسرحية، كما بدأت بالكتابة في مجلة ماد الإماراتية، وفيها نشرت العديد من القصص المخصصة للأطفال.
وبجانب العمل في المجلة، فهي تكتب العديد من العروض المسرحية والقصص القصيرة المخصصة للأطفال.
أعمال أمل حويجة في الدوبلاج
عملت الفنانة أمل حويجة في مجال الدوبلاج لأكثر من 30 عامًا، حققت فيها نجاحًا كبيرًا، وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من ذكريات الطفولة. كانت البداية منذ عام 1979، حيث شاركت في مسلسل الرسوم المتحركة "عبقور"، وقدمت فيه دور مازن.
عملت كذلك في مسلسل "حراس الغابة"، وبعدها شاركت في مسلسل "في جعبتي حكاية"، وقدمت فيه أدوار مختلفة مثل حكايات الأمير الضفدع، وسنو وايت وحكايات أخرى.
قدمت أمل حويجة ماوكلي فتى الأدغال، وهو واحد من أشهر أدوارها على الإطلاق، كما قدمت مسلسل "الوميض الأزرق". في عام 1990 شاركت في مسلسل "مغامرات روبن هود، و"سوبر ماريو".
قدمت أمل حويجة كابتن ماجد، وحققت بسببه شهرة واسعة، كما قدمت "الصياد الصغير"، و"فلة والأقزام السبعة"، و"سيمبا- الأسد الملك"، و"المحقق كونان"، و"القناص"، وهو آخر أعمالها في الدوبلاج.
وبجانب الدوبلاج، فقد شاركت في إخراج عدد من الرسوم المتحركة، منها "في جعبتي حكاية"، و"مدرسة الكونغ فو"، و"الصياد الصغير".
أمل حويجة مع إسعاد يونس
في عام 2018، حلت الفنانة أمل حويجة ضيفة في برنامج "صاحبة السعادة" على قناة CBC، من تقديم الفنانة إسعاد يونس، وفي البرنامج تم تسليط الضوء على مسيرتها الفنية في الدوبلاج، وأهم الأدوار التي قدمتها خلال حياتها.
وخلال البرنامج، قدمت أمل مشهدًا من مسلسل "ماوكلي" التي سبقت أن لعبت دوره منذ سنوات، وقالت كلمات مؤثرة في هذا المشهد، عبرت فيها عن تضامنها مع أطفال سوريا، ولكن بشخصية "ماوكلي"، إلا أن هذا المشهد قوبل بسخرية من بعض الأشخاص على منصات التواصل الاجتماعي، كما تعرضت لسخرية في برنامج عرض على قناة تونسية.
وقد ردت حويجة على هذه السخرية عبر حسابها على فيسبوك، وقالت: "آسفة لا وقت لدي أنا مشغولة بالعرض هناك ما هو أهم"، وأضافت: "برنامج يبث من بلد تعودنا محبة مسرحه وسينماه، صفقنا لثورته، أن يرمينا الآن بسكاكينه".
تأثير الشخصيات على أمل حويجة
وقد تحدثت الفنانة أمل حويجة في تصريحات صحفية عن تأثير الشخصيات التي أدت صوتها على حياتها وشخصياتها. تعلقت حويجة بشكل خاص بشخصية "ماوكلي" التي جسدتها لسنوات، ولا تزال هذه الشخصية عالقة في مخيلتها حتى الآن.
تقول حويجة بأنها شخصية حذرة وتخاف كثيرًا، وهذا عكس الشخصيات التي قدمتها، فهي شخصيات شجاعة ولا تخاف، لذا فقد اكتسبت بعض الشجاعة من الشخصيات التي قدمتها.
قدمت حويجة شخصية "الصياد الصغير" الذي واجه بمفرده صعوبات البحر، وبعد تقديم هذه الشخصية قررت تعلم السباحة في سن الـ30، رغم أنها كانت تخاف من السباحة لسنوات.
تعلمت حويجة المثل العليا والقيم من شخصية "كابتن ماجد"، وهي الشخصية التي ترددت على تقدميها في البداية، خصوصًا لأنها لا تفهم شيئًا في كرة القدم، إلا أنها فيما بعد تبنته قيمه الإنسانية والورحانية.
لم تكن أمل حويجة مجرد ممثلة أو مدبلجة أصوات الكارتون، بل كانت فنانة استطاعت أن تبني جسرًا قويًا بينها وبين جمهورها، واستطاعت بأدائها العاطفي وقدرتها على تجسيد المشاعر أن تصل إلى قلوب المشاهدين من جميع الأعمار.