يرتبط اسم الفنان السوري أسعد فضة في أذهان السوريين بشخصية الملك، تربع فضة على عرش الفانتازيا، فكان أول من أدخل الفانتازيا إلى المسرح والتلفزيون، وقضى عشرات السنين من حياته بين الإخراج والتمثيل في المسرح والسينما والتلفزيون، تعرف على سيرته في السطور التالية.
حياة أسعد فضة ونشأته
هو ممثل ومخرج سوري ولد في قرية بكسا بريف اللاذقية عام 1938 وبدأ حياته المهنية عام 1962، وبدأ حياته المهنية كمخرج مسرحي، ثم اتجه إلى التمثيل.
درس أسعد الإخراج والتمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية في القاهرة، وبعد التخرج عام 1963 قرر تطبيق ما تعلمه على أرض الواقع فقدم أعمالًا فنية ناجحة جمعت بين الأداء الرائع والمحتوى المتميز.
تزوج الفنان أسعد مرتين، المرة الأولى من الفنانة الراحلة مها الصالح، وهي أخت زوجة الكاتب الراحل محمد الماغوط، وأخت زوجة الشاعر أدونيس، وأنجب منها ابنه مجد فضة الذي يعمل بالتمثيل.
توفيت زوجته مها في عام 2008 بعد معاناة مع مرض العضال، وبعد وفاتها تزوج من السيدة صفاء خير بك.
شائعات وفاته
في عام 2019 تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي والصحافة شائعة وفاته أثناء وجوده في القاهرة لتكريمه في مهرجان المسرح العربي، ولكن نفت زوجته هذه الشائعات من خلال حسابها الشخصي على فيسبوك، وبعدها خرج أسعد بنفسه لنفي هذا الخبر من خلال مقطع فيديو.
مشواره الفني
بدأ الفنان أسعد فضة مشواره الفني في عام 1962 بعد التخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية، حيث عاد إلى سوريا وعمل كمخرج مسرحي، وأخرج العديد من المسرحيات، وقدم أول عمل مسرحي له بعنوان "الأخوة كارامازوف" للكاتب الروسي فيودور دوستوفسكي عام 1963.
بعد هذه المسرحية قدم عدة مسرحيات ناجحة كخرج، ومنها "دون جوان"، و"عرس الدم"، و"دخان الأقبية"، و"التنين"، و"السيل"، و"الملك العاري"، "الغريب"، و"سهرة مع أبي خليل القباني"، و"حرم سعادة الوزير".
بعد نجاح كبير في الإخراج انتقل أسعد إلى التمثيل في السينما والتلفزيون، وشارك في بطولة العديد من المسلسلات التلفزيونية بداية من السبعينيات، أولها مسلسل "أولاد بلدي" عام 1971، وقبلها شارك في فيلم "فدائيون حتى النصر".
قدم في السبعينيات مجموعة كبيرة من الأفلام منها "الفهد"، و"سرب الأبطال"، و"المغامرة"، و"الرجل الصامد"، و"جزيرة النساء"، و"حبيبتي يا حب التوت"، و"القلعة الخامسة"، كما قدم مسلسل فارس من الجنوب"، "الأميرة الخضراء"، وقدم مسرحية "البخيل".
وفي الثمانينيات اتجه أسعد إلى العمل في التلفزيون، وقدم مسلسلات "حرب السنوات الأربع"، و"بصمات على جدار الزمن"، و"عز الدين القسام"، و"طبول الحرية".
قدم كذلك مسلسلات و"طائر الأيام العجيبة"، و"بيوت في مكة"، و"الوسيط"، و"امرأة لا تعرف اليأس"، و"دكان الدنيا"، و"الطبيبة"، و"قلوب دافئة"، و"الذئاب"، وقدم فيلم "ليالي بن آوي".
كان أسعد في هذه الفترة من الفنانين الذين أدخلوا الفانتازيا التاريخية إلى الدراما السورية، فكانت أعماله في فترة الثمانينات تنصف كأعمال تاريخية خيالية.
وفي التسعينيات شارك في مسلسلات "هجرة القلوب إلى القلوب"، و"أبو كامل"، و"البديل"، و"تلك الوردة"، و"قلعة الفخار"، و"عمان في التاريخ"، وحوش المصاطب"، و"الجوارح" الذي جسد فيها شخصية ابن الوهاج التي تعد من أشهر الشخصيات التاريخية الخيالية التي قدمها.
قدم كذلك سباعية "أبو البنات" والتي حصل على لقبه منها، كما شارك في مسلسلات "القصاص"، و"بنت الضرة"، و"الموت القادم إلى الشرق"، و"العوسج"، و"العبابيد"، و"الكواسر"، و"نداء المتوسط"، و"الفوارس".
في الألفينيات أعاد أسعد تقديم شخصية ابن الوهاج في مسلسل "البواسل"، كما شارك في مسلسلات "ذي قار"، و"وردة لخريف العمر"، و"الوصية"، و"الرحيل إلى الوجه الآخر"، ومخالب الياسمين"، و"قبل الغروب"، و"سيف بن ذي يزن"، و"بيت العز"، و"أنشودة المطر"، و"النورس".
شارك كذلك في مسلسلات "الداية"، و"قتل الربيع"و"فارس بني مروان"، و"العدول"، و"الطارق"، و"الخيط الأبيض"، و"نزار قباني" وفيها جسد شخصية توافق والد نزار، و"سيد العشاق"، و"انتقام وردة"، و"حكم العدالة"، و"حسيبة"، و"ليل ورجال"، و"قمر بني هاشم"، و"شركاء يتقاسمون الخراب".
من المسلسلات الأخرى التي قدمها مسلسل "رياح الخماسين" ، "بيت جدي"، و"اسأل روحك"، و"تحت المداس"، و"بلقيس"، و"رايات الحق"، و"الزلزال"، و"الدبور"، و"أسعد الوراق"، و"في حضرة الغياب"، و"رجال العز"، و"ما بتخلص حكايتنا"، و"المصابيح الزرق"، و"حائرات".
شارك أيضًا في مسلسلات "عين الجوزة"، و"حارة المشرقة"، و"صدر الباز"و"باب الحارة" وجسد فيها شخصية حسن أبو ظافر"، و"فرصة أخيرة"، و"آخر عمل فني قدمه هو مسلسل "سوق الحرير" الذي عرض عام 2020.
وفي فترة الألفينيات قدم أسعد فضة عدد قليل من الأعمال السينمائية منها "الرابعة بتوقيت الفردوس" الذي عرض عام 2015، و"مريم" الذي عرض عام 2012، و"دمشق مع حبي" عام 2010، و"قمران وزيتونة" عام 2002، و"الطحين الأسود"، و"زهر الرمان" عام 2001.
في التلفزيون قدم أسعد أول شخصية شامية وهي شخصية أبو دباك في مسلسل "هجرة القلوب إلى القلوب" وشخصية أبو كامل وهو اسم المسلسل الذي تكون من جزأين ولعب أسعد بطولته.
المناصب التي شغلها
شغل أسعد فضة عدد من المناصب الإدارية على مدار 40 عامًا من حياته الفنية، أولها عام 1967 حيث شغل منصب مدير المسرح القومي، وبعدها بعام شغل منصب رئيس المركز الدولي للمسرح في سوريا.
شغل أسعد أيضًا منصب نقيب الفنانين السوريين لفترتين كل فترة امتدت 4 سنوات، كما شغل منصب مدير المسرح والموسيقى التابعة لوزارة الثقافة من عام 1974 إلى عام 2001.
من المناصب الأخرى التي شغلها أسعد منصب نائب رئيس الاتحاد العالم للفنانين العرب، وتولى إدارة 3 مهرجانات محلية، وهم مهرجان المحبة في اللاذقية، ومهرجان بصرى الدولي في درعا، ومهرجان دمشق المسرحي.
انتقده البعض لتقلده العديد من المناصب في سوريا، ولكنه قال إنه عندما شغل منصب مدير المسرح القومي في أواخر الستينيات رأى أنه كان الوحيد الذي يستحق هذا المنصب، حيث كان وقتها الوحيد الذي أوفد إلى فرنسا ومصر لدراسة المسرح والتمثيل، ولم يعترض أحد على تعيينه هذا المنصب.
أيضًا تم اختياره مديرًا للمسارح والموسيقى كان ضمن تكليف من وزارة الثقافة، وكانت اختارت قبله وبعدها أشخاص لشغل هذا المنصب، فلا ضير أنه شغل هذا المنصب، وبالنسبة لتولي النقابة فالأمر تم بالانتخاب وليس بالتعيين.
