-
معلومات شخصية
-
الاسم الكامل
-
اسم الشهرة
-
الفئة
-
اللغة
-
الوفاة
-
التعليم
-
الجنسية
-
بلد الإقامة
-
الزوجة
-
سنوات النشاط
-
السيرة الذاتية
صاغ المعماري ألفار آلتو تحفًا معمارية من حجر صامت، واستلهم تصميماته وأفكاره من وحي الطبيعة، فجسد في تصميماته تناغم الإنسان مع محيطه، وانسجام المبنى مع البيئة حوله، وركز على تلبية احتياجات الإنسان بشكل عملي دون زخارف مبالغ فيها، فأنتج تصميمات معمارية مبتكرة، وهو ما جعله من رواد العمارة الحديث، وأحد ملهمي الأجيال القادمة، تعرف أكثر على إبداعه وإنجازاته في هذا المقال.
من هو ألفار آلتو؟
هوغو ألفار هنريك آلتو هو مهندس معماري ومصمم فنلندي ولد في 3 فبراير عام 1898 في مدينة كورتاني في فنلندا الكبرى، ويعد رائد من رواد الهندسة المعمارية والأثاث والمنسوجات والأواني الزجاجية في العصر الحديثة، وقد اشتهر أيضًا بأعماله المنحوتة واللوحات.
تمتع ألفارو بمهنة غنية ومتنوعة على المستوى المحلي في بلده فنلندا، أو في دول مختلفة حول العالم، وقد بدأ مسيرته عام 1921 بعد إتمام دراسته، وكان التصميم السائد في ذلك الوقت الموطن الاسكندنافي الكلاسيكي، وقد انعكس هذا النمط على تصميماته المبكرة.
خلال أواخر العشرينيات وأوائل الثلاثينيات من القرن الماضي ظهرت تغييرات على أسلوبه في التصميم بفضل رحلاته العديدة إلى أوروبا، وكانت نقطة التحول في مسيرته المهنية في عام 1929، حيث بدأ الحصول على شهرة عالمية.
يعتبر آلتو على نطاق واسع بأنه رائد للحداثة في منتصف القرن في التصميم، كما أن اختراعه للأثاث المصنوع من الخشب الرقيق المنحني كان له تأثير كبير على العديد من المصممين من بعده.
نشأته وتعليمه
ولد ألفار آلتو في كورتاني في فنلندا، والدها كان يعمل مساحًا للأراضي، أما والدته كانت مديرة مكتب بريد، وكان والده يتحدث اللغة الفنلندية، فيما تحدثت والدته باللغة السويدية.
انتقلت العائلة إلى يوفاسكولا وسط فنلندا عندما كان آلتو يبلغ من العمر 5 سنوات، وهناك التحق بالمدرسة، وتلقى دروسًا في الرسم من الفنان يوناس هيكسا. بعد إنهائه دراسته في المدرسة التحق بجامعة هلسنكي للتكنولوجيا لدراسة الهندسة المعمارية عام 1916، إلا أنه انقطع عن الدراسة لفترة بسبب الحرب الأهلية، التي شارك فيها مع الجيش الأبيض، وشارك في عدة معارك.
خلال دراسته صمم آلتو منزل والديه في مدينة لاجارفي، وتخرج في عام 1921، وفي العام التالي التحق مجددًا بالخدمة العسكرية، وتمت ترقيته إلى رتبة ملازم ثان احتياطي في عام 1923.
حياته الشخصية وزوجاته
تزوج المصمم الفنلندي ألفار آلتو مرتين، المرة الأولى من المصممة المعمارية إينو مارسيو عام 1924، وقد تعاون مع زوجته على مدار سنوات في تصميماته، وحققا معًا نجاحًا عالميًا.
أنجب ألفار من زوجته الأولى طفلين، الابنة الأولى اسمها جوهانا ولدت عام 1924، وابنه الثاني اسمه هاميكلار عام 1928.
توفيت زوجته آينو عام 1949 بسبب مرض السرطان، وأثمر زواجهما عن تعاون استمر لمدة 25 عامًا تقريبًا. في عام 1952، وبعد سنوات من وفاة زوجته، تزوج ألفار آلتو للمرة الثانية من المهندسة المعمارية إليسا ماكينييمي، وبعد زواجه صمم كوخًا صيفيًا لنفسه ولزوجته الثانية في وسط فنلندا، وقد توفيت زوجته في عام 1952، ولم يثمر عن زواجهما أي أطفال.
مسيرته المهنية
خلال بداية العشرينات، وبينما كان طالبًا قام ألفار آلتو بأول رحلة له حول أوروبا، حيث سافر من ستوكهولم إلى جوتنبرج، وعمل لفترة مع المهندسة المعماري أرفيد بيركي، وفي عام 1922 صمم أول تصميم مستقل له، وعرض في المعرض الصناعي في مدينة تامبيري.
في عام 1923 عاد إلى مدينة يوفاسكولا، وهناك افتتح مكتبًا باسم، وصمم عددًا من المنازل الصغيرة في المدينة، وتعاون مع زوجته الأولى المهندسة المعمارية إينو مارسيو، وقد سافرا معًا في رحلة حول أوروبا، صمما خلالها العديد من الزخارف.
في عام 1927 فاز آلتو بمسابقة الهندسة المعمارية لمبنى التعاونية الزراعية في فنلندا، وبعد الفوز في المسابقة نقل مكتبه إلى مدينة توركو، وهناك تعاون مع المصمم إريك ريجمان، وأدى هذا التعاون إلى عدة تصميمات مميزة، منها تصميم معرض تروكو عامي 1928، و1929.
في عام 1933، ومع تزايد العمل عليه في المكتب، نقل مكتبه مرة أخرى إلى مدينة هلسنكي، وهناك صمم منزلًا ومكتبًا مشتركًا له، ثم بنى مكتباً مخصصاً في الحي نفسه، وأصبح الآن متحف منزلي ومقر أكاديمية ألفار آلتو، كما صمم لنفسه كوخًا صيفيًا.
كانت تصميماته في تلك المرحلة تصميمات كلاسيكية، ومن أبرز تصميماته في ذلك الوقت تصميم مبنى دار الحرس المدني في سنيايوكي، وتصميم توسعة جامعة هلسنكي، ومبنى عصبة الأمم المتحدة في جنيف سويسرا، وتصميم فيلا صيفية لرئيس شرطة يوفاسكولا، كما شارك في العديد من المسابقات المعمارية المرموقة في فنلندا وفي الخارج.
خلال العشرينات اشتهر آلتو بشكل كبير، وألف العديد من المقالات في المجلات والصحف المهنية التي لاقت رواجًا كبيرًا، وزادت من شهرته في فنلندا، وأوروبا.
التحول من الكلاسيكية إلى الحداثة
كانت تصميمات ألفار آلتو المبكرة تصميمات كلاسيكية تأثرت بأسلوب التصميم السائد في فنلندا في ذلك الوقت، ولكن بمرور الوقت تحول من الكلاسيكية إلى الوظيفية، وكان أول تصميم يوضح هذا التحول هو تصميم كنيسة مورامي.
أما أهم أعمال ألفار آلتو التي تمثل بشكل واضح تحوله إلى الحداثة تصميم مكتبة فيبوري في مدينة فيبورغ، التي دمج فيها مواد طبيعية، واستخدم ألوانًا دافئة وخطوطًا متموجة، وتوالى هذا التصميم تصميمات مميزة برز فيه أسلوبه الحداثي بشكل أكبر، منهم مبنى الشقق القياسي، ومبنى تورون سانومات.
يعود تحول آلتو إلى الحداثة إلى عدة أسباب، أولها معرفته بالاتجاهات الدولية بفضل رحلتها في أوروبا، ثانيها فرصة تجربة التصنيع المسبق للخرسانة. خلال هذه الفترة أصبح ألتو عضوًا في المؤتمر الدولي للهندسة المعمارية الحديثة في فرانكفورت وأثينا، وأقام علاقة وثيقة مع عدد من المهندسين حول أوروبا، منهم فيليب مورتون شاند.
نمت شهرة ألتو في الولايات المتحدة الأمريكية عندما شارك في متحف الفن الحديث في نيويورك عام 1938، وأقام معرضه في 12 مدينة، وقد نمت شهرته في أمريكا بعد تصميمه للجناح الفنلندي في معرض نيويورك العالمي عام 1939، وقد وصف تصميمه بأنه "عمل عبقري".
خلال الثلاثينيات من القرن العشرين، ركز ألفار آلتو على تصميم أشكال منحنية غير منتظمة من الخشب الرقائقي، والتي استخدمها من أجل حل المشكلات المكانية في تصميماته، وفي الخمسينات من القرن العشرين، اهتم بالنحت والرخام والبرونز، ومن بين أعماله المميزة تصميم النصب التذكاري لمعركة سومر سالمي، والذي يتكون من عمود برونزي مائل على قاعدة.
تصميم الأثاث
رغم شهرته كمهندس معماري، اشتهر ألفار آلتو كذلك بتصميماته للأثاث، وقد حظيت تصميماته تلك بإعجاب عالمي، ولا تزال تحظى بشعبية حتى يومنا هذا، وأصبح أول مصمم أثاث يستخدم مبدأ الكابولي في تصميمات الكراسي باستخدام الأخشاب، ومبدأ الكابولي هو عنصر إنشائي صلب مثل البلاطة يستخدم في المعمار.
أهم أعمال ألفار آلتو
ترك المصمم ألفار آلتو بصمة كبيرة في عالم التصميم والهندسة المعمارية. تميزت أعماله بالتنوع والابتكار، كما اهتم بجميع جوانب التصميم، من العمارة إلى الأثاث والزجاج، ولا يزال إبداعه مصدر إلهام للعديد من المعماريين والمصممين في جميع أنحاء العالم.
من تصميماته المبتكرة تصميم مكتبة فايتا، والتي تعتبر واحدة من أهم وأشهر أعمال آلتو، وقد افتتحت المكتبة في عام 1935، وتعد نموذجاً متميزاً للعمارة الوظيفية، وجمع تصميمه بين البساطة والفعالية، مع استخدام ذكي للإضاءة الطبيعية والتفاصيل الدقيقة التي تسهم في تحسين تجربة المستخدم.
من تصميماته المميزة أيضًا تصميم فيلا مارييا عام 1939، وهو منزل صيفي، وعكس التصميم آلتو بالطبيعة والمواد الطبيعية، ويعتبر من أبرز الأمثلة على استخدامه للأشكال العضوية، ويجمع التصميم بين العمارة التقليدية والمعاصرة، ويبرز التفاعل بين المبنى والبيئة المحيطة به.
صمم آلتو كذلك قاعة فنلندا في هلسنكي، وافتتحت عام 1971، وتعتبر هذه القاعة من أبرز المباني الثقافية في فنلندا، حيث تستخدم لإقامة الحفلات الموسيقية والمؤتمرات. يتميز تصميم القاعة بالخطوط البسيطة والنظيفة، مع استخدام واسع للرخام الأبيض، مما يعطي المبنى طابعاً أنيقاً ومميزاً.
من تصميماته المبتكرة خارج بلده فنلندا تصميم كنيسة بلوجفيلد في كامبريدج ماساتشوستس، الولايات المتحدة، وتم تصميمها في عام 1949، ويعتبر هذا المبنى من أبرز أعمال آلتو خارج فنلندا، ويتميز بتصميمه العضوي واستخدام المواد الطبيعية، مما يعكس روح العمارة الحديثة بطريقة مميزة.
صمم كذلك قاعة مدينة سانتسالو، وتم البناء في الفترة من 1949 إلى 1952، وتعتبر مثالاً رائعاً على العمارة المحلية الحديثة، ويتميز التصميم بالبساطة والوظائفية، مع تركيز على المواد الطبيعية مثل الخشب والطوب. القاعة تعد نموذجاً مثالياً لكيفية تداخل العمارة مع البيئة المحيطة بها.
صمم أيضًا مجمع جامعة يوفاسكولا، وكان له تأثير كبير على التعليم العالي في فنلندا، وصمم آلتو العديد من المباني في هذا المجمع بين عامي 1951 و 1957، وكان هدفه إنشاء بيئة تعليمية متكاملة تجمع بين الفاعلية الجمالية والوظيفية.
من بين تصميماته الأخرى في التصميم الصناعي تصميم مزهرية سافوي عام 1936، والتي أصبحت رمزاً للتصميم الفنلندي، وتتميز بأشكالها العضوية والانسيابية، وتعد من بين أشهر تصاميم الزجاج في العالم، وتستخدم في العديد من الأماكن كعنصر ديكوري أنيق.
أسلوب ألفار آلتو
عُرف عن ألفار آلتو بإدراجه مبادئ التصميم العملي وسهل الاستخدام في أعماله المعمارية، وفي أواخر الثلاثينيات، بدأ باستخدام الأشكال العضوية والمواد الطبيعية، مما منح تصاميمه طابعاً فريداً وحرية مكانية متزايدة.
تميزت أعمال آلتو بمعاملة كل هيكل كقطعة فنية مكتملة، بدءًا من المباني وصولًا إلى تركيبات الإضاءة والمفروشات. لتعزيز تصنيع وبيع أثاثه، أسس آلتو شركة Artek في عام 1935، حيث دمجت تصاميمه بين الإنتاج المتسلسل، التطبيق العملي، والجمال، مع التركيز على تحسين جودة الحياة اليومية في المنزل.
كان اهتمام آلتو بالزجاج فرصة له للعمل بطرق جديدة. منذ الخمسينيات، ركزت ممارسات آلتو المعمارية بشكل كبير على تصميم المباني العامة، مثل دار الثقافة في هلسنكي، ومعهد يوفاسكولا للتربية، وقاعة مدينة ساينتسالو.
كما كانت له إسهامات بارزة في التخطيط الحضري، من أبرزها مركز يوفاسكولا الإداري والثقافي، ومركز سينايوكي المدني، ومركز مدينة روفانيمي.
مع بداية الخمسينيات، اتجه آلتو نحو التصميم في بلدان خارج فنلندا، مما أدى إلى تشييد العديد من المباني الخاصة والعامة بتصاميمه حول العالم.
وفاته
توفي المصمم الفنلندي العالمي ألفار آلتو في 11 مايو عام 1976 في مدينة هلسنكي، وقد دفن في مقبرة هيتانمي، وقد أصبحت أرملته إليسا ألتو مديرة مكتبه، وقد أدارت المكتب من عام 976 حتى وفاتها عام 1994. في عام 1978، وبعد وفاته تم تنظيم معرض كبير لأعماله من تنظيم متحف العمارة الفنلندية.
جوائز وتكريمات
حصلت المهندس المعماري ألفار آلتو على العديد من الجوائز خلال مسيرته المهنية، منها ميدالية الأمير يوجين عام 1954، والميدالية الذهبية الملكية للهندسة المعمارية من المعهد الملكي للمهندسين المعماريين البريطانيين عام 1957.
حصل كذلك على الميدالية الذهبية من المعهد الأمريكي للمهندسين المعماريين عام 1963، كما تم انتخابه عضوًا فخريًا أجنبيًا في الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم عام 1957، كما كان عضوًا في عدد من الأكاديمية الأخرى، منها أكاديمية فنلندا، المؤتمر الدولي للهندسة المعمارية الحديثة.
في عام 1960 حصل على الدكتوراه الفخرية من الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا. بعد وفاته تم إنشاء دولية في مجال العمارة على اسمه، كما تم إطلاق ورقة نقدية بقيمة 50 ماركا فنلندية عليها صورته.
في عام 1998 تمت الاحتفال بالذكرى المئوية لميلاده، كما تم تخليد يوم وفاته على طابع بريد في فنلندا، وهناك العديد من المنشآت على اسمه في فنلندا وحول أوروبا، منها ساحة في ميلانو إيطاليا.
تم بناء جامعة على اسمه في فنلندا عام 2010، فيما سميت العديد من الشوارع في فنلندا على اسمه، وفي عام 2017 تم إطلاق متحف على اسمه يضم أعماله في فنلندا وفي الخارج.