أليكس جونز.. الصحفي الأمريكي المثير للجدل

يعد الإعلامي والصحفي الأمريكي أليكس جونز من أبرز الشخصيات المثيرة للجدل في الإعلام، فقد اشتهر بترويجه لنظريات المؤامرة، ونشره معلومات كاذبة تسببت في أضرار نفسية للكثير من الأشخاص، وزادت من انقسام المجتمع الأمريكي، ورغم ذلك صار من أبرز المؤثرين في اليمين المتطرف في الولايات المتحدة، في السطور التالية تعرف على مسيرته وحياته.

من هو أليكس جونز؟

ألكسندر إيميريك جونز، هو مقدم برامج وإعلامي وصحفي ومنظر مؤامرة أمريكي، ولد في 11 فبراير عام 1974 في تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية، وهو من أكثر الإعلاميين إثارة للجدل في أمريكا.

بدأ جونز مسيرته الإعلامية في التسعينات، وحقق شهرة كبيرة بسبب نشره للمؤامرات حول الأحداث الكبرى، مثل هجمات 11 سبتمبر، وحوادث إطلاق النار في المدارس الأمريكية، وتغير المناخ وغيرها.

أسس جونز أيضًا موقعًا إلكترونيًا أصبح منصة إعلامية تروج المعلومات الكاذبة والمحتوى المثير للجدل عن موضوعات سياسية واجتماعية، واتهم بنشر معلومات مضللة تحرض على العنف، وهو ما أدى إلى حظر حساباته على منصات التواصل الاجتماعي.

حياته الشخصية

تزوج أليكس جونز من كيلي كونز، ولديه منها 3 أطفال، ولكنه انفصل عنها عام 2015. في عام 2017، طلبت طليقته الحضانة الوحيدة لأطفالهما بسبب سلوك زوجها، ووصفته بأنه شخص غير مستقر، وأنها قلقة من انخراطه في سلوك إجرامي.

نفى جونز هذه الاتهامات، ووصف نفسه بأنه أكثر شخصاً حقيقياً على الإطلاق. اتهمت طليقته بأنه كان عنصريًا للغاية بسبب تراثها اليهودي.

في عام 2017، تزوج جونز للمرة الثانية من إيريكا ووف، وأنجبا طفلًا واحدًا، وفي عام 2022، انتشرت أخبار بأن جونز كان يتجسس على زوجته؛ لأنه كان قلقًا من أنها كانت تخونه.

نشأته وتعليمه

ولد أليكس جونز في دالاس، تكساس، والده طبيب أسنان، ووالدته ربة منزل، وهو من أصول إنجليزية، وألمانية، وأيرلندية، واسكتلندية. انتقلت الأسرة إلى أوستن، وهناك التحق جونز بمدرسة أندرسون الثانوية، حيث لعب كرة القدم، وتخرج عام 1993.

بعد التخرج، التحق بكلية أوستن المجتمعية، ثم ترك الدراسة، وفي المقابل طور اهتمامه بالكتب التي تتحدث عن نظريات المؤامرة، وأهمها كتاب "لا أحد يجرؤ على تسميته مؤامرة"، والذي كان له تأثير عميق على تفكيره.

مسيرة مهنية مثيرة للجدل

أصبح جونز معارضًا للحكومة الفيدرالية بداية من عام 1993، وذلك بعد حصار وايكو التي فشلت الحكومة في التعامل معه، وأدى إلى مقتل عدد كبير من الناس، وهناك آمن بنظرية "التقدم الذي لا يرحم للقوى الخبيثة غير المرئية" على حد وصفه، وبدأ في تقديم برنامج تلفزيوني في أوستن.

في عام 1995، وبعد حادث تفجير مدينة أوكلاهوما الإرهابي، بدأ جونز اتهام الحكومة بالتسبب في الإرهاب، وأصدر فيلمه الأول عام 1998 بعنوان "أمريكا المدمرة بالتصميم"، كما جمع حملة ناجحة لبناء كنيسة للطائفة الداودية التي قتل العديد من أفرادها عام 1993.

في عام 1996، أطلق برنامجه الإذاعي الشهير The Alex Jones Show، والذي أصبح أكثر البرامج الإذاعية شهرة في الولايات المتحدة، وكان يبث على محطات الراديو والإنترنت.

في عام 1999، أسس موقع Infowars، وهدف هذه المنصة هو نشر أخبار ومقالات متعلقة بنظريات المؤامرة والقضايا السياسية المثيرة للجدل، وأصبح الموقع من المواقع الشهيرة، وأصبح من الأكثر المواقعة زيارة في فئة الأخبار البديلة.

أنشأ أليكس جونز عدة منصات إعلامية أخرى نشر فيها أفكاره ونظرياته المثيرة للجدل، ومنها Prison Planet وNewsWars، كما أنتج أفلامًا وثائقية روج فيها لنظريات المؤامرة، منها Loose Change، والتي تحدث فيها عن هجمات 11 سبتمبر، وفيلم Endgame، والتي روج فيها أن النخبة العالمية تهدف للسيطرة على البشرية من الخلال الشركات والحكومات.

أهم النظريات التي روج لها

روج أليكس جونز للعديد من النظريات المثيرة للجدل، والتي تسبب الكثير منها أضرارًا لعدد من الأشخاص، ورغم ذلك فقد حصل على دعم كبير من اليمين المتطرف في أمريكا، وأصبح من أهم المتحدثين باسمهم.

لعل أهم النظريات التي روج لها، والتي سببت له شهرة كبيرة، هي نظريات حول هجمات 11 سبتمبر، حيث روج لفكرة أن هجمات 11 سبتمبر كانت عملية داخلية نفذتها الحكومة الأمريكية، وذلك لتبرير الحروب الخارجية وتوسيع الرقابة الحكومية.

من النظريات التي روج لها، والتي تسببت في ضرر كبير، هو نظريته حول حادثة مدرسة ساندي هوك الابتدائية عام 2012، وهي حادث قتل فيها 26 شخصًا معظمهم من الأطفال. وقد روج جونز لنظرية أن حادثة إطلاق النار في هذه المدرسة ما هي إلا خدعة أو تمثيلية لتشجيع قانون السيطرة على الأسلحة في الولايات المتحدة، وقد تسبب له هذا الادعاء دعاوى قضائية كثيرة من عائلات الضحايا.

روّج أليكس جونز كذلك لنظرية مؤامرة تفيد بأن هناك نخبة عالمية في العالم، مثل مجموعة بلدربيرغ، أو مجلس العلاقات الخارجية، والتي تخطط للسيطرة على العالم من خلال إنشاء حكومة عالمية واحدة.

روّج أيضًا بأن اللقاحات والأدوية ما هي إلا مؤامرة لتقليل عدد السكان في العالم والسيطرة عليهم، وكان من أشد المعارضين للحصول على لقاحات، وزعم أن الحكومة والشركات الكبرى تروج هذه الأدوية لأغراض تجارية ضارة بالصحة.

تهم ودعاوى قضائية

بسبب نظرياته وأخباره الكاذبة، واجه أليكس جونز العديد من التهم والدعاوى القضائية، ولعل أكبرها تهمة التشهير بسبب حادثة مدرسة ساندي هوك، وكانت من أكبر القضايا التي واجهها، حيث رفع عليه عائلات الضحايا دعاوى قضائية بتهمة التشهير، بعدما زعم أن مقتل الأطفال لم يكن حقيقيًا.

في عام 2022، أدين في قضية التشهير، وأمرت المحكمة بدفع تعويضات مالية ضخمة لعائلات الضحايا وصلت إلى مئات الملايين من الدولارات. اتهم جونز كذلك بالتحريض على العنف، ونشر نظريات مؤامرة تشجع على التمرد ضد الحكومية، وذلك لأن بعض مؤيديه كانوا ينخرطون في تصرفات عدوانية مثل التهديد بالقتل لعائلات ضحايا ساندي هوك.

بسبب نشره للمعلومات المضللة، حظرت حسابات جونز على منصات التواصل الاجتماعي، كما تم حظر منصات Infowars، كما تم إزالته من العديد من المنصات التجارية التي كان يستخدمها لبيع منتجاته.

اتهم جونز كذلك بالاحتيال التجاري، حيث روّج وباع مكملات غذائية ومنتجات صحية ادعى بأنها علاجات سحرية لمختلف الأمراض دون دليل علمي. في عام 2023، تم إعادة تفعيل حساب ألكس جونز على منصة إكس.