أفلام الحرب العالمية الثانية.. أقوى أعمال جسدت الحرب الأكثر شراسة

تُشكل الحرب العالمية الثانية التي بدأت منذ عام 1939 واستمرت حتى عام 1945 أكبر نزاع عسكري شهدته البشرية. خلال هذه الحرب شارك نحو 60 دولة وراح ضحيتها نحو 70 مليون إنسان. هناك العديد من الأحداث البارزة التي حدثت خلال مراحل الحرب العالمية الثانية، ومنها اجتياح باريس في صيف عام 1940 ثم بدء الهجوم على الاتحاد السوفيتي بعد ذلك بنحو العام.

كانت بداية الحرب العالمية الثانية حينما قامت ألمانيا النازية بهجوم على بولندا في أول سبتمبر عام 1939. وانتهت الحرب بعد نحو ست سنوات تحديداً في 2 سبتمبر من عام 1945. توثق هذه الحرب بأنها تُعدّ أكبر كارثة للبشرية، أما عن النتائج فقد أسفرت الحرب عن استسلام اليابان بعدما استسلمت ألمانيا أمام قوات الحلفاء في مايو من نفس العام. وضم الحلفاء مجموعة من الدول المناهضة للنازية وفي مقدمتها الاتحاد السوفيتي السابق والولايات المتحدة الأمريكية.

لم تنس السينما بالطبع تأريخ هذا الحدث الهام، فقامت من خلال العديد من الأفلام بتوثيق ونسج الخطوط الدرامية للأحداث والمراحل البارزة التي حدثت خلال الحرب العالمية الثانية. حيث تسببت تلك الحرب في عدد من الكوارث المشهورة مثل الهولوكوست والقصف النووي لهيروشيما وناكازاكي وغيرهم من الجرائم التي أودت بحياة ملايين البشر. وهو ما جعل هذه الحرب تُشكل مصدر إلهام للعديد من الأعمال الفنية.

وقد قامت السينما العالمية من خلال العديد من الأفلام، بتوثيق ونسج الخطوط الدرامية للأحداث والمراحل البارزة التي حدثت خلال الحرب العالمية الثانية. تعرّف هنا على أبرز أفلام الحرب العالمية الثانية.

فيلم Saving Private Ryan

تدور أحداث الفيلم أثناء الحرب العالمية الثانية تحديداً في معركة "نورماندي"، حيث يُكلف الرئيس الأمريكي كتيبة بقيادة الكابتن ميلر بالذهاب إلى قلب المعركة وراء خطوط العدو، والبحث عن الجندي ريان، وإنقاذه حتى يعود إلى والدته التي فقدت ثلاثة من أبنائها في الحرب الدائرة، والتي لم يتبقَ لها سوى ريان، فيخوض الكابتن ميلر العديد من المعارك من أجل الوصول إلى ريان.

الفيلم من إنتاج عام 1998، ويجمع بين عناصر الترفيه وعدد من اللحظات العنيفة والعميقة. وقام ببطولته كل من: توم هانكس ومات ديمون وتوم سايزمور وإدوارد بيرنز، وقد فاز بـ 5 جوائز أوسكار.

وقد اُستعمل خلال هذا الفيلم 40 برميل من الدم المزيف وشارك أكثر من ألف شخص في تصويره، وقد درس المخرج ستيفن سبيلبرغ الصور التي التقطها مصور الحرب الشهير روبرت كابا من غزو نورماندي، وأعاد إنتاجها لأجل الفيلم، مما منح المخرج إحساساً بالواقع نقله لعمله.

فيلم Schindler’s List

وهو من إنتاج عام 1993، يُعتبر هذا الفيلم هو سيرة ذاتية لأحد الصناعيين الألمان الذي أنقذ ما يقرب من 1200 يهودي خلال فترة الهولوكوست بإخفائهم في مصانعه وقت محرقة، القصص المتداخلة والشخصيات والمشاعر الغامضة سمحت لمخرج الفيلم بالإبداع في تجسيد قصص الذين عاشوا هذا الحدث.

يعتبر الفيلم من أهم الأفلام التي وثقت الحرب العالمية الثانية، حيث نال إشادة نقدية وجماهيرية، وفاز بالعديد من الجوائز الفنية المهمة، وأبرزها 7 جوائز أوسكار.

الفيلم من إخراج ستيفين سبيلبيرغ، وقام ببطولته كل من: ليام نيسون ورالف فاينز وبين كينغسلي وكارولين غودال.

فيلم The Thin Red Line

الفيلم من إنتاج عام 1998، يرصد الفيلم أحداثاً حدثت خلال الحرب العالمية الثانية، فتدور أحداثه حول مجموعة من الجنود يعملون في قوات مشاة البحرية. يتمكن الجنود من الاستيلاء على مهبط للطائرات وبمرور الوقت تنشأ بينهم رابطة قوية رغم اختلاف شخصياتهم.

فعلى الرغم من الأهوال التي واجهها الجنود خلال قيامهم بالمهمة التي كُلفوا بها، إلا أن ويلات الحرب التي عاشوها تؤدي مع مرور الوقت، إلى جعل الجنود كتلة واحدة متماسكة، وتتطور مشاعرهم بسرعة إلى روابط من الثقة والحب وكأنهم عائلة واحدة.

يُعتبر هذا الفيلم عاطفي أكثر من العديد من أفلام الحرب الأخرى، طريقة تصويره تحليلية تعالج الأسئلة المتعلقة بالموت ومعنى الحياة بطريقة فلسفية، كما يتحدث هذا الفيلم عن جمال الطبيعة ومبادئ الإنسان والروح الإنسانية الراغبة في النجاة.

فيلم Grave of the Fireflies

هذا الفيلم من إنتاج عام 1988، تدور أحداث الفيلم حول تسبب قنابل الطائرات اﻷمريكية بموت أمّ ﻷخوان، كان أحد الطفلين في الخامسة عشر من عمره وأخته الطفلة لم يتجاوز عمرها السابعة، اضطر الأخوان إلى المُضيّ في حياتِهما معاً بعد موت أمهما.

ليتعلم الأخوان كيف يعيشان في ظروف صعبة ويتحملان المسؤولية في هذا العمر الصغير، لكن الظروف التي تفرضها الحرب ستصعب دائماً عليهما طريقهما.

يُعدّ استوديو غيبلي الياباني أحد أهم استوديوهات الرسوم المتحركة في العالم السينمائي حالياً، أفلامه تلقى احترام الصغار والبالغين وتمزج بين الخيال والواقع وتشكل مدخلاً للغوص في الطبيعة البشرية، وفيلم Grave of the Fireflies هو أحد الأعمال المميزة لهذا الاستوديو.

فيلم The Pianist

الفيلم من إنتاج عام 2002، تدور أحداث الفيلم حول قصة حياة عازف البيانو البولندي فالديك سبيلمان، الذي عاش خلال فترة الحرب العالمية الثانية حينما اجتاح الجيش الألماني بولندا واحتلها.

كان سبيلمان يُعاني هو وأسرته بسبب انتمائه للديانة اليهودية، وتعمد الألمان التنكيل باليهود ومطاردتهم والتضييق عليهم وتعذيبهم وقتلهم.

الفيلم من إخراج رومان بولانسكي، وقام ببطولته كل من: أدريان برودي وفرانك فينالي وتوماس كريتشمان، وقد حصد 3 جوائز أوسكار، هي: أفضل مخرج، أفضل ممثل في دور رئيسي، أفضل سيناريو مقتبس.

فيلم Dunkirk

تدور أحداث الفيلم حول عملية انسحاب دونكيرك أو إجلاء بقايا الحلفاء المنهزمين حتى لا يتم أسرهم من قبل النازيين، وذلك بعد هيمنة القوات الألمانية على فرنسا، ومحاصرة بقايا الحلفاء في منطقة ميناء دونكيرك بفرنسا.

خلال هذا الوضع الصعب تقوم بريطانيا بمحاولة إنقاذ يائسة، حيث ترسل قوارب مدنية وتستعين بالبحرية الملكية في سبيل إنقاذ جنود الحلفاء البالغ عددهم أكثر من ثلاثين ألفاً.

الفيلم من تأليف وإخراج كريستوفر نولان، وهو من بطولة كل من: فيون وايتهيد ومارك ريلانس وتوم هاردي وباري كيغان، وقد حصد العديد من الجوائز السينمائية البارزة، وأهمها 3 جوائز أوسكار.

فيلم Come And See

تدور أحداث الفيلم حول طفل تؤثر الحرب الدائرة عليه فتسلبه أيامه السعيدة والهادئة. وبعد عثوره على بندقية، تتحول براءته إلى رغبة في الانضمام إلى المقاومة السوفييتية ضد بطش القوات الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية.

عرض الفيلم في عام 1985، ويعتبر من أهم الأفلام التي تناولت أهوال الحرب العالمية الثانية. وقام ببطولة الفيلم كل من: أليكسي كرافيشنكو وأولغا مينيروفا وفلاداز باغدوناس، وهو من إخراج إليم كليموف.

فيلم Casablanca

تدور أحداث الفيلم في الدار البيضاء بالمغرب في حانة مشهورة يديرها رجل أمريكي، وهي المكان الذي لجأ إليه العديد من الأوروبيين بعد سيطرة ألمانيا، باعتبارها بوابتهم لإسبانيا وأمريكا.

يجد صاحب الحانة نفسه في موقف صعب أمام قرار لا يستطيع اتخاذه، عندما يحمل تأشيرتين للعبور من المفترض أن تحصل عليهما حبيبته السابقة التي تفاجئه وزوجها الذي ينشط بالمقاومة. ويصبح في حيرة بين التمسك بحبه القديم أو مساعدتهم على الهروب والنجاة.

الفيلم يعد من كلاسيكيات السينما العالمية، حيث قام ببطولته كل من: هامفري بوغارت وإنغريد بيرغمان وبول هينريد، وقد فاز بـ 3 جوائز أوسكار.

فيلم Jojo Rabbit

تدور أحداث الفيلم حول قصة الفتى الذي يُعرف باسم جوجو، وينتمي إلى منظمة شباب هتلر، حيث يجد نفسه أمام تساؤلات عن انتماءاته نتيجة اكتشافه أن أمه تخبئ فتاة يهودية في منزلهم، مما يخلق مشكلة بينه وبين صديقه الخيالي "أدولف هتلر"، الذي يُشكك في وطنيته ومدى إنتمائه لما يعتقده.

الفيلم من بطولة رومان غريفيث دافيز وتومايسان ماكينزي وسكارليت يوهانسن وتايكا وايتيتي، وقد نال عدداً من الجوائز المهمة، أبرزها جائزة الأوسكار كأفضل سيناريو مقتبس.

فيلم Inglourious Basterds

تدور أحداث الفيلم في فرنسا المحتلة من قبل ألمانيا، حيث يتعاون ضابط بريطاني مع فرقة مقاتلين أمريكية هدفها قتل النازيين، لوضع خطة لقتل بعض كبار القادة النازيين. وتُتاح لهم الفرصة عندما يجتمع هؤلاء القادة في عرض لفيلم يروج للجنود الألمان.

عرض الفيلم لأول مرة في عام 2009 خلال مهرجان كان السينمائي، وكان يتنافس على حائزة السعفة الذهبية، وقد حقق نجاحاً جماهيرياً واسعاً، ونال العديد من الجوائز الفنية المهمة.

الفيلم من تأليف وإخراج كوينتن تارانتينو، ومن بطولة كل من براد بيت ودايان كروغر وإيلي روث وميلاني لورينت ومايكل فاسبندر، إضافة إلى كريستوف فالتز الذي حصل على جائزة الأوسكار عن دوره في الفيلم.

فيلم Oppenheimer

تحكي القصة في الفيلم عن حياة عالم الفيزياء النظرية الشهير، روبرت أوبنهايمر. يتم التركيز في الغالب على مرحلة دراسته المبكرة وإشرافه على مشروع مانهاتن خلال الحرب العالمية الثانية.

يتناول الفيلم أيضاً فقدان أوبنهايمر لنفوذه بعد جلسة الاستماع الأمنية في عام 1954. بالإضافة إلى ذلك، يسلط الفيلم الضوء على الأحداث المحيطة بعلاقته مع لويس ستراوس، عضو في هيئة الطاقة الذرية الأمريكية الذي كان يعتبر أوبنهايمر خصمًا له.

الفيلم من تأليف وإخراج كريستوفر نولان، وهو من بطولة كل من: كيليان ميرفي وروبرت داوني جونيور وإيميلي بلنت ومات ديمون وفلورنس بيو وجوش هارتنت.

فيلم The Great Escape

فيلم The Great Escape هو إنتاج أمريكي تم إصداره في عام 1963، من إخراج جون ستورجس، وقام ببطولته كل من: ستيف مكوين، وجيمس جارنر، ريتشارد أتنبوره، تشارلز برونسون، جيمس دونالد، جيمس كوبيرن.

يستند الفيلم إلى قصة حقيقية حدثت خلال الحرب العالمية الثانية، حيث يروي قصة مجموعة من الجنود الضباط من دول التحالف، الذين أُسروا كأسرى حرب في معتقل نازي مخصص للطيارين، حيث تقوم هذه المجموعة بتصوير خطة للهروب من هذا المعتقل الصارم وتنفيذها بهدف تهريب 250 معتقلاً آخرين.

يُعتبر هذا الفيلم من الكلاسيكيات في عالم السينما الأمريكية، حيث يحظى بشعبية كبيرة بين محبي السينما والنقاد على حد سواء، وقد فاز بالعديد من الجوائز الفنية المهمة.