يدير رجل الأعمال الأمريكي أليكس كارب شركة بالانتير للبيانات والتي تعد من أهم شركات التكنولوجيا المتخصصة في تحليلات البيانات والذكاء الاصطناعي التي ساعدت تقنياتها وكالة الاستخبارات الأمريكية في العديد من العمليات العسكرية، إلا أنها تحولت في السنوات الأخيرة من شركة تساعد الأمن القومي الأمريكي إلى شركة يمكن لكل الشركات الاستفادة من خدماتها منها الشركات العقارية وشركات الأدوية وغيرها، في السطور التالية تعرف أكثر على مسيرته المهنية وقصة تأسيسه لشركته.
من هو أليكس كارب؟
أليكساندر كيدمون كارب هو رجل أعمال وملياردير أمريكي ولد في 2 أكتوبر عام 1967 في مدينة نيويورك، وهو من أبرز رجال الأعمال في مجال التكنولوجيا وتحليل البيانات ومؤسس الرئيس التنفيذي لشركة "بالانتير".
بدأ أليكس عمله كباحث في الفلسفة ثم استثمر في الشركات الناشئة والأسهم بعد حصوله على ميراث من جده، وفي عام 2004 أسس مع شريكه بيتر ثيل شركة بالانتير لتحليل البيانات والتكنولوجيا والتي استخدمت في بدايتها من أجل مراقبة حرب المعلومات وجمع البيانات والمعلومات الاستخبارية للجيش والشرطة.
تمكنت شركة بالانتير برئاسة أليكس كارب من أن تصبح من أهم شركات تحليل البيانات في أمريكا وفي العالم، وقد قدمت خدماتها للعديد من الدول حول العالم منها الدنمارك وبريطانيا وأوكرانيا وإسرائيل خلال حربها على غزة بهدف جمع وتحليل البيانات.
في عام 2020 أصبح كارب الرئيس التنفيذي الأعلى أجرًا لشركة مساهمة عامة بعد أن دخلت الشركة سوق وول ستريت.
نشأته وتعليمه
ولد رجل الأعمال الأمريكي أليكس كارب في عام 1967، وهو ينحدر من أصول عرقية مختلفة فوالده يهودي وأمه أمريكي من أصول أفريقية، وقد ساهم هذا التنوع والاختلاف في تكوين شخصيته.
نشأ كارب في مدينة نيويورك، وتحديدًا في فيلادلفيا، والده الدكتور روبرت كارب وهو طبيب أطفال يهودي، أما والدته ليا جاينز كارب وهي فنانة.
كانا والديه يشاركان بنشاط في مظاهرات حقوق العمال وكان كارب يشارك معهما، وقد تعلم في سن مبكرة عن تهديدات الفاشية وأهم الدفاع عن الحريات المدنية.
أوضح كارب أنه كان يشعر بأنه شخص ضعيف بسبب خلفيته المختلطة عرقيًا، ولهذا السبب كان يعاني من عسر القراءة، وقد تحدث كثيرًا عن تجاربه مع عسر القراءة.
درس كارب في المدرسة الثانوية المركزية وتخرج فيها عام 1985، وقد درس الفلسفة وحصل على درجة البكالوريوس فيها من كلية هافرفورد عام 1989، ثم حصل على درجة الدكتوراه في القانون من جامعة ستانفورد عام 1992.
حصل كارب كذلك على درجة الدكتوراه في النظرية الاجتماعية الكلاسيكية الجديدة في جامعة فرانكفورت عام 2002، وقد بدأ مسيرته المهنية كباحث مشارك في معهد سيغموند فرويد في فرانكفورت.
ثروة أليكس كارب وأجره
اعتبارًا من شهر مارس 2024 تقدر ثروة رجل الأعمال الأمريكي أليكس كارب بحوالي 2.5 مليار دولار. في عام 2021 حصل كارب على مكافآت وحوافز تقدر ب1.1 مليار دولار بعد أشهر قليلة من طرح شركته للاكتتاب العام ليصبح الرئيس التنفيذي الأعلى أجرًا في شركة مساهمة.
وقد حصل كارب على الجزء الأكبر من هذه الأموال من أصول الخيارات المالية، والتي تقدر بقيمة 787.9 مليون دولار، فضلًا عن 296.4 مليون دولار أخرى لمنح الأسهم.
وقدم تمكن كارب من الحصول على هذه الحزمة الضخمة من المكافآت بسبب خطة حوافز أسهم اتفق عليها عام 2020 والتي تنص على منح كارب 141 مليون دولار حوافز وحصوله على 2.5 من الأسهم في رأس المال في كل ربع سنة.
يحصل كارب على راتب قدره 1.1 مليون دولار سنويًا بجانب تعويضات أخرى تبلغ مجموعها حوالي 3.1 مليون دولار بما فيها استخدام الطائرات والمشورة الضريبية وغيرها.
تأسيس شركة بالانتير
في عام 2003 أسس أليكس كارب مع زميله في الجامعة بيتر ثيل شركة "بالانتير للتكنولوجيا" وشغل منصب الرئيس التنفيذي فيها. شركة بالانتير هي شركة عامة متخصصة في منصات البرمجيات وتحليل البيانات الضخمة وقد اتخذ من مدينة كولورادو مركزًا لها.
اشتهرت الشركة في بداية عملها بالتعاون مع وكالات حكومية مثل الشرطة والجيش ووزارة الدفاع ومكتب التحقيقات الفيدرالي، وقد تلقت في بدايتها دعمًا استثماريًا من وكالة المخابرات المركزية.
يتم استخدام تقنيات الشركة التحليلي لمكافحة الإرهاب والمهدرات ومراقبة حرب المعلومات وجمع البيانات من أجل أنظمة الأمن القومي.
على مدار 3 سنوات من تأسيسها تمكنت الشركة من تطوير تقنياتها على يد علماء كمبيوتر ومحللين من وكالات الاستخبارات، كما استعانت بمحللين بشريين بهدف تعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي.
في عام 2011 تمكنت الشركة من الحصول على أرباح قدرت ب250 مليون دولار أمريكي، وفي عام 2014 بلغت قيمة الشركة 9 مايارت دولار وفقًا لفوربس،وفي عام 2020 توسعت في أعمالها وطرحت الشركة في الاكتتاب العام بتقييم يزيد عن 15 مليار دولار.
أهم منتجات الشركة
تقدم شركة بالانتير عددًا من البرامج لعملائها، ومنها التالي:
- برنامج بالانتير جوثام، وهو نظام شرطي تنبؤي تستخدمه الاستخبارات الأمريكية وأثار الجدل بسبب العنصرية في تحليلات الذكاء الاصطناعي.
- برنامج بالانتير متروبوليس وهو برنامج إدارة معلومات وتحليل بيانات تجارية يساعد الشركات على كشف الاتجاهات وتقديم تحليلات تنبؤية للشركات.
- بالانتير فاوندري وتم استخدامه في القطاع الصحي لإنشاء سجلات صحية إلكترونية في المنشآت الصحية في الولايات المتحدة الأمريكية. أيضًا تم استعمال هذا البرنامج في بريطانيا خلال جائحة كورونا لتحليل تشغيل برنامج التطعيم.
أبرز عملاء شركة بالانتير
تعاونت شركة بالانتير، لمؤسسها أليكس كارب، مع وكالات حكومية عدة وخاصة الجيش والشركة والمخابرات الأمريكية، فقد تم استخدام برنامج بالانتير جوثام من قبل وزارة الدفاع الأمريكي لمساعدة محللي مكافحة الإرهاب.
من بين عملاء الشركة أيضًا وزارة الأمن الوطني ووكالة الأمن القومي والقوات الجوية والقوات البحرية وجيش الولايات المتحدة ومكتب التحقيقات الفيدرالي وإدارة الهجرة والجمارك الأمريكية ووكالة الطاقة الذرية.
من عملاء الشركة البارزين الخدمة الصحية الوطنية في بريطانيا، وقد تعاقدت بريطانيا مع الشركة لمدة 7 سنوات مقابل 33 مليون جنيه إسترليني.
تعاونت كذلك مع الشركة الدنماركية وأسست لها نظام شرطة تنبؤية يعمل على رسم الخرائط لتحديد المناطق ذات معدلات الجريمة المرتفعة، كما تعاون مع الجمارك النرويجية.
في يناير عام 2024 عقد أليكس كارب مع جيش الدفاع الإسرائيلي وستقدم شركته بموجب هذا الاتفاق لجيش الدفاع بيانات وتحليلات بهدف مساعدة الجيش في مهامه المتعلقة بالحرب.
انتقادات طالت أليكس كارب
واجه أليكس كارب، الرئيس التنفيذي لشركة بالانتير، انتقادات عديدة تتعلق بقيادته للشركة وممارسات الشركة والجهات التي تتعاون معها.
ومن أهم هذه الانتقادات هو تركيز الشركة على العقود الحكومية، مثل الاستخبارات وجهات إنفاذ القانون، وهو ما أثار مخاوف عديدة بشأن انتهاكات الخصوصية وتجاوز الحكومة للحقوق المدنية.
وقد زادت حدة هذه الانتقادات بعدما تعاونت الشركة مع إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية والتي ساعدت في تحليل بيانات المهاجرين والتنبؤ بتصرفاتهم. أيضًا واجهت الشركة انتقادات عدة بسبب الافتقار إلى الشفافية، حيث لا توضح الشركة كيف يتم استخدام تقنياتها من قبل الوكالات الحكومية.
واجه كارب أيضًا انتقادات بسبب تصريحاته المثيرة للجدل، حيث صرح ذات مرة أن الموظفين الذين لا يدعمون مهمة الشركة المتمثلة في مساعدة الغرب الديمقراطي عليهم عدم العمل على الشركة، وقد تعرض لانتقادات بسبب رفضه وإعاقته للحوار المفتوح في شركته.
واجه أليكس كارب انتقادات بشأن العنصرية وإنشاء بيئة عمل سامة في شركته، مستشهدين بساعات العمل الطوية وعدم وجود توازن بين العمل والحياة الشخصية.