تعد المخرجة الإماراتية أمل العقروبي من الأصوات السينمائية البارزة في الإمارات، فقد عرفت بأعمالها الوثائقية التي تسلط الضوء على قضايا إنسانية ومجتمعية بأسلوب إبداعي، ونجحت في دمج القصص الشخصية مع القضايا العالمية، وهو ما جعل أفلامها تعرض في مهرجانات دولية، وتعرف العالم أكثر بالسينما الإماراتية، في السطور التالية تعرف على مسيرتها الفنية وأهم أعمالها.
من هي أمل العقروبي؟
هي مخرجة ومنتجة إماراتية، ولدت في الإمارات العربية المتحدة، ونشأت في بيئة ثقافية غنية، ورغم دراستها الطب، إلا أنها دخلت مجال السينما، وطورت شغفها بالسينما، وبدأت في استكشاف الوسائل البصرية لسرد القصص.
أطلقت العقروبي شركة للإنتاج الفني، وركزت في أعمالها على الأفلام الوثائقية التي تعكس قضايا إنسانية ومجتمعية حساسة، وهو ما جعلها تتميز في السينما الإماراتية.
تميزت أمل العقروبي بقدرتها على دمج العناصر الثقافية الإماراتية مع قضايا عالمية، وهو ما جعلها أفلامها مزيجًا من الهوية المحلية والتواصل الإنساني العالمية، لتخلق تجربة سينمائية فريدة.
عرضت العديد من أفلام أمل في مهرجانات سينمائية محلية وعالمية، ومنها مهرجان دبي السينمائي، ومهرجان لندن، ومهرجانات أخرى.
درست الطب لتحقيق حلم العائلة
ولدت المخرجة أمل العقروبي لأم إماراتي وأم سورية، وقد درست الطب تنفيذًا لرغبة والديها في أن تصبح طبيبة العائلة، حيث حصلت على درجة البكالوريوس في العلوم الطبية الحيوية ن جامعة دورهام، ثم واصلت دراستها العليا، وحصلت على درجة الماجستير في العلوم العصبية من كلية لندن الجامعية.
بداية تجربتها السينمائية
رغم تفوق أمل العقروبي الدراسي، وعملها في مجال الطب لمدة عامين في أحد المستشفيات في الإمارات، إلا أنها قررت تحقيق حلمها وشغفها في مجال السينما بداية من عام 2009، حيث حصلت على دورة تدريبية في إحدى شركات الأفلام في أبوظبي.
سافرت أمل بعدها إلى مهرجان برلين، وتعرفت على مجال السينما بشكل أوسع، وتعمقت أكثر في مجال السينما المستقلة التي برعت فيها فيما بعد.
أفلام أمل العقروبي
وبعد سنوات من الدراسة والتعلم، أخرجت أمل العقروبي أول فيلم سينمائي لها، وهو فيلم وثائقي بعنوان "نصف إماراتي" والذي عرض في مهرجان دبي السينمائي في قسم الأفلام المحلية عام 2012، كما عرض في مهرجان الخليج السينمائي.
ناقشت أمل في هذا الفيلم تجربة شخصية، كونها من أب إماراتي وأم سورية، حيث عرضت قضية تعدد ثقافات الأبناء في المجتمع، من خلال قصة خمسة شباب أمهاتهم من جنسيات مختلفة. سلطت أمل في فيلمها الضوء على نظرة المجتمع للشخصيات متعددة الثقافات.
في عام 2013، أسست أمل شركة "العقروبي فيلمز للإنتاج"، وأنتجت بعدها فيلمها الثاني "أنشودة العقل" وهو فيلم وثائقي مدته ساعة يحكي عن قصة طفل اسمها خليفة يبلغ من العمر 6 سنوات وطفل اسمه محمد يبلغ من العمر 8 سنوات، ويعانيا كلاهما من التوحد، ويركز الفيلم على التحديات التي يواجهها مرضى التوحد وأسرهم في المجتمع. حصل الفيلم على جائزة اختيار الجمهور في مهرجان دبي السينمائي الدولي.
في عام 2015، أخرجت فيلمها الثالث Climb of Hope، وهو فيلم وثائقي خيري يكشف عن جهود صندوق إغاثة أطفال فلسطين في PCRF. في عام 2016، أخرجت أمل أول فيلم روائي لها بعنوان "تحت العمامة"، ويحكي عن قصة مؤذن مسجد يبحث عن بديل له بعدما فقط صوته، فيلجأ لجاره المغني في فرقة الروك، وقد حصل الفيلم على منحة مؤسسة الدوحة للأفلام عن فئة الأفلام القصيرة. من أفلامها الأخرى فيلم "الخادم المدمر"، وفيلم "إنقاذ فيل". أنتجت شركتها أفلام أنيميشن بميزانية منخفضة لا تتجاوز مدتها الدقيقة.
الاتجاه إلى أفلام الخيال العلمي
بدأت رحلة المخرجة أمل العقروبي في مجال الخيال العلمي عام 2019، حيث أخرجت أول فيلم قصير لها في هذا النوع الفني Vanish In Smoke، والذي يحكي قصة عالم متقدم يمكنه أن يعكس شيخوخة العقول.
كانت تجربتها الثانية في عام 2021، حيث أخرجت فيلم The Protocol، والذي يحكي عن قصة دواء باهظ الثمن يمكنه أن يزيد من متوسط عمر الشخص بمقدار 50 عامًا. تم إخراج كلا الفيلمين في غضون 48 ساعة فقط، ولذلك للمشاركة في تحدي مهرجان لندن السينمائي للخيال العلمي.
أما أحدث أعمالها في مجال الخيال العلمي فيلم "صبحية" وهو من إنتاج بريطاني عربي، وعرض في لندن في مهرجان الفنانات العربيات المعاصرات "أوان"، كما شارك في مهرجان لندن، وهو فيلم رعب يتحدث عن هواية قراءة الفنجان التي تتحول إلى طقوس مرعبة.
تتميز أمل العقروبي بقدرتها على دمج العناصر الثقافية الإماراتية مع قضايا عالمية، ما يجعل أفلامها مزيجًا من الهوية المحلية والتواصل الإنساني العالمي. تُركز في أعمالها على القصص غير المألوفة، مما يخلق تجربة سينمائية فريدة.
وتعتبر أمل من المخرجات اللواتي قدمن الكثير لدعم صناعة الأفلام الوثائقية في الإمارات، حيث تسعى لخلق منصة تعبر من خلالها عن القضايا الإنسانية والمجتمعية بطرق مبتكرة.
جوائز وتكريمات
تم تكريم المخرجة أمل العقروبي كونها تمكنت من تطوير مجال الأفلام الوثائقية في الإمارات، وفي عام 2014، نشرت قصة حياتها في كتاب بعنوان "أولئك الذين يلهمون" وهو كتاب يرصد قصة 60 إماراتيًا ملهمًا في مجالات أخرى.
تم الحديث عن حياتها وإنجازاتها في مجال السينما مرة أخرى عام 2015 في كتاب "نساء إمارتيات منتجات" وكانت واحدة من بين 21 سيدة إماراتية ملهمة في الشرق الأوسط.
حصدت أفلام أمل العقروبي على العديد من الجوائز في مهرجانات مختلفة، منها جوائز الاستوديو الرقمي لأفضل صانع أفلام صاعد للعام في 2013، وجوائز الاستوديو الرقمي لأفضل إنتاج عن فلم أنشودة العقل عام 2014.
حصلت كذلك على جائزة اختيار الجمهور في مهرجان دبي السينمائي الدولي، وتم تكريمها من شبكة نساء في الفيلم التلفزيون كأفضل مخرج جديد عام 2014. عرضت أفلام أمل في مهرجانات محلية وعالمية، منها مهرجان دبي، ومهرجان الخليج ومهرجان لندن، ومهرجانات سينمائية أخرى.