حقق الكاتب اللبناني ألكسندر نجار نجاحًا كبيرًا بفوزه بالجائزة الفرنكوفونية الكبرى تتويجًا لأعماله الأدبية التي ساهمت في الحفاظ على اللغة الفرنسية، فقد ألف نجار طوال مسيرته الأدبية ما يصل إلى 30 رواية وقصة قصيرة باللغة الفرنسية، في السطور التالية تعرف على مسيرته الأدبية وحياته.
من هو ألكسندر نجار؟
ألكسندر روجيه نجار هو كاتب وروائي وناقد أدبي لبناني فرنسي ولد في 5 فبراير عام 1967 في العاصمة اللبنانية بيروت، ويعد من أشهر الكتاب اللبنانين الذين كتبوا أعمالًا أدبية ما بين قصة ورواية وسيرة باللغة الفرنسية.
كتب نجار عن لبنان في أعماله الأدبية، وقد تنوعت أعماله ما بين الرواية والمقالة والقصة القصيرة والسيرة والشعر، وأصدر أعمالًا أدبية تحدثت عن أزمات حياتية معاصرة وخاصة الأزمات في لبنان.
يعد ألكسندر نجار من أشهر الأدباء المعاصرين الذين كتبوا باللغة الفرنسية وساهم في إحياء الفرنكوفونية، وقد أحرز طوال مسيرته الأدبية على العديد من الجوائز ولعل أهمها جائزة الفرنكوفونية الكبرى لإسهاماته الأدبية باللغة الفرنسية.
ألف نجار ما يزيد عن 30 عملًا ترجم إلى أكثر من 12 لغة، كما أنه يكتب عمودا صحفياً في جريدة L'Orient-Le Jour وألقى محاضرات في عدة دول حول العالم.
شارك نجار كذلك في النضال من أجل استقلال لبنان وكتب الكثير من المقالات في الصحف اللبنانية والأجنبية للدفاع عن الحريات وانتقاد الاحتلال، كما دافع عن دور لبنان البارز في الحركة الثقافية.
نشأته وتعليمه
ينتمي نجار إلى عائلة مسيحية مارونية من دير القمر في قضاء الشوف، وقد نشأ في منطقة الأشرفية. نجار سليل جوزيف دامياني، الذي كان مرافقًا لبونابارت في حملته على مصر، وقد اختار في النهاية الاستقرار في لبنان وعمل نجارًا.
والده روجيه نجار محامي متخصص في القانون البحري، أما والدته نهى فقد درست القانون وعلم النفس إلا أنها فضلت تربية أبنائها الستة عن العمل.
أحب ألكسندر نجار الأدب والكتابة منذ صغره، وقد برزت موهبته الأدبية في سن مبكرة خلال دراسته في المدرسة اليسوعية Collège Notre-Dame de Jamhour حيث أظهر إتقانًا كبيرًا للغة الفرنسية رغم صغر سنه.
درس نجار الحقوق في جامعة باريس 11 وتخصص في القانون المالي، وقد حصل على درجة الدكتوراه في إدارة الأعمال وتخصص في القانون المالي والمصرفي.
ديانة ألكسندر نجار
نشأ ألكسندر نجار في عائلة مسيحية متدينة، وقد أثر الدين على الكثير من كتاباته ومقالاته. ألكسندر أيضًا مسيحي متدين، ويتردد على كنيسة الأشرفية، كما أن حياة القديس يوحنا المعمدان ألهمته في حياته الشخصية والأدبية كذلك، وكتب كتاب يحكي سيرته.
ظهور مبكر لموهبته
أحب ألكسندر نجار قراءة سير الشخصيات التاريخية الفرنسية منذ صغره، وقد شكلت هذه القراءات والكتب مادة خامة لأعماله الأدبية فيما بعد، وقد تأثر بها كثيرًا.
تأثر نجار كذلك بالحرب اللبنانية، حيث كان عمره 8 سنوات فقط حينما اندلعت الحرب، في سن التاسعة ألف نجار أول رواية له، وهي رواية بوليسية شارك في رسوماتها شقيقه الأصغر، كما أن والدته هي من تولت طباعة الرواية.
في سن الثالثة عشر أصدر ألكسندر أول جريدة ناطقة بالفرنسية في العالم العربي، وكان يؤجر هذه الجريدة لأصحابه وعائلته مقابل مبلغ مالي زهيد أو يقايضها أحيانًا بكتاب ليقرأه.
حصل نجار على دعم كبير من عائلته، وخاصة من والدته التي كتب لها رواية بعنوان "ميموزا" وهي زهرة تعبر عن الأمان والحب اللامشروع الرقة والحنان أيضًا.
بدايته الأدبية
في مرحلة الشباب، وتحديدًا خلال دراسته الجامعية في جامعة باريس 11 سطع نجم الكاتب الشاب ألسكندر نجار، حيث تنقل بين باريس وكتب خواطره وأفكاره عن سنوات الشباب الأولى.
وأدت هذه الخواطر إلى إصدار أول رواية له عن دار غراسيه بعنوان "دروب الهجرة"، وقد تمكن من نشر هذه الرواية بعد فوز في مسابقة طلابية لمؤسسة هاشيت التي عملت على نشر وتوزيع الكتاب. حصل نجار كذلك على جائزة مدينة باريس للشعر حيث كتب قصيدة شعر عن الرقص.
أهم أعماله الأدبية
طوال مسيرته الأدبية أصدر ألكسندر نجار ما يزيد عن 30 عملًا أدبيًا ما بين رواية وقصة وشعر وسيرة فضلًا عن المقالات الأدبية والنقدية التي يكتبها في جرائد لبنانية وعربية.
ترجمت أعمال نجار إلى العديد من اللغات منها العربية والأرمنية والألمانية والإنجليزية والكورية والإسبانية واليونانية والإيطالية والبولندية والبرتغالية والرومانية والروسية والسويدية والتركية.
من أعماله الأدبية البارزة مجموعة قصصية بعنوان "التاج اللعين" وهو عمل أدبي عالمي يتحدث عن كورونا ومعاناة العالم من تأثير هذه الجائحة. أيضًا كتب عن لبنان وألف رواية "بيروت" التي وثقت بيروت في أربعة أزمنة مختلفة.
من مؤلفاته الأخرى المميزة "فينيسيا"، و"مدرسة الحب"، و"دروب الهجرة"، و"الفلكي"، و"ديغول ولبنان"، و"قاديشا"، و"أوراق جبرانية"، و"قاموس الحب اللبناني".
من مؤلفاته المبكرة أيضًا "ماذا تحلم التماثيل"، و"عار الناجي"، و"المنفيون القوقازيين"، و"أثينا"، و"خيام"، و"الضفدع"، و"نحو الشرق المعقد"، و"من الحرب إلى الاستقلال"، و"يوحنا المعمدان"، و"الفارس".
أصدر كذلك "ملائكة ميلزغوردن"، و"جبران"، و"إنسان الرعاية الإلاهية"، و"تشريح طاغية"، و"الفتى المتمرد ميشال زكور"، و"من أجل الفرنكوفونية"، و"فينيقيا".
ألفت الكثير من رواياته وكتبه إلى العربية، ومنها "قاموس جبران خليل جبران"، و"مدرسة الحب"، و"الفلك"، و"ميموزا" التي كتبها لوالدته، و"برلين 36"، و"قاديشا" وغيرها من الروايات.
بجانب أعماله الأدبية ألف نجار كتاين قانونين وعدد من المقالات القانونية التي نشرت في مجلات وصحف قانونية واقتصادية.
مناصب شغلها
في عام 2020 تم اختيار الكاتب اللبناني ألكسندر نجار عضوًا في أكاديمية ما وراء البحار للعلوم. أيضًا مثّل لبنان في اللجنة القانونية لليونسكو، حيث كان مقررًا للجمعية العامة لليونسكو وعضوًا في اللجنة الوطنية في لبنان.
ساهم نجار في ترشيح بلده لبنان لجائزة عاصمة الكتاب العالمية، وأشرف على حدث "بيروت العاصمة الثقافية للعالم العربي. ترأس لجنة تحكيم الأدب في اللجنة المنظمة للألعاب الفرنكوفونية في بيروت.
كان نجار مستشارًا سابقًا لوزارة الثقافة اللبنانية، وكان صاحب مشروع إعادة إعمار مكتبة لبنان الوطنية وتلقى إشادة كبيرة من الأدباء والكتاب اللبنانيين.
يملك نجار مؤسسة ثقافية تساعد الكتاب الشباب على النشر وترجمة أعمالهم، كما أنه رئيس مجلس أمناء الجامعة اللبنانية الألمانية، وعضو في مهرجان بعلبك الدولي.
عمله في المجال القانوني
ألكسندر نجار نشط في المجال القانوني أيضًا، فهو عضو لجنة تحديث القانون بوزارة العدل، وقد شارك في مراجعة قانون الجمارك في لبنان واقترح مشروعات لتحديث القانون التجاري الحالي.
يترأس نجار أيضًا لجنة الناطقين بالفرنسية في نقابة المحامين في بيروت، كما أنه يدرس مادة قانون الأعمال والقانون الاجتماعي في الجامعة. في عام 2021 ترشح لمنصب نقيب المحاميين في بيروت، وأصبح عضوًا في النقابة في العام نفسه. عُين نجار كذلك مستشارًا في محكمة الاستئناف في بيروت.