ألمانيا ـ المساواة بين الجنسين في الرياضة.. مجرد "يوتوبيا"؟

النقاش حول المساواة في الأجور بين الرجال والنساء في ألمانيا موضوع يتكرر دائما مع كل مناسبة، والمساواة بين الجنسين في مجال الرياضة هو أحد الموضوعات التي تحظى بالنقاش

فبالتزامن مع الاحتفال بيوم المساواة في الأجور غدا الجمعة (السابع من مارس/آذار 2025) واليوم العالمي للمرأة يوم السبت (الثامن من مارس/آذار)، يتجدد الجدل حول مشكلة المساواة في الرياضة الألمانية والتأكيد على ضرورة اتخاذ خطوات عديدة عليها لتحقيق المساواة المنشودة.

وكرة القدم ليست الرياضة الوحيدة التي يظهر فيها الفرق الشاسع حيث يظهر الأمر بشكل أكبر في رياضة القفز على الجليد. فبينما حصل الفائز بالتصفيات المؤهلة للرجال في جولة فور هيلز في جارميش بارتنكيرشن على 3200 يورو (3350 دولارا)، حصلت الفائزة بالتصفيات المؤهلة للسيدات في نفس الجولة على غسول للجسم وشامبو وأربع مناشف.

وتقول رئيسة رابطة اللاعبات الألمانيات كارلا بورغر: "يجب أن ندرك أن الرياضة الألمانية بعيدة كل البعد عن المساواة على مستوى الرواتب والجوائز المالية". كما تظهر الاختلافات بشكل كبير بين الجنسين أيضا على مستوى ظروف التدريب والرعاية الطبية والمعدات.

فجوة بآلاف اليوروهات!

وتبقى الفجوة الأكبر على مستوى رواتب كرة القدم، حيث بلغ الراتب الأساسي للسيدات 4 آلاف يورو شهريا في الموسم الماضي، وفقا لبيان رابطة الدوري الألماني لكرة القدم، وتحصل أبرز اللاعبات على 300 ألف يورو سنويا أو 25 ألف يورو شهريا. في المقابل يحصل النجوم الكبار من الرجال، مثل هاري كين مهاجم بايرن ميونخ أو زميله حارس المرمى مانويل نوير، على حوالي 20 مليون يورو سنويا.

وتم تخصيص مكافأة مالية قيمتها 60 ألف يورو حال الفوز بلقب بطولة أوروبا للسيدات عام 2022، بينما بلغت مكافأة منتخب ألمانيا للرجال 400 ألف يورو في بطولة أوروبا 2024.

ولكن تبدو المساواة حاضرة في الجوائز المالية في رياضات أخرى، مثل البياثلون والتزلج على الجليد والترياثلون وألعاب القوى وغيرها. كما تتساوى الأجور اليومية بين لاعبي ولاعبات منتخب ألمانيا لكرة اليد للرجال والسيدات أثناء فترة الأجندة الدولية.

وقالت زينيا سميتس لاعبة منتخب ألمانيا لكرة اليد: "الأهم من المال هو القيمة الرمزية، لأن الرياضة قيمة بغض النظر إذا كانت للرجال أو السيدات".

تحقيق المساواة "يوتوبيا"

ووصف الخبير في الإدارة الرياضية، كريستوف بروير، تحقيق المساواة بأنها "يوتوبيا" بسبب عوامل مختلفة مثل عائدات وسائل الإعلام وعقود الرعاية. وقال بروير: "الفصل بين الجنسين هو سمة أساسية لسوق العمل في الرياضات الاحترافية، فلا يمكننا فجأة ضم جوليا غوين لاعبة بايرن ميونخ لفريق الرجال في النادي، لتحصل على مقابل أعلى".

وأضاف بروير: "الجمهور يعد أيضا عاملا رئيسيا في هذا الفصل، فهل المشجع مستعد لدفع نفس المبلغ مقابل اشتراك كرة القدم النسائية على قناة سكاي مثل اشتراك كرة القدم للرجال؟ لا أعتقد ذلك، هذا غير وارد، وطالما أن عوامل النجاح في هذا السوق مختلفة، فمن الطبيعي أن تختلف الرواتب".

وتبقى الخطوة الأولى في محاولة المساواة بين الجنسين في المكافآت المالية، حيث يعد المدير الإداري للاتحاد الألماني لكرة القدم، أندرياس ريتيج، بزيادة كبيرة للاعبات منتخب ألمانيا خلال بطولة أوروبا المقرر إقامتها هذا العام في سويسرا.

تقدم ملحوظ في دول أخرى

وأحرزت بلدان أخرى تقدما في ملف المساواة في الأجور حيث حصلت الفرق الأمريكية على أجور متساوية منذ عام 2022 بعد أن رفعت النساء دعوى قضائية ضد الاتحاد الأمريكي لكرة القدم بسبب التمييز، بينما ساعد الرجال في الدنمارك على تقاضي النساء أجورا متساوية.

وعلق مدرب منتخب ألمانيا لكرة القدم النسائية، كريستيان فوك:"بإمكاننا التعلم من تجارب دول أخرى سواء على مستوى كرة القدم أو المساواة في الأجور".

من ناحية أخرى، أبدت لاعبة منتخب ألمانيا لكرة القدم النسائية، إليسا سينس، سعادتها بوجود تقدم ملموس. وقالت سينس: "لقد تقدمت كرة القدم النسائية كثيرا في السنوات الأخيرة، وأصبحت أكثر احترافية، ولا يمكنني التأكيد أن المساواة ستتحقق في المستقبل".

د.ب/ع.ج.م (د ب أ)