تعد أليس والتون واحدة من أغنى النساء في العالم، فقد ارتبط اسماه بالثروة والقوة في عالم المال والأعمال، والتي ورثت عن والدها رجل الأعمال سام والتون ثروة هائلة، وتمكن من صنع إمبراطورية خاصة بها، وترك بصمة مهمة، ولعبت دورًا حيويًا في توجيه الشركة نحو مستقبل أكثر استدامة وابتكارًا، تعرف على حياتها ومسيرتها.
من هي أليس والتون؟
أليس لويز والتون هي سيدة أعمال ووريثة أمريكية، ولدت في 7 أكتوبر عام 1949 في أركنساس بالولايات المتحدة الأمريكية، وهي ابنة سام والتون، مؤسس وول مارت.
تعد أليس واحدة من أغنى النساء في العالم، وقد عملت في العديد من المناصب في مختلف الشركات، ثم ركزت على لفن والعمل الخيري، وأسست شركة للاستثمار في الثمانينات، ولكنها أغلقتها.
تعتبر أليس وريثة جزء كبير من ثروة وول مارت، والتي تعد واحدة من أكبر شركات البيع بالتجزئة في العالم، وبفضل حصتها في الشركة غالبًا ما تصنف من بين أغنى الأشخاص، وخاصة أغنى النساء.
اشتهرت أليس بحبها للفن وجمع الأعمال الفنية، حيث تملك مجموعة فنية واسعة، وقد افتتحت متحفًا للفن الأمريكي عام 2011، ويضم مجموعة كبيرة من الأعمال الفنية الأمريكية.
وبجانب دعمها للفن، فهي تشارك في العديد من الأنشطة الخيرية التي تدعم قضايا التعليم والرعاية الصحية والتنمية المجتمعية، كما أنها تهتم بالفروسية.
ولدت أليس والتون في عائلة ثرية في أركنساس، فوالدها هو سام ألتون مؤسس وول مارت، التي تعد واحدة من أكبر شركات البيع بالتجزئة في العالم. التحقت أليس بمدرسة بنتونفيل الثانوية، وتخرجت عام 1966، ثم التحق بجامعة ترينيتي في تكساس، وحصلت على درجة البكالوريوس في الاقتصاد.
مسيرتها المهنية
عملت أليس والتون كمحللة أسهم ومديرة أموال في شركة فيرست كوميرس كوربوريشن، وبعدها ترأست أنشطة الاستثمار في مجموعة أرفيست بنك، وعملت أيضًا وسيطًا لدى شركة إي إف هوتون.
بعد سنوات من العمل مع عدد من الشركات، قررت والتون تأسيس شركتها الخاصة شركة لاما للاستثمار عام 1999، وهي بنك استثمار، وشغلت منصب رئيسة مجلس الإدارة، والرئيسة التنفيذية، إلا أن الشركة أغلقت فيما بعد.
ساهمت والتون في تطوير مطار شمال غرب أركنساس الإقليمي عام 1998، عندما رأست مجلس شمال غرب أركنساس، وقد كان المطار بتكلفة 109 ملايين دولار، وقدمت والتون تمويلًا أوليًا للبناء بقيمة 15 مليون دولار، كما تعهدت شركتها بسندات بقيمة 79.5 مليون دولار.
وبسبب مساهماتها المهمة في إنشاء المطار تم تسمية مبنى المحطة الرئيسية في الماطر باسمها، كما تم إدخالها إلى قاعة مشاهير الطيران في أركنساس عام 2001.
شغفها بالفن
اشتهرت أليس والتون بحبها وشغفها للفن، كما أنها تحب الرسم، وكانت ترسم دائمًا بالألوان المائية في رحلات التخييم، وبدأت في جمع اللوحات الفنية منذ صغرها، وأول لوحة جمعتها كانت لوحة لبيكاسو وعمرها 10 سنوات.
أما أول عملية شراء فنية عالية الجودة لها كانت عبارة عن لوحتين مائيتين من أعمال الفنان وينسلو هومر في أواخر الثمانينات، وواصلت شراء العديد من الأعمال الفنية فيما بعد.
في عام 2004 اشترت أعمالًا فنية من مجموعة دانيير وريتا فراد، وفي عام 2005 اشترت لوحة "أرواح متشابهة" للفنان آشر براون دوران، وقد كلفتها هذه اللوحة مبلغ 35 مليون دولار، وتبرعت بها إلى مدرسة نهر هدسون توماس كول، ومكتبة نيويورك العامة.
اشترت كذلك لوحات للعديد من الرسامين الأمريكيين منهم إدوارد هوبر، وينسلو هومر، وذلك استعدادًا لافتتاح متحفها للفن الأمريكي متحف كريستال بريدجز عام 2009 في أركنساس، وأهدت مجموعتها الشخصية لإنشاء المتحف.
المتحف الآن مفتوح مجانًا للجمهور، ويشمل مجموعة واسعة من اللوحات الفنية التي تعود إلى قرون، وبفضل إسهاماتها الفنية حصلت على وسام غيتي تقديرًا لاهتمامها بتوصيل الفنون الأمريكية.
حتى عام 2021، تم زيارة المتحف أكثر من 5 ملايين مرة، وقد أوضحت والتون أن دافعها الأساسي لبناء المتحف هو إتاحة الفن للأشخاص الذين لم يسبق لهم الوصول إليه.
أعمالها الخيرية
اشتهرت أليس والتون بأعمالها الخيرية أيضًا، فقد تبرعت بملايين الدولارات خلال مسيرتها المهنية في عام 2016 تبرعت بمبلغ 225 مليون دولار إلى صندوق والتون القابضة للعائلة، وهو صندوق يمول الأعمال الخيرية للعائلة.
في عام 2017 أسست مؤسسة خيرية باسمها لتعزيز الفنون والتعليم والصحة وتحسين الفرص الاقتصادية، وقد منحت المؤسسة تبرعات بملايين الدولارات لمشروعات مختلفة، منها مشروع تمويل الفنون الجميل، وجامعة أركنساس للعلوم الطبية لتوسيع برامجها لتوفير الغذاء الصحي في المدارس.
في عام 2022 قدمت مؤسستها الخيرية مبلغا قدره 3.5 مليون دولار لبنك طعام شمال غرب أركنساس. تتعاون والتون مع متاحف صغيرة، وتقدم لها التمويل والقروض، كما تنشئ برامج فنية في المتاحف لتقليل كمية الفن المحفوظ في المخازن.
وقدم موّلت المؤسسة نحو 30 معرضًا فنيًا متنقلًا في جميع أنحاء الولايات المتحدة، كما تبرعت بمبلغ 10 ملايين دولار لمتحفها لتحسين التنوع في القيادة الفنية.
في عام 2019 أسست والتون معهد الصحة الشاملة بهدف توسيع نطاق الوصول إلى الرعاية الصحية الشاملة، وفي عام 2021 أسس المعهد كلية طب خير ربحية حملت اسمها، وسيحصل الخريجون من الكلية درجة دكتور في الطب، وتقع الكلية بالقرب من متحفها، وسيبدأ البناء عام 2023، وسيتم تسجيل أول دفعة في عام 2025 بعد الاعتماد.
ثروة أليس والتون
في عام 2024، قدرت مجلة فوربس ثروة أليس والتون بحوالي 81.1 مليار دولار أمريكي، وتحتل المرتبة 21 في قائمة أثرياء العالم، وأغنى امرأة في الولايات المتحدة الأمريكية.
في عام 2023 استعادت وريثة وول مارت لقب أغنى سيدة في العالم، وهو لقب احتفظ به من عام 2015 إلى عام 2021، وذلك في قائمة فوربس 400 لأغنى الأشخاص في أمريكا لعام 2023.
وقد تمكنت من استعادة مكانتها كأغنى الأشخاص في أمريكا بعدما ارتفع سهم وول مارت بنسبة 19%، وهذا ساهم في تضخم صافي ثروة والتون نحو 66.5 مليار دولار، وتقدر شركة فوربس أنها تملك نحو 12% من أسهم وول مارت، ولكنها لم تعمل قط في مجلس إدارة الشركة.