أسوأ منتخب في العالم يحقق فوزه لأول مرة.. ما القصة؟

فاز منتخب سان مارينو على حساب منتخب ليختنشتاين بنتيجة 1-0 في إطار دوري الأمم الأوروبية

  • تاريخ النشر: السبت، 07 سبتمبر 2024
أسوأ منتخب في العالم يحقق فوزه لأول مرة.. ما القصة؟

حقق منتخب سان مارينو لكرة القدم، المصنف في المركز الأخير (210) عالمياً، إنجازاً تاريخياً طال انتظاره، فبعد 34 عاماً من الهزائم المتتالية في المباريات الرسمية، نجح هذا المنتخب الصغير في تحقيق فوزه الأول على الإطلاق في مباراة تنافسية، ليكتب بذلك فصلاً جديداً في تاريخ كرة القدم العالمية.

لحظة تاريخية على أرض سان مارينو

في مساء الخميس الماضي، وأمام حشد متواضع لم يتجاوز الألف مشجع في ملعب سان مارينو الوطني، حقق المنتخب المحلي فوزه التاريخي على حساب منتخب ليختنشتاين بنتيجة 1-0 في إطار دوري الأمم الأوروبية.

هذا الانتصار وضع حداً لسلسلة من الإخفاقات المتتالية استمرت منذ تأسيس المنتخب عام 1990، ليصبح بذلك أطول فترة انتظار لفوز أول في تاريخ كرة القدم الدولية.

بطل غير متوقع

سجل هدف المباراة الوحيد والتاريخي اللاعب الشاب نيكو سينسولي (19 عاماً)، الذي لم يكن قد ولد بعد عندما حقق منتخب بلاده آخر فوز له في مباراة ودية عام 2004.

وفي تصريحات على موقع نيويورك تايمز عبر سينسولي عن سعادته الغامرة قائلاً: "أنا في حالة من النشوة لا توصف، الفوز على أرضك وأمام عائلتك وجماهيرك شعور لا يقدر بثمن، إنه لشرف كبير أن أكون جزءاً من هذا الإنجاز التاريخي."

ما هي دولة سان مارينو؟

لفهم أهمية هذا الإنجاز، يجب أن نضع في اعتبارنا حجم التحدي الذي يواجهه منتخب سان مارينو، والتعرف على البلد الأوربية الصغيرة التي احتلت صحف العالم، وتصدرت الأخبار خلال اليومين الماضيين.
فدولة سان مارينو جغرافيا  هي ثالث أصغر دولة في أوروبا، بمساحة لا تتجاوز 61 كيلومتراً مربعاً، وهي محاطة بالكامل بإيطاليا، يبلغ عدد سكان سان مارينو حوالي 33,600 نسمة فقط، مما يجعل اختيار منتخب وطني تنافسي أمراً بالغ الصعوبة.

مع اقتصاد صغير، تواجه سان مارينو تحديات في توفير البنية التحتية والتمويل اللازم لتطوير كرة القدم، وغالباً ما يضطر منتخب سان مارينو لمواجهة دول أكبر بكثير في التصفيات الأوروبية وتصفيات كأس العالم.

تاريخ من الخسائر المتتالية

منذ انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA) في عام 1988 وحتى هذا الفوز التاريخي، عانى منتخب سان مارينو من سلسلة طويلة من الهزائم الثقيلة، نرصدها في السطور التالية:

- خسر المنتخب بنتيجة 10-0 أمام إنجلترا في تصفيات كأس العالم 2022.

- في عام 2006، خسر المنتخب بنتيجة 13-0 أمام ألمانيا، وهي أكبر هزيمة في تاريخه.

- خلال تصفيات يورو 2008، سجل المنتخب هدفاً واحداً فقط مقابل 57 هدفاً في مرماه.

ساهم إنشاء دوري الأمم الأوروبية في عام 2018 في منح الفرق الصغيرة مثل سان مارينو فرصة أفضل للمنافسة، يقسم هذا الدوري المنتخبات إلى مستويات مختلفة بناءً على تصنيفها، مما يتيح لسان مارينو مواجهة منتخبات في مستواها مثل جبل طارق وليختنشتاين، بدلاً من الاصطدام بعمالقة الكرة الأوروبية في كل مباراة.

ردود الفعل والتصريحات

عبر العديد من اللاعبين والمسؤولين عن فرحتهم بهذا الإنجاز التاريخي، فقال دانتي روسي (37 عاماً)، مدافع المنتخب: "قدمنا أداءً استثنائياً، من الصعب وصف المشاعر الهائلة التي اجتاحتنا بعد الفوز، لقد كان الأمر أشبه بحلم تحقق أخيراً بعد سنوات طويلة من الانتظار والعمل الشاق."

أما مجموعة المشجعين "Brigata Mai 1 Gioia" فقد نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي: "هذا اليوم يغير حياتنا جميعاً"، ورغم الفوز التاريخي، أكدت المجموعة أنها لن تغير اسمها الذي يعني تقريباً "كتيبة لم تفرح أبداً".

كما كتبت محطة RTV السان مارينية: "أظهر الشباب والمخضرمون على حد سواء الشجاعة والشخصية والرغبة في الفوز، ونجحوا في ذلك عن جدارة."

مستقبل منتخب سان مارينو

مع هذا الفوز التاريخي، يفتح منتخب سان مارينو صفحة جديدة في مسيرته الكروية فإذا تمكن المنتخب من إنهاء مجموعته في المركز الأول، سيحقق الترقية إلى الدرجة C في دوري الأمم، مما سيمنحه فرصة مواجهة منتخبات أقوى مثل إستونيا وبلغاريا.

 في السنوات الأخيرة، بدأ المنتخب في تحقيق نتائج أفضل نسبياً، حيث خسر بفارق هدف أو هدفين فقط أمام منتخبات أقوى مثل الدنمارك وسلوفينيا وفنلندا.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة