أحمد عيسى المعصراوي.. شيخ عموم المقارئ المصرية سابقًا

واحد من أبرز علماء القراءات والتجويد في العالم الإسلامي، إنه الدكتور أحمد عيسى المعصراوي الذي يعد من أعلام التجويد، والذي كرس حياته لخدمة القرآن الكريم تعليمًا وإقراءً، حتى أصبح شيخًا لمقارئ مصر، وحظي بشهرة عربية وعالمية، وترك بصمة واضحة في تعليم القرآن، في السطور التالية تعرف على مسيرته وحياته.

السيرة الذاتية للشيخ أحمد عيسى المعصراوي

أحمد عيسى حسن المعصراوي هو قارئ وعالم قراءات مصري، ولد في قرية دنديط التابعة لمركز ميت غمر في محافظ الدقهلية في الأول من مارس عام 1953، وشغل سابقًا منصب شيخ عموم المقارئ المصرية، كما عمل في تدريس الحديث النبوي في جامعة الأزهر.

نشأ المعصراوي وسط بيئة قرآنية أثرت على تكوينه العلمي والديني، وبدأ رحلته في تعلم القرآن في الكتّاب، وحفظ فيها القرآن الكريم كاملًا، ثم واصل دراسته في الأزهر الشريف، وتخصص في علوم القراءات والتجويد.

شغل المعصراوي العديد من المناصب البارزة، أهمها شيخ عموم المقارئ المصرية، كما أشرف على طباعة المصاحف، وعمل أستاذ لمادة القراءات وعلوم القرآن في الأزهر الشريف.

كان أحمد عيسى المعصراوي عضوًا في لجان مراجعة المصاحف في مجمع البحوث الإسلامية، كما أنه شارك في كحكم في العديد من مسابقات القرآن الكريم، وشاركف ي المؤتمرات الدولية والبرامج التلفزيونية.

نشأته وتعليمه

ولد الشيخ أحمد عيسى المعصراوي في قرية دنديط في محافظة الدقهلية، وقد عاش وسط بيئة قرآنية اهتمت بتعليم أبنائها حفظ القرآن الكريم. حفظ المعصراوي القرآن الكريم لفترة في كُتّاب القرية، ثم سافر إلى القاهرة، حيث كان والده يعمل هناك، وواصل حفظ القرآن.

انضم المعصراوي إلى معهد قراءات الخازندار في شبرا بمحافظة القاهرة، ثم عاد إلى القرية مرة أخرى، وأتم حفظ القرآن الكريم كاملًا، وقرأ القراءات العشر، وحصل على الإجازة من فضيلة الشيخ عبدالحكيم عبداللطيف والشيخ محمد عبدالحميد عبدالله.

عاد أحمد عيسى المصراوي مرة أخرى إلى القاهرة، وأكمل دراسته في الأزهر الشريف. قرأ المعصراوي القرآن الكريم على يد العديد من المشايخ البارزين، ومنهم الشيخ أحمد مرعي، وقاسم الدجوي، وأحمد الأشموني، وأحمد مصطفى، وسليمان الصغير، ومحمد السرتي وغيرهم.

التحق فيما بعد بكلية الدراسات الإسلامية في جامعة الأزهر، وحصل على الإجازة العالية في الدراسات الإسلامية والعربية عام 1980. في عام 1985، تابع دراساته العليا، وحصل على درجة الماجستير في الحديث وعلومه عام 1989 بتقدير ممتاز، وفي عام 1990، حصل على درجة الدكتوراه في الحديث وعلومه بتقدير ممتاز.

سند الشيخ المعصراوي

حصل الشيخ أحمد عيسى المعصراوي على عدة إجازات من شيوخ كبار في مصر، وقد قرأ أول مرة على الشيخ محمد إسماعيل عبده الدنديطي، وهو نفس الشيخ الذي أقرأ لجده من أمه، أي الشيخ المعصراوي قرين جده في الإجازة.

قرأ المعصراوي بعد ذلك على الشيخ عبدالحكيم عبداللطيف، والذي صاحبه لأكثر من 40 سنة، وقرأ عليه القرآن الكريم بالقراءات العشر عام 1980.

قرأ كذلك على الشيخ أحمد مصطفى أبو الحسن، وقرأ على الشيخ أحمد الأشموني، والشيخ محمد عبدالحميد السكندري، والشيخ بكري الطرابيشي. أما أعلى سند حصل عليه الشيخ المعصراوي في القراءات كان من الشيخ بكري الطرابيشي، والذي بينه وبين الرسول صلى الله عليه وسلم 28 قارئًا.

أين يقيم الشيخ أحمد عيسى المعصراوي؟

يقيم الشيخ المعصراوي حاليًا في العاصمة القطرية الدوحة منذ عام 2014 تقريبًا.

زوجته وأبنائه

تزوج الشيخ أحمد عيسى المعصراوي في سن مبكرة، حيث كان يبلغ من العمر 21 عامًا تقريبًا، ولديه 9 من الأبناء، 3 منهم من خريجي جامعة الأزهر.

مسيرته المهنية

بدأ الشيخ أحمد عيسى المعصراوي مسيرته المهنية في سن مبكرة، فقد بدأ مسيرته كقارئ في حفلات القرآن الكريم بعمر 12 عامًا، وحصل على شهرة واسعة في قريته والقرى المجاورة نظرًا لصوته العذب وحفظه المتقن.

عمل المعصراوي كذلك في التدريس في مدارس الأزهر عندما كان طالبًا، كما كان يشارك في حفلات القرآن الكريم، ومسابقات القرآن التي تنظمها الأزهر.

في عام 1980، وبعد إنهاء دراسته في كلية الدراسات الإسلامية في الأزهر، انتقل المعصراوي إلى السعودية، وعمل في كلية المعلمين لمدة 5 سنوات، ثم عاد إلى مصر لإكمال دراسته العليا.

تقلد المعصراوي فيما بعد عددًا من المناصب في الأزهر، فقد عمل مدرسًا في المعاهد الأزهرية حتى عام 1993، كما كان يدرس الحديث في قسم الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، وترقى حتى وصل إلى درجة أستاذ في القسم ذاته.

في عام 1999، حظي المعصراوي على عضوية لجنة الاختبار بالإذاعة والتلفزيون المصري، وفي عام 2003، أصبح رئيسًا للجنة مراجعة المصاحف بمجمع البحوث الإسلامية في مصر.

في عام 2004، أصبح الشيخ المعصراوي شيخ عموم المقارئ المصرية، ولكنه أقيل عام 2014 لأسباب سياسية. بعد السفر إلى قطر، واصل الشيخ المعصراوي مسيرته في تدريس وتعليم القرآن ومنح الإجازات.

عمل كذلك حكمًا في العديد من مسابقات القرآن الكريم، ولعل أبرزها مسابقة "تيجان النور"، الذي شارك في العديد من مواسمه، كما شاركت في تحكيم الكثير من المسابقات في الدول العربية والإسلامية، منها تركيا بروناي والسنغال وقطر. يشارك كذلك في لقاءات الوعظ والإمامة في الكثير من بلدان العالم.

تأسيس منصة "سند"

من بين المشروعات القرآنية التي شارك الشيخ أحمد عيسى المعصراوي في تدشينها  هي منصة "سند" وهي منصة مخصصة لتقديم خدمات عليم تلاوة القرآن الكريم باجلنب النظري والعملي التفاعلي، كما تتيح المنصة للطالب أن يحصل على شهادة اجتياز المادة النظرية لأحكام التلاوة والتجويد معتمدة من المجلس العلمي للمنصة، الذي يرأسه الشيخ أحمد عيسى المعصراوي.

تضم المنصة برنامجًا عليمًا اسمه "سند إتقان"، و"سند إجازة"، وكلها برامج غير ربحية هدفها سد حاجة المسلمين وخاصة بعد الإقبال المتزايد على تعليم القرآن الكريم لجميع الأعمال من حول العالم.