أسهم هونغ كونغ عند أعلى مستوى في 3 سنوات

سجلت أسواق الأسهم في هونغ كونغ ارتفاعًا كبيرًا اليوم الثلاثاء، حيث قفز مؤشر هانغ سينغ (HSI) بنسبة 2% ليصل إلى أعلى مستوى له في ثلاث سنوات، مدعومًا بتوقعات إيجابية بشأن الاقتصاد الصيني. 

وحقق المؤشر مكاسب 23% منذ بداية العام، ليصبح الأكثر ارتفاعًا بين الأسواق العالمية الكبرى.  

جاء هذا الصعود بعد بيانات اقتصادية مشجعة من الصين، بالإضافة إلى وعود حكومية بمواصلة دعم الاستهلاك في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

كما انعكس هذا الزخم الإيجابي على الأسواق الآسيوية الأخرى، حيث ارتفعت مؤشرات نيكاي الياباني (N225) بنسبة 1.5%، وكوسبي الكوري الجنوبي (KS11)، وإيه إس إكس الأسترالي (AXJO)، وتايبيه التايواني (TWII).  

توقعات إيجابية للأسواق الأوروبية  

من المتوقع أن تستمر هذه الحالة الإيجابية في الأسواق الأوروبية، حيث سجلت العقود الآجلة لمؤشر EUROSTOXX 50 ارتفاعًا بنسبة 0.35%، بينما ارتفعت عقود داكس الألماني بنسبة 0.43%. 

ومن المنتظر أن يراقب المستثمرون عن كثب تصويت البرلمان الألماني على خطة تمويل ضخمة قد تساهم في تحفيز النمو الاقتصادي في أوروبا.  

التطورات الاقتصادية العالمية  

في الولايات المتحدة، حذرت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) من أن السياسات التجارية التي يتبناها الرئيس دونالد ترامب، بما في ذلك رفع الرسوم الجمركية، قد تؤثر سلبًا على النمو الاقتصادي في كندا والمكسيك والولايات المتحدة، بينما تؤدي إلى ارتفاع التضخم.  

وعلى عكس التوقعات، استفادت الصين بشكل غير متوقع من هذه التوترات التجارية، حيث دفع القلق بشأن تباطؤ الاقتصاد الأمريكي المستثمرين إلى توجيه أموالهم نحو الأسواق الصينية.  

وفي تعليق على هذا التحول، قال نيك فيريس، المدير التنفيذي لشركة Vantage Point Asset Management في سنغافورة: "نحن نشهد تحولًا إيجابيًا في الزخم والمعنويات، مما يعزز الثقة في الأسواق الصينية". 

ارتفاع العملات المرتبطة بالصين  

أدت هذه التطورات إلى ارتفاع بعض العملات المرتبطة بالاقتصاد الصيني، حيث صعد الدولار النيوزيلندي إلى أعلى مستوى له في ثلاثة أشهر عند 0.58295 دولار أمريكياً قبل أن يتراجع قليلًا.

بينما بلغ الدولار الأسترالي أعلى مستوى له في شهر عند 0.64 دولاراً أمريكياً قبل أن ينخفض بنسبة 0.27% إلى 0.6368 دولار أمريكياً.  

أما اليوان الصيني، فقد استقر بالقرب من أقوى مستوياته لهذا العام، مما يعكس ثقة المستثمرين في السوق الصينية.  

إجراءات تحفيزية جديدة من الصين  

في إطار دعم الاستهلاك المحلي، أعلنت الحكومة الصينية يوم الأحد عن تقديم إعانات لرعاية الأطفال وخطة خاصة لتعزيز الإنفاق الاستهلاكي.

وجاء ذلك بالتزامن مع بيانات نشرت يوم الاثنين أظهرت تسارع نمو مبيعات التجزئة خلال الفترة من يناير إلى فبراير.  

وفي خطوة قد تعزز التفاؤل بشأن تخفيف التوترات التجارية، صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن نظيره الصيني شي جين بينغ قد يزور الولايات المتحدة قريبًا، مما رفع الآمال بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق تجاري جديد.  

وضع الأسواق العالمية  

في حين استمرت المكاسب في معظم الأسواق الآسيوية، كانت إندونيسيا استثناءً، حيث هبط مؤشر جاكرتا (JKSE) بنسبة 7% إلى أدنى مستوى له في ثلاثة أعوام ونصف، متأثرًا بالمخاوف بشأن الرسوم الجمركية المتبادلة وخطط الحكومة المالية.  

وفي وول ستريت، استقرت الأسهم الأمريكية خلال الجلسة الليلية، لكن المستثمرين يترقبون شهر أبريل، حيث من المقرر أن تدخل بعض الرسوم الجمركية الجديدة حيز التنفيذ، مما قد يؤثر على الأسواق.  

ارتفاع أسعار الذهب وانخفاض الدولار  

نتيجة لهذه التوترات الاقتصادية، ارتفع الذهب إلى مستوى قياسي جديد عند 3,017 دولارًا للأوقية خلال الجلسة الآسيوية. 

في المقابل، تعرض الدولار الأمريكي لضغط سلبي؛ بسبب بيانات مبيعات التجزئة والنشاط الصناعي الأضعف من المتوقع، مما سمح للعملات الأخرى مثل اليورو والجنيه الإسترليني بتحقيق مكاسب.  

ترقب قرارات الاحتياطي الفيدرالي 

يترقب المستثمرون نتائج الاجتماع الذي يعقده مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والذي يستمر يومين، وسط توقعات بمزيد من الإشارات حول السياسة النقدية للفترة المقبلة.  

كما ينتظر السوق نتائج المحادثة الهاتفية بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتي قد تؤثر على أسواق الطاقة وأسعار الغاز الأوروبي، خاصة في ظل التكهنات حول إمكانية التوصل إلى حل للنزاع في أوكرانيا.