-
معلومات شخصية
-
الاسم الكامل
-
اسم الشهرة
-
الفئة
-
اللغة
-
التعليم
-
الجنسية
-
بلد الإقامة
-
الزوجة
-
أسماء الأولاد
-
عدد الأولاد
-
سنوات النشاط
-
السيرة الذاتية
كان اكتشاف العالم ألكسندر فلمنج للبنسلين نقطة تحول في تاريخ الطب الحديث، فهذا الإنجاز التاريخي كان له الفضل في حماية حياة آلاف الملايين وإطالة أعمارهم وإنقاذهم من الموت، بعد أن كانت الالتهابات البكتيرية تودي بحياة الملايين، فما قصة هذا العالم؟ وكيف توصل إلى هذا الاختراع؟ اعرف أكثر في هذا المقال عن حياته وإنجازاته.
من هو ألكسندر فلمنج؟
هو عالم وطبيب اسكتلندي ولد في 6 أغسطس عام 1881، واشتهر باكتشاف البنسلين في عام 1928، وهو أول مضاد حيوي حقيقي، وكان له دور كبير في مكافحة العدوى البكتيرية وإنقاذ حياة ملايين من الناس حول العالم.
حصل فلمنج على جائزة نوبل في الطب عام 1945؛ بسبب جهوده في تطوير البنسلين إلى دواء فعال، وقد حصل على الجائزة مناصفة مع هاوارد فلوري، وحصل على لقب فارس من قبل الملك جورج السادس عام 1944 تقديرًا لجهوده العلمية.
ألكسندر فلمنج يعتبر أحد الرواد في مجال الطب الحديث، حيث ساهمت اكتشافاته في إنقاذ حياة الملايين وتقليل معدل الوفيات الناتجة عن العدوى البكتيرية. اكتشافه للبنسلين أدى إلى تطوير مضادات حيوية أخرى، وأسهم في تحسين الصحة العامة بشكل كبير.
قصة ألكسندر فلمنج
ولد ألكسندر فلمنج في دارفيل في اسكتلندا، في أسرة مكونة من 4 أطفال، والده كان مزارعًا توفي عندما كان ألكسندر يبلغ من العمر 7 أعوام. التحق فلمنج بمدرسة لودون مور ومدرسة دارفيل، وبسبب تفوقه حصل على منحة دراسية لمدة عامين للدراسة في أكاديمية كيمارنوك.
انتقل بعدها إلى لندن، والتحق بالمعهد الملكي للفنون التطبيقية، وخلال دراسته عمل في مكتب شحن لمدة 4 سنوات، وقد كان شقيقه الأكبر طبيبًا، واقترح عليه أن يتبع نفس المهنة أيضًا.
في عام 1903، وبعد أن ورث القليل من الأموال من عمه، التحق ألكسندر بكلية الطب في مستشفى سانت ماري، وحصل على درجة البكالوريوس في الطب والجراحة في عام 1906.
مسيرته المهنية
في الفترة من عام 1900 إلى عام 1914 تطوع ألكسندر فلمنج في فوج لندن الاسكتلندي، كما كان عضوًا في نادي البندقية في كلية الطب، وبعدها انضم إلى قسم الأبحاث في مستشفى سانت ماري، وهناك أصبح عالم بكتيريا مساعداً للسير المروث رايت، الذي كان حينها رائدًا في علاج اللقاحات والمناعة.
في عام 1908 حصل على درجة البكالوريوس مع الميدالية الذهبية في علم الجراثيم، وبداية من عام 1914 أصبح محاضرا في سانت ماري، وهو العام نفسه حصل على رتبة ملازم، وترقى إلى رتبة نقيب عام 1917.
كان فلمنج من ضمن المحاربين في الحرب العالمية الأولى في فيلق الطب بالجيش الملكي، وبعد الحرب عاد إلى مستشفى سانت ماري، وأصبح أستاذَا لعلم الجراثيم في جامعة لندن عام 1928، وفي عام 1951 انتخب رئيسًا لجامعة إدنبرة لمدة 3 سنوات.
حياته الشخصية
تزوج ألكسندر فلمنج في عام 1915 من ممرضة اسمها سارة ماريون ماكيلروي، وأنجبت له طفلًا واحدًا اسمه روبرت فليمنج، الذي أصبح طبيبًا عامًا، وتوفي عام 2015.
توفيت زوجته الأولى عام 1949، وتزوج بعدها من أماليا كوتسوري فوريكاس، وهي طبيبة يونانية كانت زميلته في مستشفى سانت باري، وقد توفيت عام 1986.
اكتشافات مبكرة لم تلقَ اهتمام العلماء
خلال الحرب العالمية الأولى، انضم ألكسندر فلمنج إلى قسم التطعيم في المستشفى العسكري البريطاني، وبصفته ملازمًا، شهد وفاة العديد من الجنود بسبب الجروح، ولاحظ أن المطهرات التي كانت مستخدمة في ذلك الوقت كانت تفاقم إصابات الجرحى.
في عام 1917، كتب فلمنج مقالًا علميًا كشف فيه سبب قتل المطهرات لعدد أكبر من الجنود، مقارنة بالعدوى نفسها خلال الحرب، حيث رأى أن المطهرات تزيد البكتيريا المفيدة في الجروحا لعميقة التي تحمي المرضى، ولم تزل البكتيريا البعيدة.
ورغم تأييد العديد من العلماء والأطباء في ذلك الوقت هذه النظرية، إلا أن الأطباء الجيش واصلوا استخدام المطهرات حتى في الحالات التي أدى فيها إلى تفاقم حالة المريض.
بعد الحرب، وخلال عمله في مستشفى سانت ماري، واصل فلمنج أبحاثه في مجال زراعة البكتيريا والمواد المضادة للبكتيريا، إلا أنه وصف بأنه باحث غير مرتب وغير منظم، واتصف بالإهمال أحيانًا بسبب تجاربه العشوائية.
في عام 1921، اكتشف فلمنج بالصدفة في معمله أن المخاط يمنع نمو البكتيريا، لذا قرر أن يمدد اختباره، ويجرب مواد أخرى منها الدموع، والتي أثبتت أنها تمنع نمو البكتيريا أيضًا.
واصل فلمنج اختباراته الإضافية على البلغم والغضاريف والدم والسائل المنوي، ومواد أخرى، واكتشف أن العامل القاتل للبكتيريا كان موجودًا في كل هذه العينات، ورغم ذلك لم يلقَ اكتشافه اهتمام العلماء في ذلك الوقت.
في عام 1922 نشر بحثًا علميًا في مجلة وقائع الجمعية الملكية بعنوان "عنصر بكتيري موجود في الأنسجة والإفرازات"، وقد أطلق عليها أليسون اسم "ليزوزيم"، وأكد أن أجرى بحثًا على مريض يعاني من الزكام الحاد، واكتشف أن هذه المادة موجودة عنده بكثرة.
واصل فلمنج نشر أبحاث ودراسات عن مادة الليزوزيم بشكل مكثف في الأشهر التالية، وقد كان أول مضاد حيوي يكتشفه فلمنج بالصدفة قبل البنسيلين، وقد تحدث عن هذا الأمر خلال حصوله على جائزة نوبل عام 1945.
وقال فلمنج: "لم يكن البنسلين أول مضاد حيوي اكتشتفه بالصدفة". لم يتم إدراك أهمية الليزوزيم إلا في نهاية القرن العشرين عندما أصبح أول بروتين مضاد للميكروبات يتم اكتشافه، ويشكل جزءًا من مناعة الإنسان الفطرية.
كيف اكتشف ألكسندر فلمنج البنسلين؟
واصل ألكسندر فلمنج أبحاثه الطبية في مجال زراعة البكتيريا، وفي عام 1927 كان قد بدأ دراسة خصائص المكورات العنقودية، وبرز اسمه كباحث لامع بسبب تلك الأبحاث. في العالم التالي درس تنوع المكورات العنقودية الذهبية المزروعة في ظروف طبيعية، وهي التجارب التي قادته إلى اكتشاف أول مضاد حيوي في التاريخ، وكل ذلك عن طريق الصدفة أيضًا.
في عام 1928 سافر فلمنج إلى إجازة مع عائلته، وقبل المغادرة قام بتطعيم المكورات العنقودية على أطباق، وتركها على مقعد في زاوية مختبره، وعاد إلى المختبر في الثالث من سبتمبر، ليلاحظ أن الأطباق ملوثة بفطر لونه أخضر.
لاحظ فلمنج أن أحد الأطباق كان ملوثًا بعفن أخضر، وأن المنطقة المحيطة بهذا العفن كانت خالية من البكتيريا. هذا العفن كان من نوع Penicillium notatum.
بدأ فلمنج في دراسة هذا العفن بشكل أكبر، واكتشف أن العفن يفرز مادة تقتل البكتيريا المحيطة. أطلق على هذه المادة اسم "البنسلين". قام فلمنج بنشر نتائج اكتشافه في عام 1929، لكنه لم يتمكن من تنقية أو إنتاج البنسلين بكميات كبيرة بنفسه.
ورغم هذا الاكتشاف العظيم، إلا أنه لم يكن هناك أي تقدير للبنسيلين حتى عام 1936، بل لم يصدقه أحد خلال حضوره أحد المؤتمرات الطبية في لندن، وفي عام 1941 نشرت مجلة طبية بريطانية أن البنسيلين لا يعتبر مفيدًا.
تطوير البنسيلين
لم يلق ألكسندر فلمنج مكتشف البنسلين تقديرًا لإسهاماته الطبية، بل لم تلق قبولًا في البداية، وبعد عقد من الزمان تقريبًا، في أواخر الثلاثينيات وأوائل الأربعينيات، قام العلماء هاوارد فلوري وإرنست تشين بمواصلة عمل فلمنج.
نجح العالمان في تنقية البنسلين وتطوير طرق لإنتاجه بكميات كبيرة. خلال الحرب العالمية الثانية، أصبح البنسلين متاحًا بشكل واسع، واستخدم لعلاج الجروح المصابة والعدوى البكتيرية الأخرى لدى الجنود، مما أنقذ العديد من الأرواح.
كان فلمنج متواضعًا بشأن دوره في تطوير البنسلين، ووصف شهرته بأنها "أسطورة فلمنج"، بل أشاد بالعالمين ودورها في المختبر. كان فلمنج أول من اكتشف خصائص المادة الفعالة، ما منحه امتياز تسمية المادة وهي "البنسلين".
في تجربته السريرة الأولى عالج فلمنج مريض أصيب بعدوى شديدة في تجويف الأنف، وبدأ العلاج عام 1929، ولكن دون أي تأثير، أما أول من استخدم البنسلين بنجاح كان الطبيب سيسيل جورج باين، الذي عالج التهابات العين لشخص بالغ وثلاثة أطفال رضع عانوا من التهاب الملتحمة عند الأطفال.
في عام 1932 نجح فلمنج في علاج التهاب الملتحمة الشديد بفضل البنسيلين، وقد واصلت محاولاته في تحسين البنسلين لسنوات طويلة، وفي عام 1941 نشر طريقة لتقييم فعالية العلاج.
بحلول عام 1942 عانى شقيق فلمنج من التهاب السحايا العقدي، وهو نوع من الالتهابات التي تصيب الجهاز العصبي وتهدد الحياة. حاول فلمنج في البداية علاج بالسلفوناميدات، إلا أن حالته تدهورت، لذا قرر علاجه بالبنسلين الذي اكتشفه، وبالفعل تحسنت حالته في غضون أسبوع، وقد نشر فلمنج الحالة السريرية تلكف ي ملجة لانسيت الطبية عام 1943.
بعد هذا الاكتشاف والنجاح، تم إنشاء لجنة البنسلين في عام 1943، وأعلنت وزارة الصحة عن إنتاج كميات كبيرة من العلاج بالتعاون مع الشركات الأمريكية، وبحلول عام 1944 تم إنتاج ما يكفي من البنسلين لعلاج جميع جرحى قوات الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية.
ما هي اختراعات ألكسندر فلمنج الأخرى؟
واصل ألكسندر فلمنج أبحاثه على البنسلين، واكتشف في وقت مبكر أن البكتيريا تكتسب مقاومة للمضادات الحيوية كلما تم استخدام كمية قليلة من البنسلين، أو عندما يتم استخدامه لفترة قصيرة جدًا، لذا حذر من استخدام البنسلين بكثافة في العديد من خطاباته.
وقد كتب فلمنج خطابًا تحذيريًا قال فيه: "يتم تدريب الميكروبات على مقاومة البنسلين، ويتم تربية مجموعة من الكائنات المقاومة للبنسلين... في مثل هذه الحالات، يكون الشخص المتهور الذي يلعب بالبنسلين مسؤولاً أخلاقياً عن وفاة الرجل الذي يستسلم في النهاية للإصابة بالكائن المقاوم للبنسلين. آمل أن يتم تجنب هذا الشر".
وقد حذر فلمنج من استخدام البنسلين ما لم يكن هناك سبب تم تشخيصه، وبالفعل في عام 1942 ثبت بالتجربة أن المكورات العنقودية الذهبية تتطور إلى مقاومة البنسلين عند التعرض لها لفترات طويلة، وتم الإبلاغ عن أول حالة سريرية لمقاومة البنسلين في ذلك الوقت.
وفاة ألكسندر فلمنج
توفي ألكسندر فلمنج في 11 مارس عام 1955 عن عمر 73 عامًا في منزله في لندن بسبب نوبة قلبية، دفن في كاتدرائية القديس بولس.
جوائز وتكريمات
حصل العالم ألكسندر فلمنج على العديد من الجوائز بسبب إسهاماته العلمية، فقد تم افتتاح مبنى على اسمه في ساوث كينغستون، كما تم افتتاح متحف باسمه في مستشفى سانت ماري، وتم إطلاق جامعة على اسمه.
حصل فلمنج وفلوري وتشين على جائزة نوبل في الطب عام 1945 بسبب اكتشافه للبنسلين، كما كان عضوًا في الأكاديمية البابوية للعلوم، وحصل على درجة الأستاذية من الكلية الملكية للجراحين في إنجلترا، وفارس البكالوريوس من الملك جورج السادس.
حصل كذلك على وسام الاستحقاق من الولايات المتحدة، وفارس الصليب الأعظم من ملك إسبانيا، وتم تصنيفه كواحد من أهم 100 شخصية في القرن العشرين وفقًا لمجلة تايم.