ولد الدكتور أحمد عمارة في بيئة محافظة تهتم بالأخلاق والقيم العليا والدين فتربى على ذلك فكانت له نظرة مختلفة في علم النفس الإسلامي وتمكن من نشر نظرته تلك من خلال عمله كدكتور واستشاري نفسي، فمن هو؟ وكيف كانت نشأته؟
الدكتور أحمد عبد اللطيف عبد المجيد عمارة هو استشاري الصحة النفسية بالطاقة الحيوية، ولد في سنة 1980، وكان يركز اهتمامه على الجانب العلمي طوال حياته. نشأ الدكتور عمارة في بيئة محافظة أعطت الأولوية للقيم والأخلاق العالية، وكان الاهتمام الديني منذ الولادة بسبب تركيز والده على إعطائه أكبر قدر من المعلومات الدينية والأخلاقية.
فضلًا عن إبداع جده - الشيخ عبد المجيد صبح رحمه الله من أئمة علماء الأزهر في تعليمه التفكير ونقد العقل وإدراكه لفهم التعاليم الدينية التي يطبقها بوعي وعدم التخلي عن عقله لأحد.
درس في الأزهر الشريف قبل أن ينتقل إلى السعودية مع والده د. عبد اللطيف عمارة، أستاذ علم النفس بجامعة المنصورة، على سبيل الإعارة للتدريس في الجامعات السعودية. أنهى المراهق أحمد دراسته الثانوية في المملكة العربية السعودية واختار فيما بعد دراسة علم النفس بسبب حبه الشديد لعلم النفس، والذي نشأ من قراءة الكثير من الكتب المتوفرة في مكتبة والده.
وتعتبر هذه المرحلة الجامعية الأساس في تنمية شخصيته البحثية، مما يصوغ ويطور ميله ورغبته في البحث، فضلًا عن طموحه القوي وعطشه للمعرفة والإدراك والتعلم.
بعد تخرجه من الجامعة كان مفعما بالإصرار على استكمال مسيرته التعليمية، وهي مرحلة أطلق عليها اسم "مرحلة الوعي"، واجه أحمد العديد من العقبات والمشاكل حتى تم توجيهه إلى المسار الذي اعتبره الحياة الصحيحة.
مما دفعه إلى التعمق في دراسة علم النفس، وخاصة فرع التخاطر، الذي كان مفتونًا به لنتائجه الملموسة السريعة والمثيرة للإعجاب في حياته الشخصية وفي حياة كل شخص. فبدأ بتطبيق تدريبه العملي وأكمل دراسته العلمية حتى حصل على الدكتوراه من الولايات المتحدة الأمريكية.
تماشياً مع دراسته الأكاديمية، قرر مواصلة رحلته المعرفية فسافر إلى العديد من دول العالم وتدرب على أيدي أشهر علماء العالم من فئات فريدة ومتميزة في مجالات علم التخاطر والميتافيزيقيا والطاقة الحيوية وعلم النفس المعرفي.
وبحكمة كبيرة، قرر تنويع مصادره المعرفية من خلفيات ثقافية ودينية مختلفة، وإضافة مزيج عالمي من خبرته التعليمية، ودمج تلك المعرفة بمهاراته البحثية وخلفيته الدينية.
فهو يعمق ويوسع بحثه ليشمل الديانات التوحيدية المختلفة وكتبها المقدسة لربطها بالدراسة الأساسية لعلم النفس، كما يهتم دائمًا بإيجاد الطريقة الصحيحة لتحقيق السعادة. تظهر مرحلة الحصاد الالتزام الكامل والدائم من قبل د. أحمد عمارة لتحقيق رؤيته لنفسه وللإنسانية منذ عام 2009.
حيث قام بتدريب آلاف الأشخاص حول العالم، وكان له أثر هائل في تحفيز وإلهام العديد من القادة الحكوميين والمسؤولين ورؤساء الشركات وذلك من خلال مئات التسجيلات الصوتية والمرئية والمؤتمرات والبرامج التلفزيونية.
لدى الدكتور أحمد عمارة قناة على اليوتيوب ينشر فيها فيديوهات مختلفة لها علاقة بتحسين الصحة النفسية والإيجابية في حياة الشخص، ولديه 1.42 مليون مشترك على قناته على اليوتيوب.
ولدى الدكتور عمارة العديد من الفيديوهات التي حققت جدلًا كبيرًا وانتشارًا واسعًا بين الناس ولعل أهم هذه الفيديوهات هو فيديو "سيكولوجية الدعاء".
وتمكن أحمد عمارة أن يفوز بجائزة أوسكار الأكثر انتشارًا عام 2020 في دبي من مركز تنمية الموارد البشرية في دبي HDTC. وحقق الفيديو نجاحًا كبيرًا حيث وصلت عدد المشاهدات إلى 5 مليون مشاهدة، وفيها يقدم الدكتور عمارة فوائد مذهلة للدعاء وكيف تدعو الله وتجد الإجابة.
ويقول الدكتور أحمد عمارة خلال هذه الحلقة أن الله خلق البشر للعبادة في الحياة، سواء في الدنيا، والعبادة فعل، والإنسان دائمًا في حالة عبادة، إذا تمت عبادته لله نال السعادة، وإذا كانت لغير الله يغلبه البؤس.
ومن وجهة نظره، العبادة تعني اكتساب الطاقة وتطبيقها، مما يوحي بأن السعي هو غطاء أي عمل يقوم به الإنسان في حياته، والسعي من نوعين: سعي الروح وسعي الجسد.
وأوضح أن معظم الناس يركزون على السعي وراء الجسد الذي يمثل 1٪ فقط من تحقيق شيء ما، وهم يتجاهلون السعي وراء الروح الذي يمثل 99٪ من تحقيق هذا الشيء. هذا النوع من السعي النفسي يعطي الشخص القدرة على الإنجاز، بينما القراءة والدراسة هما "سعي جسدي".
ويشير الدكتور أحمد عمارة إلى أن من المفاهيم الخاطئة لدى بعض الناس توهمهم أن الدعاء فقط قادر على تبديل حالهم دون جهد منهم، وفي هذا اتكال على الله فلا بد للإنسان أن يسعى ليصل إلى ما يريده.
يقدم الدكتور أحمد عمارة العديد من الدورات في أكاديميته "عمارة أكاديمي" حيث كان الدكتور عمارة شغوفًا بنقل المعلومات إلى عدد كبير من الشباب في مختلف دول العالم، وهذا ما جعله يزور أربع أو خمس دول شهريًا.
الأمر الذي استغرق الكثير من الوقت وأثر على بحثه التفرغي والعلمي، لذلك قرر أن يكرس نفسه في الفترة المقبلة ومنح نفسه فرصة للقيام بالدورات الأساسية ليستفيد منها معظم الشباب في مختلف أنحاء البلاد.
في الوقت نفسه، تم تكريسها لمزيد من البحث وإنتاج أكبر عدد من الدورات في مختلف جوانب الحياة، بهدف أن تصبح الأكاديمية المكان الرئيسي للإلهام لجميع أولئك الذين يرغبون في تطوير وتحسين جوانب حياتهم.
تهدف الأكاديمية إلى أن تكون مرشدًا نفسيًا وروحيًا لجميع أعضائها والمنتسبين إليها، وتزودهم بحلول منهجية فعالة تغذي حماسهم وتنير طريقهم لعيش حياة أفضل.
كما أنه يزودهم بإجابات دقيقة وواضحة للعديد من الأسئلة التي كانت تثير عقولهم ولم يجدوا إجابات لفترة طويلة، أو قد يواجهون الإنكار والاتهام عندما يسألونها لمن حولهم، لذلك يحتفظون بها في أذهانهم لفترة طويلة خوفًا من النقد أو الاتهام أو الشك.
