أحمد مشاري العدواني.. شاعر النشيد الوطني الكويتي

يمتلك الشاعر الكويتي أحمد مشاري العدواني تجربة أدبية ناجحة ومميزة استمرت على مدار 30 عامًا تضمنت عطاء شعريا وأدبيا متواصلا ومساهمة في إحياء الثقافة في الكويت، وتبلورت عطاءاته بتأليفه النشيد الوطني الكويتي، فضلًا عن غناء نجمات ونجوم الوطن العربي أهم قصائده، تعرف أكثر على مسيرته الأدبية وحياته.

من هو أحمد مشاري العدواني؟

هو شاعر وكاتب ومثقف كويتي ولد في الكويت في عام 1923 وهو واحد من أهم شعراء وأدباء ومثقفي الكويت في العصر الحديث، وهو مؤلف النشيد الوطني الكويتي.

ساهم العدواني في إثراء المشهد الثقافي والأدبي في الكويت والخليج العربي بمؤلفات أدبية وشعرية ومسرحيات ناجحة ومميزة، لذا فهو يعد من الرحيل الأول للطبقة المثقفة في الكويت.

شغل العدواني عدة مناصب إدارية وقيادية في البلاد منها وزارة التربية والإعلام، وكان له دور مهم في إنشاء وتأسيس جمعيات أدبية وثقافية في البلد.

اهتم العدواني بقضايا الشعب والوطن العربي في أشعاره وقصائده، وقد عبّر عن رفضه للواقع الذي يعيشه ورغبته في العيش في عالم مثالي كثيرًا في قصائده، وقد ترجمت العديد من قصائده إلى لغات أجنبية.

نشأته وتعليمه

ولد أحمد مشاري العدواني في الكويت وتلقى تعليمه الأولى في الكتاتيب، التي كانت شائعة في هذا الوقت، وتعلم فيها القرآن الكريم والقراءة والكتابة، ثم التحق بالمدارس النظامية ودرس فيها حتى المرحلة الثانوية، وتحديدًا في مدرستي الأحمدية والمباركية.

سافر العدواني إلى القاهرة لإكمال دراسته الجامعية، ودرس في جامعة الأزهر، وكان من أوائل المبتعثين الكويتيين للدراسة في الخارج في عام 1939 إلى مصر مع يوسف عبد اللطيف، وعبد العزيز الحسين ويوسف المشاري البدري وتخرج في الجامعة عام 1949، ثم عاد إلى الكويت وبدأ مسيرته المهنية في التدريس.

متى ولد أحمد مشاري العدواني؟

ولد في عام 1923 وتوفي في عام 1990 عن عمر 67 عامًا.

مسيرته المهنية

عاد الشاعر أحمد مشاري العدواني إلى الكويت عام 1949 وبدأ مسيرته المهنية كمدرس في المدرسة القبلية الابتدائية، ثم انتقل للعمل في مدرسة الشويخ الثانوية وذلك في عام 1954.

انتقل بعدها للعمل كوكيل في وزارة التربية التعليم وذلك في عام 1963، ثم أصبح وكيلًا مساعدًا في وزارة الإعلام في عهد الشيخ جابر العلي السالم الصباح رحمه الله، وكان له تأثير كبير في هذا المنصب، حيث أسس المعهد العالي للفنون الموسيقية في الكويت.

شغل العدواني منصب أمين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب من عام 1973 وظل يشغل هذا المنصب حتى عام 1987. شارك العدواني في تأسيس عدد من الصحف في الكويت، ومنها مجلة البعثة التي كانت تصدر من القاهرة في عام 1947.

أنشأ أيضًا مجلة عالم الفكر مع العالم المصري أحمد أبو زيد فضلًا عن العديد من المجلات الأخرى منها "عالم المعرفة والثقافة العالمية، و"المسرح العالمي". كان العدواني ممثلًا للكويت في مجمع اللغة العربية في القاهرة عام 1972.

مسيرته الأدبية

تنوعت الإنتاجات الأدبية للشاعر أحمد مشاري العدواني بين قصائد ومقالات ومسرحيات، وقد غنى أشعاره كبار المطربين والمطربات في الكويت والوطن العربي، ومنهم الفنانة أم كلثوم التي غنت قصيدته "يا دارنا يا دار".

كتب العدواني مسرحية "مهزلة في مهزلة" وكتبها عندما كان طالبًا في القاهرة، وكانت هذه المسرحية أول تجربة له في المسرح الكويتي، وقد طبعت المسرحية في القاهرة عام 1948، وقد قدمت المسرحية في نفس العام على مسرح بيت الكويت.

ألف العدواني عددًا من الدواوين منها ديوان "أجنحة العاصمة" وصدرت عام 1980، وديوان "أوشال"وصدرت عام 1996، وديوان "صور وسوانح"، كما ألف العديد من القصائد الغنائية، ومنها قصيدة "أرض الجدود" التي غنتها أم كلثوم، وغنت أيضًا من قصائده "يا دارنا يا دار" من ألحان السنباطي

غنى الفنان عبد الحليم حافظ أغنيته "يا فرحة السمار" من ألحان حمد عيسى الرجيب، كما غنت الفنانة نجاة الصغيرة قصيدته "يا ساحل الفنطاس.

تأليف النشيد الوطني الكويتي

ألف الشاعر أحمد مشاري العدواني النشيد الوطني الكويتي ولحنه الفنان إبراهيم الصولة، وقد تم اعتماد النشيد بداية من عام 1978 وحتى يمنا هذا.

جاءت فكرة النشيد الوطني من مجلس الوزراء في الكويت الذي كان يرأسه الشيخ جابر الأحمد الصباح رحمه الله، وقد تم الإعلان عن مسابقة مفتوحة لتقديم الكلمات والألحان بدلًا من السلام الأميري الذي استخدم منذ استقلال الكويت عام 1961.

وقع الاختيار على قصيدة العدواني، ويقول فيه:

وَطَني الكُوَيْتَ سَلِمْتَ للمَـجْـدِ

وَعَـلى جَـبِـيـنِـكَ طَـالِـعُ السَـعْـدِ

وَطَني الكُوَيْت وَطَني الكُوَيْت

وَطَني الكُوَيْتَ سَـلِـمْـتَ للمَـجْـدِ

يَـا مَـهْـدَ آبـاءِ الأُلَـى كَـتَـبُـوا

سِـفْـرَ الخُـلُـودِ فـنَـادَتِ الشُـهُـبُ

الـلـهُ أَكــبَــرُ إنَــهُــمْ عَــرَبُ

طَـلَـعَـتْ كَـوَاكِــبُ جَـنّـةِ الخُـلْـدِ

وَطَني الكُوَيْتَ سَلِمْتَ للمَـجْـدِ

وَعَـلى جَـبِـيـنِـكَ طَـالِـعُ السَـعْـدِ

بُورِكتَ يَـا وَطَني الكُوَيْتَ لَنَا

سَكَنًا وَعِشْتَ عَلَى المَدَى وَطَنا

يَفْدِيـكَ حُـرٌ فِـي حِـمَـاكَ بَـنَـى

صَـرْحَ الحَـيَـاةِ بِـأكْـرَمِ الأيْـدِي

قصائد أحمد مشاري العدواني

كان الشاعر أحمد مشاري العدواني صاحب منهج شعري متميز، حيث لم تقتصر أعماله على مجرد تعبير عن ذاته الضيقة، بل تجاوز ذلك ليشمل آخرين من مجتمعه ووطنه، وحتى أبناء الوطن العرب، وربما حتى البشرية ككل.

ونجد في أشعار أحمد المشاري العدواني أن قضايا الشعب والوطن العربي تشكل جوهر إبداعه، حيث يعكس همومهم ومشاكلهم بطريقة تتسم بالوجدانية والفلسفية، ويستخدم الشاعر هذه الأحاسيس والمشاعر كرموز تعبيرية تعبر عن مواقف وأفكار كانت تشغل فكره، ويتجاوز العاطفة ليعبر عنها بشكل فني يتسم بالعمق والتأمل.

ومن أشعاره قصيدة يتحدث فيها عن الكويت ويقول:

قد شفنا حب الكويت, فكلنا

كلف بليلى قد عناه وصلها

ان الكويت لأهلها وهم لها

قامت مآثرها عليهم كلها

عاشوا لخدمتها وما احتملوا الأذى

من دونها الا ليذكوا حقله

ومن قصائده المعبرة أيضًا قصيدة يتحدث فيها عن الرحيل، ويقول فيها:

رحلت عنكم منذ سنين.. وسنين أجل يا سادتي أجل!

رحلت عنكم.. ولم أزل - أرحل.

رحلت عنكم.. منذ قعدتم عن مباراة الزمان

مخافة على الكنوز والقصور

وقلتم: في الكهف ساحة الأمان

وما لنا، والرياح حولنا تثور

وعندنا وادي السكون

وفي ظلاله نكون ما نحب أن نكون

ومن هنا

كان الخلاف بيننا

مشكلة تعقدت

وما أظنها..

دون افتراقنا تنحل

أجل يا سادتي أجل!

رحلت عنكم، ولم أزل - أرحل!

جوائز وتكريمات

حصل الشاعر أحمد مشاري العدواني على العديد من الجوائز والتكريمات طوال مسيرته الأدبية، ومنها شهادة تقديرية مع درع وزارة التربية والتعليم، وقلادة الجامعة العربية عام 1964.

حصل أيضًا على شهادة تقدير مع درع وجائزة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي عام 1981، كما حصل على شهادة تقدير مع درع المسرح العربي عام 1986، وشهادة تقدير مع درع جمعية الصحافيين عام 1989.

حصل كذلك على شهادة تقدير مع درع وزارة الإعلام، وشهادة تقدير ووسام التكريم من الدرجة الأولى من عمّان عام 1989.

وفاته

توفي الشاعر أحمد مشاري العدواني في 17 يونيو عام 1990، وبعد وفاته رثاه العديد من الشعراء والأدباء في البلاد، منهم الشاعر عبد الله الدويش الذي ألف قصيدة قال فيه:

مرحوم يا رب المعاني والشعر والأدب

يا من سما بالثقافة والفنون بأدب

اسمك صعد في سماء الافاق عز أو أدب

لك سمعة بالوطن ما مثلها سمعة

عقل وثقل والفكر والراي والسمعة

عساك بعلا الجنان العالية بسمعة

يا رافع بالبلد احلا الذكر والأدب

مال المنايا خذت منا الأديب الأغر

الشاعر اللي لربات المعاني أغر

رب الشعر والأدب بمحكماته أغر

أحمد رزين العقل له حكمة شاعله

أسراج وقته لأرباب الفكر شاعلة

أبو مشاري بطيب أفعايله شاع له

حسن النبا في كلامه وكل وقته أغر