"أداة مكافحة الإكراه" خطة ألمانية للرد على الرسوم الأمريكية

  • تاريخ النشر: الإثنين، 07 أبريل 2025
"أداة مكافحة الإكراه" خطة ألمانية للرد على الرسوم الأمريكية

في ظل التصعيد التجاري المتواصل من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، تدرس ألمانيا خططًا مختلفة لمواجهة الرسوم الجمركية التي فرضتها الإدارة الأمريكية على ألمانيا والعديد من الدول حول العالم.

ومن ضمن هذه الخطط، تسعى ألمانيا لإقناع الاتحاد الأوروبي على تبني موقف أكثر حزمًا من خلال دراسة  تفعيل أقوى أدواته التجارية، وهي أداة "مكافحة الإكراه". وقد شدد وزير الاقتصاد الألماني "روبرت هابيك" على ضرورة إعادة النظر بشكل جدي في هذه الأداة، ورأى أنها تتجاوز حدود سياسة الرسوم الجمركية التقليدية، ولمّح إلى إمكانية استخدامها ضد شركات التكنولوجيا الكبرى، كجزء من استراتيجية ردع أكثر شمولًا.

اقرأ أيضًا: ألمانيا تدرس سحب 1200 طنًا من الذهب بعد قرارات ترامب

ما هي أداة مكافحة الإكراه؟

تعتبر أداة مكافحة الإكراه من ضمن أدوات الردع التي يتخذها الاتحاد الأوروبي لمواجهة الضغوط الاقتصادية، وهدفها ردع الممارسات القسرية التي قد تنتهجها قوى تجارية كبرى، منها الصين والولايات المتحدة الأمريكية.

من خلال هذه الأداة، يمكن لبروكسل اتخاذ تدابير صارمة، تتراوح بين فرض قيود على خدمات الدول الثالثة داخل السوق الموحدة، وصولا إلى فرض ضرائب وتنظيمات مشددة.

وعلى الرغم من صرامة هذه الأداة، إلا أن تنفيذها يتطلب مساراً إجرائياً طويلا ومعقداً، هدفه تمهيد أرضية للحوار، وتأكيد دور الدول الأعضاء في اتخاذ القرار.

رفض الاتحاد الأوروبي للقرارات الأمريكية

وقد اتفق العديد من المسؤولين في الاتحاد الأوروبي قرار الولايات المتحدة، واجتمعوا على أهمية الحوار والتفاوض من أجل حل الأزمة. أعربت فرنسا عن استعدادها اقتراح خطوات مضادة، منها تنظيم كيفية تعامل المنصات الرقمية الأمريكية الكبرى مع بيانات المستخدمين الأوروبيين، وهو قرار تلقى صدى متزايداً في عدة عواصم أوروبية.

أما الوزير الألماني هابيك، فقد أكد على ضرورة تجاوز الرد الأوروبي الشعارا، ويصل إلى أدوات فعلية ذات تأثيره. واتفق معه في هذا التصريح وزير التجارة النمساوي، فولفغانغ هاتمانسدورفر، الذي قال في تصريحات صحفية: "الأولوية تبقى للحوار، لكن يجب أن تظل جميع الخيارات على الطاولة، بما فيها الضرائب على شركات التكنولوجيا".

أما وزير الدولة الإسباني، كارلوس كويربو، فقد حذر من التهور في اتخاذ القرارات، ولكنه لم يستبعد هو الآخر اللجوء إلى الرد بالمثل إذا فشلت المحادثات، وقال في تصريحات لبلومبرغ: "يجب أن يكون ردنا متزنا، وأن نحافظ على هدوئنا، لكن إن لم نصل إلى نتيجة بعد التفاوض، فلدينا أدوات كفيلة بإحداث التوازن، ولا تقتصر على الرسوم فحسب".

وتسعى دول الاتحاد الأوروبي جاهدة لرأب الصدع بين مواقفها المتباينة في محاولة للتوصل إلى رد موحد تجاه التصعيد الجمركي الأمريكي، والذي تسبب في اضطراب في الأسواق العالمية.

ورغم تصاعد الأصوات المنادية بالرد الحازم، إلا أن هناك تياراً داخل الاتحاد الأوروبي يدعو إلى الحذر، ويلمح إلى إمكانية تقديم بعض التنازلات. وما بين الرغبة في الرد بحزم والرغبة في الحذر في التعامل مع الأزمة، يرى العديد من الخبراء أن أكبر تحد يواجه الاتحاد الأوروبي هو عدم وضوح رؤية فريق ترامب حيال ما يريده بالفعل.

اقرأ أيضًا: انخفاض البيتكوين تحت 100,000 دولار بسبب رسوم ترامب الجمركية

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة